بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تأكيد على مقالة الاخ ابو مصطفى العنزي عن ( نصير شمة )

 

 

شبكة المنصور

ابــــو جـعفــــر

 

وددت ان اعلق على ماجاء به الكاتب ابو مصطفى العنزي في مقالة عن (نصير شمة)، ولا اود ان اقرن اسمه (بالفنان) لان حقيقة الفنان صفة عظيمة وكبيرة لايرتقي لها امثال هؤلاء، فالفن احد اركان الفلسفات الانسانية، واي فلسفة انسانية هي تعبير مثالي عن القيم والمثل العليا والفهم الصادق للحياة..

لذلك فان الفن يشكل جادة رئيسية للانسان (الفنان) الصادق الذي يحاول ان ينقل مشاعره وصدقه وطاقاته المبدعة للشعب والوطن وللانسانية وللتاريخ بكل عفوية ونقاء.

والتاريخ الانساني يحدثنا عن الفنانين العظماء الذين نذروا انفسهم للشعب والوطن ولامجال لذكرهم في هذا الرد السريع تكريماً واعتزازاً لمكانتهم.

ولكن نذكر مايخصنا، ففي العراق رموز وشخصيات فنية رائعة قدمت للفن العراقي الاصيل، كل الابداعات والمبتكرات الاصيلة، وبدوافع وطنية واخلاقية عالية وباصالة عراقية نقية، ورغم تعدد اتجاهاتها الفكرية والعقائدية والدينية الا انها كانت صادقة مع الوطن والمواطنه ولم تفقد وطنيتها، وحافظت على التزاماتها تحت ظروف صعوبة العيش وقسوة الحياة ولم يشكوا او يلعنوا او يشتموا او يضجروا، يالروعتهم وبطولتهم فعاشوا في نفوس كل العراقيين وبضمائرهم وباحاديثهم وبدراساتهم وبوثائقهم.

وقسماً منهم مازالوا باقون صامدون يتحدون كل تأثيرات الاحتلال والعمالة والخيانة (ايضاً رغم تعدد اتجهاتهم الفكرية والعقائدية والدينية)، نعم هؤلاء ابناء الوطن (الفنانين) الصادقين، الذين سيذكرهم العراقيون دوماً، خصوصاً وان البعض منهم استشهد على ارض الوطن وسقت دمائهم الزكية ارض الوطن وهو يشتم ويلعن الاحتلال والخونه والعملاء، فسجلوا تاريخاً وطنياً كفاحياً عظيماً، وسوف لن ينسوا الى الابد.

هؤلاء الفنانين العراقيين تصدوا لكل محاولات التهجير خارج الوطن ورفضوا كل المغريات والدعوات القادمة من امثال من يسمونهم (فنانين) رغم ضيق اليد والامكانية التي تحيط بهم.

هؤلاء الفنانين العراقيين لايملكون خارج الوطن القصور والفلل والاموال الهائلة مثل البعض الذين دخلوا على الفن للارتزاق والتملق، ولمنافسة الفنانين الشرفاء الصادقين، ونفذوا من فسحة الغرائز وحب الملذات لبعض ضعفاء النفوس من بعض رموز السلطات السياسية، عبر عهد او عهدين او كل العهود ليحصلوا بنفاقهم وسمسرتهم ودعائرتهم على فرص غير شرعية وامتيازات غير عادلة ومكاسب غير شريفة، وجاءوا بنموذج الفن الرخيص، المبتذل المقترن مع السلوك المشبوه، في ليال السهر الخاصة، والفجور الماجن مع رجال السلطات الذين يماثلوهم بالسلوك والاخلاق والضمير، ومن الطبيعي ان يعود عليهم هذا العمل الوسخ بعائدات مالية عالية وكبيرة، تجعلهم اليوم يساهمون حتى في الشركات الاستثمارية او التجارية الكبرى، وان يظهروا على هذه الشاشة او تلك بصفة (فنان عراقي) او يظهر كصوره دعائية او اعلان تلفزيوني.

هؤلاء (اللافنانيين) نجدهم اليوم هنا وهناك في العراق او غير العراق، يشكلون (ازمة الفن) وسط (ازمة الفكر الانساني)، ونحن نترفع عن ذكر خصوصيات كل واحد من هؤلاء وبالاخص من الذين بدأوا يتاجرون فنياً (بمعاناة ومآساة العراقيين) عن طريق (الفن)، فعظمة الفن اكبر بكثير من هؤلاء الطارئين على الفن، ان هؤلاء ليسوا جديرين للارتقاء الى ادراك واستيعاب جريمةاحتلال العراق في ضمائرهم وفكرهم وابداعاتهم انها مسؤولية الفنانين الحقيقين المجاهدين في العراق، الذين تربوا على عزة النفس وكبرياء الوطن وشموخ الشعب، واذا كانوا هؤلاء (اللافنانين) قد اضطهدوا في عهد النظام الوطني الحر قبل الاحتلال كما يدعون واضطروهم الحال للهروب، فلماذا لايعودوا اليوم في زمن (الديمقراطية الامريكية) و (الحكومة المنتخبة)؟؟ ولماذا لايتجولوا في شوارع بغداد؟، ويغنوا ويدقوا في مسارح بغداد (التحرير)؟؟

حقاً ان كنت لاتستحي فافعل وقل ماشئت، وبمعرفتي الواسعة مع الفنانين العراقيين الحاليين داخل العراق وجدت عندهم مهام اضافية رائعة وهي (تقييم هؤلاء اللافنانين) وتثبيت مواقفهم للتاريخ، فالاحتلال منحهم قدرات اوسع واكبر في المسؤولية الفنية والوطنية والجهادية، ويقترن معهم من يؤدي واجباً فنياً ناقداً وفاضحاً لما يحصل في العراق في ظل الاحتلال ويغتنموا فرصة وجودهم الموقت خارج العراق.

فتحية لكم ايها الفنانين الصادقين المجاهدين ضد الاحتلال والحكومة العميلة ...
والمجد والخلود لشهدائكم الذين اصطفوا مع شهداء الجهاد والعقيدة...
ونصراً قريباً انشاء الله ...
ولتتوحد كل الجهود والطاقات وتترسخ المقاومة الفنية البطلة من اجل تحرير العراق ...
الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 03 / أيلول / 2007