أوس العراقي

شبكة المنصور

 

                                     

 في الرابع من شهر شباط من العام الحالي تم اختطاف السكرتير الثاني في السفارة الايرانية (جلال شرفي) وسط العاصمة بغداد بعملية قادتها مجموعة مسلحة مكونة من (30) فردا يرتدون الزي العسكري الرسمي الذي ترتديه القوات الحكومية العراقية في حلقة من مسلسل الخطف الجماعي الذي يسود في عراق اليوم!!وكان من ضمن الذين تم اختطافهم في تلك العملية احد ضباط جهاز المخابرات الوطني العراقي من الذين كانوا مكلفين مع بعض منتسبي المخابرات العراقية بمراقبة طواقم السفارات وممثلي الهيئات الدبلوماسية وبما يسمح به قانون وميثاق عمل جهاز المخابرات الوطني العراقي ,,في حينها وكعادتها اتهمت ايران وقوف المخابرات العراقية وراء تلك العملية على الرغم من اختفاء ضابط المخابرات العراقي في تلك الحادثة,وتضاربت الانباء حول الموضوع في حينه بعد ان التزمت الحكومة العراقية الصمت واكتفت بتصريح لناطقها بانها ستحاول معرفة مصير الدبلوماسي الايراني وحتى دون الاشارة الى الضابط العراقي المختطف!!

 ولونظرنا الى هذه الحادثة فاننا نراها تدخل ضمن البرنامج الايراني الذي بدأ في نيسان من العام 2004 ساعة الاعلان عن انبثاق جهاز المخابرات الوطني العراقي فراحت ايران واجهزتها المخابراتية التي دخلت في وسط وجنوب العراق بعد الاحتلال ودخول القوات الامريكية و بعدة صور وواجهات تعمل على الانتقام من كل ماهو عراقي او يعمل من اجل العراق او شارك في حرب الثمان سنوات ضدها واغتالت العديد من الضباط والكوادر والطيارين والفلاسفة والمثقفين والادباء والشعراء وكذلك بدات تقوم  بتشويه سمعة ووطنية هذا الجهاز وهذا الامر ليس جديدا على ايران او جهاز الاطلاعات الايراني الذي استطاع ان يخترق بعض الاجهزة والمؤسسات الامنية العراقية إلا انه وكما يبدوا للمتابعين لم يستطع اختراق المخابرات لحد الآن وإلالكف عن مؤامراته تجاه هذا الجهاز الذي يعمل  بصمت بعيد عن الاضواء ووسائل الاعلام والدليل انه لايزال لايمتلك لحد الآن ناطقا مخولا باسمه!!كما ان هناك الكثير من الانجازات لهذا الجهاز بقيت طي الكتمان بل ان بعض انجازاته تحتسب لبعض الاجهزة الامنية الاخرى وهذا الامر يبدوا انه لايهم القائمين في المخابرات وعلى راسها اللواء محمد الشهواني كونه يدرك انه وجهازه جزء من الدولة العراقية ويعتبر هو ورجاله درعا حصينا للعراق وقوة رادعة بيد الحكومة العراقية وهذا الامر مالا ترتضيه ايران ابدا ,,بل انها اكدت في اكثر من مناسبة ومكان ان المخابرات العراقية تعمل ضد المصالح الايرانية دون غيرها وكان هذا الامر هو سبة على القائمين في الجهاز بل ذهبت الى اكثر من هذا الحال بعد ان بدات تزرع الشكوك والهواجس لدى بعض الساسة العراقيين من ان هذا الجهاز هو رقيب عليهم ويعمل ضدهم من اجل ان تفرق بين مكونات الحكومة العراقية وارتضى البعض وللاسف الشديد السير وراء هذه الدسائس المريضة في نفس الوقت بدات الاطلاعات الايرانية تطبق برنامجها بتصفية ضباط المخابرات العراقية والتشهير بهم وبسمعتهم والضرب في وطنيتهم من خلال بعض الذين انساقوا وراء اكاذيبها وبعض ممن كان ولايزال يتخذ من ايران ملاذا له ويحمل جنسيتها!!وهو الامر الذي اكدته التقارير الاستخبارية لبعض الاجهزة المخابراتية المعنية بالشان العراقي لذا طالت العديد من عمليات الاغتيال والخطف لبعض ضباط المخابرات العراقية بسبب تصاعد الاختراقات للمؤسسات الامنية العراقية الامر الذي جعل صراع الاطلاعات الايرانية يتصاعد مع المخابرات العراقية كون منتبسي وضباط المخابرات العراقية يعرفون مفاصل اللعبة الايرانية بصورة جيدة ولهم خبرتهم في هذا المجال ولهذا كانت عملية اختفاء وليس اختطاف (جلال شرفي)الذي ظهر فجأة ودون سابق انذار او عملية تفاوض ليغادر مباشرة الى ايران وسط صمت الجميع!!

هنا لابد ان تكشف ايران مفاصل اللعبة برمتها وتعلن من هي الجهة التي قامت باداء هذا الدور وساهمت في اختفاء دبلوماسيها واين كان يحتجز؟؟طوال هذه الفترة؟؟؟ومن هي الجهة التي كان عندها(ضيفا عزيزا مكرما)!!في الوقت نفسه عليها ان تكشف عن مصير ضابط المخابرات العراقي الذي اختفى مع (شرفي) وفي حالة عدم كشفها عن كل تلك الاسئلة فأن ذلك يعني انها وراء تلك اللعبة والعملية لان الخيوط انكشفت بعد الظهور المفاجئ للسيد(شرفي)!!والذي تزامن توقيته مع الافراج عن البحارة البريطانيين الذين قد يكون  احتجزوليكونوا جزء من اللعبة وعلى ايران ان لاتميط اللثام حول مصير الضابط العراقي وتذويب قضيته امام الراي العام على اقل تقدير؟؟ وهذا الامر يجعلنا التساؤل الى متى تبقى الاجهزة الايرانية تكيد المكائد لكل من يدافع ويعمل من اجل العراق ارضا وحكومة وشعبا؟؟؟في نفس الوقت نتساءل هل ستتخذ الحكومة العراقية موقفا وطنيا مشرفا وتطالب ايران بالكشف عن مصير هذا الضابط العراقي ؟؟ام انها ستجعل هذا الملف حاله حال ملف الاسرى العراقيين الذين لايزالون في اقفاص الاسر الايرانية؟؟ على الرغم من وقف القتال بين العراق وايران منذ مايقارب العشرين عاما وعلى سقوط النظام الذي كان معاديا لها رغم مرور اربعة اعوام على نهاية حكم النظام السابق ؟؟

                                                     

                                      شبكة المنصور

                                    05 /04 / 2007

                           وانكشفت المؤامرة الايرانية!!