بغداد يا قلعة الاسود ... وسحقاً للحكومة والبرلمان

 

شبكة المنصور

ابــو جعفـر


 بغداد العروبة، بغداد الشموخ، التي دافعت عن عروبة العرب وعن مقدسات الاسلام، من الريح الصفراء المجوسية، اذ رقص العراقيون الشرفاء على اكتاف الموت، وتصدوا للشر والظلام طيلة ثمانية اعوام قدموا فيها الاوفياء انهاراً من الدم من اجل شرف العروبة والحق، اليوم بغداد احتلت واعتدي عليها وبمشاركة العديد من الاشقاء (العرب) في العدوان الامريكي الدنيء ...
هؤلاء قدموا التسهيلات الكبيرة للعدوان، ونفذوا واجبهم العميل ... بكل خسه ونذاله ... ووقفوا ينظرون كيف ستغتصب بغداد امام اعينهم ... ولكن هيهات ان يحصل هذا فبغداد ابية، طاهرة، عفيفة الى الابد ... طالما فيها رجال ونساء واطفال وشيوخ لن يغادروها وفضلوا الموت على ارضها الطاهرة من ان يهربوا ويغادروها بحجة او اخرى ... فالحياة في بغداد هي الجهاد والاخلاص والوفاء.
الملفت للنظر في هذه الايام ان الذين تشدقوا بالوطنية وبمواجهة الاحتلال، ودعم المقاومة وبالغوا في القول بانهم يمثلوها ... وتعالت اصواتهم في الاروقة واللقاءات والاجتماعات، وسخنت ثوريتهم وامتدحوا بطولاتهم الكلامية والكتابية، في لحظات الانس والاحتساء.
نعم ان الذين كانوا يغادرون الوطن الجريح ذهاباً واياباً، ويحققون اللقاءات، مع هذه الدولة او تلك، ومع من ساهمت في احتلال العراق ... قد حصلوا اخيراً على المال الحرام كي يدخلوا في العملية السياسية ويخوضوا الانتخابات ويقرروا مصير الشعب العراقي، وينقذوه من براثن الصفوية، والتواجد الايراني وجدولة الانسحاب الامريكي وخروجه من ارض الوطن، لكنهم تبايعوا على المسؤوليات والادوار باسم الطائفة، وبأسم عروبة العراق، ووحدته وسيادته، وهي كلها منهم براء.
والتقوا خلسة مع رموز الصفوية وممثلي ايران في العراق وليتهامسوا على سفرهم الى بلاد فارس، وان يبرروا اعمالهم بانها (السياسة).
ويبقى كل واحد منهم بصورة (الشريف) و(النظيف) و (المضحي) و (الوطني) و (المحرر).
ووقعت الواقعة وجرت ما يسمى بالانتخابات وافهم علناً خفاياها، وتزويرها، وسكت الجميع عن الحق والعدالة، تلبية لنداء (الوطن الكرسي) و (الوطن المنصب).
اذن هذا الوطن (جريحاً)، فلا اسهل من حكم وطن جريح ينزف دماً طالما المسمى (حاكماً) هو بحماية المحتل،اما هؤلاء الذين بدأو يسمون انفسهم (حكاماً) او (سياسيون) فيمكن لاي واحد منهم ان يقف امام اي قناة فضائية وان يتلعثم بعدة كلمات عن الوطنية وينطق ببعض (الجمل المفيدة) ولكنها (جمل كاذبة مخادعة) فيصبح قائداً مغواراً ومخلصاً ووطنياً، اما ماذا يحصل وراء الشاشة والخفاء وفي جلسات التعاقد والاتفاق والنهب والاختلاس والرشوة والابتزاز، فهذا شئ اخر، وليذهب الصادقون والمخلصون وحماة الوطن وقادة الجهاد الحقيقيون المجهولون الى دار حقهم، وليدفنوا في ارض الوطن الطاهرة شهداء ابرار لهم جنات نعيم واحياء عند ربهم يرزقون وليبقى من يدعون النضال خارج الوطن يتحدثون ويتأملون ويتسابقون على الدعوات والهبات وحضور الجلسات والمؤتمرات، وهم في الحقيقة جبناء مزايدون تعلموا كيف يعملو في مزارع النفاق.
فما اروع البيانات السياسية، والطروحات الفكرية لجميع الكيانات السياسية التي دخلت الانتخابات والذين لم يدخلوها وما اكثر شعاراتها وصورها ولافتاتها التي لطخت شوارع وواجهات بغداد والعراق بقذارتها ... ما اكثر الوعود والعهود من القابعين خارج جسد الوطن الجريح.
نعم انتهت مهزلة الانتخابات المزورة، وبدأت مهزلة الحكومة العميلة المشكله، وبدأ الجميع يجلس سوية ويلتقوا ويتفاوضوا ويتحاوروا على مستقبل العراق وكيف سيتم تخريبه وسرقته ومحاكمة واصدار الاحكام لقادته الوطنيين ...
وان تبدأ اكبر عمليات الاغتيال والخطف والذبح ورمي الجثث والقتل على الهوية، والقتل العشوائي وتفجير مراقد الائمة الاطهار، وتهديم الجوامع والحسينيات ودور العبادة وتصاعد اعداد القتلى الابرياء، الى ارقام مخيفة ومرعبة، لم يشهد لها العراق مثيل منذ غزو هولاكو لبغداد العريقة بل العالم كله.
كل هذا والفائزين في صمت وسكوت وكل هذا والحكومة توثق عمالتها وخيانتها لمسئولية الوطن، ولم يستيقظ ضمير اي منهم في الاستقالة والمقاطعة النهائية وترك المسؤولية ... طالما تأثير الدولار قد جعلهم يغطون في نوم عميق ويستطعمون لذة الرخاء الرخيص.
وبدأت اكبر العمليات العسكرية العدوانية جواً وبراً على ارض الوطن بحجة الارهاب وليقتل ويذبح ويحرق مئات الرجال والنساء والشيوخ والاطفال في الفلوجة وسامراء وحديثة والاسحاقي وكركوك وديالى والقائم والخالدية والدورة والموصل وتلعفر وشارع حيفا والاعظمية وحي الجهاد والعامل والفضل، تمهيداً لتنفيذ الخطة الامنية الجديدة طالما التعتيم الاعلامي في اوسع حالته، فلا مراسلين ولا تصريحات ولا تصدي ولا اسناد ولا استنكار ولا مظاهرات ولا موقف ولا انسحاب من الجمعية ولا تعليق نيابي بلغة عراقية، ولا ارادة او دور للجامعة العربية، ولا لهيئة الامم المتحدة اخلاق انسانية.
اين الوطنية يا اعضاء الجمعية ودعاة الشفافية وخبراء التزوير، يا عرب لم يبقى في الزمان شئ اسمه دستور ولا قانون ولا عرفان فالجميع ساعدوا الامريكان والاصفهان وقبضوا الاثمان ... الجبان بدأ يؤدي دور الفرسان والهاربون من الاوطان يتسكعوا هرباً في اسواق الخرفان ويمعمعوا لاخفاء المال بين سوريا ومصر وعمان، واصطف معهم من خان العهد وقيم الانسان ودعى لشق العروبه والبعث... ياللعار ويا بؤس رجال الدمن الذين فشلوا وخسئوا وخاب عملهم الانشقاقي الخياني.
يا بغداد لقد جاء يوم الحساب وان نبدأ ننادي
اين العراقيون الذين انتخبوا المزيفين؟
اين الشرفاء الذين تصدوا لتزوير الانتخابات؟
اين المخلصين الذين قاطعوا الانتخابات؟
اين هم الباقون على ارض الوطن؟؟
نحن العراقيون ... رجال شهداء يلبسون الكفن ...
وكل خائن... سيدفع الثمن ...
يا عراق لاتحزن كل الغربان ستغادر ... وستهرب ... وستصبح انت جوهرة الزمن
فالذي يعشق الحرية يتبقى، يصلي ... يناضل ... يجاهد ... فوق تراب الوطن ...
عاش العراق حراً شامخاً ...
عاش العراقيون المجاهدون ...
تحية لخادم المجاهدين عزت ابراهيم ... وهو يقود صولاته البطولية ضد المعتدين.
تحية لشهداء البعث الابطال ...
المجد والخلود لرسالة امتنا المجيدة.
الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر