شبكة المنصور

 

                                     

 

عقد في طرابلس للفترة 23- 24 أبريل /نيسان 2007 ، الاجتماع السنوي لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي ،بمشاركة واسعة من أحزاب سياسية عربية ومنظمات عربية مهنية .. تناولت جلسات الاجتماع بحث الاوضاع الراهنة في الوطن العربي ، ومشروع التسوية ومخطط تفتيت الوطن العربي ، وحال المقاومات العربية  في العراق وفلسطين ولبنان ، ومتطلبات تعميم ثقافة المقاومة ، والضرورات الموجبة لأقامة الجبهة القومية بين قوى المشروع النهضوي في البلدان العربية  . كما اقيمت على هامش أعمال الاجتماع أربعينية تأبينية للفقيد محمد المجدوب المنسق العام للجان الثورية في ليبيا ،وأمين عام ملتقى الحوار ،والذي وافته المنية أثر مرض عضال ألم به . شارك حزب البعث العربي الاشتراكي في أعمال الاجتماع والتأبين .تناول الدكتور محسن خليل في كلمته بالجلسة السياسية للملتقى ، أعمال قمة الرياض وجهودها لأعادة تسويق (مبادرة السلام العربية )مؤكدا ان العدو الصهيوني لن يقبل بهذه المبادرة ألا وفق شروطه ، وأنه لن يكتفي بالتنازلات التي يطلبها بأدخال التعديلات عليها ومنها اسقاط حق العودة للشعب الفلسطيني الى أرضه فحسب ، وأنما سيطالب النظام العربي الرسمي بأستئصال المقاومة وروح المقاومة لدى الامة العربية ، وأيصال الامة الى حالة الاستسلام الكامل ، ليتسنى له فرض شروط (السلام ) الاستسلامية على الامة ،دون ذلك سيظل العدو يرفض عروض السلام ، طالما انه مطمئن الى أستكانة وخور النظام العربي ، وطالما ان تعنته يحقق له المزيد من التنازلات والتفريط من النظام العربي الرسمي .. ودعا د.محسن خليل القوى الرافضة للهيمنة والاحتلال الى اقامة الجبهات الوطنية على مستوى الاقطار العربية وصولا الى أقامة الجبهة القومية الموحدة على مستوى الوطن العربي ، منوها الى أن انطلاقة المقاومة العراقية التاريخية ، ونجاحها في تركيع قوات الاحتلال واحباط مشروعها الاحتلالي في العراق ، وأفشال عمليتها  السياسية التي أريد بها أقامة واجهة محلية للمحتل ،وأيقاف مخططها لأقامة الشرق الاوسط الكبير ، يتطلب من جميع القوى العربية المناهضة للهيمنة والاحتلال ،تبني المنهج المقاوم في كل ساحات النضال ، وتكييفه تبعا للظروف الملموسة في كل ساحة ، وحشد الامكانات والجهود لدعم المقاومات العربية وخاصة في العراق ،حيث تتصدى المقاومة العراقية هناك لرأس الافعى ،وسيؤدي سحقها الى هزيمة المشروع الامبريالي الصهيوني الى الابد . وأستعرض الدكتور محسن خليل الدور الايراني في العراق ، ووصفه بأنه دور الشريك للولايات المتحدة في احتلال العراق ، وردا على اؤلئك الذين التبست لديهم الرؤية وخدعتهم الشعارات والتكتيكات الايرانية المنافقة ، والقائلون بأن مصلحة الامة العربية تقتضي عدم فتح معركة جانبية مع أيران يستفيد منها التحالف الامريكي الصهيوني ، قال د. محسن خليل ،أن هذا سيكون صحيحا لو أن ايران كفت أذاها عن العراق والامة العربية ، وأوقفت دعمها السياسي والعسكري والاعلامي والامني لمشروع الاحتلال .فكيف نثق بمناهضة أيران للأحتلال ، بينما تهيمن على حكومة الاحتلال الاحزاب الموالية لأيران ، وتلاحق ميليشياتها المقاومة العرقية وحاضنتها الشعبية ،وتتولى أيران تسليح وتمويل وتدريب تلك الميليشيات ؟؟ كيف نتحالف مع أيران ، ورفسنجاني يقول ،وفي هذه الظروف ان على الامارات العربية المتحدة ان تخوض بحارا من الدم قبل أن تصل الجزر الثلاث ؟ كيف نتحالف مع أيران وهي تحتل عربستان وتضطهد شعبها وتحرمه من ممارسة أبسط حقوقه الثقافية والقومية ؟لسنا نحن العرب الذين نقوم بأيذاء أيران ،وإنما العكس هو الصحيح..على أيران ان تكف أذاها عن العراق والعرب ، وان توقف دعمها لمشروع الاحتلال ،وتوقف اعمال القتل التي تقوم بها الميليشيات التابعة لها ضد اللاجئين الفلسطينييين في العراق ، وان تتوقف عن نشر الفتنة الطائفية في العراق وفي الاقطار العربية ، فكل الاحزاب المرتبطة بها ، بما فيها تلك التي تتبنى المقاومة ،ذات بنية طائفية ،وكل تنظيم طائفي يخدم من حيث يقصد او لا يقصد مشروع الهيمنة الامريكي الصهيوني .. على القوى الجادة في مناهضة الاحتلال ، ان تتبنى خطابا وطنيا وقوميا ، لا أن تفتت الامة بخطاب ديني طائفي تفتيتي ...ففي ظروف مجتمعنا العربي ، يلعب الخطاب الديني الطائفي دورا سلبيا تفتيتيا ، لأنه يتوجه دائما الى جزء من الشعب، الى جزء من الامة ، في وقت لا يمكن مواجهة المحتل الا بألتئام الامة حول خطاب موحِد جامع ، وهو الخطاب الوطني والقومي ..

 

وفي الحفل التأبيني ألقى د.محسن خليل كلمة بالمناسبة هذا نصها :

 

 

         ألاحتفالية التأبينية لامين عام ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي / محمد المجدوب

كلمة د.محسن خليل / حزب البعث العربي الاشتراكي

23\4\2007 – طرابلس

بسم الله الرحمن الرحيم

نلتقي اليوم في أربعينية الفقيد محمد المجدوب ، المنسق العام لمكتب الاتصال ، الامين العام المساعد لمؤتمر الشعب العام الليبي .. نذكره بعبارات المودة والتقدير ، ونستشعر معا مشاعر الاسى والحزن لغيابه مناضلا عرفه الشعب العربي في ليبيا وعرفته ساحات النضال في الوطن العربي ... أنه صاحب تلك الشخصية المتدفقة القوية الدؤوبة ،الذي اختزن في ثناياها صفحات الثورة الليبية، وتمثّل طموحاتها وتطلعاتها ، وتفاعل مع مبادئها، واجتهد في ترجمتها منذ مراحل مبكرة من حياته .. لقد أعطى المجدوب الكثير للثورة والوطن .. كان عميقا في أيمانه صلبا في مواقفه ، حاضرا بفكره وجهده وعلاقاته مع أبناء امته العربية في الوطن الكبير ، في معاركها العادلة في فلسطين ولبنان والعراق، مع المقاومة ،الانتفاضة ، مع حق تقرير المصير ، مع الوحدة ،مع مشروع النهضة القومي ...

كان عاشقا لليبيا الثورة ، عاشقا للأمة .. وفي قلوب الثائرين العرب لا تستقيم الثورة بعيدا عن العروبة او بالانكفاء عنها ، فهي الحاضنة الطبيعية لثوراتها التاريخية ،وبوصلة تصويب مسارها النضالي .. وفي معاييرنا القومية لا تجتمع الثورة مع القطرية والانقطاع عن الامة ..وقد ادرك الفقيد المجدوب هذا البعد للظاهرة العربية الثورية ،فاعطى الكثير من جهده وهمته لمد الجسور وبناء العلاقات مع قوى وفصائل الثورة العربية في الوطن العربي. وكان صبورا على الحوار معها ،جادا صادقا في بلورة المشتركات الفكرية والسياسية التي تجتمع حولها ، وتوج كل ذلك بتأسيس ملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي الذي اختاره أمينا عاما له.

 لا عجب .. فهو ابن الثورة الليبية القومية ، وهومناضل بين مناضلين تعلموا من قائد الثورة ، وعملوا معه ، وتشربوا حب العروبة منه ... ففي زمن غابت عن اصحاب العناوين الكبيرة في وطننا العربي ، روح الانتماء للأمة ، وهيمنت على سلوكهم السياسي ومواقفهم ذرائع العجز ، لتبرير التبعية للأجنبي ،والتخاذل أمام العدو الصهيوني ،ظلت ليبيا الثورة أمينة لمنطلقاتها ، وفيّة لعهودها ، قوية بأمتها وامتها قوية بها .. ضعف هؤلاء فاضعفوا الامة ،وركنوا تحت حماية الاجنبي فضاعوا وضيعوا حقوقها معهم.. أوصلوها الى أضعف حالاتها، وأطمعوا فيها ليس الذئاب فحسب بل وحتى الثعالب وبنات آوى .. وحين يرون الصوت الشجاع والموقف الجريء المعبر عن ضمير الامة واللائق بكرامتها ،يستاؤون ويسيئون،ويحركون ضغائنهم واحقادهم ، فلا هم يقدرون أو يرغبون في تحمل مسؤولياتهم أزاء التحديات والمخاطر التي تتهدد العرب في كل مكان ، ولا هم يكفون أذاهم عمن يجد في نفسه الهمة والارادة لمقاومة مشاريع الترويض وفرض الاستسلام على الامة .. يريدون أن يتساوى الجميع في الخنوع والذل ،لأدراكهم أن الحالة الصحية لدى الغيورين على الامة تفضح زيفهم وضعفهم وتواطؤهم مع الاجنبي ..

ما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة الى الرجال المناضلين ، المؤمنين  (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).. نعم حسبنا الله ونعم الوكيل ، وثقتنا بعد الله برفاق الدرب ، وبالمجاهدين ابطال المقاومة العراقية الذين ركّّعوا أقوى دولة في العالم واحبطوا مشروعها الاحتلالي ، وجعلوا ربع جيشها في العراق يصاب بالجنون وثلثه يعاني من الامراض النفسية والعصبية .. ثقتنا بالمقاومة في فلسطين وفي لبنان ، وفي كل مكان من ارض العروبة ، تنتفض في صدور رجالها موجبات الايمان وأرادة القتال ..

تحية للاخ قائد الثورة .. ورسالة محبة وتقدير أنقلها لشخصه الكريم من قيادة واعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي ، من كان منهم في الاسر أو في ميدان المقاومة ،أعتزازا بمواقفه المبدئية الشجاعة تجاه قضايانا القومية والمقاومات العربية ، وأعتزازا بقراره التاريخي الذي أعلن فيه الحداد على الرئيس الشهيد صدام حسين .. البطل الذي أدى الأمانة كما أداها البطل الشهيد عمر المختار ومن سبقه ومشى على دربه من ابطال الامة . فلا يقدر البطولة الا البطل الذي يحقق البطولة في سلوكه ومواقفه .. فتحية للقائد البطل الاخ معمر القذافي ..

الرحمة وعليين للفقيد المجدوب ... ذلك الوطني العروبي  .. الغائب الحاضر ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

                                      شبكة المنصور

                                    13 / 05 / 2007

مشاركة البعث في الملتقى العربي الثوري الديمقراطي بطرابلس