سعد الأوسي

شبكة المنصور

 

 

 يحكى ان احد الولاة قد اغدق على ابناء ولايته الشيء الكثير وحقق جميع احلامهم.. الامر الذي جعل الولاية تزدهر! فبعد نعمة (الديمقراطية)! و(الحرية)! التي جاءت بها (عصابات الكاوبوي)! لهذه الولاية اضاف لهم الوالي نعمة (الشفافية)! بعد ان وضعها لهم بلمساته (الساحرة)! وحنانه (الوارف)! لتضرب اطناب الولاية دون تمييز طائفي او مذهبي! فبدت الولاية بحلة جديدة.. الناس تملأ الشوارع (فرحانه)! بسبب الامن والامان الكبير وتسير سياراتها الفارهة في تلك الشوارع المضيئة بأنوار (اشكال والوان)! حيث الفائض الكبير في كهرباء الولاية بما يجعلها في بعض الاحيان (تتسرب)! الى ولايات مجاورة اخرى! اما الاسعار فهي منخفضة بصورة كبيرة جدا! وثلاجات الطب العدلي تتمنى وصول (جثة) اليها! وباتت تصطاد الجثث بـ(التفك)! حيث بعد ان اصبح أبناء الولاية يتمنون سماع دوي انفجار! أو ان يشاهدون منظرا مؤلما او مأساويا! او اراقة دم! اما مفردات البطاقة التموينية التي توزع على ابناء الولاية فباتت تشكل عبئا كبيرا على أبناء الولاية كون (الوالي)! يعطيها لهم لمدة (ستة اشهر مقدما)! بالاضافة الى احتوائها على انواع الفيتامينات والبروتينات والدهنيات والسكريات! حيث الجوز واللوز والموز والفستق والبندق والهيل و(حبة حلوة)! ولحوم بيضاء وحمراء وسمك (بحري ونهري)! فيه اشهى انواع (الكطان والشبوط والكاريبي)! الذي يصل في بعض الأحيان الى أبناء الولاية (مكسوف في أبي نؤاس)! بالإضافة الى المشروبات الغازية وما يتماشى كذلك مع الديمقراطية الجديدة! اما دول امريكا الجنوبية والشمالية والاوربية فأصبحت لا تستقبل اي شخص الا من كان يحمل جواز سفر هذه الولاية ولا يهم ان كان نوعه من حرف (N) او (M) او (S) او حتى (G)! كون ابناء هذه الولاية لا يطلبون اللجوء ابدا.. ابدا.. ابدا! وكون الولايات المجاورة لولاية هؤلاء تخلو من تدفقهم اليها لذا فهم (مرحب بهم اينما كانوا)!وأينما يحلوا!!

هذه الولاية التي يحكمها (الوالي)! اصبحت مركزا تجاريا وسياحيا تستقطب القادمين اليها من كل الولايات الاخرى بسبب خلوها من الميليشيات والعصابات وعدم حدوث جرائم الاغتيال والقتل والخطف فيها او الاقتتال الطائفي وكذلك تخلو من (العلاسين)! و(الصكاكين)! من الحواسم وغيرهم من الجرمين والقتلة!! كما ان الوالي وحاشيته لا يكذبون ابدا! ويعرفون (الحلاليس)! و(الحراميس)! هذه الولاية ازدهرت فيها الخدمات الاساسية المقدمة لابناءها وتقديم الأفضل بعد ان اعطى (الوالي)! ارضا وقرضا ليكون لجميع أبناء الولاية دارا للسكن وملاذا آمنا واشترط ان يتم بناؤه بطراز (رئاسي حديث)! مطعما بـ(المرمر الايطالي والسيراميك الاسباني والحجر اليماني)!وبما يتماشى ماقدمه أبناء الولاية للسيد الوالي حاشيته (المؤمنة)!!التي ناضلت وجاهدت في سبيل المحرومين والمظلومين والمشردين والمضطهدين!!

اما رواتب أبناء الولاية فقد تجاوزت حتى (الاحلام)! فما يكاد شهر يمر الا واصدر الوالي امرا بزيادتها ليعيش ابناء الولاية بـ(بحبوحة)! فأصبح كل واحد من ابناء الولاية (يتبطر)! واصبح الجميع (فايخ)! و(طاك)!ولا يعرف اين يذهب بهذه الأموال التي يحصل عليها!!

هؤلاء الأبناء لم يبق لهم شيئا من الاحلام الا وقد تحقق.. باستثناء واحد من تلك الاحلام وهو التصويت لاحدى اللواتي تحمل جنسية وعلم الولاية حتى تفوز ببرنامج (ستار اكاديمي)! لكي تتم الفرحة الكبيرة وتتحرر (الولاية) من كل المآسي والآلام والكوارث!

 

 

                                      شبكة المنصور

                                    31 / 03 / 2007

اكاديمية.... الوالي!