أبو جعفر

شبكة المنصور

 

 

 نبدأ كلمتنا بقراءة سورة الفاتحة على روح الرفيق الدكتور سعدون حمادي، هذا المفكر العربي المعروف، الذي جاهد وناضل لارساء بذور البعث في العراق، وسار بمشروع العمر كمفكر عربي اصيل، لخدمة امته واداء مسؤولياته بكل صدق ونقاء وامانه وشرف، وفي واحدة من جوانب نضاله، انه استطاع ان يواجه اكبر القطاعات والسلطات الاقتصادية العالمية، المتمثلة في الشركات النفطية الاحتكارية في العراق والتي كانت تسرق وتنهب نفط العراق دون محاسب او رادع او مطالب او مدافع كما يحصل اليوم في ظل الاحتلال الغاشم، وخاض واشتبك معهم بصولات المفاوضات والمباحثات والمجادلات القانوينة والاصولية دفاعاً عن حقوق العراقيين في ثرواتهم النفطية.
واعتمد حجة القانون والمنطق والحقوق المشروعة لشعبنا العراقي لالزام هذه الشركات الاحتكارية للرضوخ والاعتراف بالحق العراقي حتى غادرت هذه الشركات مخذولة ومدانة قانونياً وشعبياً.
فكان نعم الرفيق المخلص، وقف منتصباً مع رفاقه في القيادة للانتصار في معركة تحرير الاقتصاد العراقي، كي يعيدوا لشعب العراق كامل حقوقه المحتكرة والمسلوبه من هذه الشركات اللقيطة، التي كانت تتمنى وتحلم ان تساوم احداً او فرداً من هذه القيادة التاريخية على فقرة او جزءاً او كلمة محرفة او متراجعة عن نص قرار التأميم الخالد، ولكنها وجدتالنزاهة المطلقة والوطنية الصادقة والصلابة المتينة والوفاء لشعب العراق.
نعم انطلق الرفيق الدكتور سعدون حمادي مع رفاقه المناضلين ليؤسسوا ويبنوا قطاعاً نفطياً متكاملاً في بنيته الوطنية وان ينشأ وينمو جيلاً واعياً في الخبرة والمعرفة في تقنيات واقتصاديات السياسة النفطية العراقية والعربية.
فكان جيلاً ذكياً ومثابراً ووفياً لحقوق الشعب والوطن يحق عليهم اليوم استذكار مأثر وذكريات هذا المناضل الحقيقي، وهو ينتقل الى جوار ربه صادقاً مؤمناً يحمل معه عمله الطيب ونزاهته التي عهد وعرف بها عبر كل المسؤوليات التي تقلدها وتحملها لخدمة هذا الشعب العظيم.
نصلي وندعوا له بالرحمة عند رب العالمين... وانا لله وانا اليه راجعون.
وكثيراً من رجال الجيل العراقي الغيور تحدث وحدد اراءه ومقترحاته وفند الكثير من الخروقات التي تحصل في اطار القطاع النفطي العراقي بحيث اصبح النفط العراقي يشكل ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية نتيجة النهب والسرقة والفساد المرعب الذي يحصل في مؤسسات القطاع النفطي العراقي خلال الاحتلال والحكومة الحالية.
ان السادة الذين تناولوا قضية النفط العراقي في ظروف الاحتلال، في ندوة عمان واماكن اخرى انما يعبرون عن الوطنية والاخلاقية، فهذه هي قيمنا ومسيرتنا، وتجربتنا، ورسالتنا، جيل يسلم لجيل، ورجل يتواصل مع رجل، من اجل بناء الوطن لا لسرقته، او المساومة عليه.
فلقد نالت الاراء والمداخلات التي تطرق اليها اغلبية السادة الافاضل عبر القنوات الفضائية ولعدة مرات، اهتمام واعجاب المواطن العراقي الحريص على الثروة النفطية لانها تمثل حياته ومستقبله ومصالحة الحيوية، واعجابه الشديد بنموذج تجربة البعث الحريصه على الثروات الوطنية والقومية والتي اكدتها سلوكيات ميدانية وطنية اتصفت بالنزاهة والعفة المطلقة.
وقد استطاعوا بحديثهم عن الجوانب الفنية والقانونية ان يؤشروا حجم التقاطعات والتناقضات التي تحصل في اروقة اجهزة الحكومة الحالية وقبة البرلمان، وان هؤلاء الذين يحيكون القرارات والمصادقات والتفريط بالثروات لا حباً بمصالح الشعب العراقي، وانما ارضاءاً لسيدهم المجرم بوش ولشركات اعوانه واللصوص في البيت الابيض، امثال ديك شيني ورامسفيلد وكوندريزا رايس.
ورغم ان هذه المقابلات التلفزيونية التي ارتكزت على جوانب مهنية وادارية صرفة، الا انها ايقضت المشاعر الوطنية والهبت الحماس الوطني في ضرورة الدفاع والتصدي لـ اللصوص من اجل حماية الثروات الوطنية كجزء من حقوق الشعب والوطن.
ودقت نواقيس اليقظة والحذر لدى كل عراقي شريف وان يستعد لكسر وتحطيم الابواب التي تحاك خلفها عمليات النهب وخيانة الامانة والتفريط بثروات الوطن.
وبذلك نقترح على من يعنيه الاختصاص ومسؤولة الوطن بحكم خبرتهم واختصاصهم الدقيق وقدراتهم وامكانياتهم العلمية والفنية والمهنية في القطاع النفطي ان يؤسسوا (هيئة عراقية استشارية للاختصاصات النفطية) تعنى بشؤون النفط العراقي، وتسعى الى تقديم الادلة والبراهين والحجج والاستفادة منها في الحوارات والمناقشات التي تجري في المجالات الرسمية او في الاوساط الجماهيرية لقطع الطريق على كل من يحاول ان يتصيد في الماء العكر، وان يمرر مشاريع الهيمنة والسيطرة واحتكار ثرواتنا النفطية، فالعراقيون اليوم، وفي غياب القيادة المخلصة والنزيهة احوج الى الحقائق والمعلومات الصادقة، التي تبصرهم وتكشف لهم الخفايا.
وان تضم هذه (الهيئة) كل الخبراء والفنيين والاقتصادين والمستثمرين الوطنيين من القطاع الخاص وجميع الاختصاصات العراقية التي يتطلبها القطاع النفطي وتكون بمثابة تجمع عراقي مهني يستقطب الاجيال الفنية التي صنعتها تجربة العراق النفطية عبر اكثر من خمسين عاماً، كي تكون مرجعاً استشارياً عراقياً نفطياً نويهاً، يمثل العراقيين في الندوات والمؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية تمثيلاً شرعياً وقانونياً وشعبياً.
ان لغة التفكير بالحقوق الوطنية قائمة وراسخة، مهما سيسها اللصوص والخونه بالتعاون مع المحتل البغيض.
فما من محتل قادم الا وطرد.
وما من خائن عندنا الا ونال العقاب.
وما من سارق مد يده الا وقطعت.
هذا الوطن نصفه احياء ونصفه شهداء.
هذا وطن فيه اغنى ثروات العالم.
فكيف يكون الانسان لاجئاً او ذليل؟
والماء فيه جميل والهواء فيه عليل
والزرع فيه طويل
والنفط فيه عربياً اصيل
فكيف لايكون فيه الانسان عزيزاً جميل؟؟
عاش العراق حراً ابياً ...
عاشت الامة العربية الخالدة...
المجد والخلود لشهداء العراق والامة والعربية ...
ولرسالتنا النصر والمجد الاكيد ...
 

 

                                      شبكة المنصور

                                    19 / 03 / 2007

  نفطنا ومسؤولية الاجيال