نعم كل بعثي يبايع عزة الدوري خليفة للشهيد القائد صدام حسين

شبكة المنصور                                                                                                       صلاح المختار

وردتني رسالة من رفيق من داخل العراق يسالني فيها : من سيخلف الشهيد القائد صدام حسين؟ وقد لفت ذلك نظري الى قضية مهمة جدا يجب ان تحسم بلا ابطاء وهي وجود بعثي ولو واحد لا يعرف جواب هذا السؤال رغم وضوح جوابه. لذلك فانني اوجه هذا المقال العاجل للرفيق المجاهد عزة الدوري والرفاق في تنظيم الداخل لمعالجته باسرع وقت ممكن.

ان مسألة من سيخلف القائد الشهيد صدام حسين محسومة نظاميا وعمليا، فعلى مستوى النظام الداخلي للحزب فان نائب امين سرالقطر يحل محله تلقائيا وبصفة مؤقتة، كما حصل عند اسر الرفيق الشهيد امين سر القطر، وفي حالة غيابه الى الابد ماديا فان نائبه يستمر في القيام بدوره لحين انعقاد مؤتمر قطري ينتخب امين سر قطر بالاصالة. كيف نترجم هذه القاعدة التنظيمية الان في ظل ظروف الاحتلال وتعرض الحزب لاشد حملات التصفية الجسدية التي تعرض لها اي حزب على الاطلاق، ووجود محاولات استخبارية خطرة لاختراقه تنظيميا واحتواءه وتحويله الى اسم بلا مسمى؟

هناك قاعدة معروفة في كل الاحزاب والتنظيمات والدول اسمها قاعدة الطوارئ، فحينما يكون الخطر داهما ومباشرا تجمد القواعد التنظيمية التي لا يمكن تطبيقها لاسباب عملية منها خطورة تطبيقها او عدم امكانية ذلك، لهذا جرت العادة على ابقاء اخر وضع شرعي عاملا وملتزما به لحين توفر فرصة مناسبة وامينة لتطبيق القواعد النظامية. هذه الحقيقة الواقعية نراها فيما يسمى حالات الطواري اثناء الحروب او التهديدات الخطيرة. واذا طرحنا السؤال التالي امكننا ان نحل مسالة من وكيف ستتم خلافة الشهيد : هل يمر القطر بظروف طبيعية كي ندعو المؤتمر القطري لانتخاب امين سر جديد؟ الجواب هو كلا، فوضع العراق يعد هو الاسوأ عالميا واقليميا من حيث الخطورة الامنية، خصوصا بالنسبة للحزب الذي يتعرض لاخطر حملة تصفية في تاريخه تمثلت في اصدار امريكا قانونا اسمته رسميا (قانون اجتثاث البعث).

وللتذكير فقط فان الحزب في ظروف اقل خطورة بكثير من ظرفنا الحالي اعتمد قاعدة تجنب اجراء انتخابات على مستوى القطر للحصول على قيادة للحزب بعد نفي وتمزق قيادته المنتخبة في ازمة عام 1963 فعينت القيادة القومية قيادة قطرية مؤقتة استلمت الحزب واعادت تنظيمه ثم اجرت انتخابات حزبية بعد ان توفرت الظروف المناسبة.

أذن فان الخيار الوحيد المنسجم مع النظام الداخلي ومناسب للظروف الامنية الخطيرة جدا هو ان يتولى الرفيق نائب امين سر القطر وكالة مسؤولية امانة سر القطر بالاصالة، وتجنب اجراء اي انتخابات حزبية الان لانها هي ستكون حتما المقتل الذي ينتظره العدو بفارغ الصبر. نحن نعلم ان المخابرات الامريكية ومعها مخابرات دول في المنطقة تحاول منذ الغزو اختراق الحزب وتمزيقه من الداخل بعد ان فشلت خطة ضربه من الخارج، وفي ضوء هذه الحقيقة فان اي مؤتمر انتخابي الان هو انتحار بكل معنى الكلمة، فاذا عقد في الداخل فان الاحتلال وربما عملاء الاحتلال سيجدون الفرصة الذهبية لتصفية اغلب كوادره وتلك خسارة قد تضع الحزب في موضع الشلل لعدة عقود من الزمن، وهذا بالضبط ما يريده العدو بكافة مسمياته. اما اذا عقد في الخارج فان الكثير من القادة الميدانيين لن يستطعوا حضوره، ان لم يكن كلهم، وفي هذه الحالة فان القيادة الجديدة لن تعبر عن واقع الحزب النضالي، باي شكل من الاشكال، اضافة الى ان عقده في الخارج سيكون تحت رحمة اكثر من جهة استخبارية معادية، وهذه الحالة هي ايضا انتحار تنظيمي حقيقي.

من هنا فان الضرورات الحزبية وقبلها الضرورات الوطنية والعملية تحتم مبايعة الرفيق عزة الدوري امينا لسر القطر اصالة وتأجيل اجراء اي انتخابات حزبية لحين توفر ظرف ملائم امنيا. اما موضوع انتخاب امين عام للحزب فهذا الامر متروك للقيادة القومية للحزب، رغم ان الظروف نفسها التي تمنع اجراء انتخابات قطرية تمنع ايضا اجراء انتخابات قومية.

يبقى هناك سؤال مهم : وماذا عن الرفيق القائد الشهيد صدام حسين بعد تولي نائبه موقع امين سر القطر؟ الجواب هو ان الشهيد القائد اصبح رمزا تاريخيا عظيما ومحفزا نضاليا هو الاكبر في تاريخنا الحديث ليس للبعثيين فقط بل لكل احرار العرب والعالم. وهو بصفته هذه الرمز الاعظم في امتنا وحزبنا الذي يمثل قيم الامة ومبادئها الراسخة. ان من المستحيل تخيل البعث بدون روح وشخصية ومبادئ صدام حسين، ولئن تحول صدام الشهيد الى رمز للعرب والمسلمين تماما كما اصبح جيفارا بعد استشهاده رمزا عالميا، فان البعثيين هم اول من يرث عظمة دور صدام حسين لانه قائدهم ومهندس نضال حزبهم ومطلق مقاومتهم.

وفي ضوء ما تقدم علينا ان نميز بين الدور الميداني للقائد الشهيد صدام حسين، وهو دور دنيوي مرتبط بالجسد المادي والذي يمكن ان ينتهي في اي لحظة يستشهد فيه القائد او يغيب، والدور الاعتباري والمعنوي كرمز ومحفز ومنارة تضيء الطريق لنا وللاجيال البعثية القادمة وهو دور خالد وباق بقاء البعث والنضال العربي لقرون طويلة.

انني ادعوا كافة الرفاق المناضلين الى الاسراع بمبايعة الرفيق عزة الدوري قائدا للحزب في العراق بالاصالة وانهاء صفة النيابة، ودون اي انتخابات حزبية، على الاقل لضمان استمرار المسيرة وعدم تعرضها للارباك او الاختراق او لمشاكل اختلاف تفسير نظام الحزب الداخلي وقواعده التنظيمية. ان عزة الدوري هو نائب صدام حسين ورفيقه في النضال لعقود من الزمن، ولهذا فان الصداميين وانا اولهم يجب ان يبايعوا الرفيق عزة فورا وبلا ابطاء من اجل انتصار الثورة المسلحة والذي يشكل اعظم انتقام لاغتيال الشهيد القائد صدام حسين.


السبت 17 ذو الحجة 1427 / 6 كانون الثاني 2007
               نقلا عن شبكة البصرة