أبو جعفر

شبكة المنصور

 

                                     

 

 بعد اربع سنوات من العدوان والاحتلال الامريكي للعراق، تلقت السياسة الامريكية برمتها دروساً قاسية ومؤلمة، والاكثر سوءاً لازماتها التي مرت بها بعد الحرب العالمية الثانية. فقوة الخصم وقدرته على المواجهة والتصدي والاستمرار في المقاومة على جميع الاصعدة واستعداده للتضحية من اجل الوطن بعقيدة صادقة، كانت المفاجئة البطولية التي طرحت المحتل ارضاً.
ان الاطراف السياسية المسؤولة عن تنفيذ البرامج والخطط الامريكية في اطارها الكوني، مرتبطون بشكل مباشر مع المصالح المهمة والحيوية للامبراطورية الاقتصادية الكبرى المتمثلة بالشركات الامريكية العملاقة ومؤسساتها المصرفية والمالية الدولية، والتي تتحكم بحركة الاقتصاد والاموال في العالم، واكثر من ذلك ان مجاميع الشركات العابرة للقارات والمتعددة الجنسية هي التي باتت تتحكم بالمكونات السياسية والسيادية والاجتماعية الامريكية وغير الامريكية، وتسيطر على الحركة السياسية في الدولة الامريكية وتسخيرها باتجاه اهدافها التوسعية والاستغلالية وتصدر اوامرها وقراراتها، وتحدد الاتجاهات المطلوبة في كل مرحلة من مراحل المستقبل القريب او البعيد.
لذا فان الديمقراطين او الجمهوريين، ومجلس النواب، وجميع الادوات والاطراف السياسية في الولايات المتحدة الامريكية، يفترض ان يكونوا منفذين جيدين ويمتهنون اصول الشراكة السياسية مع الامبراطورية الاقتصادية الكبرى من جهة، وفيما بينهم من جهة اخرى، ويعملون بكفاءة جيدة، وتناغم وتنسيق عالي لمبدأ توزيع الادوار السياسية، اثناء تنفيذ البرامج الستراتيجية التي اعدتها الامبراطورية الاقتصادية الامريكية الكبرى، والتي باتت مهيمنه على الكيانات السيادية لدول وشعوب العالم.
ان هذه الشراكة الكونية بدأت تعمل بستراتيجية الربح المتبادل فيما بين الشركاء (فقط)، بدلاً من ستراتيجية الربح والخسارة، فلا خسارة في مفهوم الشراكة الامريكية الجديدة، الخسارة فتحملها الاطراف التي تعمل معهم خارج مبدأ الشراكة، اي كذيول مأجورين ومرتزقة مطيعين، ولديهم الاستعداد للخيانة والتأمر على اوطانهم وشعوبهم، وحينما وجدت (الامبروطورية التوسعية) ان هناك خصماً قوياً بدأ ينمو ويؤثر بشكل فاعل في المنطقة، اصبح هدفها الستراتيجي هو المحاصره واحتلال العراق، وعليه تشاركت جميع الاطراف ومنهم الذين لديهم الاستعداد التام للعدوان والخيانه والتأمر، وبعد اربع سنوات ماذا نستخلص ؟؟؟ للاجابة يجب نبدأ من الحقائق القائمة على الارض، فهذه الشراكة العدوانية التي نفذت العدوان على العراق (بادارة المجرم بوش) وحلفائه المجرمين والخونه والعملاء، فشلت في نواح كثيرة، واصبحت معروفة ولكن اهمها، هو (القلق الكبير) الذي اصاب الشركاء جراء الغرق الواضح بين التوقعات التي حددوها، وبين النتائج المخيفة والمرعبة التي حصدوها ويجدوها يومياً، يوازيه حالة (الخلل) وفقدان قدرة (ادارة المجرم بوش) على التحكم في الموقف العدواني ضد شعب العراق ومقاومته الوطنية، وعجز (ادارة المجرم بوش) على ادامة حالة الاحتلال، ودفعها للاستقرار.
لذا تعين على (الشركاء المجرمين) ان يبحثوا عن حلول، وكيف يستوعبوا الدورس القاسية من هذا الاحتلال وبسرعة، وان يفكروا من جديد، وان يستعدوا باستعدادات اخرى لادامة الاحتلال واحتواء الموقف العدواني.
وهنا تبرز حقيقة ان القيادة العراقية الشرعية، (الخصم) لم تفشل في موقفها ولم تضعف في معاركها ومازالت تتحكم في النتائج المتوقعة لهذه الحرب العدوانية التي اعدتها وآمرت بها (الامبراطورية الامريكية التوسعية)، ولكن احراج وآسف القيادة العراقية في هذه الحرب هو (الاخفاق الاخلاقي)، في مواقف بعض الاطراف والنظم العربية والاجنبية، والافراد الذين ارادوا ان يعملوا كتابعين وذيول (للشراكة)، اثناء تنفيذ العدوان والاحتلال ، فكان حقاً (فشلاً) في معادلة المعركة الاولى لاحتلال بغداد، ولكن مع فترة الاحتلال، اصبح هذه (الاخفاق الاخلاقي) تجربة قاسية، ومآزق خطر يآرق الاطراف المسببة للاخفاق، وربما سيجعلهم يدفعون ثمناً باهضاً وقاسياً لما فعلوه بالعراق والعراقين، وبما انهم ليسوا ضمن (الشراكة الكونية)، فانهم مشموليين بتحمل كامل الخسارة في تنفيذ الستراتيجية الامريكية، دون ان يشملوا، بمبدأ الربح المتبادل، وعليهم ان يتحملوا العقاب من ابناء جلدتهم، فهذا قدرهم وهذا عقابهم، لانهم خانوا الوطن وقبضوا الثمن، ولكن هل بمقدورهم ان يحولوا (الاخفاق) الى (التزام) و (اسناد) للشرعية العراقية، للتكفير عن ذنوبهم؟؟
قلنا ان هدف (الامبراطورية الكبرى) هو احتلال العراق، وبعبارة ادق السيطرة على حقول النفط، ولكن الهدف اجهض كأجراء تنفيذي، وعملي، ومعنوي، بفعل المقاومة الباسلة.
ان هذه المقاومة بدأت تحظى بتأيد واعجاب وانجذاب شعبي ودولي، ولايمكن القضاء عليها بعملية عسكرية واحدة او اثنين، او ثلاثة او اكثر، وانها تتوسع مع توسع حالة (انحلل) و (العجز) الذي اصيبت به (ادارة المجرم بوش) ولم تعد تنفع التكتيكات او المخادعات لخدمة (ستراتيجية الامبراطورية الكبرى)، ولكن ستراتيجية الاحتلال مازالت مستمرة، وقوات الاحتلال على الارض، والخونه والعملاء، مازالوا يعملون في مكاتب الدعارة السياسية ومعظمهم خلف اسيجة المنطقة الخضراء.
اذن لابد من حسابات جديدة، والاتجاه سريعاً الى طرح حلول ووسائل عمل سياسي وعسكري ونفسي، مغاير (لادارة المجرم بوش) من اجل تغيير حالات كثيرة منها حالة الاحتقار والرفض والادانة التي تتعرض لها السياسة الامريكية، لما يحصل ويجري في العراق، وايجاد قنوات اتصال جديدة، ينفذها سياسيون جدد، ومنهم الديمقراطيون، ورئيسة مجلس النواب (الانثى) وحاشيتها، الذي بدأ الاعلام يتناولهم وكأنهم يتباكون على مايحصل في العراق والمنطقة واعدوا وطبلوا لتوصيات (بيكر– هاملتون) وانهم سيصرخون لاحقاً وباعلى صوتهم بانهم (ابرياء من قرار الحرب والعدوان واحتلال العراق) في محاكمات ومحاكات الادانة الدولية والعربية والعراقية للولايات المتحدة الامريكية.
انهم الان يهيئون ادوات اكثر لطفاً، ووسامة، وانوثه، والى اعتماد الصبر، والى تحليل عميق (لاسرار قوتنا)، فلم تعد مهمتهم القضاء على حزب البعث العربي الاشتراكي، لانها في ذلك كانت مخاطرة كبيرة قام بها (المجرم بريمر) وبايعاز من سيده (المجرم بوش) وكانت مهمتهم تصفية قيادته، وكوادره ومناضليه، من اجل اضعافه وتجزئته من خلال ايجاد بدائل قوميه او عربية، تتحدث بنفس خطابه ولكنها مسيطر عليها وانهم سيستخدمون خصوم واعداء حزب البعث العربي الاشتراكي في المنطقة ومنهم الصفويين، والعصابات الكردية، واذا لم يجدوا خصوم فانهم سيوجدونهم ويصنعونهم، باختصار استخدام (الجزء السياسي) بدلاً من (الالة الحربية) ولكنهم فشلوا حين وجدوا ان البعثيين اكبر من عدوانهم واوسع من سياستهم ويمتلكون عمقاً قومياً وعربياً في جسد الامة العربية، وبدأوا يركزون على شل قوات التحالف وسحقها واذلالها وتحطيم حالتها المعنوية والحاق الهزيمة المنكرة لجميع القوات المعتدية والاطباق عليها ومقاضاتها كلاً حسب دولته والمطالبه بجميع التعويضات المادية والمعنوية وعدم اعطائهم فرصة الانسحاب والهروب، وفي ذلك سيتحقق قولاً وفعلاً اهداف معركة الحواسم كما بشر بها سيد الشهداء البطل صدام حسين رحمه الله.
اذن علينا التوقف سريعاً، ازاء المتغيرات التي بدأت تفرزها الحرب مع المحتلين ، ووضع احتمالات التوصيف لسياسة المحتل الجديد وسياسة المحتل الجديدة وترتيب مواقفنا المرتبطة مع مصالح شعبنا ووطننا العزيز ومع المخلصين من ابناء الامة العربية، ويمكن ان نحصر الاحتمالات التي نتوقعها في التكتيك السياسي للسياسة الامريكية في مسألة الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين وادعاءات مجلس النواب بالشكل التالي:-
1- ايجاد مخرجات سياسية ودبلوماسية واعلامية، مع اقتراب نهاية (ادارة المجرم بوش) واعوانه، ومحاولة التعتيم على الجريمة الدولية الكبرى التي ارتكبتها (الامبروطورية الكبرى) ونفذها (المجرم بوش) ومن سبقه، بتدمير دولة كاملة، واحتلال بلد آمن، وقتل ملايين العراقيين وتشريدهم، ولكي لايصار الى تصعيد الادارة الى محاكمة المجرم بوش واعوانه عراقياً وعربياً ودولياً والزامه بالتعويضات الشخصية لشعب العراق ومصادرة امواله المنقوله وغير المنقوله ومعه اعوانه في الجميع انحاء العالم ومقاضاة الدولة الامريكية بكامل التعويضات المادية والمعنوية، وتحميل الدولة الامريكية كامل المسؤولية، ومقاضاتها قانونياً وانسانياً وتاريخياً.
2- اشاعة مفهوم (جدولة الانسحاب) كقرار يمثل الحد الاعلى لمعاقبة الادارة المسؤولة عن العدوان والاحتلال، لاثبات حسن الطرف المنافس (لادارة المجرم بوش) وليكون القرار غطاءاً لوجود العديد من القواعد والمعدات الحربية والعسكرية على ارض العراق، وتخفيفاً للسخط الشعبي العربي والدولي ازاء الجرائم والانتهاكات التي ترتكب في ظل ادارة المحتل.
3- اعتبار المواقف الجديدة للديمقراطيين ومجلس النواب، افضل وسيلة لايجاد فرص النجاة والانقاذ لشريكهم (المجرم بوش) ولسياسة الولايات المتحدة الامريكية العدوانية والاحتلالية من جهة، واعادة العمل بخطاب سياسي امريكي يتضمن المثل والقيم العليا والانسانية من جهة اخرى واعادة وتاكيد مفاهيم (دولة القيم والمبادئ) عبر وسائل الاعلام.
4- التخوف من بلورة ظاهرة المقاومة الوطنية باطارها المؤسساتي وبالاخص التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي، ومنع اتساعها عربياً ودولياً، كون الحزب قادر على رفدها بالخبرة والكفاءة والابداع والاداء او استثمار الصلات الشعبية والقومية والعقائدية والجهادية التي يتمتع بها قادة وكوادر الحزب، والقيادة العامة للقوات المسلحة البطلة.
5- ايجاد فرص تكتيكية (لادارة المجرم بوش) للاتجاه نحو النظم العربية التي ساهمت وساعدت في العدوان والاحتلال، وبالاخص النظام الكويتي الخائن، لابتزازهم، وتهديدهم بما سيلحق بهم جراء الانسحاب، ومحاولة الحصول على تنازلات ودعم مالي يعزز سياسة المحتل واعتبار فرق اسعار النفط مبررة واقعياً وعملياً لهذا الابتزاز.
6- ومن المحتل ان تكون جذور الخلاف بين (الشركاء) مرتبطاً بما قام به (المجرم بوش) واعوانه، وبعض الخونه والعملاء، من سرقة ونهب لثروات العراق، وتحقيق ايرادات مالية وعقود استثمارية واتفاقات نفطية كبرى لصالح شركاته المتعددة، (حصراً) دون ان يحصل بقية (الشركاء) او بعض الحلفاء، على شيئاً من هذه المكاسب والسرقات الكبرى.
7- محاولة التخلص من شركائهم وحلفاءهم غير الامريكان، وعدم اشراكهم في اقتسام السرقات والايرادات المتحققة جراء الاحتلال سواء بانسحاب قوات البعض، او بالتصفيات والاغتيالات والادانات القانونية للبعض الاخر او دفع بعض النظم الى تصحيح مواقفها في اعادة دعم العراق والعراقيين مقابل التخلص من عقدة وذنب الخيانة او العمالة والتحضير لذلك قبيل المصادقة على قانون النفط والغاز والذين يهرولوا وينهقوا له المجرمين الطلباني والمالكي، والمحتال ابن المحتال المعروف احمد الجلبي احد شركاء المجرم بوش في استثماراته النفطية داخل العراق، والمتحدث اللئيم (بصوت البطة) برهم صالح، الذي يتسكع بين المرجعيات وبين اسياده المحتلين لتجزئة العراق وسرقة خيراته.
8- اطالة اكذوبة الحوار مع الصفويين التوسعيين والمتواجدين على ارض العراق بصفتهم احد الذيول والتابعين للسياسة الامريكية، واستخدامهم كأعداء تاريخيين ضد العرب والعراقيين، وفسح المجال لهم للقيام بالتصنيفات والمذابح الجماعية لابناء العراق بشكل عام، عن طريق المليشيات الصفوية وفرق الموت المنتشرة، والتي يقودها المجرمين الجلبي والعامري وصولاغ والربيعي لتصفية واغتيال الجزء الاكبر من البعثيين بشكل خاص.
فمن السذاجة ان تقتنع بالاسباب التي جاءت بها رئيسة مجلس النواب، او الديمقراطيين او توصيات (بيكر – هاملتون) في خلافها مع (ادارة المجرم بوش) وفي عدوانه وحربه على العراق، انهم جزءاً مهماً في (الشراكة) المعتدية والساعية لاحتلال العراق والسيطرة على دول المنطقة، اذن مهمتنا الان ان نكون اقوى ايماناً واثبت صدقاً في مسؤوليتنا الوطنية والقومية والانسانية، فحقيقة الاحتلال وحقيقة المقاومة اكدت اننا اصبحنا مؤهلين اكثر من اي وقت مضى لنقود (خطاباً عربياً وانسانياً جديداً)، لمجتمعات القرن الحادي والعشرون، لابد ان نتذكر اننا نمتلك حق الشرعية امام شعبنا وشعوب المنطقة، واصدق من شرعية العديد من نظم ودول المنطقة التي تعاطفت مع المحتل، ونمتلك كماً ونوعاً معرفياً وعلمياً هائلاً، ومدركات قيمية، تفوق وترتقي لما يدعيه الاوغاد والقتله والمجرمين والخونه والعملاء، فيجب ان نحمل معنا الادانات والاتهامات ونطالب بالحساب والعقاب، وان لايلهينا (قرار جدولة الانسحاب).
وان نتمسك ونلتصق بمبدأ العدالة، ونعيش حالة التضامن والتآزر المطلقة ونتسلح بالعلم اول سلاح امر به الله سبحانه وتعالى العليم العظيم لرسولنا الكريم في اول سورة قرأنية ينقلها الوحي الكريم، حينما نزل عليه وقال له (أقرأ) ، وعلى بعض الانظمة العربية ان تدرك اليوم اكثر من اي وقت مضى ايضاَ، بانها ارتكبت ابشع الاخطاء بحق شعبنا وقادتنا، ورضخوا رضوخاً مؤسفاً، وسهلوا مهمة الاحتلال، وعليهم تصحيح مسارهم، فنحن الاقرب والاشرف، والاقدر على معاقبة الحكومة العميلة، ومجلس النواب المشبوه الذي جعلوا العراقيين الاباه يعيشون داخل جدران كونكريتيه ويتعرضون للمذابح الجماعية، فقفوا معنا لمعاقبة وسحق هؤلاء الاوغاد والخونه والعملاء، وانتهزوا فرصة صواب العمل.
الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ...
النصر للمؤمنين الصادقين.
النصر لراية العروبه الواحده.
النصر لرسالتنا الخالدة.
المجد والخلود لشهداء فصائل المقاومة دون استشناء.

 

 

                                      شبكة المنصور

                                    06 / 05 / 2007

لاتراجع .. مقاومة البعث .. تتقدم .. وتنتصر