إن صورة الرئيس المتعب تحاول ان
تكذب رغم الصدق الفاضح في كل
ثناياها ، الرئيس يعلم أنه صدق
كذبته التي أقنعه بها بهلواناته
"المسيح المخلص"، وان اللعبة في
الحقيقة لم تبدأ بعد...
ينزل من الطائرة منهك الفؤاد،
محاولا ان يشتد دون ان يلفت نظره
هذه المرة مستشاره البروتوكولي
الى ان ظهره منحني أكثر من اللازم
كعجوز توشك ان تتعثر بآخر أيامها
أمام الحفل.
تفر خطواته على سلم الطائرة كهارب
الى الامام يشتهي الموت أو انشقاق
الارض، ولسان حاله يقول "دعنا
ننتهي من هذا الامر اللعين".
ثلاثون ألف جثة أمريكية ستفتضح
عاجلا ام أجلا، والديقراطيون
يلوحون بالاوراق، والهاربون من
الادارة لن يؤمن جانبهم،
والبريطانيون وضعوا القشة قبل
الأخيرة على ظهر البعير المنحني،
قبل ان تفتضح سكين المقاومة التي
يحاول اخفائها تحت هودج النصر
المكلل بالعار، هزائمه ودماء
جنوده التي اخترع لها دواء
يساعدها على التخثر أسرع والكف عن
النزيف على الملأ.
استبدال الساعة الرقمية بساعة جلد
مدنية لن تسعفه في الوقت اكثر،
وتزوير التحية العسكرية على وجهه
لإخفاء ملامح الهزيمة في عينيه عن
إبتسامات الجنود العجائز البلهاء
لن تستمر طويلا أمام سؤال سيردده
التاريخ الامريكي طويلا، ماذا
فعلت بنا يا بروتس أنت وحفنة من
رجالك لأجل حفنة الدولارات تلك؟
القميص الكحلي البارد قصير
الاكمام لن يظهر العضلات
المفتلولة كما لم يظهر واقي
الرصاص، والنجوم الاربعة على
قبعات الجنود لن تضيف ولاية جديدة
الى امريكا.
أجتماع أركان الحرب في العراق، لن
يشبه صلاة نبوخذ نصر في فلسطين،
وإعادة العجلة الى سابق عهدها لن
يفيد، وإعلان الأمن مستتبا يؤكد
بدء أفول مستبد آخر على أرض
السواد التي لا يفهمها الا النخيل
الشامخ وحبات الرصاص المتخفية
وراء الرطب الجني.
جورج بوش الابن.. لقد شخت أسرع
مما توعدت يا رجل! فهل جئت تتفقد
قبرا في أرض ستلفظك حتما؟! |