بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

فضائح حكومة المالكي

سياسة ايران بفرض سيطرتها على وزارة الداخلية !!

الحلقة الثالثة

 

 

شبكة المنصور

يوسف الساعدي

 

وزارة الداخلية هي احدى الوزارات العراقية التي يصر النظام الايراني على فرض سيطرته عليها وتعيين العناصر المنتمية الى قوة القدس وجهاز الاطلاعات في المناصب العليا في الوزارة .فشاهدنا في الاشهر الاخيرة ان النظام الايراني يحاول بشدة ان يحتفظ بنفوذه وتواجد عناصره في الداخلية.فبعد الانتخابات في عام 2005 واستلام ابراهيم الجعفري السلطة ركز النظام الايراني على ادخال عناصره المرتزقة في دوائر الدولة الرئيسية والمهمة بضمنها وزارة الداخلية وعلى هذا الاساس تم تعيين بيان جبر (صولاغ خسروي)وزير الداخلية وهو بدوره قام بتعيين كثير من قادة فيلق بدر في الوزارة وعزز سلطته في الوزارة بعد ان اعطى اهم المناصب العليا والمهمة الى قادة كبار في فيلق بدر المنتمين الى قوة القدس وجهاز الاطلاعات.فكانت نتيجة اعمال بيان جبر في الداخلية فتح الطريق لاكبرعدد ممكن من مرتزقة النظام الايراني بضمنهم اعضاء فيلق بدر وعناصرحركة حزب الله التي يقودها حسن الساري الذي رمى عمامته مؤخرا بعد ان قضى حاجته منها!! ليدخلوا الوزارة ويغيروا موازين القوى فيها بصورة كاملة .فبعد استلام مناصبهم وبصورة متزامنة قام هؤلاء العناصر بتصفية واغتيال الكفوئين وغيرالموالين والمنتمين الى النظام الايراني من هذه الوزارة الحساسة تحت عنوان النزاهة ومكافحة الفساد الاداري واجتثاث البعث ودعم وتمويل الارهاب وغيرها من الاكاذيب!.فأدت الاجراءات انفة الذكر الى التغيير الجذري لوزارة الداخلية والشرطة والقوات التابعة لها بضمنها قوات الحدود واصبحت وزارة الداخلية جهازا طائفيا متاثرا بالدين وتحت سيطرة كاملة لعناصر النظام الايراني.فأصبحت وزارة الداخلية جهازا للاغتيالات والتخريب وقمع المعارضين واعتقال الآخرين بذنب او دونه! وباتت توفر غطاءا رسميا للمليشيات المحمية من قبل النظام الايراني وتعطيهم حرية العمل والتحرك والدخول الى المناطق الآمنة في تنفيذ ما يشاؤون من عمليات تصفية وقتل وخطف. بل وفي كثير من الاحيان تستخدم وزارة الداخلية هذه المليشيات في تنفيذ الهجمات وقمع المعارضين تحت عنوان قوات تحت امرة الداخلية وتعمل كمانع جدي في نزع سلاح المليشيات.خاصة اذا علمنا ان مدير العمليات في وزارة الداخلية هو(ابو ذوالفقار الحسن) وهو محمد نعمة الحسن احد الاسرى العراقيين الذين اخرجتهم ايران وجندتهم ضد العراق في سنوات الثمانينات وهو كان قائد فرقة في فيلق بدر ويحمل حاليا رتبة لواء ((قوات خاصة))!.فخلال عامين 2004 و 2005 وعندما كانت وزارة الداخلية تحت سيطرة (صولاغ)تم تصفية وحذف العناصر الكفوءة من الوزارة بصورة واسعة من جانب وتعيين عدد كبير من مليشيات فيلق بدر والاحزاب الاخرى المنتمية والمولودة في رحم طهران في وزارة الداخلية من جانب اخر .وبهذه الطريقة تأسست ركائز سيطرة المليشيات في هذه الوزارة ومن ثم ظهرت مراكز تعذيب وقتل المعارضين في وزارة الداخلية واصبحت هذه الظاهرة امرا حكوميا وخطيرا للغاية!


قتل الشخصيات الوطنية والمعارضة للتدخلات الايرانية في العراق !

بعد تشكيل حكومة ابراهيم الجعفري في 2005 اكد رئيس المجلس الاعلى في العراق عبد العزيز الحكيم قائلا (يجب تطهير دوائر الدولة من كل بعثي بكل قوة وضغط)واشار الى وزارة الداخلية وقال يجب تطهير كل هؤلاء الاشخاص ولايمكن ان يبقى حتى واحد منهم في الوزارة.وعقب تصريحات عبد العزيز الحكيم صرح عضو المكتب السياسي للمجلس الاعلى ووزير الداخلية انذاك صولاغ ان عملية التصفية في وزارة الداخلية تنفذ بحزم.

فقام فيلق بدر بادخال عناصره القدامى في وزارة الداخلية على نطاق واسع لغرض فرض سيطرته على الوزارة وبالتالي قام هؤلاء العناصر بتصفية العناصر المستقلة تحت عنوان مكافحة الفساد الاداري وتطهير الوزارة من البعثيين كما اوضحنا .وذكر المجلس الاعلى في تقريره في شهر تشرين الاول 2006 الذي رفعه الى قوة القدس (نحن قمنا بتصفية منتسبي وزارة الداخلية منذ فترة ولكن الموضوع طرح من قبل وسائل الاعلام في الاونة الاخيرة .وهيأنا خطة لوزارة الدفاع وننوي فرض سيطرتنا على هذه الوزارة .عندما نقول ان وزارة الداخلية تم تطهيرها نعني لايمكن ان نقبل احدا من السنة وعناصر الحكومة السابقة .نحن لانريد هؤلاء الناس .تشمل عملية التصفية الاشخاص الذين تم تعيينهم خلال حكومة اياد علاوي ووزير الداخلية فلاح النقيب ولا تشمل الناس مثل ابو منتظر والحاج ابو هشام والخ.)

لتنفيذ هذه الخطة قام بيان جبر بتعيين نوري النوري مسؤولا عن عملية التصفية والتطهير في وزارة الداخلية .كان نوري النوري سابقا احد القادة في فرقة الامام الحسين في فيلق بدر .فقام نوري النوري بتصفية عددا كبيرا من منتسبي الوزارة واعلن بتاريخ 10 تموز 2005 ان لجنة التحقيق في وزارة الداخلية قامت باجراء التحقيق على 323 حالة من الفساد الاداري المرتبطة بالضباط الذين كانوا يعملون في وزارة الداخلية في زمن حكومة علاوي .عقب تصريحات نوري النوري اعلن انه كان اكثر من 1200 شخص يعملون في مكتب وزير الداخلية والان لايتجاوز هذا العدد 80 شخصا .وهذا يوضح ويؤكد بما لايقبل الشك والجدل ان تقليص عدد المنتسبين في الداخلية يبين مدى عملية التصفية في الوزارة.فبعد فضيحة تعذيب المعتقلين في سجن ملجأ الجادرية بتاريخ 10 تموز 2005 هرب عدد من الضباط الكبار في الداخلية الى خارج العراق بضمنهم اللواء نوري النوري الذي رتبته الحقيقية لاتتعدى (النائب ضابط)!!

تعيين عناصر بدر في مختلف مستويات الداخلية

تزامنا مع طرد العناصر الوطنية من مناصبهم تم تعيين العناصر التابعة للمجلس الاعلى وفيلق بدر في وزارة الداخلية ,وفي هذه الفترة كانت الميليشيات يتم تعيينهم في الداخلية بتوقيع من بيان جبر ((صولاغ خسروي))! الذي اصبح رئيس لجنة دمج الميليشيات وحسب القوائم الطويلة فقام عناصر فيلق بدر باستلام السلطة من مديرية الشؤون القانونية وتم تنصيب المدعو ((عبد الحسين كاظم العامري)) وهو من قياديي فيلق بدر كمديرا للمديرية المذكورة وتشير المعلومات انه تم تجنيد ((عبد الحسين كاظم )) من قبل فيلق بدر وقوة القدس في ايران في الثمانينات وسكن في ايران لسنوات طويلة حتى احتلال العراق في نيسان 2003, يحاول ((عبد الحسين العامري)) تعيين اكبر عدد ممكن من عناصر بدر واعضاء المجلس الاعلى والمنظمات التابعة للنظام الايراني في دوائر وزارة الداخلية كافة ومن ضمن الفعاليات التي قام بها المذكور آنفا هي اطلاق سراح عدد من عناصر جهاز ((الاطلاعات الايرانية))! الذين اعتقلتهم الشرطة والاجهزة الامنية العراقية في حكومة اياد علاوي وعلى الصعيد نفسه قام عبد الحسين العامري بنقل المعلومات المستحصلة من جراء التحقيق والاستجواب التي اجرتها وزارة الداخلية الى جهاز ((الاطلاعات الايرانية))! يقوم عبد الحسين كذلك بسرقة بعض الملفات من الدوائر التابعة للداخلية ويقوم بنقلها الى ايران بين حين وآخر.

وفي شهر آذار من العام 2006 رفع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية تقريرا الى احد المسؤولين في مكتب علي خامنئي وهو مرتبط برئيس المكتب ((المله كولبايكاني)) واشار الى تواجد عناصر قوات بدر والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في وزارة الداخلية قائلا........((بعد فرض سيطرتنا على وزارة الداخلية قمنا بتعزيز جهازنا للامن والعمليات ونظمنا جهازا تحت عنوان الجهاز المركزي للعمليات في وزارة الداخلية))!

فليس الجهاز المركزي الا اداة لتنفيذ الارهاب من قبل فيلق بدر والمجلس الاعلى وبعض المجاميع المسلحة في وزارة الامن الوطني والتي يقودها شروان الوائلي وفيها تم التنسيق على اعلى المستويات مابين تلك الاجهزة الارهابية كون ان وزارة الوائلي تمول بصورة كاملة من قبل جهاز الاطلاعات الايرانية وهذا ما اشرنا اليه في مقابل سابق حمل عنوان ((من يمول وزارة شروان الوائلي)). فكان لابد ان يكون هناك تنسيقا كبيرا مابين تلك المجاميع التي تعمل على خط واحد هو القتل والاغتيال والخطف والتهريب لبعض الشخصيات المهمة من الطيارين الى ايران.على اية حال قام الجهاز المذكور بجمع المعلومات خلال السنوات التي اعقبت الاحتلال عن اكثر من عشرة آلاف مواطن عراقي واغتالهم في المراحل التالية بضمنهم الشخصيات الوطنية والسياسية والدينية والصحفيين واساتذة الجامعات والاطباء وسلطات الحكومة قبل الاحتلال والقادة العسكريين والطيارين ويدار هذا الجهاز المركزي من قبل اللجنة المتكونة من 12 شخصية احترفت الاجرام وفن الاغتيالات والعمل الاستخباري على ايدي ((السافاك))! على راسهم هادي فرحان العامري قائد فيلق بدر وقد تم رفع عدد من التقارير من العمليات المنفذة من قبل الجهاز المركزي الى المقر المركزي لقوة القدس في طهران وجاء في بعضها ..اغتيال طارق البلداوي وكيل وزارة الداخلية في منطقة حي العدل واغتيال مدير معمل البان التاجي واغتيال امام جامع الرحمن غرب بغداد واغتيال العميد هاتو الجابري احد ضباط وزارة الداخلية واغتيال حسين البطاط مدير الاستخبارات في مدينة ميسان واغتيال العقيد عدنان الجيزاني مدير مركز استخبارات العمارة واغتيال عبد الرحيم النصرالله الامين العام لحركة العدالة والتقدم صاحب فضائية الشعبية ومجموعة من الاعلاميين معه في مقره في منطقة زيونة وسط بغداد بسيارات وزارتي الداخلية والامن الوطني واغتيال آية الله القاسمي احد الشخصيات الدينية المستقلة في محافظة بابل واغتيال الزميل الاعلامي حسين الجبوري رئيس تحرير صحيفة السفير واغتيال علي الحيدري محافظ بغداد واغتيال عامر الهاشمي ومحمود الهاشمي شقيقا طارق الهاشمي ومئات عمليات الاغتيال الاخرى

لقد حاولت الشبكات التابعة للجهاز المركزي المذكور لاكثر من مرة اغتيال الدكتور اياد علاوي وعبد الله الجبوري محافظ ديالى السابق وخلف العليان وعدنان الدليمي وطارق الهاشمي وصالح المطلك ومشعان الجبوري وغيرهم ولكنها لم تتمكن من اغتياله ومع هذا يستمر الجهاز المركزي في فعالياته لضرب الشخصيات السياسية الغير موالية لايران

عقب اغتيال علي الحيدري محافظ بغداد السابق من قبل شبكات الجهاز المركزي قام اعضاء فيلق بدر والمجلس الاعلى بفرض سيطرتهم على التنظيمات الادارية في محافظة بغداد ونصبوا فورا احد عناصرهم القدامى الذين يدير خلية كبيرة للاعمال الارهابية لمنصب المحافظ وهو ((محمد علي مناف البغدادي))المعروف بـ((حسين الطحان)) الذي تناولناه في الحلقة الثانية من فضائح حكومة المالكي بصورة تفصيلية وبينا انه كان معلروفا بـ((ابو هناء البغدادي)).بعد هذه المرحلة تم تشكيل الشبكات الارهابية الاستخبارية الكبيرة في محافظة بغداد ومجلس المحافظة وامانة العاصمة لاستخدام عناصر محترفة من قوة القدس.


وللحديث بقية

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 03 / أيلول / 2007