بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نداء .. نداء .. نلفت انتباه
فصائل المقاومة العراقية.. والحركة والشخصيات الوطنية ..على نتيجة تحليلات صلاح المختار المختبرية .. بخدعة الانسحاب التكتيكي للإدارة الأميركية

 

 

شبكة المنصور

ابو علي الياسري / النجف الاشرف

 

مع اقتراب صدور تقرير الجنرال ( ديفيد باتريوس ) , يتداول في واشنطن الحوارات والمسائلات والتوقعات والمضاربات والتشنجات والتبجحات السياسية لكبار الساسة الاميركان وبجميع اللوانهم السياسية ( الديمقراطية والجمهورية والليبرالية والسناتورات أصحاب الشركات الاحتكارية) , وما تقوم به المراكز والمعاهد والجهات الخاصة بالاستفتاءات الأميركية عن ما تعلنه من نتائج رفض ومناهضة الشعب الأميركي لحرب واحتلال (غير شرعي ) أساءت لأميركا وشعبها سمعتها وحضارتها وهيبتها التي كانت في نظر الأغلبية من دول العالم بأنها دولة حضارية إنسانية ولكن حقيقة إدارتها مجرمة بحق الإنسانية . كل هؤلاء يترقبون صدور هذا التقرير الذي يتوقعونه بأنه المنقذ الوحيد لقواتهم المهزومة جراء تكبدها أفدح الخسائر البشرية والعسكرية والمادية والتي أوصلت الخزينة الأميركية إلى أضخم المصروفات المالية والبالغة ( 2 تريليون ) دولار أميركي بفعل شدة ضراوة المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية إضافة إلى ما عانته هذه الإدارة من فشل ذريع في تنصيب حكومات احتلال عميلة أوصلت أميركا وإدارتها الإرهابية إلى ادني مستوى في السمعة لعدم احترامها القانون الدولي المتمثل بالشرعية الدولية . لقد فضحت الصحف الأميركية هذه الإدارة الإرهابية في افتتاحياتها أو من خلال أعمدتها الرئيسية وسياساتها الفاشلة في العراق . فهذه صحيفة ( نيويورك تايمز ) تصف المالكي وجميع حكومات الاحتلال التي سبقته كانت كارثة عظيمة للشعب العراقي لما لهذه الدمى من طائفية ومذهبية في فرض الهيمنة ( الصفوية ) باعتمادها على الميليشيات التي جاءت بعد الاحتلال من الدولة الفارسية . واختتمت الصحيفة أعلاه ( لو كان بوش وتمعن تمعن جيدا في الدروس الحقيقية من فيتنام ,لما كان بهذا الشكل ليغرق أميركا في مستنقع القرن الواحد والعشرين والذي حفره بنفسه في العراق , وان مواصلته في هذا المسار لن تصحح أخطاء فيتنام وإنما ستكررها . أما صحيفة ( الواشنطن بوست ) فقد ذكرت في افتتاحيتها منتقدة تصريحات الإدارة الأميركية والكونكرس بسبب طائفية معظم الذين هم في حكومات الاحتلال وان الإحباط الأميركي قائم في التوصل إلى مصالحة وطنية . أما صحيفة ( بوسطن غلوب ) فقد قالت من الأفضل لو ترك الرئيس ( بوش ) ( صدام حسين ) في الحكم بدلا من التورط في أربعة أعوام من حرب مزقت العراق وراح ضحيتها حسب ما ذكرته الصحيفة أعلاه أكثر من ( 3700) من الاميركان والحقيقة هي أكثر من ( 39) ألف قتيل أميركي. أما ( جيم هو غلاند بوست) فقد ذكرت إن تحرير العراق ( والقصد هو تحرير العراق من العراقيين الاصلاء في هويتهم العراقية العربية ) أصبح احتلالا من قبل الاميركان وأصبحت الديمقراطية وحدة وطنية مركزية بعيدة المنال وأصبحت إستراتيجية القوات الإضافية أداة لتحقيق المصالحة بين أناس لا يريدون التصالح مع بعضهم البعض ...!!. كذلك ما أعرب عنه (جيم هوكلاند) في مقال نشر في صحيفة (الواشنطن بوست ) تحت عنوان ( خطا بوش الفيتنامي ) عن استياءه من محاولة ( بوش ) الربط بين عواقب الانسحاب المبكر من العراق ألان وبين ما يلي الانسحاب الأميركي مستغلا الإخفاق الأميركي في فيتنام من اجل تبرير بقاء ها في العراق . كل هذه الصحف وما ينشر فيها من تصريحات لكبار الساسة والجنرالات والشخصيات الأميركية وما لها من مردودات ايجابية لمطالبة الأغلبية من الشعب الأميركي بالانسحاب الفوري من العراق لفت انتباهنا لمقالة نشرت في شبكة البصرة والأغلبية من الشبكات الوطنية والقومية للأستاذ ( صلاح المختار ) وبعنوان ( انتباه : نعم أميركا ستنسحب ولكن أي انسحاب ) مقال فيه حقيقة الواقع للخدع الأميركية بالانسحاب , لان ما هو إلا حصيلة تحليلات لتجارب ونتائج صحيحة وواقعية من مختبر الواقع السياسي والميداني الذي يسود العراق اليوم .فقد نشر ولأول مرة بان هناك استعدادات أميركية للانسحاب تجري منذ أسابيع على قدم وساق وكما ذكر .وهذه الاستعدادات تتم بسرية تامة وعلى عجل وليل ونهار من مطار صدام الدولي إلى مطارات دول الجوار في (الأردن والكويت والسعودية) و(شمال العراق) لنقل أطنان من الوثائق والمعدات العسكرية الحساسة جدا . لقد تساءل الكاتب حول هذا الإجراءات في نقل هذه الوثائق والمعدات بالأسئلة :- ما معنى هذا ؟ هل هذا المؤشر يعني الانسحاب الأميركي من العراق والاعتراف الرسمي بالهزيمة ؟ أم أنها خطوة تكتيكية لتحقيق الالتفاف الاستراتيجي على المقاومة المسلحة والقوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال ؟؟؟ لقد اعتمد الكاتب على ما تظمنته التقارير من معلومات فأكد على التوقيت في انتهاء عمليات إجلاء الوثائق والمعدات السرية معتمدا على المعلومات التي تشير أليها التقارير بأنها سوف تنتهي في الخريف المقبل كحد نهائي .وهدا التاريخ قريب جدا من التصريحات والإعلانات الأميركية القائلة بان شهر ( أيلول ) سيشهد تطورات مهمة في العراق من ضغط على حكومة المالكي العميلة إضافة إلى تصعيد التوتر بين أميركا وإيران كذلك تكثيف الحملات العسكرية على المقاومة المسلحة . لقد حلل الكاتب وبواقعية بان أميركا ستنسحب بسهولة من العراق بعد أن تكبدت أفدح الخسائر البشرية والعسكرية والمادية , وخصوصا بعد غزوها واحتلالها العراق الذي أصبح في منوال أهداف إستراتيجية أميركا الكبرى لرسم خارطة المنطقة والعالم من اجل الهيمنة واحتكار ثرواتها والسيطرة على مقدراتها لأجل إقامة دكتاتورية عالمية . أتمنى وكلي أمل وحب واحترام وتقديس لما في قلبي وما يحمل من حرص شديد يشهد الله على ذلك لإخوتي في الجهاد والذي لم ولن يتوقف عنهم قلمي النازف بجرح الوطن والشرف والدين رجال (المقاومة العراقية) البواسل وبجميع فصائلهم وجماهيرهم من الحركات الوطنية بان يأخذوا العبرة الصادقة من قلم هذا العراقي الغيور لوطنه وشرفه ودينه الأستاذ ( صلاح المختار ) والذي يعبر عن الواقعية لواقع المستقبل السياسي والميداني لمصير المقاومة العراقية ومصير العراق الواحد بشعبه الأصيل .

لذا يخطا من يظن وحسب ما قاله كاتب المقالة إن أميركا وبكل ما تعرضت له من خسائر مادية وبشرية وعسكرية أو في سمعتها الدولية وفي الناحيتين الإنسانية والحضارية أن تنسحب بسهولة من العراق خصوصا إنها عدت لغزوا العراق والاستقرار فيه كمقدمة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية الرئيسية لرسم خارطتها الجديدة من اجل الهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية والعالم لإقامة دكتاتورية عالمية . إذن يمكن أن تنسحب أميركا كليا من العراق بعد أن تفشل في خرق أو تقسيم أو شرذمة فصائل المقاومة العراقية ولكن انسحاب أميركا المتوقع أو المفاجئ كما وصفه كاتب المقالة هو انسحاب تكتيكي وليس انسحاب حقيقي ونهائي والسبب إحساسها ببوادر التشرذم الطائفي من جهة وبوادر تشرذم داخل المقاومة من جهة ثانية .

نعم يا رجال المقاومة ويا حركاتنا الوطنية ويا أيها الشخصيات الوطنية العراقية أن التوقع في الانسحاب التكتيكي سيكون على نقل القوات الأميركية إلى دول الجوار العراقية ( الكويت والأردن ) ومنطقة كردستان العراقية , أو سيكون إلى المناطق النائية في العراق والبعيدة عن المدن وعمليات المقاومة العراقية . وهذا سيجعل الفرد العراقي يحس ويدرك بان أميركا قد انسحبت وليس لها موطئ قدم في العراق , وكذلك الشعب الأميركي , وإنها ستقوم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق فيما يخص التطورات السياسية أو الحربية , ولكن في الحقيقة ما الذي تضمره أميركا من هذا الانسحاب التكتيكي المغلف بالخدعة الأميركية بعد أن فشلت في جميع مراحل سياساتها الاحتلالية ؟ . السؤال ماذا تضمر أميركا من هذا الانسحاب التكتيكي المغلف بالخدع الإرهابية ؟ الجواب وكما حلله كاتب المقال هو لإنقاذ إدارتها من الخسائر البشرية والعسكرية والمادية وإسكات الرأي العام الأميركي وبجميع اللوانه السياسية وتخفيف النقد والضغوطات الخطيرة على إدارة ( بوش ) . إضافة إلى ما تحمل من غاية أساسية ومهمة خلال انسحابها التكتيكي إلا هو إشعال حروب سلطوية لإشغال الشعب بهذا الحزب أو ذاك أو بهذا الشخص أو ذاك من الذين تأتي بهم الإدارة الأميركية إلى السلطة . هذا التكتيك وغيره من التكتيكات تريد به أميركا لاحتواء العناصر الوطنية المناهضة للاحتلال ولعملياته السياسية الفاشلة من خلال الخطط التي برمجتها الإدارة الأميركية لجعل فراغ سلطوي لغرض أن يسهل عليها سحق المقاومة والحركة الوطنية وبيد مقاومين تشر ذميين وعدميين أو أجانب عاملين في فرق الموت كما وصفه كاتب المقالة عن طريق القاعدة أو عن طريق المحاولات الخبيثة لشق البعث الذي هو النموذج الأول في الحركة الوطنية عسكريا وسياسيا باعتباره المظلة الكبيرة لكافة الشعب العراقي وبجميع مكوناته الاجتماعية , ومثال على ذلك تآمر المدعو ( محمد يونس الأحمد ) الذي كان سابقا بعثيا . إذن الغاية من إعلان الانسحاب في أجواء العداء والشكوك المتبادلة وكما خطط لها أميركيا هو لاستلام السلطة من جهة معينة ومغلفة بالغلاف الوطني وعزل آخرين مما سيسبب إلى الاقتتال والفتنة السياسية بين فصائل المقاومة والحركة الوطنية وهذا سيمهد الطريق لإنجاح التكتيك الأميركي للاقتتال السلطوي بعد الانسحاب مما يجعل ويمهد أميركا لان تدعم أطراف عديدة لاستمرار القتال ضد أو بين المقاومين من اجل انهيار المقاومة وجميع القوى الوطنية .ثم تسيطر أميركا بعد ذلك لشرذمة وتقسيم الجميع وإنهاء دور القوى والحركة الوطنية ,وهذا التصرف سيؤثر على المقاومة والحركة الوطنية عموما والتي ستفقد مؤازريها وجماهيرها التي هي أصلا قاعدتها الشعبية , وهذا هو الهدف التي تنوي إليه الإدارة الأميركية لان الجماهير العراقية ستفتش عن وسيلة لاحتمائها أو الاعتماد عليها ألا وهو القوات الأميركية . لقد شخص الكاتب هدف مهم من أهداف الانسحاب التكتيكي الأميركي وهو حماية الإدارة الأميركية قواتها من الرد الإيراني أثناء توجيه أميركا الضربة الانتقائية لإيران , وهذا جاء من خلال تهديد الأخيرة لأميركا سواء كان بأسلحتها وقواتها أو أجندتها التي دخلت العراق بعد الاحتلال من ( فيلق بدر أو ميليشيات الدعوة أو ميليشيات جيش المهدي وغيرها ) , هذا السبب جعل بالإدارة الأميركية أن تفكر في هذا الانسحاب لإزالة القلق على قواتها في العراق وتعزيز قواتها في الخليج العربي من الضربات الإيرانية بقدرتها على الرد خلال نصبها منظومات دفاعية متقدمة هذا من جانب ,أما الجانب المهم فان الإدارة الأميركية تريد الانسحاب لتوريط إيران في المستنقع العراقي لسببين الأول من اجل الاقتتال مع المقاومة العراقية وبكافة فصائلها الجهادية مما سيؤدي ذلك إلى استنزاف الطرفين وبهذه الطريقة ستضعف إيران وتظهر صورتها كدولة تحتل العراق مما سيغير الرأي العام العربي بقوة , والسبب الثاني إدامة وكثرت الضربات من القوات الإيرانية وأجندتها الصفوية على المقاومة العراقية والذي سيجعل بعض التيارات وكما وصفها الكاتب داخل الصف الوطني للاعتماد على أميركا في طرد إيران من الأراضي العراقية .

هناك هدف مهم للانسحاب الأميركي والذي أشار إليه الكاتب العراقي ألا وهو تهيئة أميركا (لحكومة ائتلاف ) تضم فيها تيارات كانت مع القوى الوطنية أو في المقاومة العراقية لأجل أن تجعلها واجهة احتلال ( جديد ) تنصب بعد استنزاف المقاومة ولقوى الوطنية وتكون عامل مهم في كسب القوى المناهضة للاحتلال والعملية السياسية .

إذن ما هو المطلوب من جميع فصائل المقاومة العراقية والحركات الوطنية تجاه هذا التكتيك الخادع للإدارة الأميركية :-

1.على المقاومة العراقية وبجميع فصائلها والحركات الوطنية أن تعلم جيدا بان أميركا تريد تقسيم العراق بعد تدميره تدميرا كاملا وتريد التفرقة والاقتتال بين فصائل المقاومة من اجل إضعافها أو إنهاءها كليا ومعها الحركة الوطنية عموما , إذن المطلوب العمل بأساليب الكفاح وان يكون هدف فصائل المقاومة واحد ألا وهو ,كيف نضمن وحدة الفصائل المقاومة ومنع تشرذمها .

2. إفشال جميع المخططات الأميركية بوحدة المقاومة ووحدة الجبهة الوطنية الشاملة الرافضة للاحتلال .

3.أن يكون هدف وقانون المقاومة والحركة الوطنية هو تحرير العراق وشعبه من الاحتلالين الأميركي والإيراني

4.الابتعاد عن العمل المنفرد واللجوء تحت مظلة واحدة مقاتلة وكما وصفها الكاتب لها جبهة سياسية داعمة للمقاومة العراقية لضمان النصر والاستقرار والأمن لشعب العراق .

5. على المقاومة والحركات الوطنية العمل بوحدة البندقية المقاتلة , وان يكون شعارها الجبهة الوطنية الشاملة درع المقاومة العراقية .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 02 / أيلول / 2007