بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ما فرقته السياسة جمعته الرياضة

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

كثيرة هي الأشياء التي توحد ما بين أبناء الشعب أي شعب ومن هذه الأشياء السياسة ,  فمثلا ً أن تنظم فئات كبيرة من أبناء الشعب الواحد في حزب معين أو مجموعة أحزاب وكذا الحال مع فئة أخرى وأخرى وهكذا وان تتعايش هؤلاء الفئات أو مجموعة الأحزاب تحت خيمة واحدة هي خيمة الوطن ويعمل الكل يدا ً بيد متوحدا ً لخير الشعب والوطن ,  ولكن الذي رأيناه بأعيننا وسمعناه بآذاننا في العراق لا يمت بصلة إلى الوحدة بشيء لا من قريب ولا من بعيد على المستوى السياسي ,  بل على العكس الكل يعمل ضد الكل والواحد يعمل ضد الآخر يريد أن يوقع به , ناهيك عن التدخلات الخارجية التي زادت من الطين بلة وأحرقت الأخضر واليابس ونجحت في زرع الفتنة عن طريق العملاء والجواسيس    .

في هذه الظروف التي يمر بها البلد من خراب ودمار وانهيار في كافة نواحي الحياة نجح ( اسود الرافدين ) أبطال المنتخب العراقي في لم شمل ولملمة جراح الوطن حتى ولو مؤقتا ً , ونجحوا في تحقيق أعلى مستويات النجاح عن طريق وصولهم إلى المرحلة النهائية من بطولة أمم آسيا  بإصرارهم على الفوز لجلب الفرحة لأبناء الشعب داخل وخارج الوطن وبفضل مدربهم البرازيلي الأصل الذي قال :  أود أن اعمل شئ أي شئ لأجلب الفرحة للشعب العراقي في هذه الظروف واكبر دليل على كلامه وصدقه ما رأيناه بأعيننا وهو يبكي فرحا ً بفوز المنتخب وكأنه منتخب بلاده , وفعلا ً نجح في جلب الفرحة للشعب العراقي ,  في الوقت الذي فيه القائمون على الوضع السياسي والأمني والذين على أساس انهم أبناء البلد لم يجلبوا إلى الشعب إلا الدمار والخراب ووضع مصلحتهم الشخصية فوق مصلحة الوطن .

احتفل أبناء الشعب العراقي بمناسبة الفوز على الفريق الكوري الجنوبي في كافة أرجاء المعمورة وهذا الشيء ليس بجديد على شعبنا الصابر لأنه طالما وقف هكذا وقفات في السابق لأنه شعب محب للرياضة وقف مع المنتخب الوطني العراقي في أفراحه واتراحه وفي كافة البطولات سواء على المستوى العربي أو على المستوى العالمي   .

ولكن الجديد هذه المرة ( الجديد على أعداء الوطن والحاقدين والعملاء ) هو وقفة الشعب بكافة أطيافه وقومياته وأديانه لا فرق بين عربي وكردي ولا بين مسلم ومسيحي وصابئي ويزيدي وقفة واحدة والكل يدا ً بيد يصفق للمنتخب فرحا ً به وهذا إن دل على شئ إنما يدل على إن الشعب العراقي هو واحد في كل شئ وان الذي حدث وسط أفراح الجماهير من انفجارات إنما يدل على الحقد الدفين على عروبة ووحدة أبناء الشعب العراقي , وان هؤلاء الخونة لو فيهم من الخير شئ يفيدون به بلدهم كان الأولى بهم أن يقوموا بتفجير السيارة  على رتل أمريكي وليس على أبناء وطنهم , ولكن هذا هو ديدن الجبناء دائما ً ,  وان الإرهاصات والفتن والفرقة التي تحدث إنما هي مستوردة من خارج الحدود مستوردة مع الحرية والديمقراطية الأمريكية مغلفة بغلاف أمريكي  ذات نكهة طائفية فارسية ومختومة بختم رئاسة الوزراء المالكية   ........

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 26 / تمــوز / 2007