بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

العراق امام احتلال جديد!

 

 

شبكة المنصور

يوسف الساعدي

 

مسلسل الاعتداء الايراني على المناطق الحدودية يعيد نفسه ولكن بثوب ووجوه جديدة وذرائع تتلائم مع العصر الذي نعيشه ومع التطورات الاقليمية والدولية,فقبل سبعة وعشرين عاما كانت المدفعية الايرانية تدك المخافر الحدودية العراقية بالاسلحة الثقيلة على مدار اليوم وطيلة الفترة التي اعقبت سقوط شاهنشاه ايران ,يومها لم يكن هناك اي اثر لقوات الـ((pzak )) ولم يكن هناك شريك في جرائم الاعتداء كما يحصل الآن,, حيث القوات التركية المرابطة على المثلث الايراني العراقي التركي كما ان الهدف آنذاك كان تصدير الثورة الايرانية الجديدة الى العراق على يدالحكام الجدد ..

كانت هناك العديد من اوجه التشابه بين التأريخين مثلما توجد اوجه اختلاف ولكن الامر ان الاطماع الايرانية واحدة مهما تعددت المبررات والاقنعة والظروف ,فأيران النووية ربما تحاول ان تبعث برسالة الى امريكا مفادها ان القوة الايرانية الجديدة التي لاتستبعد ان تكون نووية سوف تبتلع دول الخليج العربي برمته عاجلا ام آجلا !!
بعد ان تبدأ بأبتلاع العراق الذي يغرق قادته وسياسيوه في خصوماتهم ونزاعاتهم واللهث وراء المناصب والمغنانم التي ليس لها اول وليس لها آخر ولهذا توغلت قوات ايرانية في منطقة ((جبيلية الحدودية)) وبعمق 40 كيلو متر !! وهو يمثل بحد ذاته ناقوس الغول الايراني الجديد الطامح والطامع الى قضم الدول المجاورة تباعا الامر الذي سيدفع بالولايات المتحدة الامريكية للبقاء في العراق الى سنوات قادمة وهو قد ماتريده ايران نفسها لعدة اسباب اهمها الدخول في حرب استنزاف مادي وقتالي غير نظامي مع القوات الامريكية يسهل لها اسقاط هيبة واسطورة الجيش الامريكي ومن ثم دفعه لعقد صفقات مع الجانب الايراني وبالتالي تعرض ذلك الجيش عند بقاءه في العراق لضربات متعددة من مختلف الاطراف لاسيما ان حوادث الاعتداءات الحدودية اخذت تتوالى بدءا بقصف قلعة ((دز)) ومهاجمة قرى(( برونازي,دولة عيشة,وزلي,كاني جنكه)) ولسعة الهجوم والتوغل تم اسقاط طائرة هيلوكوبتر ايرانية من نوع ((mi 17 )) ومقتل سبعة اشخاص من الحرس الثوري الايراني ((الباسداران)) كانوا فيها اضافة الى خمسة من ((الجحوش )) وثمانية عسكريين من الاتراك كونهم كانوا يشتركون في هذا الهجوم واتخذوا من مقاتلة ((حزب العمال الكوردستاني الايراني)) ذريعة لهذا الهجوم في الوقت الذي وضعوا هدفا لهم وهو الوصول الى قرية ((بولي )) و قرية ((مردوا)) !!

ووسط كل هذه التداعيات لاتزال الحكومة العراقية ((تغط في نوم عميق وشخير متواصل ))! ومنشغلة بأودية السرقات والخلافات والاجتثاثات والاعتقالات والصيد في الماء العكر والتربص لكل مشروع وطني وشخصية وطنية من شانها ان تخدم العراق تاركة البلاد تتعرض الى نكبة احتلال آخر ..

احتلالا طالما راود ايران منذ عصور ليضاف احتلالا ((شرقيا جديدا))! الى الاحتلال ((الغربي)) والمتمثل بالاحتلال الامريكي ربما هذا الاحتلال الجديد يقضي الى تقسيم العراق وكذلك ياتي في وقت مازال فيه الاخوة الاكراد يهددون بالاستقلال!!

رغم ان كل الظروف يفترض ان تدعوهم الى مزيد من الوحدة الوطنية وليس المطالبة بالانفصال او ضم كركوك الى ((اقليم كوردستان ))! تمهيدا لذلك الانفصال.

الجميع منشغلون سواء كانوا حكومة مركزية في ((المنطقة الخضراء))! او كردستانية في ((قمم الجبال ))! في حين ان ايران وتركيا ينشغلان ايضا ولكن في تجديد قبضتهما على الهدف المشترك الممزق الذي لايستبعد المراقبون ان ينتهك ارضا وشعبا بين ليلة وضحاها دون ان يستطيع الامريكان تحريك ساكن بمنع ذلك الانتهاك !!

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 28 / أب / 2007