سعد الاوسي.. رئيس تحرير جريدة الشاهد المستقل

شبكة المنصور

 

 

 يحكى ان مجموعة من الاشخاص بعضهم هرب في وقت سابق من ولايته وبعضهم سرق والبعض الاخر ارتكب جريمة ما، وهناك من هرب بسبب خدمة العلم التي تصنع الرجال! مثلما هناك من اختلس و(شلع بالدخل)! او ارتكب جريمة جنائية او جنحة ليعود فيما بعد لنا (مناضلا)! او (مضطهدا)! على اية حال.. كان هؤلاء يتمنون دخول فندق فخم او يرتدون بدلات انيقة ويتعطروا من ماركات عالمية او يركبوا سيارات فارهة! كانوا مشردين في ولايات شبه معدومة! و(حسرة عليهم)! الكثير من الاشياء، كانت وجوههم كالحة (مصفرّة)! بسبب سوء التغذية! هؤلاء لم يجدوا عملا في حينه الا اتخاذ موقف المعارضة من الولاية التي هربوا منها! واختلسوا فيها! او سرقوا من خيراتها او أجرموا فيها! الولاية تلك كانت تنعم بالامن والاستقرار الى ان اتفق هؤلاء (الافرارية والحرامية)! الهاربين من الخدمة العسكرية وارتكاب جرائم جنائية ان يلفقوا الاكاذيب والافلام (الهندية)! ضد ولايتهم من انها باتت تشكل خطرا كبيرا على الولايات الاخرى وضرورة (تحريرها)! حتى تم غزوها مع بعض العصابات ورفعوا شعارات (الديمقراطية)! والحرية والشفافية! فبدأوا يقتلون ابناء الولاية ويعتقلون الاخرين وحرقوا الوزارات والمؤسسات وتحطيم كل ما يمت لحضارة الولاية وتاريخها، فهرب الملايين من ابناء الولاية طالبين اللجوء في ولايات اخرى كون (الشفافية والحرية)! التي جاء بها (المرتزقة)! و(النشالة)! و(السلابة)! لم تعجبهم! وفقد كذلك عشرات الالاف من ابناء الولاية وباتت الجثث تملأ الشوارع كل يوم والاغتيالات وعمليات الخطف والقتل تجري على قدم وساق في وضح النهار! هنا جاءالغرباء وبدأوا يقدموا العهد والوعد لابناء الولاية وانهم سيقفون مع المضطهدين والمظلومين و(المستضعفين)! والمحرومين والفقراء وسيعوضون الولاية سنين القهر والحرمان والاضطهاد! الى ان تمكنوا وحصلوا على ما كانوا يصبون اليه! فأصبح احدهم واليا والاخرون وزراء ومسؤولين، وما ان تبوأوا تلك المناصب حتى اخذوا يرتدون ارقى البدلات الانكليزية والاحذية الايطالية ويتعطرون بأفخر العطور الباريسية بعدما اكلت منهم العطور الزيتية الهندية والبخور! الشيء الكثير!

وصار يحيطهم عشرات الحراس، وباتوا يسافرون في طائرات رئاسية خاصة (V.I.P) ويقيمون في ارقى الفنادق العالمية، ويشترون الفلل والقصور في ولايات بعيدة عن ولايتهم لأنهم يعرفون انفسهم انهم ليسوا من ابناء هذه الولاية ولا يمتون لها ولابناءها بأية صلة! واصبح همهم الوحيد كيفية الحصول على اكبر عدد ممكن من العقود والصفقات التجارية والظهور امام عدسات التلفزة واطلاق التصريحات (الكارتونية)! والاستعراض بالحركات (البهلوانية)! فنكثوا بوعودهم وعهودهم وتناسوا ماضيهم الذي كانوا يعيشونه ولم يتذكروا تصريحاتهم عندما كانوا مشردين من ولاية الى اخرى ويعتاشون على (الصدقات)! وباتت في ظلهم احوال الولاية وابنائها في حالة يرثى لها ومن حال سيء الى اسوأ بعد انعدام الخدمات واهمها الكهرباء فعاد الناس الى (الشمعة)! بعدما اصبح استخدام (اللالة) مستحيل بسبب ارتفاع اسعار النفط! واصبح الغاز والبانزين من (المحرمات)! ولم يكتف الوالي ووزراؤه وحاشيته بهذا الامر فحسب! بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وباتوا يطاردون كل ابناء الولاية النازحين الى ولايات اخرى وطلبوا اللجوء فيها ليضيقوا الخناق عليهم اينما يولوا ادبارهم! ليجعلوا ابناء الولاية جميعا في فزع وهلع انتقاما منهم لانهم كانوا يعيشون وضع آمن ومستقر وهم كانوا يعيشون هذا الوضع عندما كان احدهم يشبه (العصفور المهلس)! اما الان فقد (تدندلت الكروش)! بعدما اصبح كل واحد منهم (مهموش)! هؤلاء الذين يتصورون انفسهم ان الكراسي العرجاء التي وصلوها ستدوم لهم تناسوا انهم مجرد ورق (كلينكس)! يتلاعب به صناع هذا الورق ومصدريه وانه بعد الاستخدام سيذهب الى سلة المهملات!

 

                                      شبكة المنصور

                                    28 / 03 / 2007

     منديل.. الوالي