عمان - الوحدة - هشام عودة

شبكة المنصور

 

 


د. ابو محمد: البعث اختار قيادته التي رعاها الرئيس صدام حسين
- الاحتلال هو الذي جاء بالدور التخريبي الايراني للعراق
- الخطة الامنية تهدف لمواصلة تضليل الرأي العام الامريكي.
- المقاومة تحقق النصر والمحتلون يتجرعون الهزيمة.


قال ممثل البعث ومقاومته الوطنية الدكتور ابو محمد ان ما حدث في السنوات الاربع الماضية يؤكد صحة موقف البعث وتشخيصه لاهداف الاحتلال، مشيراً ان البعث، كحزب تاريخي، قادر على تجاوز كل المحن والصعاب، في اشارة الى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد حسين الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وحذر ممثل البعث ومقاومته الوطنية من الدور التخريبي الايراني في العراق، مؤكداً ان وحدة البعث عصية على الانشقاق، وان المؤتمرات الدولية والاقليمية تهدف الى البحث عن حلول لازمات الاحتلال.
جاء ذلك في حوار موسع خص به "الوحدة" في الذكرى الرابعة للغزو الانجلو امريكي للعراق،

وفيما يلي نص الحوار:-

* كيف ترون الواقع العراقي في الذكرى الرابعة للاحتلال؟

بعد اربع سنوات على الاحتلال الاميركي الاستعماري للعراق , نستطيع ان نقول بثقة عالية بالله وبالنفس ان شعب العراق الباسل قد خاض ببسالة وبطولة نادرتين ومايزال واحدة من اشرف واصعب واضخم المعارك في تاريخ الامة العربية والاسلامية دفاعا عن جمجمة العرب وحاضرتهم ومركز ابهى واكبر امبراطورياتهم ودولهم في التاريخ وقاعدة اقوى دولهم الحاضرة والمعين الاقوى لهم في كل قضاياهم ومعاركهم ، ضد اضخم واقذر حملة حربية استعمارية . ونستطيع ان نقول بكل ثقة واعتزاز ان طليعة شعب العراق المؤمنة المجاهدة المتمثلة بالبعث وفصائله المقاتلة في المقاومة العراقية وفصائل المقاومة الوطنية والاسلامية الباسلة الاخرى قد كسروا ظهر هذا المخطط وانهم قد قطعوا الشوط الاكبر على طريق التحرير والنصر النهائي الحاسم بعون الله.

واللافت للنظر بالفعل ان تطورات الاحداث في بلدنا المحتل قد اكدت بعد نظر قيادة البعث وصواب تشخيصها قبل الاحتلال لطبيعة واهداف الحملة الحربية الاستعمارية الاميركية على العراق وما استندت اليه من مسوغات ملفقة كاذبة ، كما ابرزت تطورات الاحداث دقة تحليل قيادة البعث لاوضاع العراق ، وهي التي استشرفت في وقت مبكر بعد الاحتلال توجهات وصيرورة جميع المكونات الحالية لمشهد الاحتلال في العراق ، مسار الاحتلال ومسار تحالفاته الدولية ومسار عملائه المحليين ومسار الجهات الاقليمية التي تعاونت مع الاحتلال وخدمته وما تزال تنفذ مخططه التقسيمي التفتيتي الطائفي والعنصري الخبيث . وبالمقابل فان قيادة البعث قد استشرفت ايضا مسار المقاومة الباسلة لشعبنا ورسمت لهذا المسار خطه التصاعدي واستراتيجيته السياسية والقتالية المتجهة صوب الدحر الكامل لقوى الاحتلال وعصابات عملائه واحزابه سواء التي اسستها ودربتها وسلحتها وتمولها وتقودها المخابرات الاميركية او الاسرائيلية او الايرانية.

وبوسع أي مراقب موضوعي للمشهد العراقي في ظل الاحتلال ان يلمس مؤشرات انهيار وتداعي الاحتلال كما بوسعه ان يلمس بيسر حقيقة أن العصابات المحلية والمستوردة التي تخدم الاحتلال وتدير واجهته العراقية العميلة واجهزته الامنية المحلية العميلة من شرطة وجيش شكلهما الاحتلال من افراد هذه العصابات تتصرف في جميع الامور على اساس اليقين الكامل انها لن تبقى في العراق وانها ستنهزم مع خروج الاحتلال او ربما حالما يعلن الاحتلال عن نيته الانسحاب . ويبدو ذلك جليا من تطبيقها جميعا سياسة دمر واقتل وخرب واسرق وانهب بأسرع وقت ممكن وبأكبر قدر ممكن.

* واين وصل العمل من اجل تشكيل الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية؟

العمل متواصل من اجل إكمال الصيغة النهائية لهذه الجبهة التي نأمل أن تضم البعث وفصائله المقاتلة وفصائل المقاومة العراقية الوطنية والإسلامية الأخرى والأحزاب والشخصيات والهيئات الدينية والاجتماعية الوطنية العراقية. اما على صعيد الواقع الفعلي في الميدان فان المجاهدين العراقييين من شتى التنظيمات تتعاون وتنسق فيما بينها ، كما ان للبعث علاقات تحالف جبهوية مع عدد مهم من الاحزاب والشخصيات السياسية والدينية الوطنية العراقية. ونأمل ان يتوج التحالف العملي الفعلي بين من يحملون دماءهم على اكفهم دفاعا عن العراق بالجبهة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية التي ستتولى قيادة فترة التحرير وادارة العراق المحرر قريبا بعون الله.

* كيف تنظرون لما يسمى بالخطة الأمنية؟

الخطط الأمنية المتكررة هي عبارات دعائية يستخدمها المحتل لتأميل الرأي العام الأميركي بان ثمة تغييرا جديا في عملياته العسكرية القمعية في العراق وان ذلك كفيل بتحقيق النجاح لمخططه الاحتلالي الاستعماري. على الارض لا فرق بين الوضع قبل وبعد وفي اثناء اية خطة من هذه الخطط ، الا في مدى القمع والجرائم التي ترتكبها قواته الغازية وعملاؤه في المليشيات الحكومية العميلة. فهي كلها تقوم على المداهمات التعسفية والاعتقالات الاعتباطية والقتل العشوائي والنهب والسلب للممتلكات الخاصة للاسر العراقية وعلى فرض الحصارات والعقوبات الجماعية على الاحياء والمدن والقرى . لكن جميع هذه الاعمال لن تسعف المحتل ولن تحل مشكلته ولن تنتشله من مأزقه ، بل على العكس تماما ، فهي تزيد من غرقه في اوحال المستنقع العراقي المتسع يوما بعد اخر، وتزيد من التفاف كل ابناء العراق حول ابنائهم واخوتهم ابطال المقاومة وتمسكهم ببرنامجها واهدافها ، وتزيد من تراجع كل عراقي يحمل ذرة من الكرامة والشرف والوطنية ممن توهموا وانخدعوا بشعارات الاحتلال الى صفوف اخوانه المناهضين للاحتلال.

* ما هو تصوركم للدور الايراني التخريبي في العراق،وهل تعتقدون ان الاميركيين جادون في مواجهة هذا النفوذ؟

لم يكن لايران أي دور في العراق قبل الاحتلال. لكن الاحتلال الاميركي هو الذي ادخل هذا الدور الى العراق عامدا متعمدا . وبدأ ذلك منذ فترة التحضير للغزو وللاحتلال . حيث كانت المخابرات الايرانية تعد التقارير الملفقة عن وجود مخططات واكداس ومخابىء لاسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق ، وتسلمها للعميل الاميركي الاسرائيلي اللص الدولي المعروف احمد جلبي ، الذي يقوم بدوره بنقلها الى البنتاغون والمخابرات الاميركية المركزية. وكانت هذه الاجهزة الاستخبارية والعسكرية الاميركية التي تعرف كذب هذه التقارير ومصدرها تدفع للعميل اللص جلبي 334 الف دولار شهريا حسب اعترافه واعتراف سادته الاميركيين بعد احتلال العراق ، ثم تقوم بترويج هذه الملفات المزورة وتوزيعها على وساائل الاعلام الاميركية. ولعلكم تتذكرون اعلان جريدة نيويورك تايمز الاميركية في عام 2004 بانها آسفة لتضليل القراء بشأن اسلحة العراق المزعومة وأنها استندت في ذلك الى معلومات كان احمد جلبي يزودها بها.!!
كما دعت الاجهزة الاستخبارية الاميركية التي كانت تدير ما يسمى بحركة المعارضة العراقية ممثلي الاجهزة الاستخبارية الايرانية لحضور اجتماعات هذه المجموعة التي ضمت تنظيمات عميلة وجواسيس للاجهزة الاستخبارية الاميركية والبريطانية والاسرائيلية وقامت بالحاق هذه العناصر الايرانية الى ما سمي بمجلس المعارضة العراقية الذي كان يديره السفير الاميركي ريجارد دوني ثم زلماي خليل زاد. وتضم هذه المجموعة من ممثلي النظام الايراني وعملائه الذين يديرون حزب الدعوة وحزب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ومليشياته المسلحة التي اسستها ودربتها ومولتها وقادتها وما تزال مخابرات الحرس الثوري الايراني.

وقد شاركت هذه الاحزاب والمليشيات الموالية لايران في عملية الغزو والحرب الاميركية على العراق وقامت بمهاجمة بعض المدن العراقية الجنوبية انطلاقا من الاراضي الايرانية حسب بيانات وتصريحات لبعض مسؤولي هذه العصابات الايرانية . وبعد الاحتلال ، دخلت بقية افراد هذه المليشيات الايرانية وقدر عددهم حينئذ بثلاثة عشر الفا من افراد عصابة فيلق بدر الايراني مع اسلحتهم الى العراق بعرض احتفالي تحت بصر وسمع القوات الاميركية والبريطانية في مناطق البصرة والعمارة .

ثم ما لبثت ادارة الاحتلال الاميركية ان عينت هؤلاء الممثلين والعملاء الايرانيين في مجلس الحكم وفي الحكومة التي شكلها بريمر ، ثم قامت بعد حل الجيش العراقي واجهزة الامن والشرطة العراقية بتعيين مجاميع كبيرة من هذه المليشيات الايرانية في جهازين جديدين للشرطة والجيش ، كما عينت احد عتاة مجرمي مخابرات الحرس الثوري الايراني الذين تلطخت ايديهم بدماء الاف الجنود العراقيين الاسرى في اقفاص الأسر الايرانية وهو باقر صولاغ وزيرا للداخلية وقام هذا المجرم المعروف بعلم وموافقة ادارة الاحتلال بتعيين زملائه المجرمين من ضباط المخابرات الايرانية في مناصب قيادية في وزارة الداخلية ، ثم بدأ الضابط الايراني في مخابرات الحرس الثوري الايراني عبد العزيز الحكيم بتعيين المئات من عناصر المخابرات الايرانية في الجيش العميل الجديد وقوى الامن العميلة الجديدة . ويعلم الجميع حجم الجرائم الوحشية التي اركبتها وما تزال ترتكبها الاجهزة الايراني المسماة زورا اجهزة وزارة الداخلية العراقبة . والان يجلس ضباط اطلاعات ومخابرات الحرس الايراني في ادارة اكثر من الف سجن من سجون القمع التي تديرها الحكومة العميلة . كما يجلسون في برلمان الاحتلال وفي شتى الوزارات ومنها وزارة الخارجية وسفاراتها.

هذا هو ملخص عن كيفية نموهذا الدور التخريبي الايراني في ظل الاحتلال وبرعايته . فالاحتلال الاميركي استخدم النفوذ التخريبي الايراني وما يزال يستخدمه لضرب مقاومة الشعب للاحتلال ، ولإضعاف وحدة الشعب العراقي ضد الاحتلال من خلال ادارة مشروع الفتنة والاقتتال الطائفي .

ونحن في البعث وفصائله المقاتلة واشقاؤنا البواسل مقا تلو الفصائل الوطنية والعراقية المقاتلة في المقاومة والاحزاب والشخصيات والهيئات السياسية والاجتماعية والدينية الوطنية نعتبر التدخل التخريبي الايراني جزءا من الاحتلال الاستعماري الاميركي ، ونعد المليشيات الموالية لايران جزءا من قوات الاحتلال ، وعاملا مهما من جهده الحربي والامني والتخريبي. ومثلما نقاتل الاحتلال الاميركي وقوات حلفائه نقاتل هذا الدور التخريبي الذي ولد من رحم الاحتلال. ولسنا نحن فقط من يعد عصابات المليشيات الحكومية المتلفعة بزي الشرطة والجيش والعاملة بالملابس المدنية جزءا من قوات الاحتلال . فالتشريعات التي اصدرها الاحتلال ومنها قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية يعتبر كل اجهزة الجيش والامن الحكومية التي شكلها الاحتلال من افراد المليشيات العميلة للمخابرات الايرانية والاسرائيلية جزءا من القوات متعددة الجنسيات أي قوات الاحتلال وتخضع لقيادة هذه القوات.

* بعد أكثر من شهرين على جريمة اغتيال الرئيس .. كيف استطعتم تجاوز اثار هذه الجريمة؟

الجواب : لقد علمنا تاريخ الحزب الطويل وتجاربه العديدة ومواجهته لظروف صعبة معقدة عدة مرات عبر تأريخه الطويل علمتنا التعامل الكفء والسريع مع كل ازمة او هجمة ضارية يواجهها. فحالما اعلن الاحتلال الاستعمار الاميركي للعراق استنفر الحزب لمواجهة الحالة الجديدة بوسائل تنظيمية مناسبة تفوت الفرصة على اجهزة الاحتلال وعملائه في العصابات الموالية لايران وتلك المرتبطة باجهزته والاجهزة الاسرائيلية. وقد طبق البعث اجراءات تنظيمية مماثلة مناسبة واجراءات سريعة لادامة العمل القتالي والتنظيمي للحزب اثر سقوط عدد من قادة الحزب في الاسر واستشهاد البعض الاخر في المعركة . نعم ان مكانة الرئيس القائد الشهيد كبيرة في مسيرة الحزب وفي عقل وضمير ومشاعر كل البعثيين ومعظم العراقيين ، ولكن الرئيس الشهيد كان يسهر على تنمية الكوادر القيادية ويمسك بيد الكوادر الشابة ويرعاها ويشجعها على شغل المناصب وتحمل المسؤوليات القيادية .

 ولذلك فان البعث قد تصرف على ذات القاعدة عند اسر الرئيس القائد الشهيد رحمه الله واغتياله، حيث جرى انتخاب المجاهد عزة ابراهيم قائدا للحزب ، وهوالذي سبق ان انتخب نائبا لامين سر القيادة القطرية في اخر مؤتمر قطري قبل الاحتلال. البعث مسيرة مستمرة , ومناضلوه القياديون يعدون بالالوف بينما يربو عدد افراد قواعده على مئات الالوف. ومسيرة الكفاح الايمانية النادرة في صعوباتها ومكانتها التأريخية كفيلة كل يوم بانضاج المزيد من مناضليه وقيادييه الشباب. وقد واجه مئات الالوف من البعثيين استشهاد قائدهم المجاهد الكبير...

وعدد من قيادييهم او وقوع البعض الاخر في اسر قوات الاحتلال بمزيد من التصميم والعزم على مواصلة الكفاح التحرري الجهادي لانجاز الشوط الاخير من مسيرة التحرير وتحقيق النصر النهائي لاستعادة استقلال وسيادة العراق ومكانته الرائدة في أمته العربية والإسلامية ودوره المهم في تحقيق الاستقرار والأمن في محيطه الإقليمي والدولي.

* ما حقيقة المؤتمر القطري الاخير للحزب وما ردكم على قول مسؤوليه انه معظم أعضاء الحزب معهم وما ردكم على اتهامات مسؤوليه لقيادة البعث بالخيانة وبتهم اخرى ؟

فقاعة تلاشت بسرعة حالما ظهرت على السطح ، وتجاوزها الحزب . ولدينا امور اهم بكثير من الكلام مع هؤلاء الذين كانوا الى بضع سنوات معنا في مسيرة واحدة.. انه حدث ثانوي جدا وهامشي ، ولا يستحق الوقوف عنده .. ولن يؤثر مطلقا على مسيرة البعث العظيم التنظيمية او الجهادية .

سؤال : ما رايكم بالمؤتمر الدولي الذي عقد مؤخراً في بغداد؟

جواب : اولا هو ليس مؤتمراً دولياً، انما هو اجتماع لدول جوار العراق الذي بدأ في تركيا قبل الاحتلال . ولم يحضره العراق انذاك. واستمر بالانعقاد بعد الاحتلال كل سنة في دولة مجاورة بحضور ممثلين عن مصر والبحرين.

والان دعت حكومة عملاء الاحتلال في المنطقة الخضراء بتوجيه من رئيسها الحاكم الاميركي زلماي خليل زاد لهذا الاجتماع، والجديد ان الولايات المتحدة قد حضرت الاجتماع ودعت لحضوره ممثلين عن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي . والهدف الاساس هو تحقيق خطوة دعائية تضليلية اخرى في سياق خطابها القائم على الكذب والتضليل والتلفيقات والتزوير . وترمي هذه الخطوة التضليلية للايحاء لمنتقدي ادارة بوش في الكونغرس وجميع اوساط الشعب الاميركي اولا ثم الرأي العام العالمي انها " تطرق كل الابواب بحثا عن حل لأزمة العراق ،وبما ان هذه الأزمة ناجمة عن تدخل بعض دول الجوار، فان اميركا تجاوزت كل شيء والتقت بدول الجوار بما فيها ايران وسورية من اجل حل مشاكل العراق ". وبذلك تحاول هذه الادارة الشريرة خداع الاميركيين والتعمية على الحقيقة التي بات الملايين في اميركا وفي شتى انحاء العالم يدركونها وهي ان ما يعانيه العراق من اوضاع كارثية تفوق الوصف هي النتيجة الطبيعية لعملية غزوها واحتلالها للعراق ونتيجة لما اتخذته من اجراءات خبيثة مقصودة تمثلت بتدمير دولة العراق الوطنية وتفكيك مؤسساتها العسكرية والامنية وتسليم مقاليد الحكومة ووزاراتها لعملاء اجهزتها واجهزة اسرائيل وايران الاستخبارية وتشكيل اجهزة امنية وعسكرية من هؤلاء العملاء ومن الساقطين وقطاع الطرق والسفاحين . والولايات المتحدة تعرف ان من بين دول الجوار من شارك علنا مشاركة اساسية في عملية الغزو والاحتلال والتدمير وما تزال مستمرة بذلك حتى الان واقصد حكومة الكويت ، وان من بين دول الجوار من شارك بدور اقل علنية وعلى نحو غير مباشر في الغزو وبدور علني في عملية تدمير المجتمع العراقي واشاعة الفتن والاقتتال الطائفي والفوضى والانفلات وعدم الاستقرار ومحاربة ملايين العراقيين الرافضين للاحتلال واقصد بذلك النظام الايراني . وبينما واصلت الادارة الاميركية منذ الاحتلال الى الان اثارة ضجة دعائية كثيفة ضد سورية الشقيقة بذريعة عدم غلقها الحدود مع العراق لمنع التسلل المزعوم للمواطنين العرب والمسلمين الراغبين في المشاركة في اعمال المقاومة ضد الاحتلال، وحشدت الكثير من قواتها وقوات عملائها على هذه الحدود ، اهملت الحدود العراقية مع ايران طيلة الاربع سنوات الماضية اهمالا كاملا مقصودا بحيث اصبح التنقل بين البلدين يجري بدون جوازات وكأنه بين مدينتين ايرانيتين او عراقيتين مما يفتح الابواب واسعة للتدخل العسكري والامني الايراني . بل حتى تهريب المخدرات الذي كان نادرا في عهد الدولة الوطنية اصبح الان امرا اعتياديا في ظل انفلات الحدود مع ايران وفي ظل سيطرة المليشيات الايرانية الفاسدة على اجهزة الامن والحدود والجيش الجديدة التي شكلها الاحتلال الاميركي.

إذن ، الدوران الكويتي والإيراني الخبيثين واللذين يسهمان إسهاما فعالا في زعزعة الامن والاستقرار في العراق يجريان بموافقة ورعاية الإدارة الأميركية . ولذلك تسعى هذه الادارة الكاذبة الشريرة ان توزع تهم التدخل على كل دول الجوار حتى من وقف موقفا مناهضا للغزو والاحتلال مثل سورية الشقيقة ومن امتنع عن المشاركة في عملية الغزو والاحتلال مثل تركيا.

وهي تعلم علم اليقين ان الدولتين لم تتصرفا الا بما تمليه عليهما اعتبارات الاخوة والجيرة الحسنة وان لا صلة لهما على الإطلاق بتقويض الأمن والاستقرار في العراق.

ولذلك فعلى ارض الواقع لن تؤدي مثل هذه الاجتماعات الى أي نتيجة لانتشال الوضع الامني في العراق من وضعه الكارثي ، ولن تساعد الادارة الاميركية الشريرة في الخروج من الحفرة التي تزداد عمقا كل يوم . ربما تريد بعض دول الجوار مثل ايران من هذا الاجتماع فرصة لابتزاز الأميركيين مستخدمة دورها التخريبي في العراق للحصول على مكاسب تتصل بطموحات النظام الإيراني الإقليمية والإستراتيجية وخصوصا المشروع النووي والهيمنة على منطقة الخليج العربي .
 

 

                                      شبكة المنصور

                                    25 / 03 / 2007

لقاء الرفيق ابو محمد مع صحيفة الوحدة الاردنية