بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

شياطين الوالي!

 
شبكة المنصور
سعد الاوسي: رئيس تحرير صحيفة الشاهد المستقل
 

 كان يا مكان في غابر العصر والزمان ولاية حكمها (والي) جديد بعد ان قام ببعض (الخزعبلات)! و(الحيل)! الماكرة وبعض (الاكشنات)! من الافلام الهندية التي ضحك بها على عقول البعض! على اية حال ما ان جلس على كرسي السلطة واصبح (حضرة الوالي)! حتى كشّر عن انيابه وقال.. يا ويلهم من سواد ليلهم! سأنتقم من الولاية (واحد واحد)! وبدأ حملة كبيرة من الاعتقالات وزج بالالاف في (سراديب سرية)! قام ببنائها واصبح يقتل من يشاء دون رادع او حسيب او رقيب! وباتت (المقابر الجماعية) تقام بصورة (علنية جدا)! وبات يطبق قوانين من وحي الافكار النيّرة التي تحيط به من (جماعته)! واصدقائه الذين تبوأوا المناصب العليا! تثمينا للعلاقتهم مع (الوالي)! فالذي كان يبيع (الكبة)! جعله وزيرا لـ(الطعام)! ومن يبيع (الخرز والسبح والمحابس)! أعطاه وزارة (التحفيات)! اما القصاب الذي كان صديقا للوالي والذي كان يبيع اللحوم له بـ(التقسيط المريح)! فقد جعله مستشارا له! اما صاحب محل (الباقلاء بالدهن الحر)! والذي كان (ريوك)! الوالي عنده صباح كل يوم فأنه اصبح من كبار مستشاريه ومسؤولا عن مقابلات الوالي!

على اية حال بدأ هذا الوالي ينتقم من اهل الولاية التي كان يقسمها النهر الى (صوبين)! احد الجانبين كان موقعا لبيوت عامة ابناء الولاية، اما (الصوب) الثاني فقد تم تخصيصه كأماكن عمل ومحال تجارية ومصادر لرزقهم! وكان يربط (الصوبين)! عدة جسور، وبسبب (الشفافية)! و(ديمقراطية الوالي الجديد)! و(الحرية)! وسياسة الوالي! لم يبق من تلك الجسور الا جسرا واحدا صغيرا! فكانت طوابير ابناء الولاية تمتد منذ ساعات الصباح الاولى لعدة اميال حيث يقال ان في عهد هذا الوالي ازدهرت ظاهرة (الطوابير)! على اية حال.. ارتفعت هنا وهناك بعض الشكاوى من الناس وباتت حالات الضجر تظهر على ابناء الولاية بسبب ضيق الجسر وصغر حجمه! وما ان سمع (الوالي)! بهذه (الشكاوى)! حتى اعطى اوامره بان تقف مجموعة من (عصابته)! و(حاشيته)! لمراقبة المشهد كون الميليشيات لم تكن موجودة بعد! هذه (العصابة)! تقوم بضرب كل من يعبر الجسر (راشديات وجلاليق)! لكي لا يتجرأ احد ويشتكي او (يتضجور)! وهكذا اصبح من ينتقل من هذا الصوب الى الجانب الاخر يأخذ (جم راشدي)! بعد ان يكون قد وقف في طوابير حلزونية الامر الذي ادى بالكثير منهم الى ان يأخذ (فراشه)! معه وينام في تلك الطوابير حتى يأتيه (السره)! وبعد ان (صاحت الوادم الداد)! اجتمع عدد من (شيوخ) الولاية والوجهاء وشكلوا وفدا كبيرا لمقابلة الوالي ونقل شكاوى المواطنين! والمعاناة والويلات و(المصايب)! التي حلت بهم منذ يوم مجيء الوالي ومن بين القضايا (موضوع الجسر)، وما ان دخلوا قصر الولاية حتى قام حاشية و(اتباع) ومستشاري الوالي الذين ذكرناهم آنفا! بتقديم (كيس دراهم)! لكل شيخ من اعضاء الوفد قبل ان يدخل (الوالي) عليهم! وما ان طل (حضرة الوالي)! على الجماعة.. حتى تقدم البعض منهم مقدما اقتراحا للوالي يحل من خلاله مشكلة الجسر! على ان تبقى الطوابير الحلزونية كما هي لأنها مظهر ومعلم حضاري (شفافي)! جميل! وقال هؤلاء.. نرغب يا حضرة الوالي بزيادة عدد افراد (الجلادين)! الذين يقومون بضرب ابناء الولاية على الجسر! كما نطلب من سماحتكم ان تكون اعمارهم (شبابية)! لأن الذين يقومون بالمهمة (الرئاسية)! حاليا هم من كبار السن و(تعبانين)! من مطاردات اتباع واجهزة الوالي السابق كما نطلب من دولة (الوالي)! ان تكون العقوبة الضرب بالكيبلات بدل (الراشديات والجلاليق)!

حكاية هذا الوالي والوجهاء الذين ذهبوا اليه وقبضوا (المقسوم)! وسكتوا عن الحق والظلم الذي يقع على الولاية اراها تتراءى امامي وانا اسمع ان العديد من شيوخ ووجهاء بعض المحافظات باتوا يقابلون المسؤولين ويقبض كل منهم (مليون ونصف المليون دينار)! مع وجبة غداء (رئاسية فخمة)! داخل اسوار المنطقة الخضراء تاركين (مصايب)! وويلات الحكومة وآهات العراقيين الذين تسفك دماءهم كل لحظة خلف ظهورهم وهم يتجالسون مع المسؤولين (سجناء المنطقة الخضراء)! ليطروا عليهم بالمديح والثناء على (الخرجية)! و(قوازي العزيمة)! متناسين ان العراقيين ومنذ 9 نيسان 2003 ولحد الان لم ينعموا بالكهرباء والبنزين والنفط والحصة التموينية والامن والامان بل بات في كل بيت عراقي مصيبة والمآسي تلاحق الناس اينما كانوا.. ونسى هؤلاء الشيوخ والوجهاء ان الساكت على الحق شيطان اخرس.. وان كلمة حق بوجه سلطان متجبر (خير من عبادة سبعين عاما)!

 
 
 
شبكة المنصور
السبت / الثاني / حزيران / 2007