بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بمن تقتدي يا مقتدى الصدر؟
عن المرء لا تسأل وسَل عن قرينهِ - فكلُّ قرينٍ بالمُقارنِ يقتدي

 

 

شبكة المنصور

محمد العماري

 

بات واضحا للجميع, حتى للأبله بوش الصغير,إن أخطبوط العمائم الايرانية هو الذي يحرّك وبطريقة هادئة وذكية تلك الدُمى المعمّمة المحسوبة على المذهب الشيعي والتي تحكم العراق اليوم لا عن طريق قانون أو دستور, هم انفسهم وضعوه وصادقوا عليه, بل عن طريق ميليشيات وعصابات من الرعاع والجهلة والعاطلين عن العمل والذين يملكون إستعداد شبه فطري لوضع كل خدماتهم الشريرة تحت تصرّف كلّ من إدعى زورا وبهتانا بإنه من أتباع آل البيت الاطهار.

مضافا الى ذلك إن العمائم المتصارعة سرّا في حوزات طهران وقُم إستطاعت في السنوات الماضية أن تشتري, بكل ما في الكلمة من معنى, ضمائر ونفوس وإرادة وتوجهات من كانوا يعتبرون أنفسهم "معارضين" لنظام الرئيس الشهيد صدام حسين. فاصبح هؤلاء المعارضون السابقون, بحسن نية وتصميم مسبق, وكلاء أو ممثلين لمن أغدق عليهم بالمال والسلاح وبرع في غسل أدمغتهم وملأها بالسموم الطائفية والأحقاد العنصرية ضد العراقيين جميعا. وعليه فان كل حزب شيعي في عراق اليوم, من تيارمقتدى الصدرالى حزب الدعوة والمجلس الأدنىالاسلامي لآل الحكيم وغيرهم, خرج من تحت عمامة إيرانية من العيارالثقيل.

ومع إن حثالات البشر والغوغاء يتواجدون, طبعا مع بعض الفوارق, في جميع الأزمنة وفي جميع دول العالم, حتى في البلدان المتحضّرة ذات المؤسسات الديمقراطية العريقة. لكن ما حصل من احداث دامية في مدينة كربلاء قبل.بضعة أيام بين ميليشيات مسلّحة تابعة للأجنحة الشيعية المتصارعة على عرش فاتيكان" النجف" الأشرف والتي راح ضحيتها أكثر من 300 إنسان بين قتيل وجريح, ليس الاّ الدليل القاطع على فشل جميع السياسات التي جرّبتها في العراق أمريكا وحليفتها الاستراتيجية إيران. وإتضح بكلّ جلاء إن ديمقراطية بوش المزعومة ما هي الاّ الخراب بعينه. بل أصبحت التعبيرالحي لشريعة الغاب في أرض هي في نظر العالم أجمع مهد الحضارات وموطن الأنبياء والرسل والصالحين. وكانت حتى التاسع من نيسان/أبريل 2003 تنعم بالاستقرارالتام والأمان والتلاحم والانسجام بين أبنائها دون تفرقة أو تمييز.

بعد أحداث كربلاء مباشرة أوعزالدجّال مقتدىالصدرالى عصاباته المسّلحة, ويبدو إنه تلقى على هاتفه النقال أمرا مستعجلا من طهران, بأن توقف نشاطها المسلح ضد القوات الأمريكية والجهات الأخرى, كما سمّاها, وأن لا تتعرض لها. وطلب من ميليشياته أيضا أن تركن الى الهدوء لمدة ستة أشهر. ولماذا ستة أشهربالضبط يا سماحة مقتدى الصدر؟. ولا أحد يعرف حقا إن كانت أوامرالفتى المعمّم مقتدى الصدرستجد لها آذانا صاغية أم لا, طالما إن أتباعه هم خليط من شذاذ الأرض والمأجورين وعصابات الجريمة المنظمة وغيرالمنظمة, والباحثين عن لقمة خبز بأي ثمن حتى وإن كانت مغمّزة بدماء إخوتهم في الدين والملّة. ولا يُستبعد أن يقوموا من جديد, كما عوّدونا بين فترة وأخرى, باثارة زوبعة دموية في فنجان تحصد أرواح العشرات من الأبرياء, طبعا بعد أن تصلهم الأوامرمن آيات الشيطان العظمى في إيران.

إن المواطن العراقي, ومنذ إحتلال العراق الى يومنا هذا, يتعرّض الى عملية تشويه وتدمير منظمة لشخصيته الوطنية الخلاقة, تهدف الى مسخ إرثه الثقافي والحضاري العريق وتحويله الى كائن بليد, سلبي, منغلق الذهن ويعيش على أساطير وخرافات أكل عليعا الدهر وشرب وسط عالم دائم الحركة والتغيير. كلّ هذا يتم بشكل مٌبرمج على يد العصابات الآتية من وراء الحدود ومن يقف وراءها, والتي لا همّ ولا غمّ لها غير إنتاج وإعادة إنتاج المآسي والأحزان على مدار السنة. وغايتها الأساسية هي تحويل العراق الى حُسينية كبيرة أو خيمة عزاء ثابتة . فما أن ينتهي فيه المواطن من طقوس اللطم والبكاء والعويل حتى يهيأ نفسه رغما عنه الى طقوس جديدة مماثلة. فالمناسبات لا تنتهي وهناك إثنا عشرأماما شيعيا و لهم أولاد وأحفاد. وهذا يعني إننا مرغمون, باسم الديمقراطية الصفوية الطائفية, على أن نقضي جلّ ايامنا في حالة حداد وحزن دائم متخلّين عن كلّ تطلعاتنا وأمانينا في حياة حرّة كريمة خالية من الشعوذة والخرافة والأباطيل .

لكننا, في الوقت الذي نرى فيه ميليشيات الدجّال مقتدى الصدر وإخوانهم في العمالة من جماعة المجلس الأدنى الاسلامي بقيادة عبد العزيز اللاحكيم, وهم يهدرون دم بعضهم البعض من أجل عمامة هنا وأخرى هناك, لا يسعنا الاّ أن نقول" نارهم تأكل حطبهم". لأن هؤلاء اللصوص لا يبكون على الامام حسين ع كما يُقال, وإنما يبكون على الهريسة. وما أدراك ما الهريسة في النجف وكربلاء؟ وإن كلّ ما كانوا يدّعون من مظلومية, في زمن النظام الوطني السابق, لكونهم شيعة هو كذب ورياء لم يعد يصدّق به حتى الأطفال. وأملنا الوحيد هو في المقاومة العراقية الباسلة والتي ستعيد, في القريب العاجل إن شاء الله, الى عراقنا الحبيب وجهه الانساني المشرق وتخلّصه من كلّ ما علق به من شوائب طائفية ونفايات مجوسية وعادات همجية لا علاقة لها بديننا الاسلامي الحنيف ولا بأهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

mkhalaf@alice.it

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 01 / أيلول / 2007