يارجال العراق

(( لتكن سنوات الاحتلال ... صقل لمعادن الرجال ))

 

 
شبكة المنصور
ابو علي الياسري
 

لقد عانت الأمة العربية  من إطماع الدول  الاستعمارية لما لها من موقع جغرافي وحضارة إنسانية وما تمتلك هذه الأمة من خيرات وثروات وكنوز اعزها (الله) بها لأنها امة (محمدية) ومهبط الرسل والأنبياء ومثوى الأولياء والصالحين .. ومقبرة للغزاة المعتدين والطامعين لإنجابها خيرة القادة العظام من أصحاب الحبيب ( المصطفى ) (محمد ) (صلى الله عليه وسلم) وأحفاده ( الحسن والحسين ) (عليهما السلام) و خيرة قادة المسلمين (خالد بن الوليد.. وسعد بن أبي وقاص .. وصلاح الدين الأيوبي.. وعمر المختار.. وعبد القادر الجزائري .. ورجال المقاومة الفلسطينية .. ورجال المقاومة العراقية  ) .أن أطماع هذه الدول معروفة عبر التاريخ  للأمة بسبب ما قامت به تلك الدول الاستعمارية من تنفيذ ما أوصت بها الإستراتيجية  الصهيونية  سواء كانت على شكل  وعود مشئومة أو اتفاقيات استعمارية لتجزئة الوطن العربي إلى دول عربية .. والدليل على ذلك ( وعد بلفور ) عام 1917م الذي وعدت بريطانيا بموجبه تأسيس وطن قومي لليهود الصهاينة .واتفاقية ( سايكس بيكو) عام 1916م التي عقدها الحلفاء آنذاك لتقسيم الوطن العربي إلى دولا وإمارات وممالك وسلطنات بعد أن كانت امة واحدة في وطن واحد اسمه ( الوطن العربي ) . هذه الأسباب وغيرها عجلت في ولادة الكثير من الحركات الوطنية والقومية  من رحم  هذه الأمة العربية .لقد كان للحركات والأحزاب الوطنية والقومية المناهضة للاستعمار ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي له دور ومواقف  معروفة عبر التاريخ لما  له من  تجارب  يشهد عليها أبناء الأمة سواء كان في حرب  (1948)  ضد الكيان الصهيوني وما قدمت تلك الاحزاب والحركات والجبهات العروبية من دماء زكية لخيرة المناضلين على ارض فلسطين المحتلة.. وتصديها الرائع لمؤامرات التقسيم  .. وموقفها التاريخي المؤيد لثورة (1952) في جمهورية مصر العربية ..والثورة الجزائرية عام ( 1954) وكذلك موقفها القومي تجاه  تأميم قناة السويس .. ومساندتها للمقاومة الفلسطينية منذ عام  (1965) ولغاية هذا اليوم من عام (2007)..وكذلك موقفها من العدوان الثلاثي على مصر العروبة ..ومشاركتها الفعلية في حرب (1967) ضد العدوان الصهيوني على ( مصر والأردن وسورية)  ومشاركته الفعلية في حرب (1973) بإرسال القوات المسلحة العراقية من قبل القيادة العراقية   للدفاع عن الدول العربية المواجهة للكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين العربية .. وما موقف العراق التاريخي بالدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية في  الحرب العراقية الإيرانية ألا لحماية الأمة من شر الريح الصفراء القادمة من قم وطهران  والتي أذاقت الفرس المجوس كاس السم بانتصار الإرادة العربية المتمثلة بالقيادة الوطنية العراقية . لقد كانت ولادة هذه الحركات التحررية الوطنية والقومية  نتيجة لما عانته الأمة العربية من اجل بعثها من جديد نحو الوحدة وما عانته من تقسيمات استعمارية قسمت الخارطة الواحدة للوطن العربي إلى دولا وإمارات .. وكذلك  نحو ولادة حرية  من واقع هذه الأمة الأصيلة بهويتها العربية الإسلامية والتي تمثل الواقع الحقيقي لعادات وتقاليد هذه الأمة المحمدية الزاهية بتاريخها العربي الإسلامي والنابع  من أقدم الحضارات الإنسانية على الكرة الأرضية . ولهذا فان أبناء الامةالعربية يدركون  جيدا كيف كانت تجارب هذه الحركات والأحزاب والجبهات  التحررية  وبجميع المستويات  الوطنية و القومية والإسلامية وحتى  الأممية  ..  ؟؟ وكيف تمت هذه التجارب وما عانته الاحزاب الوطنية على الساحات العراقية بصورة خاصة والعربية بصورة عامة جراء الأطماع الامبريالية ؟؟  لقد نفذت هذه التجارب على أيدي قادة وطنيون قوميون مؤمنون بالمبادئ التي أمنت بها تلك الحركات والأحزاب الوطنية التحررية   والذين يتصفون ويتميزون بالصفات والمميزات التالية:-

1.  الإيمان المطلق واللامحدود بالمبادئ العظيمة والتي تتجسد ( بالله والوطن والشرف) .

2.  الإيمان المطلق واللامحدود بالهوية العربية ورسالة الأمة للإنسانية .

3.  ما يحمله مناضلو تلك الحركات والأحزاب الوطنية والقومية  من صفات عظيمة تتمثل ب ( رباطة الجأش) من خلال ما يقدمه مناضلوها من تضحيات جسيمة  للدفاع عن الوطن والشرف والدين .. والدليل اعتلاءهم المشانق .. و تحملهم المهمات الصعبة .. وصبرهم اللامحدود إثناء زجهم في  السجون والمعتقلات .. وما يعانوه من تعذيب جسدي ونفسي ..وما يتعرضون إلى نفي خارج حدود بلادهم الوطنية .

4.  الصلة النضالية ذات الأهداف الواحدة بالدفاع  عن الوطن العربي وتحقيق الوحدة العربية للأمة  .

5.  ثبات تلك الاحزاب والحركات والجبهات الوطنية القومية التحررية على المبدأ التي تؤمن به والعقيدة العربية النابعة من العقيدة الإسلامية مهما كلف الأمر عند  تعرض الأمة  إلى نكسات قومية  (وقتية أو مرحلية) نتيجة تعرضها إلى حروب من قبل العدو الصهيوني أو إلى تهديدات خارجية من الدول الاستعمارية الاحتكارية الطامعة بالأمة.. أومن خلال  تعرض أية دولة عربية  لضغوط سياسية استعمارية أو إقليمية .

6.  انعدام المادية  والنفعية والشخصية لتلك الحركات والأحزاب والجبهات التحررية وعدم التفكير بها والابتعاد عنها  لإيمانهم المطلق بالمبادئ الوطنية والقومية في حب الوطن والأمة والدفاع عن الشرف وما يعنيه  الشرف بكل معانيه الأخلاقية .

بهذه الصفات العظيمة والنادرة.. نجحت جميع الحركات والأحزاب والقوى الوطنية والقومية التحررية من إفشال الكثير من المخططات والمؤامرات التي حيكت على الأمة العربية مما مهد للكثير منها ومن خلال الثورات الوطنية التي فجرتها أن تصل إلى استلام سلطات وطنية .. وخير دليل على ذلك  وصول حزب البعث العربي الاشتراكي  إلى استلام  الحكم في العراق عام (1968) من خلال ثورة ( 17/ 30) من تموز الخالدة المباركة .. واستلام الحركة القومية للضباط الأحرار في مصر العروبة إلى استلام قيادة السلطة لجمهورية مصر العربية والخ . لقد ناضلت تلك الحركات والأحزاب الوطنية والقومية  آنذاك نضاليين ألا وهما (النضال الوطني ) ضمن واقعهم الوطني  ( والنضال القومي ) ضمن الواقع القومي للأمة العربية  ولا نريد الإطالة في هاتين الموضوعين لمعرفتهما من قبل أبناء العراق والأمة الغيارى .. و خير دليل على ذلك .. منجزات تلك الحركات التحررية التي وصلت إلى دفات الحكم  وعلى جميع عناوينها التحررية  ..  ومواقفها الثابتة والمركزية  تجاه  (القضية الفلسطينية) والتي اعتبرتها  ( قضية العرب الرئيسية ) .  وهنا يجب أن نتوقف قليلا لأحد تلك الاحزاب الوطنية والقومية التحررية احتراما وتقديرا لتاريخه النضالي وما قام به من مواقف وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية وما سيذكره التاريخ مستقبلا لتلك المواقف بعد أن تنقشع هذه الغمة عن هذه الأمة وليقراه  الوطنيون القوميون  المبدئييون كمثال لهذه الحركات التحررية وهو ( البعث العربي الاشتراكي ) ... أن ما قام به ( البعث ) من إعداد وبناء مجتمع متماسك موحد وامن وبناء جيل مؤمن  بهويتهم العربية والنابعة من العقيدة الإسلامية وعدادهم أعدادا كاملا .. أنما هو لغرض تهيئة الرجال المناضلين  ... ولهذا فقد سهر الحزب وجاهد جهادا لامثيل له  وتحمل ما تحمل من مسؤوليات صعبة (وطنية وقومية) من اجل أن يعد أعدادا كاملا  لرجاله  ليكونوا مهيئين لأي واجب وطني أو قومي للدفاع عن الأمة العربية وقيمها وهويتها  .. فقدم ما قدم  و استفاد منه الكثير  من ..ومن .. !! وما تعلم وتخرج من مدرسته (الوطنية القومية) عن  كيفية  القيام بواجبات القيادة العسكرية والمدنية والأمنية و.. واستخدام كافة أنواع الأسلحة .. وما .. وما ......... كل هذا وذاك ... أنما  هو لثمرة عظيمة لهذا اليوم الصعب الذي (احتل فيه الوطن ..وانتهك به الشرف .. وزور به التاريخ .. واهين به الدين ) .. وليس فقط للأيام التي كانت في زمن الزهو والخير عندما كان الحزب يقود السلطة .. ولهذا السبب حصد ثمار زرعه  خلال أكثر من (35) سنة  بعد احتلال العراق  بتخريج خيرة الرجال وهيبة ( فرسان) الأمة (رجال المقاومة العراقية الوطنية) التي يشهد لها التاريخ وهي تقاتل المحتل  الغازي وأعوانه الخونة  ... وبالتنسيق والتعاون الجهادي مع الرجال من مجاهدي الفصائل (القومية والإسلامية ) و تكبيد الأعداء (الغزاة) واعوانهم من العملاء (الصفويين) أفدح الخسائر البشرية والمادية والعسكرية والمعنوية بحيث بانت بشائر النصر القريب من خلال إفشال جميع المؤامرات الاستعمارية ولجوء المحتل الغازي لعدة طرق تخرجه من الورطة التي تورط بها عندما اصطدم المحتل الغازي بأكبر مستنقع وقع بها وهو محاط من جميع الجهات برجال  (المقاومة العراقية) وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية    . فسارعوا يا رجال العراق النشامى ويا أبناء الأمة العربية وتسابقوا فيما بينكم من اجل تثبيت مواقفكم الشريفة أمام الله والوطن والشرفاء من أبناء العراق والأمة العربية .. لتريحوا ضمائركم الحية  التي حتما ستحاسبكم غدا عند النصر القريب ( إن شاء الله) ومن بعده لايفيد الندم  . فجميع العراقيون وبكافة مكوناتهم وأطيافهم الزاهية وبمختلف دياناتهم السماوية ... هم  اصلاء ومؤمنون إيمان حقيقي با لمبادئ العظيمة التي تتجسد بالدفاع عن الوطن والشرف والدين كل وعقيدته السماوية  .. وان تدركوا جيدا أن ما أعطته لكم  القيادة الشرعية.. وما منحته لكم .. وما  اؤتمن للبعض من أمانات خاصة برجال المقاومة الوطنية الباسلة أنما هي أمانة ( الله) في أعناقهم  ورزقهم وعافيتهم وعافية أولادهم وما عليهم ألا  أن يعيدوها إلى أصحابها الشرعيين من حماة الوطن والشرف ( رجال المقاومة العراقية ) وأنهم المسئولون عنها غدا أمام (الله ) عندما يحين يوم الحساب الذي لاينفع به مال ولا بنون . أود أن اذكر للتاريخ قصة حقيقية منقولة لأحد الإخوة الشهداء (رحمه الله) والذي استشهد بعد احتلال العراق من قبل القوات الغازية المحتلة الأميركية والذي قالها لاصدقاءه وهو في منزله ( أرجوكم أن لاتخونوا العراق .. فالذي يخونه يتندم على ذلك بسبب خيانته..  وبعد ذلك يموت بمرض عضال من شدة الندم .. أتدرون لماذا .. لان العراق مثل الرجل آو الولي الصالح أيشّور)  نعم لقد صدق الشهيد البطل ( رحمه الله) عندما قال العراق أيشّور ...  فكيف واليوم نرى  ومع الأسف البعض من الذين لا يؤثرون على العراق العظيم والكبير بالنجباء ولا حتى على المسيرة الجهادية للمقاومة العراقية ولا على مجاهديه الأبطال وهم في ساحات الوغى ..  والمعروفين منذ البداية لكل نجيب شريف طاهر بان البعض من هؤلاء في قلوبهم  ندب سوداء لفقدانهم الضمير الحي لما تمتلك  نفوسهم الضعيفة من شذوذ الأطماع  المادية  والنفعية والوظيفية أو لمصالحهم الشخصية السيئة ؟؟؟ أذن ماذا يقولون غدا  (لله) والوطن والتاريخ والشعب وهم يتساقطون واحدا تلو الأخر من خلال تراصفهم مع المحتل الغازي وأعوانه من الخونة  الذين انتهكت على أيديهم  الأرض والعرض ؟؟؟ وماذا يقولون لنسائهم وأولادهم وأقاربهم وجيرانهم  بعد أن أشبعهم الوطن من خيراته المباركة وآمنهم على أمنهم وأبناءهم وأموالهم وممتلكاتهم  .. وهم ألان  يعملون وبكل خسة ونذالة ورذالة وحقارة مع حثالات الحثالات خونة العراق و منتهكي شرف كل عراقي وعراقية ؟؟؟ وماذا يقولون لضمائرهم  إن كانت لديهم  ضمائر وهم بين ليلة وضحاها يتلونون كالحرباء لما لهم من صفات شذوذية بالتصفيق والهتافات والبيعات الوقتية من اجل  اعتلاء الكراسي  والحصول على نوافع  مادية حتى ولو بقي المحتل الغازي يدمر ويسرق ثروات البلد وينتهك شرفهم وأمام أعينهم ..!!!  .. حقا يحق القول على هكذا بشر ( قر؟) . وحقا يحق القول عليهم بأنهم  ( كالحرباء منافقين أهل وجهين  )  ؟؟؟ وماذا يقولون لأنفسهم وعوائلهم وأصدقاءهم ..وهم  يختبئون اليوم  بين نساءهم متسكعين حيطان إحياءهم في الذهاب والإياب لمنازلهم .. ووطنهم محتل؟؟؟ .. أليس هذا جبنا ؟؟؟ وماذا يقولون وهم من المعروفين سابقا لنجباء العراقيون بأنهم من (أهل السوابق) قبل الاحتلال من خلال ادعاءهم الكاذب بالوطنية..   وظهرت حقيقتهم المزيفة ( الساقطة) بعد الاحتلال من خلال مشاركتهم لبعض العملاء الخونة وهم يتوسلون (بالأنذال) مدعين  بأنهم كانوا من (المتضررين) حتى يتسنى لهم كسب  الود  والعطف من أسيادهم الجدد الكلاب العملاء الخونة  لإشراكهم أو توظيفهم في  دوائر حكومات الاحتلال ( الطائفية الصفوية) أو إعطاءهم مناصب تحت سلطة الاحتلال وعملاءه الأنذال أومن التصدق عليهم  بإعطائهم البعض من (تندرات) المقاولات.. والشركات الوهمية..!!.. اوالسماح لهم ببناء وتزويدهم !! من اجل أن يستفادوا في تهريب  ؟؟؟؟؟؟ . وماذا .. وماذا .. وماذا .. وماذا .. ؟؟؟؟ . لقد صدق الشاعر البدوي  العربي عندما قال :-

(عمت عينج  سليمة  آلما  تأخذ  حطب  لم ..... تأخذ  ورد  جوري   أو  تشتم )

يا رجال  العراق .. ايها النجباء.. يا رجال الشرف .. لقد ظهرت معادن الرجال .. وغربل الغربال ..في زمن الاحتلال ولا يفيد الندم.. ولا النصب.. ولا حتى الاحتيال .. نعم لقد ظهرت معادن الرجال  في زمن قل به الشرف إلا من أهله النجباء .. فهولاء أهل العز والكرامة والشرف الرفيع رجال (المقاومة العراقية) وبجميع فصائلهم (الوطنية والقومية والإسلامية) يجاهدون ويدافعون عن الدين  والأرض والعرض وهم بعيدين عن طمع الدنيا وما فيها من ملذات وقصور فارهة وعمارات ومليارات .. طمعهم هو الشهادة لينالوا رضا (الرحمن الرحيم) عسى أن يسكنهم  جنة الخلد مخلدين ... أما انتم ايها ( الانتهازيون النفعيون الماديون المصلحيون القابعون في المطابخ والمتسكعون بين الجدران والحيطان  والغير مبالون باحتلال الوطن والشرف والدين) .. لا تعتمدوا على هذه الحكمة ( ما يخطط له الأذكياء ..  وينفذه الشجعان .. يستثمره الجبناء والأنذال من العملاء والمنافقين من الانتهازيين ) لأنكم مرصودين معروفين (ومنقوشين) في سجلات وقلوب المجاهدين رجال ( المقاومة العراقية) بأنكم ..( بخلاء) و (جبناء) و( كالحرباء متلونين)  منذ الاحتلال وحتى يوم النصر المبين .. ولأنكم فشلتم في الامتحان .. فالاحتلال شهادة الرجال .. أما النجاح بدرجة ( شجعان).. وأما الفشل بدرجة ( جبان) .. ولا يوجد بين النجاح والفشل ( أكمال).. وأذكركم بما قاله الدكتور نوري ألمرادي .. أنكم كمنديل (الكلينكس) .. قبل الاستعمال في الجيب .. وأخره في المزبلة.

 
 
شبكة المنصور
الاحد / السابع والعشرون / أيــار / 2007