صلاح المختار

شبكة المنصور

 

 

 ليس ثمة شك في ان مؤتمر بغداد الدولي والاقليمي حول العراق الذي يعقد اليوم السبت الموافق 10 – 3 – 2007 هو احد اهم الخطوات الاساسية باتجاه ما اسماه ديك تشيني ، نائب الرئيس الامريكي  ب(الانسحاب المشرف ) من العراق ، فكل المؤشرات تعزز الاستنتاج الرئيسي والحاسم ، والذي تبلور بعد معركة الفلوجة الاولى في عام 2004 ، وهو ان الاحتلال الامريكي قد هزم ستراتيجيا ، من خلال عجزه الواضح عن قهر المقاومة العراقية عسكريا وعدم امكانية تحمله التزايد الرهيب في الاعباء المالية اولا ( لان االنخب الحاكمة لاتهتم بالبشر بل بالمال ) والخسائر البشرية الامريكية التي تنجم عن شراسة المقاومة العراقية وقدرتها المذهلة على البقاء والانتصار في كل المعارك الرئيسية التي خاضتها رغم التفوق المطلق لامريكا في المجالات العسكرية والتكنولوجية والمالية والعددية .

 وهناك نقطة ينبغي ايضاحها لان بعض الذين تنقصهم المعرفة الصحيحة بالحرب والسياسة تعقيداتهما وتنوع هذه التعقيدات ، يخلط ما بين الاعتراف بالهزيمة ، وهو ما حصل بعد معركة الفلوجة الاولى ، وتوقيت اعلانها وطريقته وشروطه ، وهو ما يجري البحث عنه منذ ذلك الوقت . فلئن كان ممكنا الاعتراف بالهزيمة سواء بصورة مباشرة او ضمنية فان توقيت الانسحاب يعتمد على عوامل اخرى متعددة قد تؤدي الى تأخير الانسحاب لحين توفرها . ان التوقعات السياسية أقرب الى الكيمياء منها الى الرياضيات ، فنتائج الكيمياء ليست واحدة الا اذا تماثلت الظروف المحيطة بالتفاعل وثبتت ، اما الرياضيات فان نتائجها لا تتأثر بالحرارة والبرودة لان 1 + 1 =  2 دائما ، لذلك فان الساذج وحده هو من يطبق قوانين الرياضيات في السياسة (والحرب امتداد  ويطلب نتائج اكيدة وثابتة ويعيب على من توقع  تأخر حصول توقعه .

ان العدو الامريكي حينما وصل الى قناعة واضحة بانه هزم ستراتيجيا ، من خلال تحليلات الخبراء الامريكيين وتصريحات القادة السياسيين والعسكريين الامريكيين والاهم من خلال الواقع الميداني ، شرع بالاعداد لتحقيق هدفين مترابطين : هدف الانسحاب المنظم والذي يطلق عليه تسمية ( المشرف ) ، لانه يجعل اثبات انه هزم صعبا ، بل يترك مجالا لاختلاف الراي فيه ، وبذلك تتجنب القوة العظمى الوحيدة فقدان دورها العالمي نتيجة سقوط عامل الردع لديها ، اما الهدف الاخر فهو تهيئة البيئة السياسية والنفسية للحصول على مكاسب ، قبل الانسحاب  تؤكد للراي العام الامريكي والعالمي ان امريكا لم تهزم ، بل انسحبت بعد اكمال المهمة ، ومنها مهمة    ( ضمان مصالح امريكا في العراق ) ، وابرزها السبب الاصلي الاول لغزو العراق وهو الحصول على اتفاقية نفطية قبل الانسحاب ، تؤمن لامريكا الاستيلاء على القسم الاعظم من نفط العراق ، لقرن من الزمان . ولكن هذه الاتفاقية يجب ان توقع عليها حكومة تمثل الاغلبية الظاهرية ، لتكون ملزمة قانونيا لاي حكومة قادمة بعد التحرير ، وتستطيع امريكا عبر ما يسمى ( المؤسسات الدولية ) الزام العراق الحر بها والا سيواجه مشاكل خطيرة مع اغلبية حكومات العالم ، تماما مثلما  واجهت كوبا مشكلة الاتفاقية التي وقعتها الحكومة العميلة التي اسقطتها الثورة الكوبية مع امريكا وتم بموجبها تأجير قاعدة غوانتنامو لمدة مائة عام ، فلم تستطع حكومة الثورة استعادة المنطقة الكوبية .

من هنا فان الانسحاب الامريكي من العراق مشروط بتحقيق هذين الهدفين ، ومن يحلل مواقف الحكومة الامريكية منذ ما بعد معركة الفلوجة الاولى يلاحظ بسهولة ان العمل السياسي والاستخباري الامريكي في العراق اخذ يزداد قوة واتساعا مقابل تقلص العمل العسكري على الارض وزيادة الاعتماد على القصف الجوي ، لاجل تأمين الخروج المشرف من العراق . وفي هذا الاطار عرفنا منذ ذلك الحين تعابير جديدة اهمها المطالبة بالغاء ( قانون اجتثاث البعث ) ، والدعوة ل( المصالحة الوطنية ) . لقد اصبح واضحا ان امريكا تعمل بتخطيط تفصيلي لاستدراج قوى وطنية عراقية وفصائل مقاومة للتعاون معها من اجل تسهيل تحقيق الهدفين المذكورين وهما الانسحاب المشرف ولكن بعد الحصول على عقد نفطي ستراتيجي ، وبهذه الخطوة تقدر امريكا انها ستضمن شق الحزب والمقاومة المسلحة .

وكانت عين امريكا وهي تسعى لتحقيق هذين المطلبين تركز على اشراك عناصر وقوى  جديدة في العملية السياسية تحت ظل الاحتلال لاجل تأمين تنوع كبير في الكتل السياسية التي تنخرط في الحكومة لتكتسب صفة الشرعية ، ولو الشكلية ، التي تمكنها من توقيع اتفاقية نفطية تقوم على الغاء تأميم النفط وتقديمه الى امريكا وبنسبة لا تقل عن 80 % ولمدة قرن تقريبا . وكانت هذه الخطة تستبطن هدفا معروفا وهو شق الحزب والمقاومة لان ذلك هو الشرط المسبق لخلط الاوراق في العراق وخلخلة بنية الحركة الوطنية العراقية وأثارة صراعات عراقية – عراقية تضمن لامريكا تغيير مسار الصراع لصالحها فتعود من شباك الشرذمة العراقية بعد طردت من باب وحدة المقاومة .        

وحينما فشلت هذه الدعوات ولم تقع المقاومة في أي فخ من فخاخ الاحتلال وزادت من عملياتها العسكرية لجأت امريكا منذ مطلع عام 2006 الى تفجير الغام خطيرة ، ابتداء بنسف قبة الامام علي الهادي رضي الله عنه ، مثل القتل على الهوية الطائفية والتهجير المنظم للعراقيين سنة وشيعة وتنشيط فرق الموت على نحو مأساوي ، من اجل وضع العراقيين بين خيارين احلاهما مر ، وهما اما القبول بصيغ الاحتلال او مواجهة الموت الجماعي وشرذمة العراق . ولعبت ايران الدور الاساسي في هذه اللعبة الامريكية من خلال جيش الجريمة المنظمة الذي يطلق عليه اسم جيش المهدي وفيلق بدر وغيرهما .

ما هو موقع المؤتمر الدولي ؟

ان اعادة تحليل ما جرى منذ  مطلع عام 2006 وحتى الان يؤكد ان المؤتمر الدولي ما هو الا خطوة متقدمة على طريق ما يسمى ب(الخروج المشرف) بعد ان تقبض امريكا ثمن غزوها للعراق وهو النفط وابقاء العراق سياسيا اسيرا لها ولسياساتها الاقليمية والدولية . دعونا نتوسع في شرح هذه النقطة الجوهرية بتأكيد ان امريكا تريد اساسا من وراء المؤتمر ايقاف نزيفها المادي اولا والبشري ثانيا ، وتحويل الهزيمة الستراتيجية الى نصر سياسي ، يتمثل في وضع يدها على نفط العراق وتحجيم ثم احتواء المقاومة العراقية ثالثا .

كيف تتحرك المخابرات الامريكية لتحقيق هذه الاهداف الرئيسية ؟ يمكن تحديد اهم الخطوات الامريكية على طريق تنفيذ هذه الخطة ومنها :

1 – استدراج دول وحكومات عربية واسلامية لتحمل مسؤولية الامن في العراق او المشاركة الرئيسية فيها ، وبذلك تتخلص امريكا من اعباء مالية وتضحيات بشرية لم تعد تتحمل استمرارها.

2 – جر الامم المتحدة الى تولي المسؤولية الشكلية ، مع بقاء القرار الامريكي هو المتحكم بها لتسهيل انخراط دول اخرى تحت واجهة اممية مزيفة .

3 – سحب بعض قواتها الى خارج مدن العراق والبعض الاخر الى خارجه وتركيزها في دول الجوار المباشر ، خصوصا في الاردن والكويت وتركيا ومنطقة الحكم الذاتي في شمال العراق ، وابقاء قوات نخبة في العراق تسند بقوة نارية هائلة جوا وصاروخيا ، عند الحاجة . وهذه الخطوة هي الحلوى التي تقدمها امريكا لعناصر لم تتورط علنا حتى الان في التعاون مع الاحتلال ، لكي يكون بامكانها الادعاء بان جدولا زمنيا للانسحاب قد وضع وان الانسحاب بدأ بنقل القوات الى المناطق المشار اليها لذلك يجب المشاركة في الحكومة التي ستشكل .

4 – ان الاختيار الامريكي لايران لتكون جزء من الحل ، مع انها جزء من المشكلة ، مؤشر واضح الى ان الخلافات الامريكية – الايرانية في العراق ثانوية ، مهما بلغت من توتر،  مقارنة بالاعتقاد المشترك الامريكي – الايراني بان الخطر الاول عليهما هو المقاومة الوطنية العراقية . وابرز دليل على خطأ افتراض ان اللقاء او التعاون الامريكي – الايراني في العراق وحوله قد انتهى ، نتيجة وجود توترات وصراعات ، كما يردد البعض ، هو ان الحكومة الحالية في بغداد مازالت موالية لايران ومتعاونة مع امريكا !

5 – ان محاولة استدراج سوريا للتورط في العراق يستبطن اهدافا امريكية خبيثة ، اهمها قطع الطريق على أي تعاون ايجابي بين العراق المتحرر وسوريا منذ الان ، وحرمان سوريا الان من ظاهرة تخدمها وهي ان المقاومة العراقية ، بفضل قوتها الاسطورية وجرها لامريكا الى الى حالة استنزاف لم تواجه مثلها في أي حرب اخرى ، جعلت امريكا غير قادرة على تنفيذ الخطوات الاخرى في مخططها الاصلي ، ومنها مهاجمة سوريا واحتلالها . لذلك فان وحدة البعث والمقاومة في العراق مصلحة سورية مثلما هي مصلحة عراقية ، مهما بدت الامور بشكل اخر ، والمقاومة بهذا المعنى والواقع هي الدرع الذي حمى ويحمي سوريا ، واذا تعرض البعث والمقاومة للانشقاق لا سامح الله فان سوريا ستخسر الدرع الذي يحميها من الغزو الامريكي . ولا تظهر محاولة استدراج سوريا بوضوح الا اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان امريكا تلوح ، في اعلامها وتحليلات كبار خبراءها واقوال بعض مسؤوليها ، بامكانية تحريك ملف الجولان المحتل واستئناف المفاوضات حوله وايقاف الحملة على سوريا الخاصة بملف لبنان واغتيال الحريري والمحكمة الدولية .

في ضوء ما تقدم فان مؤتمر بغداد ليس سوى خطوة تهيأ لترتيب اوضاع العراق بطريقة تضمن لامريكا انسحابا مجزيا ، وهو الحصول على نفط العراق مكافئة لها على غزوها ، وتسهيلات عسكرية ، من خلال استخدام دور الاخرين لتحقيق ذلك ! لذلك لم تكن صدفة ابدا حصول تطورات مهمة سبقت الدعوة للمؤتمر اهمها :

1 – الاعداد السريع لقانون نفط يلغي التاميم ويمنح لامريكا حصة الاسد فيه .

 2 – الاغتيال السريع للقائد الشهيد صدام حسين لاجل ازلة اهم العقبات امام ردة عناصر معينة ، داخل الحزب والمقاومة ، اشترطت للكشف عن استعدادها للانخراط في العملية السياسية التخلص من القائد الشهيد اولا .

3 – الاتصالات الامريكية المحمومة وبشكل منفرد مع البعث وفصائل مقاومة اخرى ، وبطريقة تؤدي ليس فقط الى اثارة الحساسيات والشكوك والخلافات بين فصائل المقاومة العراقية ، بل يراد بها ايضا اشعال صراعات دموية منذ الان وليس فقط عند لحظة التحرير ، بين فصائلها ، من خلال تشجيع امريكا على انفراد فصيل او جماعة ما بالسلطة وابعاد الفصائل الاخرى مما يؤدي الى نشوب قتال بينها ! مع ملاحظة ان هذه الاتصالات الامريكية ليست جادة وانما هي تكتيك واضح لايقاع بعض المقاومين في الفخ الامريكي وحرقه وليس تسليمه السلطة ، وحتى في حالة وجود احتمال لتسليمه السلطة فان امريكا لن تتردد في دعم فصائل اخرى لاسقاطه !

4 – ان دعوة ضباط من الجيش الوطني للانخراط في الجيش العميل وعقد مؤتمر لهم سبق المؤتمر الدولي ما هو الا وسيلة ضغط على المقاومة والحزب من جهة ، وتكتيك للايحاء بان المالكي وعصابات ايران الاخرى اضحت مقتنعة بما يسمى ( المصالحة ) مع البعث من جهة اخرى ، وهذا الضغط  على المقاومة والحزب ، وذلك الايحاء للقوى الوطنية عامة هدفه استدراج عناصر منها تنتمي تنظيميا للبعث ، او كانت كذلك ، لكشف وجهها الحقيقي والانخراط  في العملية السياسية . فبعد ازالة اهم عقبات كشف الوجه عن المرتدين والخونة وهي اغتيال الشهيد القائد صدام حسين تأتي خطوة الايحاء بالغاء قانون اجتثاث البعث وعودة ضباط الجيش الوطني لتكون قوة اسناد للمرتدين تمكنهم كما خطط لكسب عناصر اخرى وتشكيل قاعدة عسكرية لها تستخدمها في الحرب القادمة ضد المقاومة المسلحة !

5 – في هذا السياق فان عقد مؤتمر المرتدين في سوريا وباشراف وتوجيه المخابرات الامريكية ، دون ادنى شك ، كان من ممهدات عقد المؤتمر الدولي ، خصوصا وان البارزاني والطالباني لعبا دورا مهما جدا في الاعداد له من خلال نقل رموز الردة الى اربيل ومناقشة تفاصيل اغتيال القائد الشهيد كشرط مسبق لعقد المؤتمر واشهار الردة . ولذلك لم تكن خطوة غير محسوبة اعلان أحد ناشطي الردة انه مستعد للانخراط في حكومة المالكي ، رغم ان المالكي قد وقع حكم الاعدام على الشهيد ونفذه بأحط اشكال الخسة !

6 – أن تعمد امريكا وايران ، وكافة اذرعهما الاعلامية والسياسية ، تصوير الوضع في العراق ك(حرب طائفية اهلية ) ، وتوسيع ذلك بتشكيل استقطاب اقليمي مصطنع على اساس طائفي صرف من الناحية الرسمية فقط ، وهو استقطاب شيعي تقوده ايران واستقطاب سني تقوده حكومات عربية ، ما هو هو الا احد اهم ممهدات اغتيال الطابع التحرري للمقاومة العراقية واغراق العراق في صراع طائفي مدمر لا يخدم الا اسرائيل وايران وامريكا ويلحق ضررا فادحا بالاقطار العربية خصوصا بالعراق والسعودية ! ان هذا التوليد المنغل لاستقطاب طائفي عراقي داخلي واقليمي عام هو البيئة الوحيدة المناسبة لاجهاض الثورة العراقية المسلحة ، لانها تساعد على اشعال حرب طائفية اقليمية احد اهم اهدافها الواضحة هو تصدير الفتنة الطائفية الى داخل العراق من خارجه ، بعد ان فشلت كل المحاولات الداخلية لاشعالها !

ما الذي يترتب على هذه الملاحظات الاساسية ؟ ان اول ما يترتب عليها هو الاستنتاج القائل بان تاهيل الحكومة لتكون امام العالم الخارجي شرعية يتطلب توسيع نطاق الاشتراك فيها واجتذاب عناصر كانت خارجها فتتأهل ، ولو شكليا ، للقيام بما يلي :

1 -  توقيع اتفاقية نفطية تقدم النفط العراقي لامريكا بصورة ( قانونية ) ستكون ملزمة لاي حكومة عراقية مستقبلا .

2 -  قبول جدول زمني مفتوح ومرن جدا لانسحاب القوات الامريكية من العراق يتيح لامريكا البقاء لفترة ممتدة تقررها الظروف .

3 - الموافقة على تقديم تسهيلات للقوات الامريكية ، وربما للمخابرات الامريكية ، بحجة حماية المنطقة من الخطر الايراني ، مع ان امريكا ساهمت بوعي وتخطيط في صنعه !

وهذه الخطوات تعني شيئا لا يمكن الخطأ في تسميته وهو ان الاحتلال الامريكي ورغم هزيمة امريكا سيتحول الى صيغة قانونية ملزمة بقوة القانون الدولي ، رغم ان امريكا ستتخلص من اغلب الاعباء القاتلة للاحتلال ! هل عرفنا الان خطورة ما يجري ؟

كيف نرد على هذا التطور ؟

هناك خطوات اساسية يمكن الاقدام عليها لافشال هذا المخطط ونسفه من الجذور ، وابرزها  مايلي :

1 -  يأتي تعزيز وحدة فصائل المقاومة العراقية المسلحة في مقدمة شروط مواصلة عملية الحاق الهزيمة بالاحتلال ومنعه من تحويلها الى نصر عبر شرذمة المقاومة . ووحدة المقاومة لا تعني التنسيق فقط بل أقامة جبهة عسكرية موحدة لكافة المجاهدين وتأكيد ان التفاوض مع العدو مشروط بأمرين :

أ – ان يفاوض وفد مشترك يمثل الفصائل الجهادية المختلفة .

ب – ان لا تتراجع المقاومة عن شروطها الاساسية المعلنة تحت أي ضغط او اغراء ، وفي مقدمتها شرط الانسحاب الكامل وغير المشروط والمحافظة على الثروة الوطنية العراقية خصوصا النفط من أي محاولة لاخراجه من سيطرة الشعب العراقي وتسخيره لخدمته ، والمحافظة على السيادة العراقية .

2 – تمسك القوى الوطنية كلها وفصائل المقاومة كلها بعزل كل مرتد من أي فصيل او جهة ، والردة تحصل بقيام شخص او جماعة بالتراجع عن الموقف الوطني المعلن من الاحتلال وتعاونه معه ومع الحكومة العميلة ، وعمله على شق القوى الوطنية تحت أي ذريعة كانت .

3 – التعجيل باقامة الاطار السياسي للمقاومة المسلحة ، والذي يعني ليس تشكيل مكتب سياسي او قيادة سياسية واعلامية للمقاومة بل انشاء جبهة وطنية عراقية كبيرة تشكل من كل الوطنيين العراقيين ، وجبهة قومية عربية تضم كل القوى العربية ، وقيام هاتين الجبهتين بنضالات سياسية منظمة لدعم المقاومة عربيا وعالميا وكسر نطاق العزلة عنها اعلاميا ، وتقديم كافة انواع الدعم وبالاخص المادي منه لها . ان تحقيق هذا الشرط سيساعد المقاومة المسلحة على تقليص فترة بقاء الاحتلال من خلال تصعيد العمليات العسكرية وجعل الاحتلال عاجزا عن تحمل تكاليف بقاءه في العراق .

4 – التصدي بحزم من قبل كافة القوى الوطنية عراقية وعربية ، لمحاولات اقامة استقطاب اقليمي على اساس طائفي تقوده حكومات تتحرك ظاهريا بدافع طائفي لكنها عمليا تتحرك بدافع مصلحي لاصلة له بدين او طائفة ، لان هذا النمط من الاستقطاب يخدم مباشرة الهدف الصهيوني – الايراني الاكبر وهو تمزيق الامة العربية على طائفية وعنصرية . أن اي تحرك على اساس طائفي تحت شعار ( انقاذ سنة العراق ) ما هو الا الوجه الاخر المكمل لعملة التحرك الايراني داخل العراق ، واي تحشيد ضد ايران بشعارات طائفية يخدم ايران ويعزز دورها الاقليمي . من هنا فان من يريد انقاذ العراق عليه ان ينقذ كل العراقيين شيعة وسنة عرب واكراد وتركمان مسلمين ومسيحيين وصابئة وغيرهم ، وهذه المهمة وطنية الجوهر والطبيعة وتحررية الهدف والوظيفة ، ولا تتحقق الا بدعم شامل للمقاومة العراقية المسلحة .

اذا التزمت كافة القوى العراقية والعربية بهذه الشروط فان حسم الصراع لصالح حركة التحرر الوطني العراقية بقيادة طليعتها المقاتلة المقاومة العراقية المسلحة ، سيكون اسرع واضمن ، وستواجه امريكا وايران ضربات موجعة اشد من الضربات الحالية وستتقلص معاناة العراقيين والعرب .

 لقد وصل ارهاق امريكا في العراق حدا لم تعد قادرة على تحمله لزمن طويل ، والدليل هو مطالبة الحزب الديمقراطي الامريكي بتبني جدول انسحاب يجب اكماله هذا العام ، وذلك مؤشر مهم جدا لاقتراب النصر ، وهو نصر لن يتحقق تلقائيا بل ببذل جهود اضافية لتحقيق ما اشرنا اليه من شروط لتعزيز دور المقاومة العراقية المسلحة .

عاشت المقاومة العراقية المسلحة الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي .

النصر او النصر ولا شيء غير النصر .

 

 

      

                                      شبكة المنصور

                                    12 / 03 / 2007

          المؤتمر الدولي حول العراق : لماذا ؟ وما هي مخاطره ؟