بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

جيش الساقطين نشأته وأهدافه

 

 

شبكة المنصور

سرمد العراقي

 

جيش الساقطين هذه التسمية لم تكن من باب التشهير او الاساءة وانما حقيقة العقيدة التي أنطوى عليها بناء هذا الجيش هو السقوط الاخلاقي والانساني والديني كما سيرد ذكره هنا  .

جيش الساقطين عبارة قد لايدركها للوهلة الاولى الا من عايش وتابع عن قرب الفكر والمنهج العدواني الايراني الفارسي ولعل قسم من قادة الاجهزة الامنية الوطنية أيام العهد الوطني قبل الاحتلال كانوا يدركون خلفيات الافكار والاهداف التي دعت لتشكيل هذا ) الجيش ) كما يدرك   عدداً اخر من قيادات اجهزة المخابرات العربية والدولية التي عملت على الساحة الايرانية في عقد الثمانينات والتي لانود ذكر اسمائها او مواقعها الوظيفية  في هذا المقال .

هذا الجيش ) جيش الساقطين)  تم بنائه على عقيدة مغايرة لكل المعتقدات التي بنيت عليها جيوش العالم المعروفة قديماً وحديثاً فالمبادى والاهداف التي وضعت اساساً لهذا الجيش كانت مستوحاة من تجارب ومعتقدات دينية وسياسية متطرفة .

 في الوقت الذي تشير كل الوقائع والدلائل التاريخية الى ان  جيوش دول العالم في جميع الحضارات بنيت على المبادىء الانسانية والاخلاقية الرفيعة المستمدة الى التعاليم الدينية السمحاء وان هدافها وغاياتها كانت نبيلة .

 وللضرورات التي املتها الحالة السياسية والعسكرية القائمة في العراق وانعكاساتها على الاوضاع اليومية وما يجري من احداث غريبة على واقع المجتمع العراقي ... ولحصر وتحديد من يقف وراء تلك الاحداث ومن المستفيد منها ؟؟؟   

 رأينا من المناسب ان نسلط الضوء على من يقف خلف الاحداث الغريبة الجارية في العراق بعد الاحتلال   والادوات التي تنفذها ؟ 

عندما امسى القادة الايرانيون بعد العام الاول من اندلاع الحرب العراقية الايرانية عام/ 1980 في حيرة وذهول نتيجة الضربات العراقية المقتدرة   وتيقنت القيادات السياسية والعسكرية والمخابراتية الايرانية من عدم امكانية احراز نصر عسكري على العراقيين في جبهات القتال ، فلجأت الى دهاقنة الفكر والسياسة في ايران واستعانت ببعض الدول الصديقة لها ومنها الكيان الصهيوني وبعض الشخصيات الفكرية الالمانية والايطالية والايرلندية العاملة في مجال الامن ومكافحة الاستخبارات لاعداد وتصميم مخطط عدواني تأمري طويل الامد ضد العراق قيادةً وشعباً .

 كان المراد من هذا المخطط ان يصمم على وفق رؤى وافكار ومفاهيم غير تقليدية في عالم السياسة والمخابرات ويكون نوعما غريبا في حيثياته والياته التي يعتمدها في الوصول للاهداف المرسومة له وذلك بالارتكاز لمفاهيم درجت عليها اجهز ة مخابرات عالمية في فترات زمنية محددة   تعاملت بها لمعالجة احداث او وقائع ذات طبيعة سياسية اوعنصرية (منها التجارب العدائية النازية والفاشية والصهيونية واخرى غيرها ) لما تنطوي عليه تلك الافكار وتطبيقاتها من غرابة في التخطيط والتطبيق وكذلك طبيعة الاهداف المتوخاة من هذا المخطط   .

تبنى مكتب الخميني في عام 1982- 1981 أعداد مسودة هذا المشروع  أنذاك لرسم الخطوط العريضة والارتكاز على التجارب التي ظهرت عبر الحقب الزمنية  في القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين والاستفادة من اي تجارب لتنظيمات سياسية وعسكرية ذات منهج عنصري عدواني .

من بين ما ارتكز عليه هذا المشروع ( جيش الساقطين) هو الاعتماد على اللبنة الاساسية فيه والتي تضم اشخاص لا جذور لهم في الاصل او الانتماء ( الاطفال المولدين سفاحاً (  ذكوراً واناث او من الاطفال المولودين عن الزواج الغير شرعي ( أبناء المتعة) الذين لايعرفون ابائهم ولكن لهم امهات تولن ايداعهم في ملاجىء الحكومة .

 فجميعهم من نطفة غير طاهرة وهذا هو الاساس في فكرة قيام المشروع وديمومته .

أخذت الحكومة الايرانية مسؤولياتها في تولي رعاية تلك ( البذور) وايداعهم في ملاجىء خاصة لايوائهم وتحويل هذا الصنف من البشر الى قوى عدوانية لا اخلاقية وفق مفاهيم ومناهج (تربوية ودراسية ) اعدت  لاغراض مستقبلية تغذى بها افكارهم  وهم بذرة سوء لا صلة لها بالعفة والاخلاق والشـــرف والطهارة وبهذا الطبيعة غرست   ( بذورجيش الساقطين)  .

من هنا بدأ بناء الشر والسوء من  خلال افكارطرحها  وتبناها الشرير الخميني كما وصفه شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله بقوله   ( الخميني سياسي شرير) وباشرت الجهات المعنية الايرانية تنفيذ فقرات وبنود المشروع العدواني .

توفرت معلومات مؤكدة لدى الاجهزة الامنية والمخابراتية العراقية والاقليمية انذاك كما اكدت مصادر منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الايراني قيام هذا المشروع واهتمام القيادات الايرانية المختلفة لبلورته وايصاله الى اهدافه المطلوبة وانشاء تنظيم سياسي عسكري وفق المعايير التي اشرنا اليها , ولكن ظروف الحرب العراقية الايرانية وملابساتها وتأثيرها على الانشطة السياسية المتعددة الاتجاهات التي نشأت بسبب تلك الحرب مما القى بضلاله على هذا الموضوع ، وبروز جوانب سياسية متعددة ادت الى انشغال القيادة العراقية والاجهزة الامنية عن متابعة هذا المشروع القذر، ناهيك عن سوء تقدير بعض الحلقات في الهرم القيادي السياسي المسؤول عن القرار لمتابعة مثل هذه المخططات ولاسيما   على ساحة دولة اخرى فلم تكن تعطي للموضوع القدر المطلوب من الاهتمام الذي يستحق لانها على مايبدو لم يدر بخلدها ان تنظيم سياسي وعسكري يبنى وفق تلك المفاهيم اللاخلاقية المنحطة يمكن ان يستمر وينضج ويحقق اهدافه .

لان القيادة العراقية انذاك منهجها السياسي والاجتماعي والاقتصادي  يتفاعل مع الجوانب الاخلاقية السامية وعلى مبادىء الشرف والكرامة وتعاليم الاسلام الحنيف ، ومن هذه الفجوة تمكن هذا التنظيم العدواني من ان يفلت من المتابعة والرصد لاجهزة المخابرات العراقية الوطنية في تلك الحقبة الزمنية .

استغل هذا التنظيم  الغفلة واخذ ينمو وفي تلك الاثناء بعيداً عن الانظار والمتابعة ، وعندما شكل (جيش الساقطين ) احتضن ابتداءً عناصره في عمر الصبى والشباب من الايرانيين بذات المواصفات التي اشرنا اليها .

ولما حدث الانشقاق المعروف في حزب الدعوة قبل عام 1982/ تلقف النظام الايراني قيادات ذلك الانشقاق وتم اختيار الطرف الذي يعد اكثر سوءاً اخلاقياً وانسانياً واكثر ملائمة لاهداف هذا المشروع وهم آل الحكيم لانهم بذات المواصفات التي جاءت بها الدراسة المنوه عنها سلفاً في فقدان العفة وانعدام الطهارة والاخلاق والشرف مما سرع في انضاج وبلورة المشروع واظهاره الى حيز الوجود الفعلي حين تم استخدام عناصرمن ذلك التنظيم الذي يقوده آل الحكيم ومن لف لفهم من المتسللين العراقيين الذين ابعدتهم السلطات العراقية عن الاراضي العراقية خلال عقد السبعينات وبداية عقد الثمانينات بعد احداث الجامعة المستنصرية   .

 ظهر ( جيش الساقطين ) من عصابات محترفة للجريمة على ذات المنهج المشاراليه تولت قيادتها عائلة آل الحكيم واتباعهم  التي اشتهرت بسوء سمعتها واخلاقها وتجاوزها على حقوق الانسان ابتدأت من استهداف اسرى الحرب العراقيين في اقفاص الاسر الايرانيه وارتكاب عمليات عدائية خلف خطوط القوات العراقية اثناء الحرب واعمال التجسس والتخريب ،   وقد مارست هذه المجاميع ابشع الجرائم في القتل والاغتصاب والسرقة وكررت افعالها الدنيئة بعد ان اطلق عليها اسم ( فيلق بدر) عندما شاركت في صفحة الخيانة والغدر بعد توقف العمليات العسكرية في العدوان الثلاثيني على العراق عام / 1991   وبذلك تمكنت ان تثبت لاسيادها انها اصبحت قادرة على تحقيق الاهداف التي اعدت من اجلها ، وبسبب ظروف الحصار المفروض على العراق حكومة وشعباً اصبح من الصعوبة بمكان توجيه ضربات قاصمة لهذا التشكيل مما هيىء امامه فرصة استقطاب عناصر اخرى بذات المستوى من التكوين الاخلاقي والنفسي والفكري كما اسلفنا .

كما ان مضيء عقد من الزمن كان سببا في ايصال ( جيش الساقطين) الى مرحلة جديدة وتطور العمل في الاعداد وتطبيق المنهج العدائي حتى ضم العناصر الموالية طائفياً لايران الفارسية والمعادية للنظام الوطني العراقي والعربي الاسلامي حيث بدأت ايران بتشكيل أحد عشر مجموعة وزعت على الدول العربية   والأسلامية وكان الفيلق الذي يحمل الرقم تسعة من حصة العراق.  وسنحت له الفرصة للمشاركة في العدوان الامريكي على العراق عام / 2003   وتطور بسبب الظروف التي افرزها العدوان الامريكي واستخدام اساليب اكثر خسة ودنائة والتحاق اعداد جديدة   من عناصر ذات اصول ايرانـــية التي انضمت لهذا التشـكيل تحت تســـمية ( جيش المهدي ) وتمكن القيادة الايرانية الدينية والسياسية من تطويع مقتدى الصدرواعوانه باستغلال سذاجتهم في استقراء الرؤى الفكرية والسياسية في الوضع العراقي وطمعهم بالمال والسلطة وكذلك معاداتهم الخفية لمبادىء الدين الاسلامي الحنيف تحت تأثير نعرات طائفية مقيته والضغط عليهم لصالح تلك   الاهداف المعاديه للشعب العراقي والشعب العربي ، واستهداف شرائح مهمة من ابناء الشعب دون الالتفات الى الواقع الديني والاجتماعي العراقي وضرب المصالح الوطنية العليا للشعب كما يجري اليوم على ساحة العمليات التي تنفذها هذه المجاميع والتي يطلق عليها شعبياً ب ( المليشيات )  التي هي مجاميع اجرامية  تفرعت عن ( جيش الساقطين   زاد عددها عن ثلاثة وثلاثون مجموعة طائفية عدوانية تحت مسميات معينه ارتبطت ميدانياً بالاحزاب الدينية المنظوية تحت كتلة الائتلاف الشيعي بما فيها مجاميع مقتدى الصدر   .

كما ضم هذا( الجيش) في تشكيلاته  جناح نسوي  من ذات( البذور) وتلقين ذات ( المنهج والمفاهيم ( ويطلق عليهن ( بالزينبيات) تتحدد واجباتهن الاساسية بأحياء حفلات زواج المتعة الجماعي مع (جيش الساقطين )  كما اشارت لذلك الوثائق المتداولة في صفوف مايسمى ( جيش المهدي ) وقياداته اضافة لاعمال التجسس والمراقبة النسوية   وهذه المجاميع  امتدت على معظم  مساحة العراق الجغرافية تنفيذاً لاجندة المخطط الذي اعدته ايرانً   بهدف الثأر والانتقام عما تكبدته ايران من خسائرفي الحرب العراقية الايرانية وان الاسلوب الذي انتهجته تلك المجاميع في تنفيذ جرائمها التي تتسم بأبشع صورالوحشية والعنف  والقسوة التي لم يألفها الشعب العراقي ولايمكن لاي جهة تحمل ادنى صفات الانسانية من الاقدام على تنفيذها الا لانها فاقدة لمبادىء الطهارة والاخلاق السامية والشرف والكرامة...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثــاء / 17 / تمــوز / 2007