والي المنطقة ... الخضراء !

 
شبكة المنصور
سعد الاوسي - رئيس تحرير جريدة لشاهد المستقل
 

استيقظ والي (شفافي)! في احد الصباحات فطلب من حاشيته عقد مؤتمر له ليستذكر قضية (المقابر الجماعية)! التي انشأها (الوالي السابق)! فتم استدعاء الفضائيات وشبكات التلفزة.. وتجمعت (الحاشية)! وقبلها وصلت الى قاعة الاحتفال (اللكامة)! و(العظامة)! وما ان دخل (الوالي)! الى مكان الحفل حتى حضرت (اللطامة)! كون حضورها من ضروريات (الشفافية)! في مثل هكذا مناسبات (ديمقراطية)! ومع ان المناسبة كانت حزينة الا انها لم تخل من الابتسامات العريضة التي زرعها بعض الحاضرين وخاصة الذين تدافعوا ليكونوا في الصف الاول! على اية حال.. وقف (الوالي)! فوق المنصة وقال.. علينا ان نستذكر كل يوم انجازاتنا الكبيرة ومنها.. نجاح العملية السياسية (تنصيب الوالي)! والتصويت على (دستور الولاية)! واجراء الانتخابات بصورة ديمقراطية! وكامل (الحرية)! (يعني لا تزوير)! ولا (دخلت صناديك من برة)! وما ان انهى حديثه وغادر قاعة الاحتفال حتى غادرت معه جميع القنوات الفضائية وسبقها في الخروج (الجوكات) التي حضرت مع (الوالي)! وكأن الاحتفال (للسيد الوالي) فقط! وليس لاصحاب (المقابر الجماعية)! وبقيت قاعة الاحتفال (تصوصي)! الا من عدد قليل لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة! وهنا لا ارغب بالدخول في قضية (المقابر الجماعية)! ولكني استميح (السيد الوالي)! عذرا بأنه فات عليه ذكر بقية انجازات حكومته لضيق (وقته)! والتي عجزت كل حكومات العالم تقديمها لشعوبها! وبما اننا شعب (فايخ)! فامامنا متسع من الوقت لذكر بعضها احقاقا للحق وللعدالة! والانصاف! لذا سأذكر بعض ما فات على (السيد الوالي) من منجزات هائلة! نعم هناك انجازات كبيرة وعملاقة للحكومة يجب ان نستذكرها كل يوم.. بل كل لحظة.. علينا ان نستذكر كيف ان المقابر الجماعية باتت اليوم في كل حارة.. وشارع! وامام مرأى الجميع! دون رحمة او شفقة! واذا كان هناك بالامس من يقوم بدفن تلك (الجثث)! فاليوم الجثث المقطعة الرؤوس ترمى في (المزابل)! وفي قارعات الطريق لا احد يستطيع الوصول اليها في الطب العدلي خوفا من الاغتيال او الخطف!

فات على (السيد الوالي) ان يستذكر انجازات الحكومة بانتعاش العصابات الاجرامية وفرق الموت التي تحصد ارواح ابناء (الولاية)! دون تميز طائفي او عرقي بعد ان تستولي على (دفاتر الدولارات)! وذوي الضحايا باتوا لا يحصلون حتى على جثث ابناءهم! علينا ان نستذكر كيف اننا بتنا لا نستطيع دخول مناطق عديدة داخل (ولايتنه)! او السفر الى مدن قريبة من ولايتنه بسبب خروجها عن سيطرة عساكر (الوالي)! علينا ان لا ننسى ان مناطق الولاية باتت تنعم بحظر التجوال منذ ان تحررت (الولاية)! على (يد عصابات الكاوبوي)! ومن جاء معها! مثلما علينا استذكار كل لحظة كيف ان الحواجز والاسوار باتت (تزين)! مناطقنا وتفصلنا عن الاهل والاحبة! كان الاجدر بالوالي ان يستذكر كيف ان العصابات اليهودية تصول وتجول بصورة (علنية جدا) في شوارع الولاية وتقتل من يتقرب منها وتقوم بشتى الاعمال القذرة ضد ابناء ولايته... نعم علينا ان نستذكر كيف انعمت حكومة (السيد الوالي)! بمسميات جميلة مثل (العلاس)! و(الصكاك)! والمثلث السني والمربع الشيعي والمناطق الساخنة و(الميليشيات)! وثقافة قطع الرؤوس وبيع جثث المغدورين الى ذويهم! وكيف جعلت (الحواسم)! يتسيدون الولاية ويصبحوا سادتها! و(شيوخها)! مثلما بدأت تهل علينا نعم (فدرالية الجنوب)! و(العراق الاتحادي)! ولا ندري كيف ان السيد الوالي تناسى ذكر انجازت تدمير الجسور كونها (دكتاتورية)! وضرورة بناءها بطريقة (شفافية)! تتلائم مع الفوضى والدمار! وكيف فات عليه ان ذكر الكهرباء التي وئدت ولا تدري بأي ذنب دفنت وانتقلت الى احدى (المقابر الجماعية الشفافية)! مثلما تناسى السيد الوالي ذكر الطوابير الحلزونية للسيارات التي تطوق المناطق السكنية للحصول على البانزين الذي وصل سعره الى مئة ضعف سعره الاصلي في زمن الوالي السابق! وعلينا ان نستذكر انجاز هروب ولجوء اكثر من ستة ملايين من ابناء الولاية الى ولايات بعيدة يفترش الكثير منهم الارصفة ويتخذون من الجوامع والحسينيات ملاذات لهم! وكيف ان نصف ابناء الولاية باتوا مصابين بعدة امراض بسبب تلوث البيئة والمياه! علينا ان نستذكر ان اكثر من مليون شخص قضى نحبه ومنهم من ينتظر وهو انجاز تناساه (السيد الوالي)! مثلما تناسى ان مئات الآلاف من ابناء الولاية مشردين بلا مأوى ولا سكن ووزراءه وحاشيته يستولون على القصور والفلل ليس في الولاية فحسب بل تعدتها الى ولايات بعيدة اخرى!

نعم.. لقد تناسى (السيد الوالي)! الكثير من انجازات حكومته مثلما تناسى انه والي على شارع واحد داخل (قصره المحصن)!

saadalawsi@yahoo.com

 
 
 
 
 
 
شبكة المنصور
الاحد / العشرون / أيــار / 2007