بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لاغوانتانامو .. على .. نفــــــــط العـــــــــراق

 
شبكة المنصور
ابو علي الياسري / النجف الاشرف
 

النظام الرسمي الدولي وبجميع اللوانه ولغاته وأديانه وخاصة النظامين الرسميين العربي والإسلامي يدركون جيدا  الأسباب الرئيسية لاحتلال العراق وهو السيطرة الكاملة على نفطه واحتكاره لشركات خاصة امبريالية أميركية .والعالم يدرك أيضا سواء كان بأنظمته الدولية أو من خلال رأيه العام الدولي بان الإدارات المتتالية للولايات المتحدة الأميركية ومنذ فترة طويلة  خططت لإستراتيجية  كبرى استعمارية احتكارية للسيطرة على ثروات دول المنطقة العربية وبعض دول شرق أسيا . مبتدئة بتقسيم هذه الإستراتيجية إلى عدة محاور ضمن تكتيكات مبرمجة ضمن إستراتيجيتها الكبرى بحيث يكون حاصل النتيجة السيطرة على ثروات الأمة  وشعوب المنطقة ودول شرق آسيا وغيرها من الدول لتصبح أداة ابتزاز للعالم كله لتركيع القوى الكبرى وغيرها تحت رحمة دكتاتورية جديدة اسمها  (الدكتاتورية الأميركية العالمية) . فقسمت إستراتيجيتها إلى محاور وباسم (محاور الشر) مبتدئتا ب ( أفغانستان والعراق وإيران وسورية والسودان ) وخصصت لكل  محور (بدع وذرائع) كاذبة وبإسناد كامل من إعلامهم الكاذب وضغوطهم السياسية لهذه الدول إضافة  لمواقف الدول المنضوية تحت سياستها ( العربية أو الإسلامية أو الاشتراكية سابقا أو الدول المتحالفة معها في الاحتكار والاستعمار) تلك الدول المنضوية والتي صنعت أنظمتها الرسمية من رحم  الدول الامبريالية في  إعدادها  ( حكام ) لها وبجميع عناوينهم  السياسية ومن معاهد وأكاديميات دوائرها المخابراتية . لنعود إلى محور العراق وما برمج له من برامج (متكتكة) ضمن الإستراتيجية المخصصة للعراق وما  خصص له  من ذرائع كاذبة . إن إستراتيجية أميركا  للعراق بدأت منذ استلام البعث لسلطة الوطنية عام ( 1968 ) وبالضبط منذ أن اتخذت  القيادة العراقية الشرعية القرار التاريخي  (لتأميم النفط) عام 1972 . فبدأت الولايات المتحدة الأميركية وبإداراتها المتعاقبة للوصول إلى تكتيكات مرحلية كل وسياسة كل إدارة بحيث وصلوا بالاخيرالى إكمال جميع مراحل (الإستراتيجية الكبرى) ضد العراق ابتدءا من   ( الضغوط سياسية , مؤامرات داخلية وخارجية , إشغال العراق في حروب داخلية وإقليمية , حجج بانتهاكات حقوق الإنسان , حماية مصالحها في المنطقة , خطر قوة العراق في المنطقة  والتي تهدد مصالحها النفطية , التذرع بدكتاتورية نظامه السياسي الشرعي , الحصار الجائر بعد حرب الخليج الأولى ,وأخرها مسرحية امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وإرهابية النظام الوطني الشرعي من خلال وجود تعاون بينه والقاعدة  ) .هذه التكتيكات جعلت من النظام الأميركي وبجميع إداراته الإرهابية وخاصة بعد أن اكتملت كافة تكتيكاتها الإستراتيجية على العراق أن  تصنع ( إدارة إرهابية)  لتنفذ الهدف الأخير لحصيلة ما مضى على هذه الإستراتيجية من فترة طويلة فانتخبت بتوجيه الصهيونية العالمية ( إدارة بوش الابن ) . فبدأت هذه الإدارة تنفيذ نتائج تلك الإستراتيجية لتملئ على قيادة العراق وشعبه جميع ما رسم لها من تكتيكات  مبتدئتا بالضغط على المنظمة الدولية المتمثلة ب(مجلس الامن) لإصدار قرارات دولية مجحفة منذ استلامها سلطة البيت الأبيض  تسندها وتخدمها كافة وسائل الأعلام ( الصهيواميركية ) وبإسناد الأغلبية من الأنظمة العربية المترهلة المتخاذلة وأعلامها الرسمي ( الصهيو عربي أميركي ) ولغاية ترتيب المسرحية المعروفة للعالم ب ( أسلحة الدمار الشامل ) وما ترتب عن تلك المسرحية من حرب وغزوا واحتلال غير شرعي للعراق واسر (نظامه الشرعي) وبدون شرعية دولية . أن ما تمخض عن ذلك الاحتلال من حكومات غير شرعية ( طائفية صفوية ) أنما هو لتدمير العراق وقتل شعبه لأجل التمهيد الكامل لمرحلة ما قبل المرحلة الأخيرة أي ما قبل الانسحاب من العراق لتحقيق الهدف الرئيسي للإستراتيجية الكبرى ألا وهو إجبار حكومة الاحتلال المالكية للموافقة عن طريق برلمانها العميل ( برلمان الاحتلال ) للموافقة وتصديق ثم إصدار (قانون النفط ) والذي يعتبر حصيلة ثمرة الإستراتيجية الأميركية تجاه محور العراق . لقد كان الشعب العراقي قبل الاحتلال يتوقعون أن (الولايات المتحدة) الأميركية لها حضارة وان إداراتها تمتلك من الذكاء والحنكة  السياسية ولكن والحمد لله ثبت العكس للشعب العراقي بعد احتلال العراق بان أميركا لاتمتلك أصلا حضارة وان حضارتها ناتج من حثالات الحضارات الغربية  لسيرتها الذاتية مع شعوب العالم وعنجهيتها الفارغة التي جربها العراقيون باحتلالها العراق وما قامت به من انتهاكات صارخة ومتناقضة مع جميع الاتفاقات والقوانين والأعراف الدولية مما جعل بالشعب العراقي أن يتفهم وبعمق الأصالة التي يحملها من خلال رجال المقاومة العراقية عبر الخمسة سنوات ماضية وما كبدوه لقواتها المحتلة من خسائر فادحة بالأرواح والمعدات والطائرات والخسائر المادية التي وصلت إلى أكثر  (600) بليون دولار . كذلك اثبت للشعب العراقي بان هذه  الإدارة  تمتلك من الغباء والانحطاط الأخلاقي لما قامت به قواتها من انتهاكات وقتل عشوائي وتدمير البلاد و..و الخ . ولهذا السبب التجاءت إلى قانون فارغ لافائدة منه وهي تعلم بذلك ولكن من اجل أن تخرج من هذه  الورطة التي أسقطت بها سمعتها وسمعة الشعب الأميركي لتقول له لقد نفذنا إستراتيجيتنا الرئيسية بسيطرتنا على نفط العراق واحتكاره لشركات أميركية فقط  وقليل من الشركات الدول المتحالفة معنا في الغزو والاحتلال . لقد أكد بيان القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والصادر بتاريخ ( 10 /تموز /2007م ) الموجه إلى الشعب العراقي موقفه الواضح من مسالة (النفط) بأنه احد الأسباب الرئيسية في احتلال العراق . وان المحافظة على (تأميم ) النفط هو اههم الأهداف الرئيسية (للمقاومة العراقية) ولسبب إن ملكية وصناعة وقراره وتوزيعه هو عراقي الفائدة والخدمة . وان النفط هو الهدف الرئيسي لنضال البعث ومقاومته المسلحة. وان أهم المعايير للمواقف الوطنية ألان هو إبقاء (التأميم) الخالد ورفض إعادة جميع الشركات الاحتكارية الأجنبية . لقد حذر حزب البعث العربي الاشتراكي كل من له صله بمحاولات تسليم نفط العراق وخاصة ما يسمى  مجلس (برلمان الاحتلال ) عما  سيحاسبون عليه غد بع التحرير وبتهمة الخيانة العظمى حتى لو اعترض أو طلب البعض منهم الاستفتاء عليه لأنهم السبب الأول والأخيرامام الله والتاريخ والشعب  في تسليمهم النفط للدولة المحتلة . كما حذر (البعث) و(مقاومته المسلحة) جميع الشركات الغربية وخصوصا ( النرويجية )التي وقعت عقودا مع (سراق العراق) من عملاء الاحتلال في المنطقة الشمالية وبطرق غير قانونية لاستغلال النفط . ولتتذكر هذه الشركات النرويجية وغيرها من الشركات الوهمية إن احتلال العراق بموجب (القانون الدولي) هو احتلال (غير شرعي) وان كل ما يبنى على باطل فهو باطل . إذن كل ما يوقع في غياب حكومة العراق الشرعية فهو باطل ما دام الاحتلال قائما ومسيطرا ومسيرا ومصدرا قرارات لحكومة منصبة من سلطة وإدارة احتلال وفق قانون إدارة الدولة ( السيئ السيط ) المعد من حاكم سلطة الاحتلال المجرم ( بول بريمر ) . وما على (الحكومة النرويجية) وغيرها من الحكومات أن تعلم بأنها تتحمل المسؤؤلية الكاملة عن أي ضرر يلحق بالعراق وان أي اتفاق هو غير قانوني سيلاحقها مستقبلا وبالوسائل القانونية . وإن تصميم البعث بجعل (حكومة النرويج) مثال العقاب الصارم لجميع الحكومات الأخرى التي لاتحترم إرادة الشعوب والقانون الدولي باستغلالها سرقة ثروات الشعوب من خلال احتلال أراضيها لمكاسبها الأنانية .لقد أدرك وأيقن الشعب العراقي بان ( قانون النفط ) هو هزيمة المحتل الغازي وان هذه الهزيمة وكما تكلمت عنها في أعلاه من اجل (التذرع) و(إنقاذ الإدارة الأميركية) أمام  الشعب الأميركي بأنها حققت مكسبا عظيما مقابل فشلها العسكري والسياسي في العراق  خلال تبجحها بأنها  قد وقعت على اتفاقية تمنح أميركا امتيازات خطيرة واستغلالها النفط العراقي لفترة ( 50) سنة مع ما تجنيه من أرباح تتجاوز ( 70% ). وبهذه (اللعبة والبدعة السياسية ) تثبت نفسها أمام الشعب الأميركي بأنها لم تفشل في احتلال العراق وان أهم أهدافها الرئيسية قد  تحققت . لقد أكد البعث بان الخطورة تكمن من بعد التوقيع مع أميركا ستجعل منها بعد التحرير ( إن شاء الله ) موضوع قانوني تدعمه بالقوة العسكرية والدبلوماسية لبقاء الاتفاقية فعالة كما فعلت في (كوبا) من خلال توقيعها اتفاقية ( غوانتانامو) عندما أجرت ارض هذه الجزيرة لمدة (99 ) سنة . وعندما فجرت الثورة الكوبية بقيادة ( فيدل كاسترو ) وطلبت القيادة الثورية  استعادة أراضيها رفضت أميركا متذرعة باتفاقيتها الأولية مع حكومة كوبا الغير شرعية وبهذه الذريعة واللعبة الخطيرة السياسية ظلت الأراضي الكوبية تحت السيطرة الأميركية . من هذا السبب ونتيجة للتجارب الدولية وخاصة التجربة الكوبية أشارة (القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي) إلى هذه الحقيقة مؤكدة للجماهير العراقية والعربية وجميع القوى الوطنية العراقية بان (تأميم النفط ) سيبقى العنوان الثابت في استقلال العراق وان التحرير لن يكون كاملا الابتحرير نفط العراق . واستنادا إلى ذلك فان البعث من خلال بيانه  يحذر الحكومة الأميركية من مغبة اللعب بلعبة ( غوانتانامو الكوبية ) مؤكدا أن العراق المحرر لن يستسلم أبدا وسوف يشن حربا لاهوادة فيها من اجل تحرير ثروته النفطية . وان القانون لايحمي الشركات التي اتفقت مع حكومات غير شرعية في زمن احتلال العراق لان العراق وأرضه بيد رجال العراق أبطال (المقاومة العراقية ) وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية التي ذاقت أميركا ضرباتهم الموجعة والتي أذلتها أمام العالم وشعوبها المبتلية بإداراتها الإرهابية الاحتكارية الاستعمارية وبطرق المقاومة الباسلة الخاصة والعامة التي لاتعترف بالشركات النرويجية ولا اليابانية ولا البريطانية لان هدف (المقاومة العراقية) لاعراق محرر بدون تحرير النفط ولا ( غوانتانامو جديدة على ثروات العراق النفطية) .

 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الخميـــس / 12 / تمـــوز / 2007