ابو محمد البغدادي / بغداد المحتلة

شبكة المنصور

 

                                     

 

لكل احتلال مساوئ ومنافع ... فالمساوئ معروفة لكل شعب محتل والدليل على ذلك شعب العراق المحتل بقوات غازية احتل  بطرق غير شرعية وبدون غطاء وشرعية دولية . مما نتج عن ذلك الاحتلال .. احتلالين وهما .. (الأميركي والصفوي) . أذن ما فوجئ به العراقيون من مساوئ الاحتلال  تبدأ .. من تدمير بنياتهم التحتية ..  وتدمير هيكل النظام الرسمي للدولة العراقية.. وحل مؤسساتهم العقائدية العسكرية والأمنية .. وإنهاء النظام القانوني والقضائي للسلطة القضائية .. وإلغاء دستور الدولة العراقية المعترف به من المنظمة الدولية والأنظمة الدولية والعربية والإسلامية لأكثر من (35) سنة .. وتدمير إضافة لتعطيل جميع الخدمات الإنسانية وما تمثل من خدمات صحية وخدمية  وزراعية وصناعية وثقافية وتعليمية وحضارية و..و.. قتل عشوائي وانتهاكات بشرف العراقيين  من قبل القوات المحتلة للعراق باحتلالين (الأميركي والصفوي) .. و..و.. ما ظهر من مواقف خسيسة متمثلة بالعملاء والخونة الساقطين .. والمتلونين من المنافقين والمتذبذبين من الانتهازيين ..  وأهل الوجهين الذي في كل وجه لونين .. والماديين المعروفين أبا عن جد من  الذين يبيعون حتى شرفهم بورقة أو ورقتين .. وكذلك ظهور أشباه الرجال من المعروفين عبر التاريخ من أهل البيعات والعهد والقسم الذين هم في كل حكم وعهد  ( موجودين ) .. وكذلك ظهور المنافقين المعرفيين (بالمراقبين) والبعيدين عن الساحة وما يحدث بها من خراب ودمارمن ما يسمونهم بالقابعين على (التل) والساكنين في (مطابخ ) نساءهم  وهم لأي حدث غير مبالين  ولكنهم  سريعو النزول من (التل) أو الخروج من المطابخ بالوقت المحدد لجبنهم  .. والأكثر من ذلك  نراهم مع  المصفقين والهتافين لكل من يفوز على الساحة بغض النظر عن المبادئ والشرف والدين .. و.. و.. كذلك مساوئ انتهاك وتدمير وسرقة كل ما موجود في العراق من سيادة وشعب وثروات وحضارة وتاريخ . أما المنافع التي تتمخض عن الاحتلال تبدأ من ... مواقف (الرجال الرجال والنساء الرجال والأطفال الرجال) من  الذين يفتخر بهم الوطن والشرف والدين .. ويتباهى بهم الشرفاء من أبناء الأمة والعراقيين .. ويرتفع التاريخ بهم عزا. هذه المقدمة جاءت لقصة حقيقية لعائلة ( عراقية) (دليمية) كنموذج لمئات الالاف من نماذج العوائل المجاهدة الصابرة العراقية .. واقسم بالله الواحد الأحد عندما سمعتها ومعي البعض من الأصدقاء .. أجهشنا بالبكاء .. ليس حزنا وإنما من صدمة الفرح  لما لهذه العائلة ( المجاهدة) من صلابة وقوة ورباطة جاش وإيمان بالقدر الذي أكرمهم بها الله (عزوجل)  .. تبدأ القصة من رب هذه الأسرة  ( الدليمية البطلة) والذي هو (رجل دين)  واعتذر عن ذكر اسمه  لما  وضع في ذمتي  ( ناقل الخبر) من أمانة بعدم ذكر اسمها ... والسبب  كما قاله (ناقل الخبر الحقيقي) لكي لاتتحول إلى ( رياء) وانما أراد رب هذه الأسرة أن يكون عملة خالصا (لله) من بعد أن أكرمه (الله) (عزوجل ) الشهادة . رب العائلة متزوج من امرأة مؤمنة وله (4) أطفال أكبرهم (12) سنة وأصغرهم ( 6) سنوات . حيث  يقوم رب الأسرة يوميا ومن بعد الاحتلال بتعليم أولاده على إطاعة ( الله الواحد الأحد) والرسول (محمد) ( صلى الله عليه وسلم) وحب الوطن وصون الشرف والدفاع عنهما مهما كلف الأمر. ومن بعد أن أكمل برنامجه هذا .. بدا بالصفحة الثانية من الأعداد وتهيئة أبناءه في الدفاع عن الوطن والشرف الغالي .. من خلال ما يعطي أبناءه من دروس حقيقية لما يقوم به المحتل الأميركي الغازي من قتل  وانتهاك شرف العراقيين  والعراقيات في المعتقلات الأميركية والسجون التي بنتها حكومات الاحتلال العميلة الصفوية ... إضافة لما عاناه العراق وشعبه من قتل وقتل وتهجير وحرمان وسرقة الثروات  ... وما يعاني رجال الجهاد من(المقاومة العراقية)  الإبطال في مناطق عشائر (الدليم) وغيرها من المناطق العراقية  من ويلات وويلات العملاء والجواسيس الذين لايستحقون الحياة بسبب فقدانهم الغيرة والشرف لما سببوا في نقل الكثير من المعلومات الكاذبة لأسيادهم من المحتلين ومن ثم اعتقالهم وتدمير دورهم وانتهاك شرفهم و..و..و الخ . وعندما انتهى من هذه الدروس ... بدا يختبر أبناءه (الأطفال)  ليتأكد من احتوائهم الدروس التي علمهم إياها وفي  قصده  غاية .. وعندما تأكد من ذلك بدا يسال واحدا ..واحدا عن ما عرفوه من دروس عن أطاعة (الله) والحبيب (المصطفى محمد) (ص) وأولي الأمر والوطن والشرف والعدو الذي احتل الأرض والعرض وما قام به من قتل العباد وتدمير البلاد وما يتطلب من ابن العراق من واجبات وتضحيات جسيمة ... كل هذا والزوجةالمؤمنة حاضرة معهم من البداية وحتى النهاية ... انتقل الوالد البطل إلى الصفحة ما قبل الأخيرة مع أبناءه (الأطفال الرجال) ليعلمهم الأناشيد الوطنية والقومية والإسلامية ... فبدا بنشيد (يا كاع اترابج كافورة) .. والنشيد الوطني ... (وطن مد على الأفق جناحا) ... ونشيد... (الله اكبر فوق كيد المعتدي) .. و..و.. اخذ يعلمهم ( الهوسات) العربية وخاصة الهوسة المعروفة للعراقيين إثناء انتصار الجيش العراقي على الفرس المجوسيين والتي أطلقها شهيد الأمة العربية المجاهد ( صدام حسين) ( رحمه الله واسكنه فسيح جنته) ...( يا حوم اتبع لو جرينا .. يا حوم اتبع لو جرينا) . وعند الانتهاء من هذه الصفحة بدا يسال الوالد البطل أبناءه ( الأطفال الرجال) عن ما حفظوا من هذه الأناشيد والهوسات و..و..والخ . ثم سألهم سؤال وزوجته واقفة تنظر إليه والى أطفالها... أي الأناشيد والهوسات التي حفظتموها وأحببتموها في قلوبكم ؟؟؟ . الإجابة من قبل الجميع ومعهم والدتهم الكريمة كانت ...( النشيد الوطني ... ويا حوم اتبع لو جرينا) . من بعد أن سمع الإجابة من الجميع ومعهم أمهم المؤمنة .. قال لهم أريد منكم أن تنفذوا وصيتي إن كنتم تحبون (الله) ونبينا (محمد) (ص) وتحبونني وتحبون أمكم هذه وتحبون وطنكم وشرفكم هو أن نبدأ اليوم بشيء جديد ... ألا وهو أن تتخيلونني شهيدا بينكم ... وأريد أن اسمع وأنا نائم بينكم ما حفظتموه من نشيد ..(وطن مدى على الأفق جناحا) ... ثم لأسمع منكم الهوسة بعد أن يرفعوا نعشي للذهاب إلى داري الأخير والذي هو دار قوم مؤمنين ... أذن لأسمع منكم الهوسة ... فاخذ يردد الأطفال الهوسة وأمهم معهم ( يا حوم اتبع لو جرينا)  ودمع العين يسيل على وجنتيها وهي غير مصدقة بما يفعله زوجها .. فجأة سال الطفل الصغير ( بابا) .. (وين العلم العراقي حتى انخليه عليك) ... ضحك الوالد البطل وأمر زوجته أن تجلب العلم العراقي من ( الكنتور) في (اللهجة العراقية) فوضع ابنه الصغير راية (الله اكبر)  على طول جسم  أبيه ... ومن بعد ذلك نشدوا لوالدهم وهم فرحين ... ثم اخذوا يرددون هوسه .. (يا حوم اتبع لو جرينا) ... فنهض الوالد واخذ يقبل أولاده واحدا واحدا .. فقال لهم هذه وصيتي لكم ولامكم في حالة استشهادي من اجل (الله والوطن وشرف أمكم الغالية) . وحذاري من الذي لم ينفذها لأنني أذا استشهدت ولم تفعلونها سوف لن أرضى عليكم أبدا .. ولأنكم تعرفون من خلال ما علمتكم بعض الآيات القرآنية بان الذي يقتل في سبيل الله هم أحياء عند ربهم يرزقون ... ومرت الأيام  وإذا بالبطل الوالد المجاهد يستشهد في عملية ضد القوات المحتلة الأميركية . وعندما جاءوا به  إلى بيته وأمام الكثير من أقرباءه ...  تذكروا الأطفال وصية والدهم الشهيد البطل ... فوقفوا حسب العمر وكما علمهم والدهم (رحمه الله) ينظرون إلى أمهم وهي تبكي بحذر ... متذكرتا من خلال نظرات (أطفالها الرجال ) وكأنهم يريدون منها شيئا وان توعز لهم حتى ينالوا رضا والدهم الشهيد ... فبكت وبكت وقالت لهم ( يله ولدي أتوكلوا على الله) نفذوا وصية أبوكم الشهيد البطل ... وإذا بالأطفال وأمام الناس ... يفاجئون الحاضرين .. منشدين ..( وطن مدى على الأفق جناحا ..وارتدا مجد الحضارات وشاحا ) فبكى جميع الحاضرين ... وعند التشييع وقبل رفع جثمانه الطاهر ... اخذ الأطفال ومعهم أمهم الشريفة الطاهرة الصابرة العفيفة يرددون من بعد أن وضعوا راية ( الله اكبر) على جسده الطاهر .. بداو (الهوسة) التي أوصاهم بها والدهم الشهيد البطل (رحمه الله ) ... (يا حوم اتبع لو جرينا ... يا حوم اتبع لو جرينا) فبكى الجميع من حضر التشييع وبكى من سمع هذا الخبر وأبكت كاتب المقالة وهو يطبع الخبر وسوف يبكي كل من يقرا هذا الخبر من أصحاب الضمائر الحية الوطنية الشريفة.. فحملوا النعش وأطفاله مع أمهم والحاضرين يمشون خلفه وهم ومعهمالاقرباء والأصدقاء والجيران يهتفون بهوسه ( يا حوم اتبع لو جرينا ) . هؤلاء هم رجال الرجال وتاريخ العراق وهيبة الامة . فيا (رجال المقاومة العراقية ) وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية ... لنهتف جميعنا ... يا حوم اتبع لو جرينا .. يا حوم اتبع لو جرينا .              

 

 

                                                    شبكة المنصور

                                                 15 / 05 / 2007

 ليكتب .. الكتاب .. والمؤرخين

( لشهيد من عشائر الدليم العراقية .. ليعلوا به التاريخ.. ولتفتخر به الأمة العربية)