صلاح المختار

شبكة المنصور

 

                                     

 

 

 تلقت شبكة البصرة ألمجاهدة رسالة من الدكتور منصف المرزوقي ،  وهي مرفقة في ادناه ، التونسي المقيم في باريس  ويعمل في مجال حساس تطلق عليه تسمية ملتبسة ( حقوق الانسان ) ، لانه  لم يعد سرا انها دعوة غربية استخدمت غطاء لابادة اكثر من 3 ملايين من شعب العراق (منذ عام 1991 وحتى الان ) ، والالاف من شعب فلسطين ، ويمهد الان لاستخدامه لابادة الالاف من شعب السودان ، وأقترحت  الشبكة عليّ الرد على ماجاء فيها فقبلت شاكرا ذلك ومسرورا . أن الغريب في هذه الرسالة هو اننا اكتشفنا ان كاتبها ، الذي سلطت عليه  الاضواء في تونس ثم في الخارج  بطريقة تلفت النظر ك(داعية لحقوق الانسان ) وعرف بسبب ذلك وليس بغيره ، على الاقل عربيا ، الغريب انه يناقش ، موضوع نشر شبكة البصرة  لقائمة باسماء من حضروا ما يسمى ب( المؤتمر الثقافي السنوي في اربيل ) ودعوتها لفضحهم ، بشكل يثير التساؤل حول مستوى محاكماته المنطقية : هل هي سذاجة يتظاهر بها ؟ ام جهل حقيقي يميزه بخصوص ما حصل ويحصل في العراق ؟! وهل تشكل الرسالة نمطا من بؤس ثقافي لدى مثقفين عرب يجعلهم عاجزين عن اكتشاف ما يعرفه امي في العراق ؟ ام انهم يقومون بدور معين فيكيفون الاشياء لخدمة الدور هذا ؟

ان هذه التساؤلات مشروعة وليس فيها قسوة لان المقصودين لم ينخرطوا في هذا المجال الان او بالامس ، بل هم مجاميع لها صلات وقنوات توصل المعلومات المحددة والاراء الخاصة ، ولا هم جاهلين بما يجري وتنقصهم المعلومات ، لان واجب من يتصدى لامر ما هو ان يعرفه بدقة لا ان يكتفي بعناوين الصحف ثم يطلق ناره في الوجوه ! ان عصر الانترنيت قد اختصر المسافات المعرفية وجعل بإمكان أي شخص بضغطة اصبع ان يحصل على اغلب ما يريد من معلومات ، من هنا فلا عذر لمن لا يعرف ويزج نفسه في قضايا تتعلق بموت او حياة شعوب وامم .

الملاحظة البارزة التي تلفت نظرنا هو العنوان ( لا للقوائم السوداء ) !هكذا عنون د.المرزوقي رسالته او مقالته لاندري ، وكانه اكتشف ثغرة في أداء شبكة البصرة فأسرع لتسليط  الضوء عليها ، لعله يجد فيمن يدافعون عن شعب العراق شيئا يصلح ليكون موضوعا للنقد وتحويله الى مادة لشن حملة دفاع عن حقوق للانسان بافتراض انها انتهكت ! لقد أخذته آلية رفع الصوت عاليا كلما سلطت اجهزة الاعلام الغربية اوالتابعة لها الضوء على ما تعده خرقا لحقوق الانسان ، فتعوّد على انماط محددة من الرد تغلب عليها شعارية موروثة ومحفوظة على ظهر قلب ، دون تمحيص وتدقيق ، مع ان أبسط قواعد القانون والانصاف والاخلاق تقتضي التدقيق والتحقيق ! بل ان الممسوسين بشعار امريكا الاول ( حقوق الانسان ) ، الذي استخدمته وهي تنشأ اكبر مقبرة جماعية ، في التاريخ الحديث على الاقل ، شملت كل العراق منذ الغزو ، لم يتراجعوا وبقيت هي وانصارها يرددون هذا الشعار الاستعماري البائس دون انتباه الى ان هناك تناقض فاضح ومفضوح بين القول والشعار ، من جهة ، والفعل على الارض من جهة ثانية ! ان اختيار هذا العنوان هو بحد ذاته ابتزاز وأتهام مباشر لشبكة البصرة بانها  تدعو للقتل مع انه هو بالذات السيد منصف المرزوقي اول دعاة القتل الجماعي للشعوب !

ألم يكن من اولئك الذين تفرغوا سنوات طويلة لمراقبة العراق قبل الغزو فلعله يجد خرقا مفترضا ، تحدده امريكا وليس  هو عبر الاعلام المسيطر عليه امريكيا، لحقوق الانسان ليصدر بيانا يهاجم فيه العراق بعنف ؟ باختياره لهذا العنوان وضع شبكة البصرة ، قرة عيون المقاومة العراقية لانها كانت اول واكثر من فضح الاحتلال واول واكثر من اوصل صوت المقاومة العراقية الى العالم ، في قائمة واحدة مع فرق الموت الامريكية والايرانية ، مع انه ، وبحدود ما وصلنا ، لم يفضح هذه الفرق ببيانات بمستوى جرائمها . واذا نقد امريكا ، ونقدها لازمة لحماية الانصار الاذكياء للحملة الامريكية ، فانه ينقدها كي يستطيع مواصلة احراج من ينتقده ويغرز خناجره ، وليس نقده المؤدب كما يفعل مع امريكا ، في قلوب العراقيين والعرب ! ان الموقف المسبق ، كما سنرى ، للسيد المرزوقي هو اكبر اتهام يمكن ان يوجه له بانه من دعاة ابادة الشعوب وحركات التحرر تحت غطاء امريكي ، صار من أقبح شعارات التاريخ واكثرها دموية وانتهاكا لحقوق الامم  والبشر في الحياة والاستقلال والحرية والسيادة والكرامة الانسانية والعدالة ، وهو شعار ( الدفاع عن حقوق الانسان ) !

ماذا قال في رسالته ؟

1 – يقول (وعندما ينظر المرء لطول قائمتكم، يبدو كأن الأسباب التي حدت بي وبرفيقي في اللجنة العربية  ومجموعة ابن عقل لرفض المشاركة ، لم تكن بنفس البداهة بالنسبة للكثيرين .) . نعم نحن نتفق معك ان اسباب رفض البصرة ورفضنا نحن  لرفض مؤتمر مرتزقة امريكا ، وعبيد خدم امريكا البارزاني والطالباني واضرابهما ، تختلف عن اسبابكم ، فنحن ضحايا فرق الموت التابعة للبيش مركة الكردية التي قتلت الالاف من العراقيين ، علماء وضباط وساسة ونهبت البلد ودمرته وساهمت في غزوه ، وقبل ذلك فصلت شمال العراق بدعم امريكي فرنسي بريطاني واضح ، لذلك فان رفضنا لا ينطلق من ترف فكري ، او من خلافات بين ليبراليين اياديهم ملطخة بدم الشعوب الحرة  ، حول أيهما اكثر وحشية  قتل الإنسان بالقاءه من الطابق العاشر ام من الطابق الخامس ، بل ينطلق رفضنا من عذابات ضحايا الابادة الجماعية وتدمير وطن واغتصابه ، لذلك فهو رفض يرى القاتل بعين الضحية وليس بعين من يحاور القاتل ليقنعه بالقتل برحمة احتراما لحقوق الانسان !

أنك من بين اكثر الصامتين على اغتيال العراق وشعبه ، ولو قارنا نقدك الخجول لامريكا في  العراق بهجماتك الشرسة على النظام الوطني التقدمي الذي اسقطه الغزو لراينا انك من اكثر دعاة حقوق الانسان أساءة لشعب العراق ، لسبب بسيط هو انك تتقيد حرفيا باهم متطلبات حماية انصار العصر الامريكي من الحرق ، وهو نقد امريكا والتظاهر بانك تنتمي الى المناهضين لامريكا ، والا وضح لنا كيف توفق بين مهاجمة امريكا لفظيا ، وبحدود ما تريده امريكا لحماية دعاتها ، وبين مهاجمة ضحايا الابادة الامريكية ؟ كيف تساوي بين الضحية والجلاد وتبقى نقيا ؟

2 – ويقول ( فداخل هذه القائمة يوجد بالضرورة  ثلاثة أصناف لا يجوز الخلط بينها  حيث يجب التفريق بين  المثقفين المتأمركين خالصي الأجر، وبين المثقفين " الغلابة" الذين تمثّل أي ندوة بالنسبة لهم فرصة للتعريف بأنفسهم ، والمثقفين من أصحاب النوايا الطيبة الذين قبلوا الدعوة إيمانا منهم بضرورة  التواصل مع إخوتنا الأكراد لطرح المشاكل الخطيرة المتفاقمة  التي تهدد الأخوّة  العربية الكردية .) . ان الوصف الذي استخدمته لا يخدمك لانه يوضح هوية من تتحدث عنهم ، ف( الغلابة ) هم ، بحكم القانون ، كالجاهل به الذي يعاقب رغم جهله بالقانون اذا ارتكب خطئا . ولئن كان جهل القانون ينشأ خطئا فرديا يضر بضحية واحدة او اثنتين فان غلابتك بخطأ حضورهم مؤتمرا في اربيل يصفقون لاغتيال شعب ووطن ويرفعون اليد تأييدا ودعما  لفرق الموت البارزانية والطالبانية ولاولئك الذين ينفذون مخطط اسرائيل الكبرى ، القائم على تفتيت الوطن العربي عرقيا وطائفيا كما تؤكد ادبيات اسرائيل العديدة . في السياسة الغربية الاستعمارية التي قد تقود لابادة الملايين وتقوم على الخداع والتضليل ، وانت تعلم بان البنتاغون اسس مكتبا رسميا للخداع والتضليل حول العراق ، لا مكان للغلابة ابدا ومكانهم هو زوايا ومقاه للغلابة تجعلهم بعيدين عن السياسة ، لتجنب حماقة الغلابة الناتجة عن جهلهم بقوانين الصراع المدمر . فما الذي يجبرهم على التورط في دعم جرائم العصابات الكردية التي يقوم بها من نظم هذا المؤتمر ورعاه وحدد مسار وعيه ومواقفه ؟ هل عرفت ماقال هؤلاء الغلابة في العام الماضي ؟ لقد أيدوا الغزو وصفقوا لتدمير العراق وتقسيمه بمجرد حضورهم وليمة القتلة والجلادين !

تقول ان غلابتك يبحثون عن التعريف بأنفسهم ، وهذا عذر اقبح من الفعل القبيح لغلابتك ، اذ هل يجوز لمن يريد فرصة الشهرة والبروز ان يبصم باصابعه العشرة على جرائم القتلة لينال منهم فرصة التعريف بالنفس والابداع ؟ هل توجد انانية ووحشية اسوأ من هذه ؟ الايشبه ذلك ، بل الا يتطابق ذلك مع اعتماد كتاب وساسة على المافيات في اوربا وامريكا من اجل البروز ؟  انك والله تثير في نفوس ضحايا الابادة الجماعية من ابناء العراق الغثيان بهذا المنطق الذي لا يجرأ طفل على استخدامه !

 وتكمل بؤس منطق من تكيف مع عصر ازدواجية المعايير بوصفك للصنف الثالث ممن حضروا وليمة ابادة شعب العراق ب( المثقفين من اصحاب النوايا الطيبة ) ! أي نوايا طيبة هذه التي تصفق للقتلة ؟ الم تسمع بمقولة ( ان الطريق الى جهنم معبد بالنوايا الطيبة ) ؟ كيف تكون النوايا طيبة ومن حضر كان مشروطا فيه ان يبصم تأييدا للانفصاليين القتلة ومدمري العراق ؟ ان المؤتمر لم يكن ندوة ادبية صرفة بل كان مؤتمرا سياسيا في المقام الاول ، الم تقرأ كلمات غلابتك ؟ الم تتصفح اوراق اصحابك ذوي النوايا الطيبة ؟ لو قرأتها ستجد انهم مهووسين بادانة النظام السابق والترحيب بالغزو ودعم من كان ومازال حذاء تلبسه قوات الموت الامريكية وهي تسير في مدن العراق بحثا عن عراقيين لابادتهم ! اذن هم ليسوا اصحاب نوايا طيبة الا بقدر ماكان شارون طيب النوايا وبقدر ما كان ومازال جورج بوش طيب النوايا لانه يقول مثلك حتى الان جئنا لننقذ العراقيين من نظامهم !

3 – ويصل د. المرزوقي الى قمة تألقه في المساهمة في الحملة الفاشية التضليلية لابادة ملايين العراقيين وتدمير وطنهم حينما يقول : (نعم يجب المصارحة في كل مآخذ الأكراد على العرب ومنها مأساة  حلبجة ، التي ربما لا يعلمون أن مجموعتنا أدانتها  عند حدوثها  واعتبرتها وصمة عار في جبين الأمة العربية وأنه يجب علينا كعرب وحدويين أن نذهب يوما لوضع باقة زهور على ضريح ضحايا .) هذه الفقرة تلخص وتجسد بؤس مثقفين عرب نصبوا انفسهم ، او نصبتهم جهات معينة ، مراقبين لخروقات حقوق الانسان في الوطن العربي مع انهم من بين جلادي الشعب العربي والمساهمين في عمليات الابادة الجماعية ! تأملوا هذه الفقرة جيدا وفككوها ستصلون الى نتيجة مذهلة تؤكد أظلم شكوكنا حول دور نخب من المثقفين العرب .

أ – السيد المرزوقي ، ورغم كل ماشاهده من جرائم الاحتلال ودور العصابات والزعامات الكردية الرئيسي فيها ، ما زال يمارس نفس ازدواجية الغرب ، الذي يعيش فيه ويستمد منه معلوماته ، حينما يتعامل مع قضية الاكراد من زاوية واحدة ويقرأ ، او للدقة لا يرى الا منطق واحد فقط ، هو منطق العصابات الكردية التي وفر لها الغرب كافة المنابر لرفع عقيرتها بالصراخ ، ويتجاهل بالمطلق راي العرب والاكراد ضحايا تمرد كردي زاد عمره على الثمانين عاما تسبب بمقتل مئات الالاف من العراقيين عربا واكرادا ، خصوصا ضباط وجنود الجيش العراقي ، الذين كانت العصابات الكردية تقتلهم بالجملة وتمثل بجثثهم دون رحمة ، اضافة لاستنزاف العراق ومنعه من تحقيق التقدم المنشود كلما نهض وحدد الطريق الصحيح للتنمية والاستقرار .

 الم تسأل نفسك ، ولو مرة واحدة ، لماذا كان التمرد الكردي يتفجر كلما لاحت في الافق بوادر تقدم   واستقرار في العراق منذ العهد الملكي وحتى الغزو ؟ الم تسأل نفسك لم استمر التمرد المسلح رغم ان العراق بقيادة سيد الشهداء صدام حسين قد اعترف بالقومية الكردية وضمن ذلك في الدستور واقام الحكم الذاتي فعليا وانصف الاكراد العراقيين مع ان كل اكراد تركيا وايران وعددهم اضعاف اكراد العراق ما زالوا محرومين حتى من حق النطق باللغة الكردية ؟ ألم تقرأ ما قاله السيد مسعود البارزاني قبل الغزو بفترة قصيرة من ان صدام حسين هو الوحيد الذي انصف الاكراد ؟ واذا كان العراق قد انصف الاكراد لم استمر التمرد المسلح في العراق ؟ واذا كانت للحركة الكردية المسلحة مطاليب فما هي المطاليب التي تتجاوز الحكم الذاتي وتطبيقه ؟ اليست هي الانفصال عن العراق ؟

ب – ان أي فصل بين حركة التمرد المستمرة والمخطط الصهيوني تجاه الامة العربية يقود السيد المرزوقي واضرابه الى جهنم رغم نواياه الطيبة ، واذا كان لم يقرأ ولم يعرف طبيعة المخطط الاسرائيلي تجاه الوطن العربي فليس من حقه ادانة أحد اوالدفاع عن احد مادام الجهل بالموضوع قائما . لذلك نقدم له التفسير الحقيقي لاسباب استمرار التمرد الكردي رغم منح الحكم الذاتي واقامته وتحقيق التنمية الكبيرة في المنطقة الكردية من العراق .

 لقد نشرت وثيقة عوديد ينون ، مستشار مناحيم بيجن رئيس وزراء اسرائيل الاسبق ، المعنونة ب( ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات ) وهي وثيقة تلخص المخطط الصهيوني تجاه الامة العربية ، والذي أوجزه في فكرة ان على اسرائيل ان تقسم الوطن العربي من خلال دعم الاقليات الاثنية والدينية ودعم  تمردها المسلح ، اضافة للتعاون مع دول الجوار غير العربية من اجل تقسيم الاقطار العربية ، ويشير ينون بشكل خاص الى ضرورة زيادة دعم التمرد الكردي في شمال العراق ، مع تجاهل تام لوضع اكراد ايران وتركيا ، ودعم ايران خميني ضد عراق صدام حسين من اجل التسريع بتقسيم العراق لانه العدو الاول والاخطر لاسرائيل . انظر الان لما يجري في العراق ستعرف لم كان التمرد الكردي مستمرا رغم كل المكاسب التي حصل عليها الشعب الكردي الشقيق ، وبالاخص مطلب الحد الاعلى وهو الحكم الذاتي القائم على الاعتراف بوجود قومية كردية . لقد كان مطلوبا من التمرد الكردي فصل شمال العراق وكان مطلوبا من ايران التعجيل بفصل جنوب العراق ، تحقيقا للهدف الاسرائيلي الاعظم تقسيم العراق الى 3 دول ، دولة كردية في الشمال ودولة سنية في الوسط ودولة شيعية في الجنوب ، هذا هو جوهر المخطط الاسرائيلي ، والعالم يرى الان ان التمرد الكردي هو احد روافع عملية تقسيم العراق الاساسيين ، الامر الذي يفسر ظاهرة استمرار التمرد الكردي وتعقد المشكلة الكردية بعد حل القضية الكردية جذريا ورغم كل ما قدمه العراق للاكراد من مكاسب جوهرية .

الامر الاخر المكمل هو ان التمرد الكردي اقام علاقة مع الحركة الصهيونية قبل انشاء  اسرائيل وهو امر معروف ، ونعتقد بان جهل السيد المرزوقي بذلك ، او تجاهله ، خطيئة كبرى لانه تولى مهمة الدفاع عن تمرد له صلات باسرائيل ، ويخدم واحدا من اهم اهدافها الخطيرة وهو تقسيم العراق ، منذ بدءه ويدعم من قبلها صراحة ، وفي اطار هذه الصلات زار مصطفى البارزاني اسرائيل مع وفد كردي كبير وتلقى الدعم الكبير عبر نظام الشاه في ايران .

 هذه حقائق ياسيد مرزوقي وليست دعاية سوداء كتلك التي ورطتك في اتهام العراق والامة العربية بارتكاب مجزرة حلبجة ، فهل من معنى ودلالة لهذه الحقائق .؟

نعم ان الدلالة الرئيسية هي ان التمرد الكردي ليس اجتهادا لمصطفى البارزاني او رغبة بالانفصال لديه ولدى من اعقبه فقط بل هو بالاساس مخطط امريكي اسرائيلي واداة من ادوات ايران لاضعاف العراق . وهنا يجب ان نعود لغلابتك ولاصحاب النوايا الطيبة ممن حضروا مؤتمر اربيل ونتساءل : هل يستطيع الغلابة والبائسين من ذوي النوايا الطيبة ان يقنعوا قادة التمرد الكردي او أي مثقف مرتبط بهم بتغيير مواقفهم مع ان العراق ، بكل عباقرته وساسته وخبراءه ، منذ الزمن الملكي وحتى الغزو قد بذل كل الجهود لحل المشكلة بما يخدم وحدة العراق وتأمين حقوق اكراد العراق ومع ذلك فشل ؟ ولماذا يا سيد مرزوقي هذه الاهانة لشعب العراق وقياداته من مختلف التشكيلات السياسية عندما تفترض انهم فشلوا وعلى بضعة غلابة وسذج ذوي نوايا طيبة ان يحلو المشكلة ويقنعوا البارزاني والطالباني او شرائح اخرى تابعة لهما بتغيير موقفهم ؟ الا يدل ذلك على انك تتمتع بوعي بائس ومقلوب ومسيس ؟ ثم كيف تفترض ان حل المشكلة الكردية يمكن ان يتم بعقلية الاقصاء التي تتمسك بها ؟ الا ترى ان اقصاء القوى الوطنية العراقية واحلال نخب من الغلابة وذوي النوايا الطيبة محلهم في الحوار مع نخب كردية ما هو الاسذاجة غريبة او تساذج اغرب ؟ لم تقصي القوى الوطنية من مجال حل المشكلة الكردية ؟ هل تريد تطبيق اهم بروتوكولات عولمة قضايا الشعوب ، بانتزاعها من يد اصحابها الحقيقيين ، وجعل اشخاص غرباء عن الشعب المعني مرتبطون بامريكا يتدخلون لحلها ؟ هل تريد ان تحل المشكلة الكردية على يد الامم المتحدة او مسئولين امريكيين ، كما يجري بالنسبة للصحراء الغربية ، او كما تريد امريكا لمشكلة دارفور في السودان ان تحل ؟ الا ترى ان اهم ضحية لهذا النمط الذي تقترحه هو سيادة الشعوب والامم التي تنتهك وتلغى مع ان امريكا واوربا تتمسكان بشدة بسيادتهما  وتدخلان الحروب اذا مست ؟ هل رايت جذور دعوتك للحوار العربي – الكردي بعيدا عن الساسة ، والذي لا يعني الا ان نسلم مصير العراق ووحدته الاقليمية لاشخاص لا مكان لهم الا في احضان امريكا ؟

ان مواقف التمرد الكردي تقع في خانة الخيانة الوطنية العظمى ، طبقا لقانون البلد الذي تقيم فيه انت وقوانين كل بلدان العالم ، لان التعاون مع الاحتلال ودعم الاحتلال يشكل خيانة للوطن ، وحكومة بيتان في فرنسا اتهمت بالخيانة لهذا السبب ، ولهذا السبب اصدر الجنرال ديغول بعد تحرير فرنسا اوامره للمقاومة الفرنسية بتصفية المتعاونين مع النازي خلال 48 ساعة دون محاكمات وكانوا بالآلاف ، واعدم العالم الامريكي اوبنهايمر أبو المشروع النووي الامريكي لانه خدم الاتحاد السوفيتي ، فهل يجوز استثناء قادة التمرد الكردي الذين خدموا اسرائيل ، وهو امر ثابت ، وخدموا امريكا ، وهو امر ثابت ، وخدموا ايران ، هو امر ثابت ، وكل ذلك تم اثناء حروب هؤلاء ضد العراق ! اذن لم الدفاع عن خونة لوطنهم ؟ ولم الدفاع عمن يدعم هؤلاء الخونة من كتاب ومثقفين ؟

ان نشر قائمة من يتعاون مع الخونة هو تحذير للشعب من الخونة ومن يتعاون معهم وهو حق مشروع في كل البلاد ولا ينطوي على معنى الدعوة لاغتيالهم ، كما اننا لا ندعو لاغتيال احد على الطريقة الديغولية بل ندعو للعزل والتشخيص لان الصراع لم ينتهي .

هذا الطرح ياسيد مرزوقي يكشف للراي العام مستوى وعيك للقضايا الجوهرية وهو وعي ، في اقل الحالات سوء ، ملتبس وقائم على احلال النوايا الساذجة او المتساذجة محل الخبرة والدور الوطني والادراك السليم لمسار وطبائع الامور .

ج – ان القشة التي قصمت ظهر بعيرك  ، ووضعتك في مكان يليق بمن اختار الحقد سيدا وموجها لمواقفه في معركة حقوق الانسان ، هي قشة اتهام العراق بانه هو من ارتكب مجزرة حلبجة ، واستنادا لذلك فانت تصفها بانها  ( وصمة عار في جبين الأمة العربية وأنه يجب علينا كعرب وحدويين أن نذهب يوما لوضع باقة زهور على ضريح ضحايا ) . لو اننا ابتدأنا من هذه الفقرة لحسمنا امرك اما كبائس في وعيك او متأمر مع اعداء الامة العربية  لنوضح لك هذه المسألة بشيء من الدقة .

 ان تحميل العراق مسئولية هذه المجزرة يؤكد بلا ادنى شك انك مع جوقة مرددي هذه الكذبة وهم امريكيون واسرائيليون ومن يتبعهم .

 لقد وجهت هذه التهمة من هذه الجوقة للعراق قبل الغزو ، وكنا نظن بانك تجهل الحقيقة وان ما كشف النقاب عنه ويؤكد ان العراق برئ من هذه الجريمة وان ايران هي من ضربت اكراد العراق بالغاز وقتلتهم لم يصلك بعد لسبب ما ، لذلك انضممت للجوقة .

 ولكن وبعد ما كشف عنه النقاب خصوصا بعد الغزو  ما زلت تحمّل الامة العربية المسئولية ، يبدو ان موقفك ينطلق من دافع آخر غير الموضوعية والبحث عن الحقيقة .

لقد اكد تقرير امريكي  اعده خبراء زاروا حلبجة بعد قصفها بالغاز واجروا فحصا شاملا علميا بعيدا عن الهوى السياسي ، وتوصل الفريق الى ان الضحايا قتلوا بغاز السيانيد وليس بغاز الخردل ، وان من يملك غاز السيانيد هو ايران لان العراق كان لديه غاز الخردل فقط ، لذلك وجه الاتهام لايران . وتجد في ملحق مع هذا الرد نص التقرير الامريكي .

ما معنى اصرارك على اتهام العراق بانه هو المسئول عن المجزرة رغم وجود هذه الحقيقة ؟ هل قمت انت ومن معك بالتحقيق الجنائي والعلمي مباشرة لتصل الى هذه القناعة ؟ وهل قام أي فريق اخر غير الفريق الذي اشرنا اليه بالتحقيق في المجزرة وتوصل الى دليل يقول بان العراق هو من قام بها ؟ واين هذا الفريق واين تقريره ؟ ان مشكلتكم انتم دعاة حقوق الانسان العرب هو ان مصدر معلوماتكم الاول ، وربما الوحيد ، هو امريكا والدعاية التي تبثها ايران والتمرد الكردي في مناخ معاد للعراق ولايسمح له بتأكيد حقيقة اخرى . فهل ينسجم ذلك مع اهم اسس الدفاع عن حقوق البشر وهو التحقيق المحايد قبل الحكم ؟ كيف تتهم بدون تحقيق محايد وبدون اثباتات دامغة ؟ الا يعني هذا انك خرقت احد اهم حقوق الانسان وهو حق العدالة والذي يحتم التاكد قبل اصدار حكم باعدام وطن بكاملة وتصفية رجالات العراق جسديا نتيجة ترويج هذه التهمة الباطلة ؟ اذا كنت لا تعلم بهذا التقرير فهل يحق للجاهل بامر ما ان يبت فيه باصدار حكم خطير تترتب عليه نتائج خطيرة ، منها ما يجري الان من اعدامات في العراق بتهمة المقابر الجماعية التي لم تثبت ابدا على قادة العراق ؟ الم يكن اكثر انسجاما مع شعارك حول حقوق الانسان ان تأخذ بجدية احتمال ، مجرد احتمال ، ان من قام بالمجزرة ليس العراق وانما ايران فتدقق الامر الى ان تتاكد من الفاعل ثم تحكم ؟ واذا حكمت استنادا للدعايات السود فهل يبقى لديك غطاء اخلاقي لادعاء انك تدافع عن حقوق الانسان وانت تقفز فورا من الدعاية الى الحكم باعدام شعب وامة ؟

الم تعلم حتى الان بان اتهام العراق بمجزرة حلبجة كان القضية الاساسية التي تم بموجبها شيطنة العراق وقيادته امام العالم ؟  ان خطورة ما طرحته لا تتضح الا اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان مجزرة حلبجة كانت التهمة الاساسية التي وجهت للعراق واستغلها الغرب الاستعماري لشيطنة العراق ، لان الشيطنة وحدها هي التي توفر البيئة لقبول اوساط رسمية وشعبية غزو وتدمير العراق باقل الاعتراضات . لقد استغل الاعلام ولجان حقوق الانسان ومنها انت ، هذه القضية لوضع النظام الوطني في الزاوية وتنفير الراي العام في الغرب منه وجعل هدف اسقاطة وفق شعار بوش الشهير ( ان العالم افضل بدون صدام حسين ) وغزو العراق ممكنين.

 الم تعلم او تستنتج بان مجزرة حلبجة قد استغلت لدعم هدف فصل شمال العراق بحجة تخليص الاكراد من المجازر وهو ما فعله البرلمان الاوربي قبل الغزو ؟ لو انك عملت وفق احدى اساسيات حقوق الانسان ، وهي حق العدالة ، لما تجرات على توجيه اتهام للعراق بانه هو من ارتكب مجزرة حلبجة ، الا بعد اجراء تحقيق محايد ، ولكن الغرض السيئ والوقوع في فخ تقسيم العراق وتغيير هويته الوطنية كانا وراء الاتهام الاعتباطي والظالم للعراق .

بحملتك على العراق واتهامك اياه بمجزرة حلبجة ساهمت قبل الغزو في الترويج لثقافة احادية الجانب تقوم على تسويغ أي عمل ضد العراق مهما كان خطيرا ويتناقض مع اول واهم حقوق الانسان ، وهو حق الحياة ، مع انك كنت تفتقر الى الحقائق فتملأ فراغاتها بالاكاذيب دون اهتمام بمصير وطن كامل وحيوات 26 مليون عراقي ، قتل الغزو منهم حتى الان اكثر من مليون عراقي وشرد حوالي ستة ملايين اجبروا على مغادرة وطنهم للتخلص من القتل على يد فرق موت منها فرق موت كردية .

ان مأساة بؤس وعيك تصل ذروة تخريبها بالتظاهر بجلد الذات بسبب عمل لم يقم به العراق بل ايران ! فانت تقول بان حلبجة وصمة عار في جبين الامة العربية ! وبانك يجب ان تضع باقة ورد على قبور ضحايا العرب من الاكراد ! هل هذا جلد للذات ؟ ام انه اسهام في ترويج ثقافة تقسيم الامة العربية من خلال وصمها بافعال العار مع انها هي ضحية افعال العار التي قامت بها امريكا وايران والعصابات الكردية ؟ لم تحول الضحية الى جلاد والجلاد الى ضحية ؟ اننا ميالين للاعتقاد بانك تروج لثقافة تقسيم الامة العربية في اطار مخطط غربي – صهيوني .

 هل رايت كيف ان تسرعك باتهام العراق بمجزرة حلبجة دون تحقيق قد وضعك في احضان بوش وشارون ؟ وهل اكتشفت انك ، بالاصرار على اتهام العراق بانه من ارتكب المجزرة ، قد حسمت امر اصطفافك مع امريكا واسرائيل اللتان تنفذان مخططات التقسيم كما نراها الان في العراق المحتل وبغض النظر عن نقدك الخجول لامريكا ؟ في السياسة ، وفي حقوق الانسان كذلك ، ليس المهم النوايا الطيبة ولا الغلبنة ( من غلابة ) بل النتائج التي تفرض نفسها على ارض الواقع .

ولم يكن غريبا ان تجد نفسك جالسا في قاعة ماسمي ب( محكمة الانفال ) توجه التهم لضحايا واسرى الاحتلال ، دون دليل تماما كما يفعل القاضي الذي عينه الاحتلال الامريكي وسلمه حكما مسبقا باعدام رموز وقادة العراق ! قل لنا ما الفرق بينك وبين قاضي المحكمة الذي يرمي كل الحقائق في سلة المهملات ويتمسك باتهامات هي نفس اتهاماتك ، تسلمها من ضابط امريكي يشرف على المحكمة ، وامره بتوجيهها لمن اتهم بها زورا ؟ انت تتهم الان وليس قبل الاحتلال فقط قيادة العراق بارتكاب مجزرة حلبجة وشهود الزور الذين اعدهم ولقنهم البارزاني والطالباني يقولون بالضبط ما تقوله ، في حين ان من وجهت اليهم التهمة لا يستطيعون جلب شاهد واحد يدافع عنهم بعد قتل خمسة محامين واعتقال وتهديد العديد منهم واعتقال الشهود وتعذيبهم . فما السر في هذا التوافق والاتفاق التامين ؟ هل هي من صدف عمل جمعيات حقوق الانسان ؟

ما هي خطورة اتهامك للعراق بانه ارتكب مجزرة حلبجة ؟ الخطورة واضحة واثبتتها الاحداث وهي تتمثل في ان خطط غزو العراق تضمنت خطة تمهيدية توفر البيئة المناسبة لارتكاب جريمة الغزو مع تاييد اوساط كافية لمواصلة هذه السياسة عن طريق شيطنة العراق دولة وشعبا وقيادة بعيون العالم الخارجي . بهذا المعنى فانك احد من هيئوا  للغزو سواء بوعيك او بدونه ، من خلال توجيه اتهاماتك للعراق دون وجود دليل مادي واحد ودون تحقيق محايد ، واستغلال تلك الاتهامات لتحشيد بعض النخب العربية المنتفعة من امريكا واسرائيل لدعم مطلب غزو العراق وتدميره بحجة انه خطر على العالم . لقد نشرت باتهاماتك للعراق قوائم اعدام عديدة تضم  ملايين العراقيين وشجعت امريكا على قتلهم ، وأثرت في اوساط معينة من اجل ان تصمت او تقلل ادانتها لغزو العراق . فانت شريك مباشر في جريمة اغتيال العراق ، وانت تتحمل مسئولية قتل اكثر من مليون عراقي بعد الغزو ، لانك محرض مباشر على الابادة الجماعية للعراقيين . فهل تدرك الان اين تقف ؟ ومع من تتعاون ولمن تخدم ؟

4 – ويزداد موقفك سوءا بملاحظة انك تهمل عمدا كما نرى جرائم قيادة التمرد الكردي ضد الاكراد الابرياء ، وهي جرائم معروفة وسلطت الاضواء عليها بكثافة اثناء وقوعها ، ومنها جريمة ابادة اكثر من 5000 الاف كردي اثناء القتال بين حزبي مسعود البارزاني وجلال الطالباني في عام 1996 والتي لم تتوقف الا عندما تدخل الجيش العراقي بطلب من مسعود وطرد الطالباني وداعميه الايرانيين خارج الحدود رغم ان المنطقة الكردية كانت خارج سيطرة الحكومة العراقية . فهل تعلم بذلك ام لا ؟ اذا كنت تعلم فانك تواصل العمل بمعايير مزدوجة فترى بعشرة عيون  ما تريد ان تراه ، وهو كل ما يسئء للامة العربية ، وتغمض عينيك عما لا تريد ان تراه وهو جرائم الاباد الجماعية لاكراد عراقيين بواسطة مسلحين اكراد !

5 – كما ان دفاعك عن قيادة التمرد الكردي ، وانت تستبطن الدفاع عنها بتبني طروحاتها حتى وان انتقدتها ، يتجلى ايضا في اهمالك لجرائم العصابات الكردية ضد العراقيين العرب خصوصا في عام 1991 بعد ان انسحبت القوات العراقية من المنطقة الكردية نتيجة الحرب والتهديدات الامريكية ، فماذا  حصل ؟ القت البيش مركة الكردية القبض على مئات العراقيين العرب نساء ورجالا واطفالا ، واعدمت الرجال ومثلت بجثثهم ، ثم عريت النساء العربيات ووضعن في سيارات حمل مكشوفة ودارت بهن في المدينة وهن عراة ، وبعد هذا المشهد الاستعراضي ادخلن في ملعب لكرة القدم واغتصب الكثير منهن ثم اعدمن ! جريمة ابادة اخرى للجنس البشري ، هل سمعت بها ؟ ان واجبك الذي فرض عليك قبل الغزو ان تهاجم بعنف النظام الوطني بتهم خرق حقوق الانسان كان ما زال يفرض عليك ان تعرف عن طريق تتبع الاحداث والاتصال بالضحايا او اهلهم وعدم الاكتفاء بما تقدمه لك الجهات الاعلامية والسياسية الامريكية وغيرها  . ان ما نتهمك به هو انك تعتمد اساسا على مصادر غربية بحتة ومصادر كردية او معادية لشعب العراق وتتجنب نقل او عرض شكاوى الاخرين من التيارات الوطنية .

6 – ان من اكبر واخطر الجرائم التي ارتكبها الغرب ضد الشعوب غير الغربية هي الجريمة البشعة القائمة على استخدام شعار حقوق الانسان ، كغطاء سياسي تستغله امريكا بدعم اوربي  للغزو الاستعماري وتقسيم الامم كمقدمة لنهبها واستعمارها، كما اثبتت تجربة يوغوسلافيا وكما توضحت اكثر في العراق . ولا تظهر خطورة هذه الجريمة ضد الانسانية الا اذا تذكرنا بان تقارير حقوق الانسان لا تعد من قبل جهات امريكية او تروج من قبلها فقط ، وهي جهات لها مطامع استعمارية تريد الوصول اليها باي وسيلة ، ولا لانها تهم مبنية على الكذب والتلفيق او المبالغات السمجة وازوداجية المعايير فقط ، بل الاخطر هو انها تهم لا يسمح باجراء تحقيق محايد فيها للتاكد من الحقيقة كما هي في الواقع ، لا كما تريد لها امريكا او دول اوربية ان تظهر ! ياسيد مرزوقي هل انتبهت انت او من على شاكلتك الى حقيقة مرعبة وهي انكم اجهزة مصصمة وجاهزة لتوجيه التهم كلما رن الجرس في واشنطن ؟ اذا كنتما انت وزميلك هيثم تدافعان عن حقوق الانسان حقا لم لم تتخذا موقف اجراء تحقيق محايد في التهم قبل توجيهها ؟ ولم لم تنتبهوا للدوافع السياسية الامريكية ، التي تحرك تهم خرق حقوق الانسان مع انها واضحة ومعترف بها واثبتتها التجارب  خصوصا في جريمة اغتيال العراق ، وهي ان هدف امريكا من وراء مهاجمة اطراف ودول وشخصيات هو ليس حماية حقوق الانسان من الخرق بل المطامع الاستعمارية الامريكية ؟  

كل تهم امريكا للاخرين بخرق حقوق الانسان مبنية على موقف سياسي استعماري امريكي وليس الدفاع عن حقوق الانسان ، لان اشرس عدو للانسان ظهر على وجه الارض هو امريكا كما اثبتت تجربتنا الفائقة المرارة في العراق ، الذي اغتيل شعبا ودولة وقيادة بناء على اكاذيب ساهمتم انتم بشكل مباشر في نشرها واقناع بعض الناس بها ! كان عليكم ان تحترموا القاعدة الاولى في كل قانون وهي ان المتهم برئ حتى تثبت ادانته بتحقيق محايد وبادلة قاطعة وليس ظرفية ، لكن هذه الحملات الاجرامية التي تشنونها باسم حقوق الانسان تفتقر الى اساس عدالتها وهو التحقيق المحايد والادلة القاطعة ، ومع ذلك قمتم بحملاتكم التي ادت الى دمار العراق وقتل اكثر من 3 ملايين عراقي منذ فرض الحصار في عام  1991 وحتى الان ، ودمرت دولة اخرى هي يوغوسلافيا تحت نفس الغطاء ، وتجري الان محاولات تدمير السودان تحت نفس الغطاء ، وغدا سيأتي دور الجزائر وسوريا وغيرها وتحت نفس الغطاء ايضا ! وقبل هذا كانت ومازالت كوبا تتعرض لحملات شرسة باسم حقوق الانسان !

لم غاب عن ضميركم ( الحي ) سؤال اخر منطقي كان يجب ان يكون في قمة اسئلتكم وتساؤلاتكم وهو : لم تقتصر عمليات قطف ثمار حملات حقوق الانسان على النظم التقدمية المناهضة للاستعمار الغربي والصهيونية ، كما حصل في العراق ، ولا تشمل النظم الغارقة في  جرائم خرق اهم حق للبشر هو الحياة ذاتها ؟ ولم لا تسقط امريكا انظمة عاشت وتعيش على الفساد ولا بيئة لها الا بيئة خرق كافة حقوق الانسان ؟ ان هذا السؤال المركب يكفي لادراك ان حملات حقوق الانسان ليست سوى غطاء فاضح للحملات الاستعمارية الغربية سابقا وحاليا . وربما ستقول انك اعترضت على ازدواجية معايير امريكا في مجال حقوق الانسان ، وهذا الاعتراض هو ما تطلبه امريكا بالذات ، سواء مباشرة او بصورة غير مباشرة ، من الجمعيات التي تدافع عن حقوق الانسان ، لانه بدون هذا الاعتراض فان من يطالب بحماية حقوق الانسان سيبدو جنديا في مارينز الاعلام والثقافة والاكاديمية العرب ومن ثم سيعزل تماما ويفقد تاثيرة ، اما اذا لعب دور الناقد لامريكا هنا وهناك ولكنه بقي يحمل اهم شعارات امريكا ويدافع عنه وعلى نحو انتقائي ، يقوم على شيطنة مناهضي امريكا الوطنيين ، فانه قد ينجح في التاثير على بعض السذج .

أن مبدأ الترابط في السياسة هو نفسه مبدأ الترابط في القانون بين الجريمة والمرتبطين بها سواء كانوا قتلة او محرضين ، فلا يهم في القانون ان يختلف المحرض على القتل ، حول أي امر ، بل المهم هو القتل بذاته ، والذي يعد عملا تم نتيجة عاملين : عامل التحريض الذي وفر دافع القناعة بالقتل وعامل اطلاق النار ! انه عمل تخصصي واضح وتقسيم ادوار اوضح . ولذلك فان الاشتراك في حملة تنظمها قوى استعمارية لا تحترم حق الحياة للبشر في العالم الثالث ، وهي حملة حقوق الانسان ، هو مشاركة في جريمة ابادة شعوب وتدمير دول ، بغض النظر عن اعتراضات هذا او ذاك على كيفية تنفيذ الجرائم ، سواء كان مدركا للاهداف الحقيقية للحملات ام كان من ( غلابتك  الطيبين) ، لان المهم هو حصول القتل الجماعي تحت غطاء الشيطنة التي قمتم وتقومون بها .

7 – أن ادانة أي خرق او ظلم موقف انساني جوهري ، ولكن هذا الهدف لكي يكون نزيها وشريفا ، يجب ان يكون مبدأ عاما ينطبق على  كل انسان وليس مواقف انتقائية تطبق على من تغضب عليهم امريكا واسرائيل ودول اوربية ، ولا تطبق على من يخدمها .

وفيما يلي بعض التساؤلات :

أ – ماذا فعلت يا سيد مرزوقي انت والسيد هيثم مناع ، وغيركما من فيلق حقوق الانسان ، لفضح محاكمات الاستعمار الامريكي الصورية في العراق لقادة العراق الشرعيين ، الذين رفضوا بيع فلسطين او الغاء تاميم النفط مقابل حياتهم وعودتهم الى السلطة فقدموا للمحاكمات الهزلية ؟ وماذا فعلتم لابطال جيش العراق الذين قاتلوا في فلسطين والجولان والاردن ومصر دفاعا عن فلسطين وكل ارض عربية وهم يدفعون ثمن ذلك الان ؟  لقد اضطرت حتى منظمات امريكية معادية للعرب ، مثل هيومن رايت ووتش ، لادانة تلك المحاكمات الجائرة نظرا لوقاحة خرقها لابسط القوانين المعروفة ، فماذا فعلتم انتم في جمعيات حقوق الانسان العربية ؟ كم مظاهرة نظمتم ضد خرق ابسط قواعد العدالة ؟ كم بيان ادنتم فيه الحاكمات الصورية ؟ كم ندوة قمتم بها لهذا الغرض ؟ لا شيء سوى الصمت وان فتحتم فمكم فلإسقاط فرض ليس الا ؟

ب –ولماذا لم ترفعوا اصواتكم عاليا ضد اغتيال خمسة محامين من هيئة الدفاع لحرمانهم من حق الدفاع عنهم ؟ ولماذا لم تستنكروا اعتقال المحامين وشهود الدفاع وتعذيبهم وتهديدهم علنا ؟

ج – ماذا فعلتم حينما اغتيل رئيس العراق الشرعي بقرار اعتباطي مسيس صدر عن المحكمة بأمر امريكي ؟ لماذا لم تدينوا حتى جريمة اهانة الشهيد عند اغتياله وبعد اغتياله وترديد شعارات طائفية ؟ لقد اضطرت حتى جهات امريكية واوربية معادية للرئيس الشهيد لادانة اعدامه وطريقة الاعدام ، اما انتم العرب الاقحاح أبطال حقوق الانسان فقد مارستم صمتا لا تفسير له الا بامر واحد وهو انكم حاقدون اكثر من حقد بعران الغرب والصهيونية على العراق ورموزه الوطنية وحق شعبه في الحياة الحرة الكريمة .

د – ماذا فعلتم حينما وصلت بربرية من نفذ حكم الاعدام بالشهيد برزان التكريتي حد قطع راسه بالة حادة كما اثبت تقرير طبي ؟ كم حملة قمتم بها لصيانة حرمة الموتى ؟ وكم محاولة قمتم بها للمطالبة بالتحقيق في طريقة اغتيال الشهيد برزان التكريتي ؟

ان صمتكم هذا ، او دندنتكم اذا نطقتم  هذه بازاء اغتيالات علنية ورسمية قامت بها امريكا بواسطة عملاء ايران في العراق ، يطرح مسألة جدية ايمانكم بحقوق الانسان ، لانكم خرقتم المبدأ الاول لها وهو وحدة معايير حقوق الانسان ووحدانية انطباقها على كل انسان دون تمييز بسبب الدين او المعتقد او اللون اوالهوية السياسية . فمهما كان رايكم في النظام الوطني للعراق الحر السابق للاحتلال فان افراده في النهاية بشر مثلي ومثلكم ، ومثل من تدافعون عنهم اصحاب قائمة مؤتمر اربيل الغلابة والطيبين ! فلماذا تدافعون عن بشر وتحذرون من احتمال تعرضهم للقتل لمجرد نشر أسماءهم لتعريف الناس بمواقفهم وتصمتون على اغتيال علني لبشر اخرين ؟ اين وحدة معايير حقوق الانسان ؟ ان الدندنة هي تدريب المغني قبل الغناء وهي لذلك غير رفع صوت واضح يدين جريمة كبرى ضد الانسانية ، ولذلك لايجوز لمغني محترف مثلكم ان يدندن حينما يجب ان يغني باعلى طبقات صوته .

ه – ماذا فعلتم حينما حولت الفلوجة بكاملها الى مقبرة جماعية دفن تحت انقاضها الاف الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ ؟ وماذا فعلتم حينما دمرت تلعفر وابيد الالاف من سكانها ؟ دنددنتم طربين للحن حزين ؟ وماهي لغة بياناتكم عندما تدينون امريكا ؟ هل هي نفس لغة ادانتكم للنظام الوطني قبل الغزو ؟ ام انها لغة مهذبة ورقيقة تنصح امريكا واروبا يتجنب كل ما يضعف دور الرجل الابيض وهو يغزو ؟

8 – قبل الغزوالاستعماري للعراق وخصوصا منذ عام 1991 عرف عنك انك من اشد معادي النظام الوطني في العراق ، مع انه كان يخوض اشرف معارك الامة مع اشد أعدائها اصرارا على دمارها كما اصبح الان واضحا حتى لفاقد البصر . وكان اهم اساليب الاعداد لغزو العراق وتدميره هو شيطنة قيادته الوطنية ثم شيطنة الشعب العراقي بالذات ، لان الغزو لا يمكن ان يحصل على دعم الراي العام في الغرب وتاييد الكونغرس الامريكي والبرلمان البريطاني من دون شيطنة العراق قيادة وشعبا . لذلك كلف الاعلام ولجان حقوق الانسان في العالم ، وهي ادوات امريكية اوربية كما تعلم ويعلم حتى الجاهل الان بعد افتضاح دورها في كل ولائم افتراس الغرب للشعوب الفقيرة ، كلفت بالقيام بدور حاسم وخطير في التمهيد للغزو عبر اقناع العالم بان العراق وقيادته خطر على العالم كله . واستخدمت لاجل ذلك اكاذيب عديدة في مقدمتها خرق العراق لحقوق الانسان وكانت اكذوبة حلبجة اهمها في البداية وحتى المرحلة الختامية ، حينما رفعت اكاذيب اخرى لتسويغ الغزو ، وهي اسلحة الدمار الشامل والصلة بالقاعدة ، بعد ان ادت اكاذيب خرق حقوق الانسان دورها في الشيطنة .

 والسؤال المهم هنا هو التالي : الم تعلم بانك قد روجت ثقافة الابادة لشعب كامل والتدمير الشامل لدولة عريقة هي العراق عبر ترويج اكاذيب مثل حلبجة والتي مازلت مصرا على ان العراق هو من فعلها ، مع ان الكثيرين في العالم ومنهم امريكيين معادين للعراق يؤكدون استنادا الى ادلة ان من قام بمجزرة حلبجة هو ايران وليس العراق ؟ الم تعلم ان شيطنة انسان عادي وغير شيطاني هو تمهيد لحرقه وسط رقص الحارقين له كما كان يحدث في القرون الوسطى لمن يتهم بالسحر ؟ الم ترى ذلك عند اغتيال الرئيس الشهيد وكيف رقص القتلة حول جثته ؟ انظر الان لما يحدث في العراق سترى انك واضرابك قد ساهمتم في نشر ثقافة الابادة عبر اعلانكم ان العراق شيطان خطر على البشرية وتركتم امريكا تصدر حكمها اعتمادا على ماروجتموه انتم من خلال اكاذيب خطيرة . لقد اعددتم للاغتيال قائمة باسماء 26 مليون عراقي قبل الغزو من خلال اسهامكم النشط في شيطنة النظام الوطني في العراق وجعل العراق كله يبدو خطرا على البشرية كلها ، فقل الاهتمام بسلامة العراق لدى اوساط اوربية وامريكية وعربية واصبح ممكنا غزوه باقل الاعتراضات !

وسواء ادركت ام لا فانت احد اهم رموز الشيطنة للعراق ولاقطار الوطن العربي ، والشيطنة هي المدخل الاجباري للغزو والاستعمار والابادة والتقسيم . ولو كانت هناك عدالة في عالمنا وامكن اقامة دعوات قضائية ضد من اباد اكثر من ثلاثة ملايين عراقي وشرد حوالي ستة ملايين عراقي من ديارهم ودمر دولة العراق واعدم خيرة رجالاته واغتصب اطفاله وشيوخه ونساءه ، استنادا على اكاذيب مفبركة ، لكنت من بين من سيقدمون لهذه المحاكمات بتهة التحريص المتعمد والصريح على القتل والغزو . هذه النتيجة المنطقية المترتبة على موقفك من نشر قائمة من اشترك في مؤتمر اربيل للخونة والجواسيس ، فاذا توقعت قتلهم فانت فعلت هذا قبل الغزو وما زلت تفعله حتى الان ، وقوائمك تشمل ملايين الناس في الاقطار التي مازلت تحرض عليها ، وهم بشر ابرياء وليسوا مثل مثقفيك الغلابة والطيبين الذين حضروا مؤتمر دعم الاحتلال في اربيل لمجرد التعريف بانفسهم وانتاجهم الادبي حتى لو جلسوا على جماجم من قتلتهم العصابات الكردية من العراقيين عربا واكرادا وتركمانا !

ان غزو العراق هو اكبر جريمة  ضد الانسانية منذ حرب فيتنام  وربما ابشع من جريمة فيتنام ، بل هو اكثرها اعتمادا على الكذب وهو عملية تحتاج لكذابين يروجون الاكاذيب لتنفير الناس من الضحية تسهيلا لقتله . لذلك فان جريمة اولئك الذين خلقوا البيئة الحاضنة لاغتيال العراق وشعبه هي اخطر من جريمة من اطلق النار فيما بعد وهو امريكا وقواتها . وهم مجموعة من الكتاب والصحفيين والخبراء ومعهم ، من امامهم وخلفهم وحولهم ، نجد جماعات حقوق الانسان توفر المادة المناسبة للشيطنة دون تدقيق او تحقيق او ادلة ثابتة ، بل يكفي ان يدق الجرس في واشنطن ، بنشر صحيفة ما او اصدار وزارة الخارجية الامريكية تقريرا عن خرق مفترض لحقوق الانسان ، حتى يبدا زعيقهم وصراخهم ! وهكذا نرى الان ان القاتل الحقيقي هو من اقتع الراي العام بان القتل ضروري لحماية البشرية من المزيد من القتل ومن وصوله الى بيوت من لم يصل الى بيوتهم بعد ! والقتل هو ان تجرد الضحية من ادوات الدفاع عن نفسها بجعل الناس تنفض من حولها ولا يبقى من يدافع عنها وعندها يستطيع الجلاد ان يطلق رصاصة من بندقية قنص دون الاقتراب من الضحية ، فتسقط مضرجة بدمائها بغياب كل من يستطيع الانقاذ ! هذا هو دور لجان حقوق الانسان كما رايناه في العراق ، ولو انطبقت الارض على السماء فان احدا لا يستطيع تغيير الواقع العراقي وكوارثه ومأسيه التي مهد لها وسوغها عمل لجان حقوق الانسان .

9 – بعد الغزو وسقوط الاكاذيب التي سيقت ونشرت لتبريره هل سارعتم وقمتم بحملات لفضح تلك الاكاذيب ومنها نقد دوركم بصفتكم مضللين على اساس ادعائكم العتيق بانكم تريدون اظهار الحقيقة ؟ وهل طالبتم  بتشكيل لجان تحقيق محايدة في الاتهامات التي سبقت الغزو وكانت السبب الرسمي لاغتيال العراق ، ومنها اسلحة الدمار الشامل والصلة بالقاعدة وحقوق الانسان ؟ ام انكم واصلتم دوركم في الشيطنة بعد الغزو من خلال اهمال اكاذيب ما قبل الغزو ؟ وماذا يعني اهمال اكاذيب ما قبل الغزو ؟ الايعني انكم متواطئون مع القتلة ؟ الم يكن مطلوبا بحكم قاعدتي  الدفاع عن العدالة الانسانية  والدفاع عن الحقيقة التحقيق حتى في الشكوك لاجل التاكد قبل اصدار حكم بالقتل الجماعي ؟ واذا ثبت ان من زودكم باكاذيب اسلحة الدمار الشامل كان كاذبا في هذا الموضوع الم ينبهكم ذلك الى احتمال كبير بانه كان كاذبا أيضا في الاتهامات الاخرى كالمقابر الجماعية في العراق قبل الغزو ؟ اذن لم اغفلتم ذلك ؟ الم تسألو انفسكم اين يبدأ حق الدفاع عن النفس بالنسبة لما حصل في العراق قبل الغزو واين تبدأ جريمة الابادة او خرق حق الحياة ؟ اليس ذلك جزء من القانون والاخلاق والمنطق السليم ؟ لم اذن صمتم وتواطأتم مع خطة طمر الاكاذيب وعدم الدعوة لمقاضاة من اباد استنادا للكذب المحض وهو جريمة اخلاقية وقانونية وتاريخية ؟ لقد فعلت العكس وظهرت لنا مصرا على مواصلة الكذب مثل اتهامك الان وليس بالامس فقط العراق بارتكاب مجزرة حلبجة وهو اصرار لا يمكن الا ان يكون مصمما لتسويق جريمة جديدة وهي الاستمرار في اغتيال رموز العراق !

10 – أيهما اخطر : نشر وثيقة تفضح من يدعم الاحتلال ويؤيد الابادة وتدمير العراق وهم من حضروا مؤتمر اربيل ، ويعدون بحكم كافة القوانين ومنها القانون الفرنسي ، متعاونون مع الاحتلال ، ام  نشركم  قائمة باسماء 26 مليون عراقي والتحريض على قتلهم بخلق بيئة معادية لهم ؟

11- ألم تكتشف بعد ، رغم كل الدروس والحقائق التي ثبتت ، بان التمرد الكردي وليس الشعب الكردي ، هو الجلاد وليس الضحية بعد كل ما قام به ، ابتداء من استنزاف العراق خلال عقود من الزمن ، وتقديم خدمات خطيرة لاعداءه اثناء الحرب ، كما حصل اثناء الحرب مع ايران اوكما حصل اثناء غزو العراق وبعده ؟ الم تسأل نفسك لم التمرد في العراق فقط اساسا وليس في ايران او تركيا ، مع ان العراق وحده هو من اعترف بالقومية الكردية وقدم للاكراد كل ما يجب ان يقدم من حقوق ومنجزات ، في حين ان الكردي في ايران وتركيا محروم حتى من استخدام لغته هناك ؟ الا يدل ذلك على ان التمرد الكردي المسلح هو اداة تستخدم ضد العراق لتقسيمه ؟

12 – نعم نعرف انك ستقول انك ادنت امريكا لاحتلالها العراق ، وسنرد عليك بالقول ليس المهم هو الادانة بل نوعية الادانة ، فثمة ادانة اسقاط فرض وهو ما تفعلونه الان حينما يتعلق الامر بامريكا وحكومات اوربية ترتكب جرائم لا يمكن الدفاع عنها فتقتضي المصلحة الامريكية والاوربية توجيه نقد لانقاذ المشروع الاستعماري الغربي وليس لتدميره ، وثمة الادانة المبدأية وهي ثابتة وقوية وتستمر حتى تحقيق المطاليب . ان ماقمتم به تجاه العراق قبل الغزو كان ادانة مبدأية وشرسة وثابتة اما الان فان ادانتكم لامريكا هي ادانة اسقاط فرض واضحة وضوح الشمس .

واخيرا وليس اخرا نقول تعليقا على قولك ( نعم يجب المصارحة في كل مآخذ الأكراد على العرب ومنها مأساة  حلبجة ، التي ربما لا يعلمون أن مجموعتنا أدانتها  عند حدوثها  واعتبرتها وصمة عار في جبين الأمة العربية وأنه يجب علينا كعرب وحدويين أن نذهب يوما لوضع باقة زهور على ضريح ضحايا .) بان هذا الكلام يؤكد واحد من احتمالين ، فاما انك جاهل والجاهل لايحق له ان يحكم ، او عارف لكنك تتجاهل ومن يتجاهل يخدم هدفا غير شريف ولا نزيه .

 ان اصرارك على اتهام العراق فقط بحلبجة هو موقف مشبوه بكل المقاييس ولا يتبناه الا من كان في قلبه هدف محبوب ولكنه يريد اخفاءه خجلا لانه يعرف انه هدف غير مشرف . وهذا الاصرار هو الذي جعلني اكتب هذا الرد وبهذه القسوة ، فحينما تقسو على شعب العراق ولاتحترم دم ضحاياه وتبدو متعطشا للمزيد من دماء العراقيين باتهامهم بمجزرة حلبجة رغم وجود ادلة على ان ايران هي من قامت بذلك وهي ادلة اصدقاءك الامريكيين ، فان الامر يخرج عن اطار حوار بين وطنيين عرب ويدخل نطاق المؤامرة التي تنفذ ضدهم انطلاقا من العراق .

 ومما يؤسف له انك تفكر في وضع باقة زهور على مقبرة مظللة باسم ضحايا حلبجة لكنك لم تفكر ، مجرد تفكير ، بوضع باقة زهور على بوابة اكبر مقبرة جماعية في العصور الحديثة وهي مقبرة العراق الذي حولته امريكا ، راعية حقوق الانسان ، الى مقبرة جماعية لملايين العراقيين الذين لم يعرف اهل الضحايا غالبا جثث أبناءهم ، لان امريكا مصرة على التمثيل بجثث الضحايا لاجل حرمان اهلهم من التعرف حتى على جثثهم فتزيد من هول كارثتهم !

 ان قلوبنا مكلومة نتيجة تدمير وطننا العراق ، ونحن نرى الان كل من ساهم في ذلك ، وفي مقدمتهم ليس الجنود الامريكيين فقط ، الذين جاؤوا لتنفيذ اوامر ، بل نرى اوضح منهم اولئك الذين شيطنوا العراق شعبا وقيادة  فعبدوا طريق الغزو والجريمة المنظمة وسهلوا لرصاصة الجندي الامريكي المرور السهل نحو جبين العراق ، لذلك فهم من اخطر من قدم ويقدم قوائم ابادة جماعية دون شعور بالرحمة او العطف على نساء او رجال او شباب لم يعرفوا الدنيا بعد .

 أذا كنتم حقا من دعاة حقوق الانسان فان اخلاق حقوق الانسان الحقيقية هي اخلاق من يحترم كل انسان ويدافع عن كل انسان دون انتقاء او تمييز واول هذه الحقوق واهمها هو حق الحياة الحرة الكريمة وليس حق السباب والشتم والتعاون مع اعداء الوطن والامة العربية .

 واذا كان هناك ضحايا لخروقات حقوق الانسان فاننا نحن اهم الضحايا ، بعد تشريد ستة ملايين عراقي من وطنهم نتيجة لوحشية القتل على يد فرق الموت والاحتلال ، كما اننا نحن الضحايا لان أصدقاؤكم الامريكيين قد قتلوا حتى الان اكثر من 3 ملايين عراقي ، واخيرا وليس اخرا اننا نواجه سلبنا لاهم ما في وجودنا وهو هويتنا العربية نتيجة ادخال اربعة ملايين ايراني فارسي وكردي من تركيا وايران لاجل تغيير هوية العراق العربية وجعله بلدا تتقارب فيه نسب السكان من مختلف الانتماءات ! فهل ترى ذلك كما كنت ترى ما اعتبرته عيوب النظام الوطني فهاجمته ؟ ام انك لا ترى ولا تسمع ولا تنطق ؟  

 

 د.منصف المرزوقي

 رسالة مفتوحة إلى الإخوة المشرفين على موقع البصرة

 نشرتم  على موقعكم بتاريخ 7-4-2007 مقالا بعنوان "حملة فضح المثقفين العرب الذين لبوا دعوة الطالباني " وتشيرون فيه إلى المؤتمر الثقافي السنوي الذي يعقد بأربيل والمزمع عقده هذه السنة لمدة أسبوع انطلاقا من 22 أبريل .

 كما نشرتم ضمن هذا المقال قائمة طويلة بأسماء المثقفين العراقيين والعرب الذين قبلوا الدعوة السنة المنصرمة " لإدانتهم وفضحهم أمام الشعب العراقي والأمة العربية".

ويتصادف أنني تلقيت منذ أسبوع دعوة لحضور هذا المؤتمر وبادرت بالاعتذار لأسباب بدت لي بديهية كما تصادف أنني اتصلت هاتفيا بالدكتور هيثم مناع نفس اليوم  لمشاكل تهم اللجنة العربية لحقوق الإنسان فأخبرته بالدعوة ورفضي لها فأعلمني أنه هو الآخر تلقى نفس الدعوة السنة المنصرمة ورفضها كذلك.

وعندما ينظر المرء لطول قائمتكم، يبدو كأن الأسباب التي حدت بي وبرفيقي في اللجنة العربية  ومجموعة ابن عقل لرفض المشاركة ، لم تكن بنفس البداهة بالنسبة للكثيرين.

هدف هذه المراسلة الأول  هو الاحتجاج على نشر هذه القائمة رغم اختلاف موقفي  في قضية الحال مع المضمنين فيها. إن تاريخ القوائم السوداء المظلم في كل المجالات سبب كاف لإدانة هذا الأسلوب . لكن رفضي له ناجم عن قناعة مطلقة بلا فعاليته  وبمضرته وخاصة  بتجنيه على البعض .

فداخل هذه القائمة يوجد بالضرورة  ثلاثة أصناف لا يجوز الخلط بينها  حيث يجب التفريق بين  المثقفين المتأمركين خالصي الأجر، وبين المثقفين " الغلابة" الذين تمثّل أي ندوة بالنسبة لهم فرصة للتعريف بأنفسهم ، والمثقفين من أصحاب النوايا الطيبة الذين قبلوا الدعوة إيمانا منهم بضرورة  التواصل مع إخوتنا الأكراد لطرح المشاكل الخطيرة المتفاقمة  التي تهدد الأخوّة  العربية الكردية .

لهؤلاء فقط يجب التوجّه لا بمنطق القوائم السوداء ،التي يمكن أن تكون الخطوة الأولى لا قدّر الله للتصفية الجسدية أو العزل الاجتماعي ،ولكن بالحجج وهي لا تعوزنا.

بوسعنا القول  لا تذهبوا يا أصحاب النوايا الطيبة لمثل هذا التجمع فهو خدعة سلام  ، مهمته توظيف الثقافة في مصلحة نقيضها المطلق وتحقير المثقفين العرب وإذلالهم  وإحداث الفرقة بينهم وخاصة التشريع للاحتلال

لكن نعم ، لا بدّ من التواصل كمثقفين وكنشطاء حقوق إنسان وكسياسيين مع أخوتنا الأكراد لطرح تواطؤ  ممثليهم مع السياسة  الأمريكية الحمقاء والتعاون مع إسرائيل واعتبارهم العرب العراقيين المقيمين في كردستان شبه أجانب، وما يمكن أن ينجرّ عن هذا التوجه من توسيع فجوة نحن بأمس الحاجة لتضييقها.

نعم يجب المصارحة في كل مآخذ الأكراد على العرب ومنها مأساة  حلبجة ، التي ربما لا يعلمون أن مجموعتنا أدانتها  عند حدوثها  واعتبرتها وصمة عار في جبين الأمة العربية وأنه يجب علينا كعرب وحدويين أن نذهب يوما لوضع باقة زهور على ضريح ضحايا .

نعم ثمة ضرورة لمثل هذا الحوار ، لكن ليقع في مكان محايد بين مثقفين مستقلين عرب من العراق ومن كل أقطار الوطن العربي خارج أي تفويض رخيص للثقافة  من قبل سياسيين  جاءوا السلطة على ظهر الدبابات وهم اليوم ألدّ أعداء العرب والأكراد على حدّ السواء.

.

باريس 8-4-2007

  

 

                                      شبكة المنصور

                                    17 / 04 / 2007

لا لاصحاب قوائم الابادة الجماعية للعرب وهويتهم