سعد الاوسي.. رئيس تحرير جريدة الشاهد المستقل

شبكة المنصور

 

                                     

 

 كان يا مكان في غابر العصر والزمان..ولاية توفي (واليها) في حادث مفاجئ فاشترط اهل الحل والربط بأن من يتصدى لامور الولاية ويرغب بتبوء منصب الوالي عليه ان يوقع على (بياض)! ومن ثم توضع الشروط وهو السبب الذي جعل غالبية الطامحين بالسلطة يفرون هاربين من هذا الموقع (الرئاسي)! فتقدم احد الذين جاءوا من خارج اسوار الولاية ووافق على كل شيء وتعهد بالايفاء بكل ما سيوقع عليه! وما ان جلس على الكرسي واصبح يدعى بـ(حضرة الوالي)! حتى جاء بمن جاء من (الحرامية والسحرة والمشعوذين)! ومن كان يبيع (الخرز والسبح والمحابس)! ومن كان قصابا! او سكن سائق (يقوم بجمع الكروة)! في النهار، ويتحول الى عامل غسيل للسيارات مساء! وهو ليس عيبا ولكن ان يتحول هؤلاء وزراء ومستشارين ووكلاء وزارات ومدراء عامين و(محافظين)! لبعض مدن الولاية فهذا هو العيب! اما العصابات فأصبحت تسرح وتمرح على (حل اسلحتها)! وازدهرت في زمن هذا الوالي عمليات القتل والذبح على (دفتر الخدمة)! وليس على (الهوية)! اما مدن الولاية فأصبحت لها جدران وسور من اجل المحافظة على (ارواح ابناء الولاية)! وعندما حل (الوالي)! ضيفا على احدى الولايات سئل عن هذه الجدران التي تحيط مدن ولايته فأجاب بأنه اعطى اوامره بايقافها! وعندما التفت اليه (حاشيته)! و(لكامته)! من الذين يأخذهم معه اينما يكون قال لهم (يابه.. منو يقره.. منو يكتب)؟! ثم اكد لهم بأنه ماض في جعل كل مدن الولاية بل كل دار فيها جدار وسيجعل التنقل من منطقة الى اخرى مقرونة بموافقة خاصة من الاحزاب الحاكمة! وعندما سئل الوالي عن فرق الموت التي تسحق الاخضر واليابس وعصابات الاغتيال التي تطول العلماء والفلاسفة والمثقفين والادباء اجاب بأنه سيكبح جماحها! ثم ما لبث ان اكمل حديثه حتى جاءته نظرة ساحقة ماحقة من احد اعضاء الوفد الذي لا يفارقه فأبتسم له (الوالي)! وقال (مو كلنه منو يقره)؟!

حكاية هذا (الوالي)! الذي يضحك على عقول الاخرين تجعلني استذكر ما تقوم به (حكومتنه)! اطال الله عمرها وحفظها من كل شر ومكروه! كونها تخدم ابناء العراق من شماله حتى جنوبه دون تمييز طائفي! فـ(حكومتنه)! عندما اعلنت انها ستوقف بناء جدار الاعظمية! لم تكن تدرك ان هذا الموضوع سيؤثر على الشعب العراقي! (نعم)! لا تستغربوا! فقدتأثرت شركات المقاولات التي تقوم بصناعة القواطع الكونكريتية! وهذا ادى الى توقف عمل الايادي العاملة! واثر على انسيابية (بياعة السمنت)! مثلما (انقهر)! تجار شارع السباع وباب الشيخ باعة (شيش التسليح)! وكذلك (ابو الرمل)! علاوة على من يقوم بـ(حماية)! و(نقل القواطع)! فهذه كلها ملايين الدولارات سيحرم منها ابناء (الشعب)! فتراجعت الحكومة (المبجلة)! عن قرارها (سنطاوي)! او مثلما يقول اهلنا في الجنوب (بسلتهه)! او (نسّت)!

هذه الحكومة التي لا ترى عمليات ذبح وقتل واغتيال ابناء الشعب ولا تسمع انينه وهو يتصارع مع التكفيريين ومع الدمار والخراب والبعض الاخر منه يلوك الصخر خبزا بعد ان وجد نفسه على قارعات الطرق التي دمرتها همرات الاحتلال وقواطع كونكريت مقرات الاحزاب وبيوت المسؤولين! هذا الشعب الذي ينزف دمه منذ يوم 9 نيسان 2003 بلا رحمة ولا شفقة، هذا الشعب الذي تحدى الارهاب وذهب الى صناديق الاقتراع لينتخب من يتسيّد اليوم على سدة الحكم ويجلس في دول ومنتجعات اوربية ويضع عائلته هناك خوفا عليها من سماع دوي الانفجارات او مشاهدة حوادث العنف والدمار بينما دماء ابناء الشعب تملأ الشوارع! لم يكن يدرك ابدا ان من انتخبه سيخذله وان اعداد اللاجئين العراقيين سيصل الى الملايين وجميع الدول ترفض استقبالهم لم يكن يعلم ان من كان ينادي باسم المظلومين و(المظلومية)! والمضطهدين و(المستضعفين)! سيتحول الى (حوت)! كبير يبتلع كل العقود العملاقة والمشاريع الكبيرة ولا يعرف الحلال من الحرام في عمله! ولم يكن هذا الشعب المسكين يعرف ان من وضع ثقته بهم خدعوه بـ(خزعبلاتهم)! ومحاضراتهم (البايروسايكلوجية)! ليتركوا الحبل على الغارب وليجعلوا ابناء العراق فريسة سهلة لمن هب ودب من الذين لا دين ولا قِيَم ولا اخلاق ولا انسانية لهم. لم يعرف هذا الشعب الحضاري العريق ان من جاءوا الى السلطة وجلسوا على كراسي الحكم ما هم الا (مسولفجية)! لا اكثر ولا اقل!

Saadalawsi@yahoo.com

 

                                      شبكة المنصور

                                    06 / 05 / 2007

سوالف.. الوالي!