أبو جعفر

شبكة المنصور

 

                                     

 

       

 اتفق القادة العرب في مؤتمر قمة الرياض على نص (المبادرة العربية للسلام) ولعل هذا الاتفاق يؤشر ستراتيجية جديدة للتعامل مع (اسرائيل)، وطرح روح جديدة في العمل العربي المشترك، وبضمنه انتظام اجتماعات (القمم العربية)، ودخولها مرحلة دورية مؤسساتية، من عمل جامعة الدول العربية.
ونود ان نوضح بعض من ملامح الخلفية التاريخية (لاسرائيل) لعلها تكون مفيدة ومناسبة لعمل الجامعة العربية.
ان العرب يعرفوا جيداً التمييز والتفريق بين اليهود و(اسرائيل)، و(الصهيونية) و(الماسونية)، كما يعرفوا الفصل بين السياسة الامريكيه والشعب الامريكي الصديق ومنهم الذين استنكروا الحرب على العراق، وبين السياسة البريطانية والشعب البريطاني ومنهم من يساند العرب.
والعرب لم يكرهوا اي شعب من الشعوب، او ديناً من الاديان السماوية ولم يسيئوا الى اي نبي من انبياء الله جلت قدرته سبحانه تعالى العلي العظيم، ولكنهم يرفضون الذل والهيمنه، وظلم الانسان للانسان، والعدوان والقتل بغير ذنب او بغير حق، ويتصدون لمن يتبنى هذه الخصائص والصفات ويؤسس لها مؤسساتها الارهابية وجماعاتها العدوانية، وهذا ماجعل العرب صادقين وابطال وقادة حقيقين بالدفاع عن الرسالات السماوية ولاسيما حينما تبنوا الايمان المطلق بالخالق العظيم وامنوا بما جاء بدين الفطرة الاسلام التي جاء بها الرسل على ملة ابراهيم ولحين مجيء الاسلام بعث رسول الحق والهدى محمد صلى الله وعليه وسلم، خاتم الانبياء والمرسلين، لينهي الشرك من مركز التوحيد في بيت الله الحرام وليطهره تطهيرا، باسم العرب وبلغة القرآن العربية، صدق وعد الله الحكيم الكريم.
وتحرر العرب من السيطرة الوثنية والاجنبية، وبتحطيم مؤسساتها امام وحدة العرب والمسلمين بالحق والعدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر برسالة الاسلام الخالدة .
واذا اخذنا (المبادرة العربية للسلام)، في اجراءها الواقعي، فاننا نعني بذلك (اسرائيل)، و(اسرائيل) واحدة من المؤسسات اليهوديه عبر التاريخ، عملت على توظيف وتحريف الموقف الديني اليهودي الذي بشر به النبي موسى عليه السلام، لاغراض سياسية، وتواطئت مع اعداء وخصوم العرب، الفرس والروم، قبل الاسلام، كي يعلو شأنهم، وتزداد قوتهم ويتسع مركزهم، حتى ظنوا انهم لايقهرون، حتى جاء الاسلام الحنيف وبالحق مبشراً، فاستطاع نبينا العربي الامين ان يأتي بنموذج وسلوك قوي متين كشف زيفهم، فكان الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يعتمد الوضوح والصدق العربي وهذه صفته، في اسقاط الحجة ومواجهة الغموض اليهودي، ويمارس المحبه والتسامح والتضامن في مقابل الانعزالية، والظلامية اليهوديه، ونفذ ما امر به الله سبحانه وتعالى بان المال قرضاً من الله ورزق منه يعطيه لمن يشاء علينا ان نتصرف به بما يرضي الله وما امر به، وادرك العرب بان (مالك ما انفقت وليس ما ملكت)، فتحطمت جمهورية المال اليهوديه امام ما جاء به الرسول الكريم وانهى معركة الدين التي افتعلها اليهود مع رأس المال الذي يخص الرعية، وترك لنا رسولنا العظيم ارقى وافضل التشريعات القانونية والنظامية والادارية في التاريخ، واقواها على حماية المال العام والخاص، وكيفية الغاء الاقطاع والمؤسسات الدينية التي تضطهد الانسان، واول من قرر فكرة الضمان الاجتماعي وانهاء ظاهرة الفقر والبطالة وانتصرت راية الاسلام سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وروحياً ولكن الحرب المالية اليهوديه كانت مستمرة، فهل كسبنا المعارك الاخرى بعد وفاة رسولنا الكريم؟؟ وهل سنكسب الحرب بعد ان اصبح الاسلام امة كبيرة؟؟ وهل لدينا ميزانية للضمان الاجتماعي عادلة في البلدان العربية والاسلامية باعتبار الاسلام اول من اوجده وطبقه؟؟ وهل اكتشف المفكرون ان نظرية (ارض الميعاد) ليست نظرية دينية بل مصرفية؟؟ وان المال اليهودي الذي خسر مكانته ووطنه سوف يشتري لنفسه وطناً جديداً في مكان اخر من العالم؟
و(اسرائيل) اليوم تكرر تواطئها مع اعداء وخصوم العرب ضد السيادات الوطنية والعربية من اجل ان تبقى (دولة)، وتبرر وجودها بالحق الالهي، وتسخير فكرة (شعب الله المختار) في مجال التوظيف والتحريف في المعنى التوراتي، وهنا يتضح قابلية اليهود على استخدام منهج الفلسفة في (الفكر الديني) بالشكل الذي يتناسب مع مواقفهم وسياساتهم واغراضهم العرقية والعدائية.
ولكن الفلسفة هي قدرات معرفية لايمتلكها الا الجماعات التي تتمتع بالحكمة والخبرة، فهل كان اليهود (حكماء)؟؟ واذا كانوا (حكماء) فلماذا استمرت ودأبت مؤسساتهم السرية تعمل عبر التاريخ، باتجاه الشر ودوافع العداء؟؟ ولماذا هذا التزوير والتشويه لما جاء به نبي الله موسى عليه السلام؟؟.
لقد عاش المواطن العربي اليهودي (الفرد) او (الاسره) مع العرب مئات السنين وتاريخنا العربي القديم والحديث، يحدثنا عن انسانية وعدالة وصدق وشهامة العرب، ازاء اليهودي (الفرد) او (الاسرة) ومدى الاندماج الذي كان يعيشه بين ابناء المجتمع العربي، وهناك وقائع وحقائق ومأثر كثيرة عن هذه المعايشه، اما ما حدث في اطار المؤسسات اليهوديه السياسية وصراعاتها ودسائسها مع القوى السياسية الاخرى فهذا موضوعاً اخر ويرتبط بالاسباب والدوافع والنتائج وبالاخص في اوربا عموماً والمانيا خاصة.
ان عمليات التهجير القسري لليهود العرب التي قامت بها العصابات الصهيونية لتأسيس وتوسيع (اسرائيل) في الاراضي الفلسطينية، وتشريد شعب عربي وتدمير دياره، والمجيء بالمواطن اليهودي العربي (الفرد) او (الاسره) الذي كان يعيش مع ابناء الشعب العربي قسراً او طواعية، واجهاض وحرق كل الذكريات والمشاعر التي كان يمتلكها في علاقاته وصلاته، ومازال الكثير منهم يتذكرونها ويتمنونها لحد هذه اللحظه، لانها كانت تمثل الامان والسلام والمحبه والتضامن، وتمثل روح الشخصية العربية اكثر من (الاسرائيليه) و (الصهيونية) التي حصرتهم في بودقه الخوف والرعب والشعور بالذنب وانعدام الثقة والاخر.
لقد احدث (نظام المؤسسة) اي (اسرائيل) و (الصهيونية) و(الماسونية) في التاريخ اليهودي شرخاً كبيراً في حياة اليهودي كأبناء (دين) فجعلهم جماعات محبطه وقلقة، عبر التاريخ، وعاشوا اضطراباً دينياً وثقافياً واجتماعياً، فاصبح المواطن اليهودي انساناً انطوائياً، وخائفاً من غيره، ولايأتمن غيره ولايثق به وضمن هذه البيئة والظروف.
اتجه نحو الانغلاق والكتمان والغموض، وتصرف بسرية وخبث ودهاء لتنفيذ نشاطاته وتحقيق اهدافه بالخفاء، وتسلل بمكر كي يعرف عيوب الاخرين، وكيفية فضح اخطاء الاخرين، والاستفادة من كشف اسرارهم، لذلك فان (اليهود الصهاينة) يدعمون اي نشاط يفضح ويعري اخطاء من يرونه خصماً لمؤسساتهم وغاياتهم، انهم يفكرون بأبعد من احتلال فلسطين العربية، فانهم يحاولون عبر بعض الخونه والعملاء حملة الجنسية العربية، وبمآزرة الصفوية حليفهم التاريخي اضافة الى حلفاءهم في الغرب، اضعاف الحس والشعور العربي والقومي والاسلامي الاصيل من خلال التفرقة القومية، والصراعات الاقليمية والانفراد بالعربي جزأً او كلاً والاعتماد المطلق على سلاح المال والمعلومات، انهم الان يخططوا للوصول الى الاراضي المقدسة في يثرب والحجاز بعد استكمال التشكيل الاقليمي الجديد لمنطقة الشرق الاوسط، فمحور تل ابيب وطهران قائم ومستمر مهما تصاعدت البالونات الاعلامية والتهديدات الكلامية، فيما بينهم اوليس الاثنان دهاة مكر وخديعة، اليس هم اعداء العرب؟ وللاسف بعض الاقزام، يفكرون بان يجدوا انفسهم موقع في هذا التشكيل المتوسطي، ولايفكر ماذا سيحل في الامة اذا نفذ هذا المشروع الذي سينافس الوجود القومي العربي العريقة.
ان النزعة الشريره لدى (المؤسسات) اليهوديه دفعت اليهود الى السلوك اللاعقلاني فكان على اليهودي ان يختار احد الامريين، اما ان يتخلى عن معتقده في العرق والدين نتيجة الاخطاء المرتكبة مع الجميع ويتخذ من احد الدينيين المسيحي والاسلامي ديناً له، واما ان يواجه العالم (بالرفض) فاختار (الرفض) وحينما توزعوا في بقاع الارض لم ينسوا ان يكونوا دعاة لفكر مختلف عن الشعوب التي حلوا فيها، وان تكون فلسفتهم وسياستهم (الرفض) لاي سياسة او فلسفة تختلف معهم، او تعترض سلوكهم وغايتهم.
فرغم ان الثورة الفرنسية قدمت للمجتمع اليهودي (المواطن اليهودي) الاوروبي السند القانوني للبقاء والتواجد، ومنحته جميع الحقوق المدنية والسياسية، الا ان المفاهيم الصهيونيه لم تجد في مبادئ الثورة الفرنسية، مايغريها ويحل عقدها، اذ رأت في ذلك دلالة للقضاء على الوجود اليهودي نتيجة اندماج (المواطن اليهودي) في المجتمعات الاوروبية، الامر الذي ساهم في خلق مشكلة جديدة للصراع السياسي بين (المواطن اليهودي) والمجتمعات والنظم السياسية الاوروبية، فنشأة المشكلة اليهوديه كمشكلة سياسية، واحد حلولها في المفهوم الصهيوني هو ازالة النظام السياسي الذي بشرت به الثورة الفرنسية في الدول الاوروبية، فبرزت عملية التنسيق الحركي بين المفاهيم الصهيونية عبر مؤسساتها السرية والمفاهيم اليسارية والاشتراكية القومية، وبهذا رات المفاهيم الصهيونية ومؤسساتها السرية ان حل مشكلتها وخلاصها من حالة التمزق التي تعيشها يكمن في هدم هذه النظم السياسية الاوروبية من خلال البدائل اليسارية والماركسية والشيوعية فجندت المفكرين وانخرط فيها الكثير من اليهود المؤسسين لهذه الحركات بشكل سري او علني وابدعوا في تقنين الفكر والفلسفة لهذه الحركات، غير ان الصهيونية وشبكاتها السرية اصطدمت بالتجربة البلشفية والمذابح المشهورة في روسيا التي حصلت بعد الانقلاب الثوري سنة (1917) والذي اكد فشل الهدف الصهيوني في الاحتماء بالحل الثوري الروسي، الامر الذي قاد الى ان تقوم الصهيونية السياسية لبلورة مفهوم الوعد الالهي، الذي ينتهي بعودة المجتمع اليهودي الى (ارض الميعاد) في فلسطين، ان هذا التلاعب والمكر والخداع يؤكد ان جوهر المفاهيم الصهيونية لم تعرف القيم والتقاليد الفكرية ولا حتى الخبرات السياسية، واعلى درجات خبرتها انها تتمتع بمفاهيم القيم الدينية اليهوديه، التي حرفتها وزيفتها ولذلك فرغم كل الاساليب الوحشية والدموية التي قامت بها مع شعبنا الفلسطيني البطل، ورغم كل الدعم المطلق الغربي الامريكي، وكل اساليب الحرب النفسية والاعلامية، وكل الوجود الصهيوني المتجمع في فلسطين، لم تنم ليلة واحدة في آمان وارتياح، فالشعب الفلسطيني والعربي الذي يؤمن بان (لا اله الا الله محمد رسول الله) اوسع حكمة واوسع خبره واوسع رحمة واوسع قوة وهو في اصعب الظروف، واقوى وهو محاصر انه صاحب الشرعية في ظل العدالة الحقيقية ونقول ماذا سيحصل (لاسرائيل) اذا اختفت او تشققت مفاهيم قيمها الدينية؟؟ وهل للدين اليهودي كنصوص روحية حقيقية غير مزيفة غريبة عن الفهم الاسلامي والادراك الاسلامي للعقيدة اليهوديه الصحيحه التي جاء بها النبي موسى عليه السلام؟؟
وهل ان الاوروبيين في ظل سلطة الكنيسة كانوا معجبين باليهود انفسهم ام كان اعجاب الحكومات والسلطات الاوروبية الرأسمالية بالنظام المصرفي اليهودي انذالك؟؟
وهل ان النظام المصرفي اليهودي كان سبباً في اثارة الحكومات البروتستانتيه، على سلطة البابا التي رأت فيما بعد ان تحريم سعر الفائدة غلطه اقتصادية مميته تضاف الى اغلاط الكنيسة الكاثوليكية؟؟
وهل ان النظام المصرفي اليهودي لدول اوروبا بعد هزيمة نابليون في واترلوا سنة (1815) احالها الى مصارف رأسمالية عملاقة تتحكم بجبهة من كندا حتى الهند؟؟
وهل اصبحت سلطة المصارف وراس المال اليهودي اقوى من السلطات الاوربية الحاكمة بعد سنة (1917) والمتغيرات التي حدثت في روسيا؟؟
وهل بقت الكنيسة مصدراً للتشريع في اوربا؟؟ ام ان المصارف اليهوديه اصبحت مصدراً للتشريع لها؟؟
وهل ستبقى الولايات المتحدة صنيعة المصرف الرأسمالي اليهودي الحر؟؟
ام انها ستؤسس مشروع مالي امريكي قومي مستقل؟؟
وهل العرب خسروا المعركة ضد اسرائيل؟؟
ام خسروها ضد نظام الدولة المصرفية والرأسمالية؟؟
اذن لابد ان ندرك ان الشعور الداخلي اليهودي قد اصيب بشرخاً كبيراً وخطراً كما قلنا في شعوره الديني وسلوكياته وحياته اليوميه، فاخذ يتقمص الكفاءة والتفوق بحيث يجعله يتصرف باستعلاء زائف مع الواقع، وتبجح فارغ، فاصطدم بنتائج عكسية لما كان يتوقعه ويتصوره، مما خلق صراعاً دائمياً بين (الفرد اليهودي) ومحيطه الاجتماعي، فتولدت (ازمة العرق) او (العرقية) والتي كانت سبباً في اثارة الكثير من النفور وعدم الانسجام الرسمي والاداري والسياسي لهذا السلوك، فحصلت النكبات والمذابح والدمار والتشريد للافراد والجماعات اليهوديه، نتيجة احتفاظهم بفلسفة (الرفض) لكل عقيدة او فكر، او فلسفة او منهج صالح للبشرية او لقومية معينة، لا تصلح لهم.
لهذا فانهم يصبون غضبهم على القومية الالمانية ويرفضون مبادئ حقوق الانسان التي اقرتها الثورة الفرنسية، ويحاولون ان يقنعوا العالم بشرعية (ارض الميعاد) ويكسبوها غطاءاً دينياً لهم.
واليوم يشوهون سمعة العرب ويتحدونهم، ويعملون بكل جهد لتجزئتهم، وتفريقهم، فمفهوم الحضارة عند (اسرائيل)، (ان حضارتها لاتقوم الا على تحطيم حضارة اخرى)، فهل فلسفة الفكر الصهيوني تحاول ان تحطم حضارة العرب والاسلام، ام انها ستخطط لتحطيم حضارة الغرب، للتخلص من الخطأ الذي ارتكبوه بحق السيد المسيح ، وانشاء (الحضارة اليهوديه الدينية)، وخصوصاً وان (اسرائيل) تروج لفكرة قدرتها وسيطرتها وتحديداً على القرار السياسي في الغرب عموماً، وبشكل خاص اوربا وبريطانيا وامريكا وشاغلوا الرأي العام بشواغل تبعدهم عن مقومات العصر الحديث (المال، والابداعات، والاختراعات العلمية) ودفعوا العالم يشتعل ويموت بخلافات يصنعونها بين العرب والغربيين، وبين الاسلام والمسحيين وبين الاسلام والاسلام والعرب والعرب، بين قومية وقومية، فيما انزاوا الى دهاليزهم يتمتمون هازئين ضاحكين فرحين على من وقع في فخ الخلاف والصراع.
من خلال هذه المقدمة نود ان نبين المسؤولية الملقاة على عاتق الجامعة العربية بشكل خاص، والنظم السياسية العربية بشكل عام، واهمية دعم ومساندة جهود الجامعة العربية لتوسيع ارادتها وقوتها ومركزيتها في متابعة قراراتها واسنادها رسمياً وشعبياً تحقيقاً لوحدة الارادة القومية لصنع القرار السياسي العربي المطلوب، فالسياسة الاسرائيلية تبحث عن منافذ لتخترقها بغية افشال مشاريع الجامعة العربية اعتماداً على فلسفة (الرفض) فهي ستظل ترفض، ونحن يجب ان نظل نتوحد كي لايفشل اي مشروع نشأ بالاجماع العربي، حتى لو كان فيه بعض الاخطاء او التكتيكات المرفوضة، وبالتالي عدم عرقلة وافشال اليات عمل الجامعة العربية كمؤسسة عربية بدأت تخطو نحو بلورة تضامن عربي وتسعى الى بناء اطاراً قومياً اكثر واقعية وحيادية، وصولاً الى ايجاد صورة جديدة للتكامل القومي في الجوانب السياسة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية والتربوية والصحية.
ان جامعة الدول العربية ليست تشكيلاً اقليمياً، بل مؤسسة قومية عربية ولايمكن لاي تنظيم اقليمي ان يكون بديلاً عنها، وتستمد قوتها ووجودها من الانتماء القومي العربي، وانها تجسد الى حد ما في غياب الدولة القومية الواحدة، الارادة القومية في اعداد واتخاذ وتنفيذ القرار السياسي العربي، ويليه القرارات الاقتصادية والاعلامية والتربوية والاجتماعية والثقافية ورسم الصورة المطلوبه والضرورية للحياة العربية المعاصرة.
وهذا الانتماء القومي يفرض عليها اتجاهات وحدويه نسبية او كلية او شاملة، سواء في صياغة المشاريع او البرامج العربية او في اطار اضفاء الشرعية على الممارسة السياسية باسم الضمير العربي الجماعي.
لذا فلا تعني (المبادرة العربية للسلام) خطوة في ان يتسرب عنصراً اقليمياً الى تشكيلاتها، واستبدالها من مؤسسة قومية الى منظمة اقليمية، وتصبح خطوة لصالح اسرائيل، بل ان يستمر التماسك والاجماع العربي عبر (مؤسسة مؤتمر القمة العربية) في تبني القرار الجماعي العربي رسمياً وتوسيعه شعبياً، كجزء من مهمة النظم السياسية العربية في كسب شرعية وجودها في السلطات السياسية بعد ان فشلت اكثر من (50) سنة في تطبيق جانباً من شعاراتها وتصريحاتها وقراراتها تجاه القضية الفلسطينية وبقية القضايا العربية، وان تقترن هذه المبادرة بتوسيع اواصر المحبة والتعاون والتضامن بين الاشقاء وان يتقاربوا اكثر مما يتباعدوا، لان الشعب العربي بدأ يتقارب بمعاناته وبمآساته وبوعيه للاشكاليات والمعالجات والمخرجات، فيجب ان لانجعله يتفجر لانه لم يعد بمقدوره التكيف مع هذه الانظمة الاسطورية واشخاصها الدائميين، بل لكي لايكون شعبنا ووطننا العربي الطيب ساحة للانفجار المتطرف سياسياً او دينياً او اصولياً، او من يزكي نفسه للمسؤولية والقيادة بديلاً عن افلاس مشاريع التحرير والحرية والديمقراطية والعدالة والتقدم وغيرها من الوعود الكبيرة التي طالما انتظرها العربي البريء، فيجب ان نجنب ابن الوطن ردود الافعال العنيفة وتفاقم القهر والغبن وارهاقه بالمآزق السياسي والاقتصادي من بطالة وامراض وتدهور خطير في نوعية الحياة القيمية وانعدام الفرص للاجيال المتقدمة والقادمة.
فـ(اسرائيل) رغم اكتسابها (شرعية دولية)، الا انها حتى الان لم تمتلك اي شرعية اقليمية، رغم كل وسائل الدعم والمساندة الغربية والدولية، فما زال الفكر القومي العربي والاسلامي يجمع روح العروبة والاسلام ويقظاً وواعياً ومدركاً للمسيرة التاريخية التي تتخبط بها (المؤسسات اليهوديه)، واذا اردنا ان نقول كلمة بحق الامين العام لجامعة الدول العربية، فيكفي عمله وصفه، ويكفي ملامح جهده وتعب جفونه وسهر عينه حينما شاهدناه وهو في بغداد، ونرى ان يتم وضع اليات حديثه ومعاصرة في الاستحداث الذي جرى لمؤسسة (القمم العربية) بخصوص (المبادرة العربية للسلام) وتشترط الاتي:-
1- ان لايتم اي اتفاق او معاهدة او لقاء مع (اسرائيل) واي دولة عربية، الا عبر (مؤسسة القمم العربية) في اطار الجامعة الدول العربية وتوثق رسمياً لاطلاع الرأي العام العربي، وكما جاء بهذا سمو الامير وزير خارجية المملكة العربية السعودية.
2- اعتبار اي صلات او لقاءات او تحضيرات مع اي جهة عربية رسمية او غير رسمية دون علم (مؤسسة القمم العربية)، بمثابة مخالفة اخلاقية وقومية وقانونية يجب ان يطلع عليها الرأي العام العربي للامانه التاريخية.
3- ان تبقى (اسرائيل) ضمن حدودها الحالية (رغم انها مغتصبة لارضنا العربية الفلسطينية) ولايسمح لها باي وجود او تواجد ضمن حدودنا القومية، ماعدا ماتقره الاتفاقيات الدبلوماسية.
4- ان تشكل هيئة استشارية من ذوي الخبرة والاختصاص والمعرفة ترتبط بمشروع (المبادرة العربية للسلام) لاسنادها بالمشورة والراي الصائب والقرار الرشيد، وتنظيم المراسلات وصياغة الاتفاقيات والمعاهدات وتحديد الخروقات والمخالفات.

اللهم اهدي ذوي الشأن ولين وحنن قلوبهم وضمائرهم نحو ابناء شعبنا العربي ونحو العمل الصالح وانصرهم واجعلهم من الصادقين المخلصين لامتهم العربية والاسلامية.
اللهم انصر الاسلام والمسلمين واعلي كلمة الحق المبين.
اللهم وحد العرب وجنبهم كيد المعتدين الطامعين في بلاد المسلمين.
اللهم اجعل وطننا بعزك وكرمك ورحمتك آمناً أمين.
اللهم احمي بقدرتك العظيمة العراق وفلسطين.
اللهم انت القوي العظيم العزيز وانت السميع المجيب.
الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ...
                               

                                      شبكة المنصور

                                    09 / 04 / 2007

الاصالة الروحية في جامعة الدول العربية