بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

كلام خاص للرئيس جورج دبليو بوش ... اهمية الفرصة .. وحلم الاستقرار

 

 

شبكة المنصور

ابــــو جعــفـــر

 

قد لايقبل الزعماء الكبار النصائح من احد، ويميلون الى تجاهل المفاجأت، ويعتمدون على ماتدونه التقارير التي يعدها مستشاريهم، والمعلومات التي تردوهم من حلفاءهم واعوانهم.
ولكن لابد القول ان لامفر من ادراك عالي للموقف، وفهم افضل لكيفية معالجة ازمة الحرب على العراق؟؟ هذه الحرب التي بدأت والجميع جهل كيف ستنتهي؟؟ فالاخفاقات الحربية للقوات الامريكية، وحلفاءها باتت ملموسة، وغدت تجربة تعليمية كبيرة، واحتوت دروس قاسية، وان كلفتها اصبحت عالية جداً، بل انها اكبر كلفة في التاريخ الحربي المعاصر.

ولكن لماذا هذا الاخفاق؟؟ ولماذا هذه الحرب بلا نصر لحد الآن؟؟ واين الخلل في هذه الحرب؟؟
قبل بدء الحرب وحصول الاحتلال، بذلت القيادة العراقية جهداً سياسياً ودبلوماسياً لاقناعكم بعدم وجود مبرر للحرب، وحذرت من خوض الحرب، وكنتم تعرفون علم اليقين بعدم وجود (اسلحة الدمار الشامل) وتساهلت القيادة العراقية، واستجابت لرغبة بعض الاصدقاء والاشقاء والمخلصين من ابناء العالم، وتعاونت مع جميع فرق التفتيش الدولية، الا ان النزعة العدائية كانت قوية في نفوسكم وكنتم مصريين على العدوان والاحتلال، وابتدعتم كل المبررات من آجل ان تغلقوا الباب امام اي مبادرة لمنع الحرب، واعتبرتم كرامتنا ومبادئنا وشجاعتنا نقطة ضعفنا.

فاصطف وتعاون معكم مستشاريكم وموظفيكم الموالين لكم وحلفاءكم واصدقاءكم من العرب الذين يضمرون حقداً وكرهاً للعراق، لاسناد ستراتيجيتكم المعدة سلفاً، لاصدار قرار الحرب على العراق وصوروه لكم بان تنفيذه سهلاً وسيحظى برضى الشعب العراقي، وسيستقبلكم بالزهور، وبعد الاحتلال تأكد بطلان مبررات الحرب وخطأ التقديرات فاصبحتم ملزمين ان تجدوا مبرراً لاحقاً لابقاء حربكم حيز التنفيذ والاستمرار بها، فاخرجتم مايسمى بـ (الارهاب) في العراق الذي صنعتموه انتم في العالم، واستثمرتموه في ردعكم وتفاوضكم مع الاتحاد السوفيتي بعد دخوله افغانستان، ثم اعتبرتموه خصماً لكم فيما بعد في الشرق الاوسط.

اذن الخلل يكمن في قرار الحرب، والخلل يحدث في كل الحروب، وبحالتي الانتصار والانكسار.
جميعكم كنتم مستعدين للحرب ضدنا، ولكنكم تجاهلتم (المفاجئه العراقية) والتي تكمن في (نظام مؤسسة المقاومة)، المخطط لها في الحسابات التكتيكية للقيادة العراقية فهي امتداد لدولة عضوة في الام المتحدة والجامعة العربية ولها شرعيتها، وستراتيجيتها لمقاومة الاحتلال، ومعاقبة الخونه والعملاء، ولها مفكريها وقادتها وكوادرها ومقاتليها وجماهيرها، وهي ليس ميليشيا، ولاعصابات ولامنظمات ارهابية، انها مؤسسات دولة تعمل وتتحرك وتشخص الانحرافات والتجاوزات، وتقرر وتقاوم وتمثل الشعب الذي يقود نفسه بنفسه وتقوم على عقيدة تحرير العراق، والمحافظة على وحدته.

هذه (المفاجئة العراقية) طرحتكم ارضاً وبعثرت عملاءكم، وارعبتهم وحصرتهم من جحور المنطقة الخضراء، واقعدتكم في قواعدتكم العسكرية البائسة خائبين، والسبب لاننا اصحاب حق، معتدى علينا، والله ينصر المظلومين بآرادته العظيمة، واظن انك تؤمن بقوة الرعاية الالهية التي تحمي المؤمنيين الصادقين.

عليه لامانع من القول ان واقعية الحدث القائم هو وجود محتل انتم تمثلوه، ومقاوم تمثله (نظام مؤسسة المقاومة).

انتم الان تبحثون بكل جهد ومثابرة عن صنع الاستقرار لاستكمال انتصاركم الذي تأخر وولد لديكم الاضطراب واثارة الاعصاب، والعراقيون مصممون في الاستمرار بجهادهم، والمقاومة جيل بعد جيل، وكل جيل مقتنع بان العراق هو مبعث النور وموطن الخير والثراء والثروة وحمايتها والمحافظة عليها واجباً مقدساً، لهذا يترتب على القيادة العراقية الشرعية، تجميع حلفاءها، ومآزرة خصوم الولايات المتحدة الامريكية والتحالف معها، في عموم العالم، كي تظلون تبحثون عن وسائل تحقيق الاستقرار في العراق املاً باعلان الانتصار ولكن عليك ان تدرك ان كل هذا يجري على حساب ستراتيجيات الولايات المتحدة الاخرى التي بدأت تتعطل وسوف تحاسب عليها في المستقبل القريب.

فلا توجد قوة في العالم بامكانها ان تقضي على (نظام مؤسسة المقاومة) قضاءاً مبرماً وتاماً بالعمليات العسكرية، وستحتاج القوات الامريكية وحلفاءها والشعب الامريكي الى معارك عديدة وطويلة وان تستعد نفسياً وعسكرياً وسياسياً واجتماعياً حتى تحقق نصراً في بعض المعارك ولكنها سوف لاتنتصر في حربها علينا وسيصبح (نظام مؤسسة المقاومة) قوة اكبر، وقوة متوسعة عراقياً وعربياً وعقيدتها التحرير لا التدمير وكل هذا في المجال التطبيقي وعلى الارض.

اما في المجال النظري فان الولايات المتحدة الامريكية اقوى واكبر بكثير من (نظام مؤسسة المقاومة) ولديها اكبر جيش بالعالم، ولديها اكبر اقتصاد وانتاجيه بالعالم، وميزانيتها المالية من اكبر الميزانيات في العالم.
ونعترف ونقر ان سلاحكم اقوى بكثير من سلاحنا ولكنكم تبحثون عن الانتصار، بعد الحرب والاحتلال فلم تجدوه ولن تجدوه، ونحن نبحث عن التحرير وسنعمل اليه ((فانتصاركم مرهون بحريتنا، فلا انتصار امريكي، بلا تحرير العراق الموحد)) انها معادلة معقدة وصعبة تحتاج الى ذكاء وشجاعة والى قيم روحية عالية لفهمها.

واذا اردنا ان نبدأ بحل هذه المعادلة، علينا ان نبدأ من حيث بدأت الحرب على العراق، ونتخلص من اراء واستشارات موظفيك وحلفاءك واعوانك وشركاءك، سواء من العرب او العراقيين بعدان توثقت خيانتهم وعمالتهم امام شعبنا العظيم، فلا تظن انك حينما شكلت (مجلس الحكم) ثم (البرلمان) ثم (الحكومة الحالية) يشكل نصراً او عملاً لخدمة العراق، انها ادوات كانت لتدمير العراق وقتل شعبه وسرقة امواله، لذلك فان دولتنا الشرعية، التي اعتديتم عليها مازالت تحتفظ بحقها وصلاتها واجراءاتها، ترصدكم وتدرك نقاط ضعفكم وقوتكم، واسأل عن ما قيل عنا في مؤتمر السفراء العراقيين، الذي انتهى يوم 23/8/2007 فالجميع يشيدون بما كنا نعمل ونفعل، فكيف الحال مع ابن الوطن، فقد اصبحنا امله في النجاة والامن، والحياة، فالمسؤولية الوطنية تدعونا ان لانخذله ولانتخلى عنه، واسأل العرب ومنهم من ساندوك في الحرب والاحتلال، اي المواقف افضل لهم حينما كنا قوة مسيطرة في التوازن الاقليمي للمنطقة، ام الان حينما انعدم التوازن الاقليمي لصالح الاشرار، فالاستقرار والحل يكمن في وجودنا وشرعيتنا وفي قدرتنا على ادارة الدولة وضمان حقوق الشعب والوطن والمنطقة، نعم نحن الذين نتحكم بالاستقرار واعادة الامور الى طبيعتها وليس الطارئين الذين زحفوا خلسة في ظل ادارتكم وادارة حلفاءك الخائبين علماً اننا نقدر الكفاءة الامريكية في تكتيكات السير للامام والتراجع الى الخلف ويمكنك الرجوع الى الخبرة الامريكية وتجاربها في الشؤون الخارجية واستفد منها.

فباعجاب نقول ان التجربة الامريكية تمتلك خاصية مهمة، وجزءاً مهماً في المعالجة المقبولة للازمات وهي قدرتها على التجدد والتغيير المستمر في المسارات، وربما هذا هو سر قوتها.

فبالامس كانت تجربة فيتنام حينما انسحبتم منها، ثم الصومال، وهايتي، والبوسنة التي فشلت فيها سياسة الرئيس كلنتون، فلماذا لايكون اليوم العراق؟؟؟ فاحتمالات ارتكاب الاخطاء واردة، لكم ولنا، وسوء التقدير وارد ايضاً في ازمات السياسة الخارجية الامريكية، سواء مايخص الرئيس الامريكي او الكونغرس الامريكي، فلا عجب ولا غرابة من الاعتراف بالخطأ، ولكن الشيء المقلق والمحرج والاكبر من الخطأ، هو ان تكون (الرئاسة الامريكية متعثرة) وتسير على قدم واحدة، فالرئاسة المتعثرة تعكس صورة امريكا، الخائرة والمفككة والمهانة وفاقدة الهيبة انسانياً وعالمياً، وتبشر بمستقبل كئيب يسوده الطغيان والحروب، وتفرط بامريكا القوية الموحدة والمتنامية التي تريد ان تجعل القرن القادم نموذج لزمن الحرية والسلام.

القرار الذي نريده اليوم لنا وللعالم هو ان نبدأ بمعالجة ما فقدناه ونحتفظ بافضل واجمل ما تبقى لدينا جميعاً فالحفاظ على ماتبقى احد الارقام المهمة في حل المعادلة الصعبة التي ستجعلنا نتصرف بما هو افضل من الان والنبحث عن الوقت الذي يخدمنا (فالوقت كالسيف اذا لم تقطعه قطعك).

فلقد اوجد قراركم في الحرب واحتلال العراق معاناة ومأساة كارثية لكلانا، وبدأت سنين الحرب تؤذي الشعبين العراقي والامريكي معاً، واصبح الجميع يشعر بهذا حتى (انت)، ولكن المشكلة الكبرى ايضاً تكمن، بك (انت) وبالصلاحيات الرئاسية القوية والواسعة التي حصلت عليها، وبصورة اكثر مما يتطلب حتى جعلتك تنسى ان الشعب الامريكي الذي اختارك كان يتوقع ان تقود الولايات المتحدة الامريكية لازمنة جديدة مشرقة، ويجد الشعب الامريكي فيها فرص قوية وشرعية للعيش والحياة والتقدم لا ان تقودها الى الحرب والعدوان وتدمير الاخرين.
فغاية المواطنين الامريكان لاتتمثل في الهيمنة والسيطرة على الدول وشعوبها، ولا في اخماد وكبح روح الابداع والحرية والمقاومة المشروعة لدى الشعوب.

لذلك تصرفت بالسلطة خلافاً لاخلاقيات الشعب الامريكي واستخدمتها لتهديد الاخرين.
فحشدت ضدنا قوة الولايات المتحدة الامريكية، لتحقيق حلمك وحلم ابيك للانتصار علينا، وجئت مع مجاميعك الذين جمعتهم وتجمعوا معك، واسرفتم بالاصرار على الدمار ومضت سنين الاحتلال وجيشك يتكبد الخسائر ويعيش لموت كل يوم وعدد قتلاكم ليس كما تذكرونها وشعبك قلق من هذه الحرب التي طالت وبلا نتيجة، كل هذا وانت تتجاهل ان الرئيس الامريكي خاضع للاتهام، والمساءلة في حالة الفشل وستلاحقه صلاحيات الكونغرس لمحاسبته على الانفاق المالي وطريقته، وتنتظره شكاوى ودعاوى جرائم الحرب ومطاليب تعويضات العدوان على العراق وما دمر فيه، واخيراً تنتظرك متابعات جحافل وسائل الاعلام المناوئة للرئيس المنهزم والمعتدي.

ونحن نعلم من هي الولايات المتحدة الامريكية كدولة عضو اساسي في مجلس الامن الدولي والامم المتحدة، ونعلم ان اغنى واكبر ماعندها، هو دستورها، وقوانينها، فبهما تحكم على اصحاب القرار والرئاسة طبقاً لما يفعلون، ويتصرفون، وليس طبقاً لما يتمنون وينتمون او ماذا يملكون؟؟

لذا يتوجب علينا فهم مشكلتنا ومهمتنا في هذه الحرب، وهي الحاق الفشل والهزيمة بكم، وبرئاستكم، وبقراراتكم، وتجميع حلفائنا ومضاعفة قوتنا من آجل حماية وتحرير شعبنا ووطننا وايقاع الهزيمة بك مهما كلف الامر ومهما طال الزمن.

وعندئذ سيكون من حقنا ان نقاضي ونشتكي ونطرح المسألة ونحقق العدالة ونجاهد ونقاوم على مافعلته وبمشاركة البرلمان المشبوه والحكومة العميلة، فلقد جعلت كل شيء في العراق والولايات المتحدة يشبه الظلام والموت.

بالمقابل جعلنا العراق والعراقيون رمزاً لنموذج المقاومة الوطنية في العالم، بسبب عدوانيتك وظلمك وحقد وكراهية اعوانك وحلفائك، واعلمنا العالم، ان الاحتلال اصبح سابقة خطيرة في التاريخ الدبلوماسي المعاصر اذ ان سياستك هذه اعادة الحياة الى الوراء والى زمن الحملات العسكرية الاحتلالية الاستعمارية التي نبذتها والغتها القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية المعاصرة، فبدأ العالم ينتبه لها، ويحسب لها حساب، وأولهم اصدقائنا من ابناء الشعب الامريكي، الذين يدركون ان معنى الوطنية الحقيقية هي حب الوطن، ويقدرون حب الشعوب لاوطانها والمقاومة والتضحية في سبيلها، فقضيتنا لم تعد قضية عراقية فحسب، انها قضية عربية وانسانية، ولكن من الاجدر ان نفكر بانسانية حقيقية وبمسؤولية اخلاقية في قضية الحرب على العراق وخطورتها على البشرية، والقيم العليا، فلقد سمحت هذه الحرب بتعاظم قدرة الاشرار، وفي توسيع رقعتهم نفوذهم وجراءمهم البشعة وقسماً كبيراً منهم هم اعوانك وحلفاءك واصدقاءك، فلقد خدموك واخذلوك وابعدوك عن الخير وجردوك من انسانيتك ومن اي عملاً يرضي الخالق والانسان، فذهبت وانفقت مليارات الدولارات التي جمعت من المواطن الامريكي من اجل القتل والذبح والتشريد والتهجير ودمرت بها العراق وشعب الحضارات بكل مآثره وعمرانه، بدوافع المصلحة الذاتية والانانية العالية، وبسلطتك وغايتك الشخصية التي خنقت السلام وقادتك الى الخطيئة، مع هذا سنصلي من اجل ان يغفر لك الرب الاعلى الواحد الاحد، وندعو الله ان تسير الولايات المتحدة الامريكية على نهج الاستقلال الوطني، الذي حققوه المجاهدون الامريكان ضد المحتلين الاستعماريين البريطانين، فاصبحوا رمزاً للحرية، لا رمزاً للعدوان والحرب والاحتلال، وان تستمر الولايات المتحدة الامريكية، اعظم تجربة انسانية وسياسية في الحرية الديمقراطية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، فلاتجعل الحظ يعبس في وجهك، وكن شجاعاً وحكيماً وتحمل مسؤولية اعمالك، وواجه الحقيقة كما هي، لا كما يصورها لك المتصيدين المنافقين ومنهم الطلباني والمالكي الخائبين الاخرسيين والساكتين عن القصف الايراني الوحشي لابناء شعبنا الكردي الطيب، فلا تمجد حربك بنصر كاذب، ولاتستمر في مخاطرها، ولتكن حربك على النزعات الشريرة وعلى من خدعك واستغلك، لا حرب على السلام والانسان وعلى شرعية الدول وسيادتها، وانت مطالب (باجتثاث) الشر والاشرار، و (بعث) الروح النقية المسالمة، لتطهير ذنوبك واخطأءك، والله يغفر للتائبين.

فالديمقراطية الحقيقة التي نريدها، كما يريدها الشعب الامريكي، نصنعها ونمارسها في ظل السلام والتحرير والاستقلال والحرية وليس بظل العدوان والاحتلال وقوة السلاح نصنع الديمقراطية في الاحترام والثقة وبانفتاح العقول وعدم ظلاميتها.

لذلك سوف لن نعطيكم اي فرصة لتبنوا قاعدة ومركزاً للثروة في مطقتنا مهما حركتم وهيئتم الحروب والعدوان في المناطق النفطية، او ان تمرروا ما تشاؤن من قرارات لخدمة مصالحكم، سنظل نقاومكم ونقاتلكم ونطرحكم ارضاً حتى تؤمنوا وتعترفوا بنا دولة شرعية وحكومة شرعية وقيادة شرعية لها حقوق وعليها واجبات في المجتمع المحلي والاقليمي والدولي.

عاش الشعب العراقي العظيم ...
عاشت الامة العربية المجيدة ...
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ...
تحية الجهاد والنضال الى الرفيق عزت ابراهيم ذخرالمناضلين والامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ...
الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 27 / أب / 2007