ياليت حكام العرب يستوعبون درس النجاشي
 

شبكة المنصور

سرمد العراقي

                                   بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }


ابتداءً اود ان اتوجه لادارة شبكة البصرة الغراء وكافة العاملين عليها بالتقدير والاحترام لتعاملها بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والقومية لما نشرتة الشبكة اليوم بصدد تحذيرها من تناول اوضاع العراقيين في سوريا او البلدان العربية الاخرى بأسلوب يبتعد عن الحكمة والشعور بألمسؤولية ومراعاة لمشاعر المعنيين بهذا الموضوع وتقديروالظروف السياسية التي تحيط به بدقة كبيره ولاسيما في هذه الفترة الزمنية والملابسات الاخرى التي تتوجب علينا التروي والتعامل معه بحكمة عالية ودراية مستفيضة ينهض بها الاخيار من اصحاب الشأن ... وفي ذات الوقت نقدر بأهتمام بالغ الحالة النفسية التي يعيشها ابنائنا واخوتنا المهجرين في سوريا قلعة العروبة الصامدة .

وبهذه المناسبة استذكرت واحدة من مواقف الرجال العظام الذين اناروا السبيل للاخرين في تدارك مثل هذه الملابسات المشلبهة تماماً لاوضاع العراقيين في الدول العربية اليوم الا وهي قصة النجاشي ملك الحبشة على عهد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وكيف عولجت تلك الازمة المريرة التي عاناها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعسى ان تكون هذه القصة سبباً في معالجة اوضاع العراقيين بما يحفظ كرامتهم المحفوظة برعاية الله وان يمن الله جل في علاه على الحكام العرب بما يعز مقامهم عنده ويعلى من شأنهم في بلدانهم وامام العالم اجمع .

وقصة النجاشي ملك الحبشة والمهاجرين من اصحاب رسول الله معروفة لكل ذي معرفة ودراية ولكن الحكمة من ايرادها هي :-

ذكر ان نفعت الذكرى فالذكرى تنفع المؤمنين وعسى الله سبحانه وتعالى ان يمن على الجميع بالمنفعة والخير الوفير ...

ان ملك الحبشة تعامل مع وفد المشركين بأحسان وتقدير واعتبرهم ضيوفا على الحبشة .

ان ملك الحبشة أنصف المسلمين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرف على دينهم ودعوتهم الاسلامية الجديدة والمظالم التي يتعرضون اليها أيدي المشركين واطلقهم احراراً في ارض الحبشة.

اخبر النجاشي وفد المشركين ان الله سبحانة وتعالى اعطاه كل ملك الحبشه ولم يأخذ منه الرشوة وان وفد المشركين يبتغي منه ظلم هؤلاء الناس لقاء رشوتهم التي قدموها له فأعادها معهم .

عندما توفي ملك الحبشة اخبر جبرئيل عليه السلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأمر الله عزوجل ان يقيم صلاة الغائب على النجاشى وكشف الله سبحانه وتعالى الحجاب وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم سرير النجاشي مسجى في قصره !!! فهل هناك تكريم اكبر من هذا التكريم لحاكم اوملك ؟؟؟ ...

نسأل الله عزوجل ان يجعل حكام العرب رؤساء وملوك وامراء يستوعبون درس النجاشي ملك الحبشة وان يمن الله عليهم كما من عليه وان يهديهم لنصرة الحق واهله ورد الباطل واهله ... وان العاقبة للمتقين ...