علاء الزيدي

شبكة المنصور

 

 

 اربعة اعوام مرت على احتلال العراق ، ماذا حصل فيها على الصعيد الداخلي والخارجي ، ماذا تحقق فيها لصالح العراق ، وماذا حقق الاحتلال لصالحه ، وماهي نتائج المقاومة الوطنية الشريفة التي تحققت خلال هذه السنوات ،
الاحتلال الامريكي الغاشم جاء بقرار مخالف للشرعية الدولية وبدون اي سند قانوني ، او اسباب موجبه واضحه للعيان عدا ، انه قرار استهدف سيادة وقيادة العراق الشرعية وشعبه وخيراته ، لكونه قلب الامة العربية النابض بالحرية والعدالة والمطالب الوحيد بتحقيق الوحدة العربية ،
لم يأت الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بقرار خاص بها وانما جاء بقرار مشترك من جميع الاطراف التي توصلت الى قاسم مشترك واحد الا وهو ان العراق اصبح مصدر خطر على مصالحهم وسياساتهم الامبرياليه ، وقد اشترك في هذا القرار اطراف عربية وغربية كان همها الوحيد الخلاص من العراق وقيادته الشرعيه ودوره القيادي الثائر في المنطقة والعالم .
ماذا حصل على الصعيد الداخلي ؟
اربعة اعوام من الاحتلال الهمجي الوحشي المدمر المبرمج ، مرت على العراق ، حصلت فيها الاف الجرائم ، والاف الانتهاكات ، والاف المخالفات ، القانونية وغير القانونية ، الشرعيه وغير الشرعية ،لم يحدث ان تعرض بلد في العالم ، ولم يحصل في دولة عبر التاريخ ان تعرض الى ما تعرض اليه العراق خلال هذه الاربع سنوات فقد جمع الاحتلال كل الاساليب والطرق التي سمعوا بها وقراءوها وشاهدوها عبر التاريخ واستخدمها في العراق ، استخدموا حرب عسكرية قاسية ضارية ، فيها كل انواع الاسلحة الممنوعة وغير الممنوعة ، المحرمه دوليا وغير المحرمه ، استخدموا التكنولوجيا الحديثة في ابادة شعب العراق وتدمير البنيه التحتيه ،استخدموا الاساليب الاستخبارية الحديثة ، وطرق الاختراق والتسلل ،استخدموا دول كبرى وصغرى ، ورؤساء ، وامراء ، ووزراء ، وعلماء ، ومؤسسات في جميع انحاء العالم .
استخدموا حثالة الشعب العراقي ، ومن يدعون انهم عراقيين من ساقطي الجنسية العراقية ، من التبعيات الفارسية والاعجمية ،استخدموا كل ماأتيح لهم من قوة وعقل وتكتيك ، في احتلال العراق
نعم احتلوا العراق في 9/4/2003 بعد ان دمروه بالكامل عام 1991 وحاصروه اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وسياسيا ومن كل شي لكي يتمكنوا منه ،دمروا مؤسساته وسرقوا أثاره وتاريخه ، وسيطروا على ممتلكاته وخيراته وامواله ، سرقوا معدات دوله كبرى كالعراق ، كامله منشأت صناعية عملاقة ، وأله حربية خاصة بجيش يعد من اقوى جيوش العالم ،ولم يكتفوا بذلك بل استهدفوا قيادته السياسية ، وحزبه القومي العربي الاصيل وعروبة شعبه ، نعم أقولها استهدفوا عروبة شعبه ، فقد قتلوا كل مواطن عراقي عربي ، كل نفس وطني ، كل من يرفض الاحتلال ، كل من يرفض التجزئه ، كل من يرفض المحاصصه ، كل من يرفض الفدرالية ، كل من يدافع عن عروبة العراق ، كل من كان له لمسه عربية في تاريخ العراق ، كل من له لمسه وطنية في العراق ، كل من له دور وطني في العراق كل من وقف بشرف مع العراق ، كل من ساند قيادة العراق ، كل من ارتبط بالحزب الحاكم في العراق ،الله اكبر ، وجهت هجمة ابادة جماعية بحق العراقيين ، قتلوا العراقيين العلماء ، والقادة ، والضباط ، والعسكريين ، والاطباء ، والمهندسين ، وحتى العسكريين والشرطة ، قتلوا كل من يتنفس بالعروبة ، ويدافع عن عراقيته ، وهويته وقوميته، مئات الميلشيات والعصابات ، وفرق الموت ، عملت في شتى الطرق والاساليب ، وفي جميع انحاء العراق ولكن جميعها لها قيادة واحدة مرتبطة بوكالة المخابرات المركزية الامريكية .
عشرات الاحزاب ، علمانية ، دينية ، طائفيه ، قومية ، مستقلة ، جميعها ، وبدون استثناء على الرغم من اختلاف قواتها وشعاراتها وستراتيجياتها ، ولكن هي بالنتيجة ترتبط بنفس القيادة المركزية المعنية باحتلال العراق ، سواء بشكل مباشر او غير مباشر .
منظمات ونقابات وجمعيات عربية واجنبيه وباغطية مختلفة ، ومن خلال عناصر مدربة عاملة فيها ومن خلالها ، جميعها لها هدف واحد ليس اكثر الا وهو خدمة قيادة الاحتلال ،السماح لدول الجوار بالتدخل بالشارع العراقي ، والسياسة العراقية ، ووفق المخطط المرسوم لهم وحسب الاتفاق بين هذه الدول وقوة الاحتلال ، وهكذا كان الدور الكويتي ، من خلال ادخال فرق خاصة مدربة للتدمير والحرق والنهب والسرقة ، والدور الايراني الذي كان له الجانب الاكبر في تنفيذ الخطة الامريكية في العراق ، فقد نزلت ايران بثقلها وعدتها وعددها ، ونفذت ايران مخططها المجوسي بحذافيره ، مجوس يولون على الاسلام والمسلمين ماذا يعملوا ، نعم دمروا ، وقتلوا ، وهجروا ، وسرقوا ، ونهبوا ، وكذلك دول الجوار الاخرى وبنسب مختلفة ولكن بكل قناعه كان لكل منهم دور مرسوم ،ونفذوه وجميعهم بدون استثناء كان لهم دور في احتلال العراق ، وكانت لهم ستراتيجية ومصالح مشتركة مع قوة الاحتلال ،المشهد العراقي اليوم ، بعد اربعة اعوام متمثل بنواة تجزئة بين لحمة الشعب العراقي ، بدأنا نسمع وبشدة كلمات سنة وشيعة ، اكراد ، وفيلية ، وتبعية ايرانية ، وفدرالية ، واقاليم ، وتوزيع الثروات ،اليوم يحاولون ان يمررون قانون النفط والغاز وهو الغاء قانون تأميم النفط الذي صدر عام 1972 وعودة السيطرة الاجنبية على موارد العراق وخيراته ،اليوم يحاولون الساسة الاقزام عملاء المحتل ، ان يحققون مصالح خاصة بهم وباسيادهم ، بعضهم يساوم على تمرير قانون النفط والغاز مقابل توقيع الفدرالية ، والاخر يساوم على الغاء قانون اجتثاث البعث مقابل اعطاء كركوك الى الاكراد ،اليوم تطبق خطة امنية ، وضعت في امريكا ودهاليزها وتنفذ على ارض العراق ، يدعون انها خطة فرض القانون ولكن حقيقتها هي مخالفة القانون ، والقاء القبض على كل من له نفس عراقي وطني ، القاء القبض على كل انسان عراقي شريف ، ومن معه ، لان الخطة الامنية ، تستهدف المقاومة الوطنية الشريفة ، لانها بوجهة نظرها تدعى ارهاب ،العراق اليوم بجميع المحافظات يعاني من شحة الغاز والنفط وانعدام الكهرباء ، والخدمات الصحية ، يعاني من بطالة اكثر من 60% من احصائية الشعب العراقي ، ونسبة 50% تحت مستوى الفقر ، وقتل وابادة اكثر من 1.2 مليون عراقي ، وتهجير اكثر من 4 مليون عراقي خارج العراق و3 مليون عراقي داخل العراق ،واكثر من هذا وذاك بدأت تصفيات القيادة السياسية الشرعيه في العراق ونفذت قرارها الغير شرعي وانتهكت كل القوانين والاعراف ونفذت حكم الاعدام بحق شهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد رئيس جمهورية العراق الشرعي وبعض من رفاقه ، ومسيرت الشهداء مستمرة طالما قوة الاحتلال موجودة جاثمة على صدور العراقيين .
ماذا حصل على الصعيد الخارجي ؟
قوة الاحتلال كانت تدعي للعالم بان العراق يشكل مصدر خطر على جيرانه ، وانه يمتلك السلاح الكيمياوي وانه يرعى الارهاب في العالم ، وقد ساعدهم في احتلال العراق بلدان عربية وغربية ، سواء مقتنعين او مرغمين ، ولكن خلال هذه السنوات ثبت كذب ما ادعت به الولايات المتحدة الامريكية ، وعلى لسان قادتها .
واليوم نجد ان العالم اجمع يجد ان العراق اصبح اكثر خطرا مما كان عليه قبل الاحتلال ، وانه اصبح بؤرة للارهاب العالمي ، واصبح ساحة قتال لجميع مخابرات الدول الاجنبية وحقل تجارب لكل الاسلحة المحرمة دوليا ،امريكا ادركت جيدا انها فعلا ارتكبت اسوء قرار خاطئ في تاريخها ، وانها تتعرض اليوم الى اشد الهجمات وتتعرض اليوم الى اشد الازمات العالمية ، وانها اليوم اصبحت دولة خاوية ضعيفة لايمكنها ان تهدد اي بلد اخر او دولة اخرى حتى سوريا .
ايران وبعد ان نفذت دورها التخريبي للعراق وجدت نفسها ممكن ان تساوم امريكا وان تهدد مصالحها في الخليج العربي ، والعالم وهي اليوم تسعى جاهدة في تنفيذ برنامجها النووي وفرض هيمنتها على المنطقة .
تركيا وبعد ان نفذت دورها وجدت نفسها اليوم تحس بخطر الاكراد عليها واحتمالية قيام الدولة الكردية في شمال العراق وما يؤثر عليهم من تحريض وخطر على امنها القومي ،الاردن وبعد ن نفذت دورها وجدت نفسها امام خطر ايران الطائفي الذي يهدد امنها القومي وبالتالي يهدد اتفاقياتها الامنية مع الكيان الصهيوني .
الكويت والسعودية وبعد ن نفذتا دورهما وجدت نفسها امام خطر ايراني طائفي وتوجهات خطيرة  وبالتالي اصبح المشهد العراقي يهدد الاستتراتيج الامني لمنطقة الخليج .
سوريا ، هي الاخرى تجد نفسها جزء مهم من المخطط العراقي ، وتحاول ان تحصل على شهادة حسن سلوك من امريكا ، او تدعي بانها ضد امريكا ، من خلال سياسات مختلفة أنيه وستراتيجية باتجاه العراق ،البلدان العربية ، بعد ان ادت دورها المرسوم في خطة احتلال العراق ، سواء بشكل مباشر وعلني او غير مباشر وسري ، فهي اليوم تدفع الثمن غالي ، لان المشهد العراق اثر على الساحة العربية في كل الاتجاهات ،اما اوربا وامريكا ، فهي البلدان المتضررة بشكل مباشر ، من هذا الاحتلال ، حيث اثبتت هذه السنوات الاربعة انهم يتجرعون السم يوم بعد يوم ، وعلى الرغم من انهم يجدون نفسهم يحققون سياستهم الخارجية ولكنهم يدفعون الثمن باهض .
ماذا تحقق لصالح العراق ؟
من خلال ماتقدم ماذا يمكن ان نجد ان تحقق لصالح العراق ، لم نجد غير انه خطط له ان يكون فريسة يتقاسمها المحتل واعوانه ، وان يعيدوه الى ماقبل الحضارة ، والى عصر الجاهلية ، ولكن هل يمكن ان يتحقق ذلك ،العراق مهد الحضارات ، البابلية والاشورية والسومرية ، مهبط الانبياء والرسل ، ارض العلماء ، ارض الرافدين دجلة والفرات ، اول من سن القانون في العالم ، اول من حاول تجربة الطيران ، ومنه انطلقت الفتوحات الاسلامية حيث انشق ايوان كسرى واطفأت نار المجوس ، بقيادة ابنه نبوخذ نصر تم سبي اليهود الاول ، وبقيادة حفيده الشهيد صدام حسين تم دكهم ب39 صاروخ بعيد المدى ،العراق بشعبه وجميع اطيافه ومكوناته وتاريخه وحضارته ، لايمكن ومستحيل ان يكون لقمة سائغة في فم المحتل واعوانه ، ومستحيل ان يمرر مايخطط له العدو ، وهو اليوم وغدا وبعده سيثبت للعالم بانه العراق ، ولن يكون غير العراق .
ماذا حقق الاحتلال لصالحه ؟
تحدثنا عن سياسة المحتل بالعراق وماذا عمل ، وكيف نفذ مخططه ، وماهي الاساليب والطرق التي اتبعها ، فقد يكون نهب خيرات العراق ، واثاره ، وقتل وهجر علماءه وكوادره ، ولكن هيهات ان يتمكن من تقسيم العراق ، وجعله دويلات ضعيفة تحت السيطرة اليهودية في مايسمى الشرق الاوسط الجديد .
وماذا بعد ،حقق خسارات متلاحقة عسكرية ، فقد انتهت اسطورة الطائرات المقاتلة الامريكية و الدبابات والاليات المدرعة ، فقد احترقت جميعها بصواريخ يتيمة عراقية على يد المقاومة الوطنية الشريفة ،وخسارات دولية متلاحقة فقد بدأت اكثر لدول المتحالفة معهم بالاحتلال بالانسحاب من العراق ، واخرها قرار الحليف الرئيسي المجرم بلير .
وخسارات محلية ، فقد تلاحقت الخسارات لراعين الاحتلال الجمهوريين من خسارتهم غالبية مقاعدهم في الكونغرس وبعدها في مجلس الشيوخ وهذا يعني خسارة هولاء دعم وموافقة الشعب الامريكي ، وها هي الاخبار تتوالى واللجان تنعقد لتحديد صلاحيات المجرم بوش وتحدد الاليات والوسائل لسحب القوات الامريكية من العراق ولكن بمظهر المنتصر ، لكي يحافظوا على هيبة امريكا بالعالم ، ولكن الواقع المرير الذي تعيشه امريكا اليوم هو خسارة حربها في العراق ، وجميع المعطيات الموجودة تشير الى ذلك .
وماهي نتائج المقاومة الوطنية ؟
كما قلنا ان العراق لن يكون الا العراق ، وان ابناءه لن يكونوا كما صورهم المحتل وعملاءه ، فمنذ الايام الاولى للاحتلال انبثقت فصائل المقاومة الوطنية العراقية الشريفة ، بالتصدي للمحتل ، ويوم بعد يوم تتطور طرق المقاومة وتكبر وتنفذ باساليب عسكرية تدل على اصالة عراقية المقاومة ،توحدت فصائل المقاومة دينية ، وطنية ، عربية ، جميعها رافضة للاحتلال واعوانه ، ورافضة لكل اساليب التدخل الاجنبي في الداخل ، ورافضة لكل من يساعد امريكا مع المحتل ،
فصائل المقاومة الوطنية الشريفة اليوم اصبحت محض احترام وفخر كل العراقيين والعرب ، فهم اليوم يصطرون اروع صور الجهاد والبطولة والتضحية ،المقاومة الوطنية الشريفة اليوم اثبتت بشكل عملي انها صاحبة الحق الشرعي بالدفاع عن العراق وهي الممثل الشرعي له وهي صاحبة القرار فيه ،المقاومة الوطنية الشريفة اليوم وقد دمرت الالية العسكرية الامريكية ومن معها وقد صدت التوسع العدواني الهمجي ، ووقفت اطماعهم التوسعية ، وهي اليوم تحقق انتصارات عظيمة متلاحقة ضد المحتل .
المقاومة الوطنية اليوم تمتلك اقوى سلاح في العالم الا وهو الايمان ، الايمان بعدالة قضيتها ، وقد طورت تشكيلاتها وطرق ادائها وواجباتها وبشكل يصعب على امريكا وقواتها العميلة من كشفهم او مطاردتهم .
المقاومة الوطنية الشريفة اليوم هي صاحبة القرار في العراق وهي التي تحكم العراق وليس كما هو ظاهر بوسائل الاعلام ولم تكن قوى الاحتلال الا عبارة عن قوة اسيرة في المنطقة الخضراء او بعض القواعد العسكرية المطوقة باسوار كونكريتية ولا يمكنهم التحرك الا بحماية كبيرة معززة بالطائرات .
ان شاء الله سبحانه وتعالى ناصر المؤمنين من عباده المخلصين ، وان شاء الله ناصر مقاومتنا الوطنية الشريفة .
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ، والنصر لمقاومتنا الباسلة .

والله ولي التوفيق

 

                                      شبكة المنصور

                                    19 / 03 / 2007

اربعة اعوام من احتلال العراق