سرمد العراقي

شبكة المنصور

 

                                     

 

لقد نشرت بعض المصادر الاعلامية الوطنية تصريحاً لمتحدث اعلامي في وزارة حقوق الانسان ( العراقية ) يفيد بأن عدد المعتقلين العراقيين لدى قوات الاحتلال في العراق 16000 الف معتقل ، وبالمناسبة اداء وزارة حقوق الانسان ( العراقية   ) لايختلف بالاهداف والرؤى عن اداء مثيلتها الفضائية ( العراقية ) فكلاهما من صنع الاحتلال وعملائه الخونة ...

وللاسف قد تناقلت هذا التصريح عدد من الوكالات والمواقع الوطنية والتي نعدها اليوم  من اهم المراجع الاعلامية والثقافية لشريحة كبيرة من المواطنيين العراقيين والعرب المخلصين  ، ويبدو ان النشر جاء دون التحقق من الغايات الخفية التي تنوي الوزارات او بالاحرى الجهات المختلفة ( العراقية ) من تسريبها من خلال وسائل متعددة لايصالها الى المواطنيين او مراكز المتابعة والرصد التي تتابع اخفاقات اداء الحكومة العراقية وقوات الاحتلال   ولعل وزارة حقوق الانسان ( العراقية )   تريد ان تخفي الجزء الاكبر من جرائم العملاء والمحتلين  وكلفت موظفيها بهكذا تصريح ...

فقد  اجمل المتحدث كل المعتقلين لدى الاحتلال بهذا  العدد  المتواضع  16000 الف  معتقل ( سجين ) ولكن لو عدنا ووقفنا على احصائيات سابقة لعرفنا شياءً من الحقيقة ...لان المتحدثين الاعلاميين ( العراقيين ) الجدد لايربطون بين تصريحات الشهر الحالي والشهر الذي سبقة لانهم لايقدرون المسؤولية القانونية والاخلاقية لتناقض التصريحات ناهيك عن التوجيهات المتلاحقة للحكومة ( العراقية ) التي تصدرها بمعدل يكاد يكون يومي   وتحاول عن قصد  اخفاء الحقائق عن وسائل الاعلام والجمهور والمصادر الدولية كما جرى ذلك في احصائيات اعداد القتلى والشهداء والمهجرين في العراق الجريح والذي سجلت الوكالات الدولية التابعة للامم المتحدة انتقاداتها ومأخذها   بصدد ذلك ، والحكومة ( العراقية ) تؤثر على نفسها السكوت في هذا الموضوع لان الاحصائيات الدقيقة تشكل فضيحة كبيرة لها ولمن اوكلت لهم امر المواطنيين .

فلو عدنا الى موضوع المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال وهو كالاتي :-

سجن بوكا ويطلقون علية معتقل بوكا او ( معتقل كوانتانامو العراق )  وسميه معتقل بدلاً من سجن لاسباب     قانونية ( حيلة قانونية )  يطول شرحة في هذا المقال ولماذا اختيرالمعتقل على الحدود العراقية الكويتية ولم يكن مثلاً في محافظة ذي قار او محافظة المثنى اوكربلاء رغم ان هذه المحافظات فيها اراضي شاسعة كما هو الحال في البصرة  ...    

 والاسباب وراء ذلك معروفة لدينا ولكن  اعتقد جازماً ان وزير حقوق الانسان والذين من قبله من الوزارء يجهلونها وكذلك من معهم من الحقوقيين في الوزارة لانهم لم يشرحوا للمواطنين اسباب تواجد ابناء الشعب    هناك  ولو كانوا وطنيين بالحد الادنى لرفضوا الوظيفة ورفضوامناصبهم كلها ... ولكن ما يخفى في نفوسهم ادهى وامر !!! .

يضم هذا السجن ثمانية عشر قاطعاً كل قاطع يتكون من اربعة اقسام ويحوي كل قسم كحد ادنى على 250 سجين اي ان القاطع الواحد يضم 1000 الف معتقل ( سجين ) اضافة للاقسام الانفرادية والمحاجر للسجناء المعاقبين بعقوبات اضافية يخضعون فيها الانواع شتى من وسائل التعذيب النفسي والجسدي   وقاعات وغرف التحقيق لاغراض يريدها المشرفين على السجن ...

ولو تابعنا الصور الجوية التي التقطتها الاقمار الصناعية لسجن بوكا خلال السنوات الاربعة الماضية للاحظنا الفرق الكبير بين الصور في السنة الاولى والسنه الرابعة ولعرفنا الاقسام والابنية الملحقة بهذا السجن خلال الفترة المذكورة ...

 فهو مدينه كاملة ويمكن للابنية المشيدة هناك خلال الاعوام الماضية  ان تحوي هذا العدد او ما يزيد ...

واود ان اذكر المتحدث بأسم وزارة حقوق الانسان ( العراقية ) ان يدقق سجلات المعتقلات الاخرى في بادوش وسوسة والمطار والقواعد الامريكية العديدة   التي يزيد عددها عن خمسة وعشرون قاعدة ومعسكر والتي اعتقد جازماً انهم لايعرفون اماكنها على الاطلاق فكيف يعرفون نزلائها المظلومين  وحين ذاك سيصدرالمتحدث تصريحه بصدد اعداد المعتقلين الحقيقيين كما علية من باب الامانة الوظيفية ان يعايش الموجودين هناك ويتحدث بعدها عن الانتهاكات بشكلها الحقيقي ايضاً    ؟؟؟!!!

اما الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين ( السجناء ) داخل المعتقل فهي من الصعب ان تدرج في مقال .

 ولم يعرف تلك الانتهاكات لا من يعيش تفاصيلها اليومية او من لديه ابناء او اخوة هناك  ناهيك عن مواعيد الزيارات التي بدءت مددها تتراوح بين زيارة واخرى   وهذا  يدل على الارتفاع الكبير لاعداد  للمعتقلين  ( السجناء ) ...

والانتهاكات هي ليست مقصورة على المعتقلين ( السجناء ) بل ان ذويهم يتعرضون لانتهاكات غاية في الايذاء نعم الايذاء النفسي والجسدي والمادي وكل انواع الايذاء ابتداء من السفر من شمال الموصل الى الحدود العراقية الكويتية ومن شمال   وغرب الرمادي الى ذات المكان ومن كل انحاء العراق البعيدة الى  (بوكا الخنزيرة  ) .

 ان اغلب الزوار الذين يذهبون الى بوكا هم من النساء لان الرجال يتعرضون الى الاعتقال او التصفية الجسدية على ايدى عناصر السيطرات بين بغداد /  البصرة وبالذات في سيطرات محافظة ميسان . كما ان قسم من النسوة كانت تتخذ من المساجد في البصرة او الزبير اماكن للمبيت فيها لعدم قدرتهم من تحمل مصاريف المبيت في الفنادق واجور الخدمات  الاخرى وعندما بدءت تلك المساجد تتعرض للمداهمات واعمال الاغتيال والتجاوزات على ايدى فرق الموت والمليشيات فان قسم من هولاء النسوة قد اصبح  من الصعب عليهن اللجوء الى بيوت الله وتخلوا عن زيارت ذويهم وفوضوا امرهم الى لله الواحد القهار الى ان يأذن الله بالفرج وعسى ان يكون قريباً بعونه تعالى ...

ناهيك عن معاناة اخرى واخرى ونحن ذوي المعتقلين ( السجناء ) نعيشها منذ الاحتلال الى يوما هذا ... وبالله المستعان

اما اعداد المعتقلين لدى وزارتي الدفاع والداخلية فماذا يقول المتحدث بأسم وزارة حقوق الانسان ( العراقية ) للشعب العراقي عنهم وهل يستطيع ان يقدم احصائية حقيقية تدل على انسانية الوزارة والعاملين بها وجديتهم ومصداقيتهم واهتمامهم بعوائل هولاء المظلومين ...

وهل يستطيع ان يقدم كشفاً شهرياً بعد القضايا التي انجزت قضائياً واحيلت الى المحاكم وكم قضية شهريا جرى فيها النظر من قبل المحاكم المختصة وما هي نوع الاحكام الصادرة بحقهم ... وكيف جرت المرافعات ؟؟؟

وهل يريد ان نقدم قوائم باسماء المعتقلين واعدادهم الحقيقية وينكشف زيف تلك التصريحات الباطلة التي يريدون من ورائها ذر الرماد في العيون ...

نامل من المصادر الوطنية ان لاتجري وراء تصريحات هؤلاء واذا اقتضت الضرورة لذلك ان يصاحب الخبر او التعليق ما ينبه المتلقي للحذر من التصريح خدمة للحقيقة وللمواطن ...


                                           شبكة المنصور

                                         15 / 05 / 2007

 

الى / وكالة الاخبار الاسلامية / نبأ
هل صدقت وزارة حقوق الانسان ( العراقية ) لكي نعتمدها ؟؟؟