13-02-2007

هشـام عودة
شبكة المنصور

 

 

 


أميناً على المبادئ, منذ اول يوم اقترب فيه من جمر المبادئ التي ظل وفياً لها, وكان الاقرب من بين الرفاق الى قلب الرئيس صدام الذي تعامل معه كنموذج بعثي متميز.
احد ثوار تموز عام ,1968 وظل قريباً من الرئيس الشهيد صدام حسين, كان نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة, عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي انتمى اليه منذ شبابه المبكر, واثناء غزو العراق كان قائداً للجبهة الشمالية.
صار واضحاً لكل ذي بصيرة حجم الدور القيادي البارز الذي يضطلع به»ابو احمد« في المقاومة العراقية, وساعده في ذلك مجموعة من الشروط التي اجتمعت بين يديه.
فهو الوريث الشرعي لراية المقاومة التي رفعها الرئيس الشهيد صدام حسين منذ اليوم الاول للاحتلال.
ومسؤوليته لسنوات طويلة للمكتب العسكري لحزب البعث العربي الاشتراكي قربت المسافة كثيراً بينه وبين المقاتلين, الذين هم الآن عماد المقاومة وعنوان ديمومتها وتصاعدها.
وعلاقته القوية بالتيار الاسلامي, وقدرته الواعية على نسج علاقة متطورة بين العروبة والاسلام, جعلته مصدر ثقة من اطراف المقاومة كلها, التي بايعته قائداً لها, ما جعل من عملية التحالف بين القومي والاسلامي واقعاً ملموساً في خنادق المقاومة العراقية.
كان اسمه وصورته في مقدمة المطلوبين الخمسة والخمسين, وحين فشلت قوات الاحتلال في القبض عليه, وضعت لمن يساعدها في ذلك مكافأة مالية مغرية, لكن عزة الدوري ظل عصيا على الاعتقال, يقود المقاومة ويوجه حركتها من داخل الميدان.
ابرز القيادات العراقية الذي ظل خارج دائرة الشهادة والاعتقال, ومنذ اسر الرئيس الشهيد صدام حسين انتقلت اليه مهمات الرجل الاول, وصار ضرورياً ان يكون اسم عزة الدوري حاضراً في كل المحافل والاوقات, للتأكيد على الشرعية العراقية في مواجهة العدوان, هذه الشرعية التي يفتقدها الاحتلال واعوانه.
يعرف رفاقه وضعه الصحي الذي كان حرجاً قبل الاحتلال, لكن ارادة المقاومة انتصرت على ارادة المرض, وظل »ابو احمد« منتصباً مثل نخيل العراق, وهو يرى بعينه الثاقبة هزيمة الاحتلال النكراء في العراق.
بعد استشهاد الرئيس صدام حسين, سارع رفاقه في كل المواقع لمبايعته قائداً للحزب, وباركوا تسلمه للراية العالية التي لن تنكس ابداً, فهو الوريث الشرعي في قيادة مسيرة الجهاد, والوريث الحقيقي لبندقية الحق التي تعيد اليوم صياغة الحياة العربية من جديد.
هادئاً حد الليونة, ومتواضعاً الى درجة تثير الدهشة, وصلباً كقسوة الصخور عندما يتعلق الامر بالمبادئ, هكذا يصفه رفاقه, وهي الصورة التي يعرفها المقربون منه, ومتصوفاً زاهداً متعبداً, وجد لنفسه مقعداً بين متصوفة العراق.
اعلنت قوات الاحتلال وعملاؤها وفاته, او القبض عليه, اكثر من مرة, لاعتقادهم ان ذلك يمكن ان يزعزع صمود المقاومة, لكن المقاومين كانوا يردون على ذلك بتصعيد فعلهم الجهادي, بتوجيه مباشر من حامل الراية ووريث الشرعية عزة الدوري.
مثل العراق, في العديد من المؤتمرات العربية والاسلامية والدولية, لذلك يعرف جيداً طبيعة الموقف الرسمي الذي لم يراهن عليه ابداً, وظلت رهاناته على وعد المقاومة بالنصر وهزيمة مشروع الاحتلال.
من الدور, التي ولد فيها عام 1942 وحمل لقبها, الى بغداد التي اسهم في صناعة قرارها السياسي والعسكري, ظل عزة ابراهيم الدوري, ذلك الفتى الذي يحلم بوحدة الأمة, أميناً على مشروعها النبيل الذي تجسده اليوم بنادق المقاومة العراقية.

بورتيريه /  عزة ابراهيم الدوري حادي المسيرة