سرمد العراقي

شبكة المنصور

 

 

 

عندما نتصفح تاريخ المدن العربية نجد لاغلبها تاريخاً مشرفاً وهي كثيرة قد لاتسعفنا الذاكرة في ان نتذكرها جميعاً ولعلنا نورد نماذج من التاريخ النضالي لبعضها ومنها بورسعيد والعريش من مصر وغزة وديرياسين من فلسطين ومدينةالكرامة واليرموك من الاردن وبنغازي من ليبيا ...الخ كلها تصدت للغزات والمحتلين الاجانب وقاومت ببسالة ضلت شواهدها قائمة جيلا بعد جيل ...
واليوم في ظل الاحتلالين الامريكي والصفوي فان مدن العراق سجلت ماثر بطولية جمة فاقت التصورات الانسانية وتجاوزت البطولات ووصلت لحد الاسطورة لانها قدمت تضحيات سخية بالارواح والانفس وروت ارض الرافدين بدماء زكية بسخاء كبير نعتقد ان اي ممن يتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانونية للشعب العراقي وان كان اليوم مغيباً ، وكذلك معاهد الدراسات والابحاث والباحثين والمتابعين لن ولم يتمكنوا من احصاء تلك التضحيات بالحجم الحقيقي وذلك بسبب ان :
العدو حاقد ولئيم واستخدم القوة المفرطة اتجاه الشعب للتنفيس عن احقاد دفينه .
المواطن العراقي العربي يأبى الذل والانكسار امام المحتل ورفع شعار المقاومة على وفق التشريعات السماوية والوضعية ولم يذهب بأتجاه التبريرات والمهادنة كما هو حال الطابور الخامس في العراق .
القوى التي وصلت للسلطة هي قوى عميلة لاتريد كشف الحقائق امام الشعب والراي العام العربي والدولي وهي تخفي عن قصد وتقصد حجم الخسائر التي يتعرض لها الشعب في ظل سلطتهم وتسلطهم العدوانيين وعندما نتحدث عن الخسائر فهي ليست الخسائر البشرية وحسب بل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وفي كل فروعها وقعت في مساحات شاسعة يصعب على الاعلاميين تغطيتها في ظل الضروف القائمة في العراق...
لذلك كانت ولازالت خسائر المدن العراقية الواقعة تحت سلطة الاحتلال وعملائه الذين يتولون مقاليد الامور يريدون ان تسير الاوضاع في هكذا سبيل لان هدفهم الأساسي تدمير البلد في جميع نواحي الحياة العصرية ...
ولكي نقدم الدليل امام كل صاحب عقل وبصيرة ان يراقب ما يجري في منطقة واحدة من محافظة بغداد وهي مدينة الدورة استهدفت بشكل مباشر منذ قيام حكومة الجعفري / صولاغ واستهدفت بشكل عنيف ومركز لم تعانيه مدينة اخرى الا مناطق الحزام الامني لمدينة بغداد التي نالت ذات القدر من التدمير والتخريب ( الفلوجة وما جاورها /الرضوانية /اليوسفية / المحمودية / اللطيفية / منطقة عرب الجبور والبو عيثه –وهي جزء حيوي من منطقة الدورة وتسمى شواطي الدورة – / المدائن /منطقة النهروان / الطارمية / التاجي /ابو غريب وما جاورها ) اصابها ما اصابه مدينة الدورة وبالتحديد منطقة عرب الجبور والبو عيثه ولها نضالها الاسطوري الذي سجله ابنائها .
1- واجهت المئات من عمليات الدهم القاسية والبشعة والتي تخلوا من اي مقومات لحقوق الانسان من اعتقال عشوائي لسكنة المنطقة دون مبرر قانوني واستمرار الاعتقال لما يزيد عن السنتين لاعداد كبيرة منهم ولاهناك من سائل يسأل او مجيب . مع تجاهل تام لما يلحق بالمواطنين من اضرار مادية او معنوية دون توثيق لتلك الاضرار .
2- عمليات قتل على ايدي الامريكان تارة وتارة اخرى على ايدي القوات العميلة للسلطة ولاسباب عدوانية لا اساس لها على ارض الواقع ، وبعدها دفعت المليشيات الطائفية لارتكاب المزيد وبدون احصائيات رسمية .
3- عمليات انزال جوي بشكل مستمر غالبا ًما تحصل في الليل لاغراض بث الرعب بين سكنة المنطقة في محاولة لارهاب اهالي المنطقة واجبارهم على تركها بشتى الوسائل والسبل .
4- انعدام مستلزمات الحياة من الخدمات الاساسية / الماء والكهرباء والخدمات الصحية وتوقف الدراسة بكل مراحلها مما جعل من المنطقة منطقة خالية من الحياة وذلك للامعان في ايذاء سكنتها ومحاولة تشريدهم بأي وسيلة !!!
5- وعندما تيقنوا ان كل تلك الاجراءات لم تفت عزيمة هؤلاء الناس لجئوا الى قصفها بالمدفعية الثقيلة مرتين الى ثلاث مرات يومياً وبشكل عنيف ومؤثر ويستهدف تدمير العديد من القرى والبساتين والطرق الفرعية لان الطرق الرئيسية مغلقة منذ زمن بعيد ويكون القصف في ساعات اليل اي قبل وبعد منتصف اليل وعند الفجر وبالامكان معاينة مناطق القصف في الاجزاء التي تقع بالقرب من طرق المواصلات اما البعيدة فبلامكان معاينتها من قبل الباحثين عن الحقيقة ...
والملفت للانتباه ان شدة صوت القصف والانفجارات مسموعة على مساحة قد تقدر بنصف مساحة بغداد على اقل تقدير فهي مسموعة في الدورة وبغداد الجديدة وشارع فلسطين والمنصور وبوضوح ...الخ ..ورغم كل هذا فوسائل الاعلام الوطنية والعربية المناهضة اللاحتلال لم تحرك ساكناً اتجاه المجازر التي ترتكب تحت ادعاءات سقيمة وجوفاء وتزهق ارواح وتدمر ممتلكات وتشرد عوائل والجميع صامتون ؟؟؟
ورغم كل هذا فالناس في تلك القرى صابرون محتسبون لله وصامدون امام هذا المد العدواني من قبل القوات الامريكية والمدعومة من قبل السلطة الصفوية الراغبة في استمرار هذا المنهج العدواني التدميري ضد ابناء تلك المناطق لانها عربية الاصل والانتماء اسلامية الروح والمعتقد ...
وستبقى مدينة الدورة وقراها العراقية العربية كابوساً على صدور الغزات وعملائهم وتقض مضاجعهم في كل حين والله ناصر المؤمنين ....

 

 

                                      شبكة المنصور

                                    16 / 03 / 2007

مدينة الدورة كابوس على صدور المحتلين وعملائهم