ابو علي الياسري / النجف الاشرف

شبكة المنصور

 

                                     

  أن ولادة فكر (البعث) (يوم 7نيسان1947) أنما هو نتيجة لمعانات الأمة من ويلات وويلات الأطماع الاستعمارية الامبريالية وما تمخض عن ذلك من احتلالات في الجسد العربي الذي رسمته تلك الدوائر الامبريالية من بعد الحرب العالمية الثانية والمتمثلة بالدول الكبرى (أميركا وبريطانيا وفرنسا) وبسيطرة الصهيونية العالمية لتلك الدول الاستعمارية لما لها من إستراتيجية مشتركة للسيطرة على الوطن العربي لموقعه الجغرافي الذي يعتبر حلقة وصل بين المشرق والمغرب وما له من بحار ومضايق مهمة إستراتيجية للسيطرة عليها لأغراضهم العسكرية لتهديد وفرض الطوق للتقرب من الدول الاشتراكية (سابقا) وجنوب شرق آسيا والقارة الأفريقية وكذلك لما تمتلك هذه الأمة من ثروات قومية مهمة تفتقر لها هذه الدول الامبريالية (كالبترول) والثروات المعدنية إضافة إلى ما تمتلكه هذه الأمة من تاريخ ولد من أقدم الحضارات والذي علم الدنيا كيف تبنى الحضارات؟؟ وكيف تتعلم منه الأخلاق والعادات والإنسانية؟؟ وكيف تكن ؟وكيف تصبح مثلها؟؟ وكيف تعلم الحضارات الأخرى معنى الحضارات التاريخية؟؟ .لقد عانت هذه الأمة من معاهدات ووعود مشئومة وانتدابات متمخضة من واحتلالات وبقوانين فرضت على الشعب العربي من قبل إداراتها الاستعمارية. أن ما قامت به تلك الدول الامبريالية الاستعمارية من استراتيجيات تآمرية على الأمة وضمن صفحات مرحلية لكل وقت وزمان أنما هو لتكريس التجزئة لهذه الأمة وشعبها العربي من اجل إقامة (كيانات) مصطنعة في قلبها وباتفاقيات مطرزة بالوعود المشئومة كاتفاقيات( سايكس- بيكو) و(وعد بلفور) ومؤتمر (سان ريمو) و..و..الخ . أن ما اتخذ بحق هذه الأمة من قرارات جائرة ومجحفة بحق الشعب العربي يعبر عن إصرار تلك الدول الامبريالية الاستعمارية أعلاه وبأيدي عملائها من الأنظمة الرجعية لتمزيق الوطن العربي وتفتيت شعبه من اجل تجزئته وخلق الفتنة والتفرقة الدينية والطائفية والعنصرية وتفكيكها إلى دول ودويلات وإمارات لمنعها من القدرة على الدفاع عن نفسها بعكس ما كانت امة واحدة وبوحدتها تصبح خطرا على كل من يطمع بها ويستغل نفوذه لاحتلالها واستعمارها ومن ثم احتكار ثرواتها القومية . وبسبب هذه العوامل الخطيرة ولد (البعث) في السابع من نيسان عام 1947م . ان ولادته المباركة كانت نتيجة لما عانته الأمة العربية في زمن تكالبت عليها الأطماع للدول الاستعمارية الصليبية مما جعل بقادة الفكر ألبعثي آنذاك إلى تشخيص وتمحيص جميع المفردات الخاصة التي ستواجهها الأمة .وفعلا كان تشخيص قيادة البعث دقيقا وحساسا ضمن نظريات البعث لما يمتلكه قادته من موهبة في التحليل الدقيق لما ستواجهه الأمة من مخاطر ومؤامرات خاصة بالاحتلالات وتجزئة الأمة والشعب العربي والسيطرة على ثروات العرب القومية . وفعلا ثبت صحة توقع ( البعث) بمستقبل الأمة و صحة التحديات التي لاقتها من خلال التجارب المريرة عبر السنين الطويلة . ومن هنا بدا (البعث) بالنضال القومي من خلال مساندته كافة الأحزاب والحركات التحررية في الوطن العربي ومساندته الحركات التحررية للدول المستضعفة في العالم والمبتلية بأطماع الدول الاستعمارية والامبريالية. واعتبر القضية المركزية والرئيسية لنضاله (القضية الفلسطينية) من خلال وصفه للحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية سياسية استعمارية هدفها التوسع من خلال العدوان للسيطرة على الأمة وجميع مقوماتها الرئيسية . فناضل رفاق البعث من خلال تنظيماته القومية وساندوا الحركات السياسية التحررية ابتدأ من موقفه الثابت في حرب( 1948م) وعدم اعترافه بالكيان الصهيوني ومساندته القوية للمقاومة الفلسطينية ومشاركة رفاق البعث ضمن فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة ومساندته لثورة (23 تموز1952) بقيادة الضباط الأحرار في مصر العروبة بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر(رحمه الله) وتأييده المطلق لحكومة الثورة في مصر العروبة عند اتخاذها القرار التاريخي (بتأميم شركة قناة السويس) وموقف البعث القومي والتاريخي بمشاركة رفاق البعث في حرب (1967م) ضد الكيان الإسرائيلي للدفاع عن العواصم العربية (دمشق والأردن وسيناء) في حرب الكرامة عام (1973م) و..و..الخ. أن مواقف البعث معروفة لأعداء الأمة بسبب تشخيصه و كشفه لما يخطط ويرسم لها من مؤامرات واحتلالات وإجراء تغيرات في الأنظمة الوطنية والقومية المناهضة للاستعمار والصهيونية فموقفه معروف للتاريخ من انتفاضات (1952 و1956) والذي عبرت عنه الجماهير العراقية والعربية في إلغاء المعاهدات والتدخلات التي رسمتها الامبريالية العالمية عن طريق ذيولها العملاء في الأنظمة العراقية والعربية آنذاك . أن نضال البعث نضال لانضال من بعده والسبب أن الفكر ألبعثي أنجب خيرة القادة العظام والذين ولدوا من رحم الأصالة العربية لهذه الأمة المحمدية . فاستمروا في نضالهم بالرغم من التحديات والمخاطر والصعوبات ولغاية وصولهم إلى دفة القيادة عندما فجر البعث في العراق ثورة (17 تموز1968) والداني والقاصي يعلم جيدا عن ما قدمته تلك الثورة من انجازات عظيمة وعلى جميع المستويات الوطنية والقومية والإنسانية وبقيادة القائد العربي الشهيد المجاهد( صدام حسين) ( رضي الله عنه واسكنه فسيح جنته) ومعه رفاق الدرب والعقيدة في القيادة السياسية والذين جعلوا من هذه الثورة ثورة ضد الاستعمار والامبريالية والرجعية العربية وذلك بتحرير الوطن من سيطرت الاحتكارات الأجنبية الرأسمالية وتطهير العراق من العمالة والجاسوسية. إن المواقف الوطنية لقيادة الحزب والثورة يشهد لها التاريخ كما شهد للدولة العباسية عندما وصفها بالعصر الذهبي آنذاك للدولة الإسلامية .أما المواقف القومية لقيادة الحزب والثورة فاسألوا التاريخ العربي عنه ليشهد لها عن ما اتخذت القيادة العراقية من قرارات ايجابية للأمة العربية وما اتخذت من قرارات وقرارات لصالح القضية الفلسطينية ومشاركة القيادة السياسية والعسكرية بإرسال الجيش العراقي الباسل للدفاع عن (سورية والأردن ومصر العروبة) وما قامت به القيادة العراقية في كسر شوكة الفرس في ( قادسية صدام المجيدة) من خلال الدفاع عن العراق والأمة العربية من البوابة الشرقية . أن انتصارات البعث في العراق وما قامت به القيادة السياسية من انجازات وطنية وقومية أغاض غيض البعض من الأنظمة العميلة العربية فغدروا بالعراق وقيادته وشعبه من الظهر بعد أن اصطفت تلك الأنظمة العميلة مع خانة الكفر والالحاد من الدول الصليبية لتنفيذ الاستراتيجيات المخططة للعراق والأمة بعد أن تذرعوا بذرائع كاذبة سببت الحرب ( الغير شرعية)ثم انتهت باحتلال العاصمة العباسية. ومن بعد الاحتلال نهض العرب على شقيق لهم وإذا به محتل من دول قالت عنها بعض الأنظمة العميلة ورئيس الجامعة العربية ( الجنرال ) (عمروا موسى) بأنها القوات المتعددة الجنسية والديمقراطية والتي دمرت ما دمرت للعراق جميع البنيات التحتية وسرقت كافة المعالم التاريخية وقتلت مليون عراقي ونشرت الطائفية وكرست الوجود الإيراني الفارسي في حكومات عميلة (صفوية) بحيث أصبحت الديمقراطية الجديدة النموذج العالمي في ولادة احتلا لين لوطن عربي هو (الاحتلال الصليبي والاحتلال الفارسي المجوسي ) . خسئوا وخاب ظنهم عندما توهمت الدولة الغازية المحتلة وعملائها الأنذال من أن البعث قد انتهى من خلال (اسر) قيادته السياسية والعسكرية واغتيالها السياسي المعروف للعالم لشهيد الأمة المجاهد (صدام حسين) ورفاق دربه من الشهداء المناضلين( طه ياسين رمضان وبرزان التكريتي وسعدون حمادي وعواد حمد البندر) (رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنته ). أن البعث لن ولن ينتهي لولادته قادة البعث العظام الذين تحدوا الذل والاهانة والمساومات والذين أنجبوا خيرة الرجال ومن خيرت الأسلاف لرجال ثورة العشرين ورجال ثورة (1941)وأبناء القادسيتين التاريخية وأبناء أم المعارك الناصعة للتاريخ العربي وأبناء الجيش العراقي المغوار وبمختلف صنوفه العسكرية ورجال المهمات الصعبة من الحرس الجمهوري والحرس الخاص وجيش القدس العظيم ورجال المخابرات والأمن العام والرفاق البعثيين وبمختلف مستوياتهم التنظيمية والعراقيين وبجميع قومياتهم وأقلياتهم وطوائفهم وأديانهم السماوية الرافضة والمقاومة للاحتلال وحكوماته الطائفية الصفوية . أنهم رجال الرجال من الوطنيين الأحرار رجال المقاومة العراقية وبجميع فصائلها التي تقود مجاميعها وقواعدها القتالية في ساحات العز والكرامة خيرة الأخيار من قادة وضباط وضباط الصف لجميع صنوف القوات المسلحة العراقية المجاهدة والذين اثبتوا للعالم صدق إيمانهم بالله والوطن والمبادئ التي يؤمنون بها وصدق دفاعهم عن الشرف العالي والغالي لكل ماجدة عراقية عربية وعربية عراقية. والدليل مقاومتهم الشرسة الباسلة التي أنهت الأسطورة بانهيارالامبراطورية الأميركية . ولهذا يناشد المجاهدون من رفاق البعث والذين يجاهدون في ساحات الوغى والعز والكرامة جميع فصائل المقاومة العراقية على التخلي عن البيانات والراءات والإنذارات التي لاتخدمهم وهم يجودون بالمال والأنفس الطاهرة وان لاتسمحوا للأعداء المحتلين واعوانهم الخونة في حكومة الاحتلال الصفوية الفارسية أن ينتهزا الفرصة الثمينة لانتزاع النصر من أيديكم الكريمة المباركة وأنتم تعرفون جيدا بالعدو بدا يترنح من جراء تسديداتكم وضرباتكم الماحقة وان تتحدوا على طرد المحتل الغازي وأعوانه من العملاء الخونة بان تكونوا مثالا لقول الله (عزوجل) بسم الله الرحمن الرحيم (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) صدق الله العظيم . وان شاء الله سيكون حكم التاريخ لكم ولذرياتكم غدا ومن بعد النصر الحق العادل بما يستحقه كل فصيل مقاوم أدى الأمانة بالدفاع عن دينه وعرضه وأرضه وان لاتنسوا الذين قتلوا في سبيل الله من الشهداء الأحياء عند الله لأنهم سيحاسبونكم غدا عند اللقاء مع الرحمن الرحيم . فمبروك لك أيتها الأمة العربية يوم مولدك ( البعث ).. ومبروك لك ايها ( البعث) يوم مولدك .. ويوم أنجبت رجالك من القادة العظام وهم يسيرون ويصعدون عتبات المشانق يرددون :-
                    
لما سلكنا الدرب كنا نعلم ............. إن المشانق للعقيدة سلم
اللهم أحفظ العراق ورجاله الميامين رجال المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية ...الله اكبر وعاش العراق ... الله اكبر وعاشت فلسطين حرة عربية ...الله اكبر وعاشت امتنا العربية المجيدة ... الله اكبر وما النصر ألا من عند الله .

 

                                     

                                      شبكة المنصور

                                    06 / 04 / 2007

المقاومة العراقية
(
بين مولد البعث ...والتحرير الشامل)