بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

النموذج الكوري في العراق

 
شبكة المنصور
ميمونة بنت الرافدين
 

نشرت صحيفة الكريستين ساينس مونيتر

 في عددها الصادر بتاريخ 2 1/6/2007Christian Science monitor

تقريرا عن مشروع البيت الأبيض والبنتاغون الجديد، والذي لا يزال ضمن أجندتهما وموضع للنقاش كما ذكرت الصحيفة. حيث ينص هذا المشروع إلى بقاء دائم للقوات الأمريكية في العراق على غرار النموذج الكوري، ويكون بمثابة الدعم او الاسناد للحكومة العراقية ضد الاعتداءات الخارجية وفي نفس الوقت يكون كوسيلة لتدريب وتطوير قوة عراقية عسكرية جديدة ومنصة تتمكن من خلالها الولايات المتحدة الامريكية من مقاتلة أية مقاومة إرهابية.

وتذكر الصحيفة ان عددا من خبراء العراق والشرق الأوسط، قد حذروا من أية خطة لبقاء عسكري دائم في العراق، من شانها لصق صورة القوة المحتلة بالولايات المتحدة.

يقول لاري دايموند وهو خبير في جامعة ستان فورد حكم في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين(حسب تعبير الصحيفة)، أنها فكرة غير جيدة وستعطي صورة القوة الاستعمارية المحتلة للولايات المتحدة، ولا يوجد طريقا لقبولها من غالبية الشعب العراقي.

Larry Diamond an expert in democratization at Stanford university says” This is a really bad idea, one that will only feed the image of the US as the occupier, the colonial power…..There is no way long-term military bases are going to be acceptable to a majority of the Iraqi population”.

ويقول رالف بيترز وهو ضابط مخابرات متقاعد متخصص بالشرق الأوسط:سنكون أغبياء لا لتخطيط مثل هذا المشروع، ولكنه سابق لأوانه نقاش صريح لهذا المشروع حتى تربح الحرب.

Ralph Peters a retired intelligence officer specializing in the Middle East “We’d be stupid not to be planning for ….long-term bases ,but it’s premature to openly discuss the prospect until you win the war”.

للإطلاع على ما نشرته الصحيفة باللغة الإنكليزية متابعة الرابط التالي:

http://www.csmonitor.com/2007/0612/p01s01-woiq.html

 

نعود ل دايموند فنجد ان نظرته وتحليله للأمور نظرة واقعية مستنبطة من ادراك وفهم لحقيقة الشعب العراقي.فبعد دخول الاحتلال الغاشم عامه الخامس أصبح واضحا ان الشعب يعني المقاومة والمقاومة تعني الشعب، ويدرك الأعداء جيدا مقدار احتضان الشعب للمقاومة.ومقاومتنا الوطنية ضد الاحتلال الغاشم هي عبارة عن حرب شوارع وهنا يكمن دور الشعب الذي وضع له دايموند هذا الحساب في حالة انجاز المشروع الأمريكي الجديد،حيث سيشتد لهيبها وتزداد خسائر قوات الاحتلال بمساندة الشعب.

إما بيترز فيبدو انه يتكلم بنفس منطق المخبول بوش، منطق القوة والغرور ولا يزال لديهم أمل بتحقيق النصر.

ان أول ما يتبادر الى الذهن الأسباب والدوافع التي تدفع مخبول البيت الأبيض لهذا المشروع؟

فاما ان يكون بعيدا عن رؤية الواقع المرير والكارثة المأساوية لجيشه المهزوم داخل العراق، او انه يتجرع علقم الهزيمة المرة وكبيرة على عنجهيته وطغيانه ان تخرج أمريكا مهزومة من ارض العراق، وحقيقة ان كفة الميزان تستبعد الحالة الأولى وترجح الثانية.

 فخلاصة سياسة بوش الرعناء وعلى مدى أربع سنوات لا تتلخص في هزيمة جيشه وتكبده افدح الخسائرالمادية وانما في انكساره وفقدانه لهيبة جيش الدولة العظمى، صاحبة التكنولوجيا المتقدمة والمتطورة، وقمة ما يعانيه جيش الاحتلال المهزوم هو أسلحة المقاومة الباسلة البدائية، حيث أصبحت شغلهم الشاغل لما يتكبده أوغاد الاحتلال من خسائر بشرية قبل المادية وحالة الذعر والرعب التي تنتابهم في كل شارع ورصيف من شوارع العراق خوفا من انفجار عبوة ناسفة.من ناحية أخرى ما يواجه المخبول بوش من ضغوطات الشارع الأمريكي والمطالبة بوضع جدول زمني للانسحاب، وهذا قمة المستحيل بالنسبة لبوش، لماذا ؟لأنه لم يتمكن ولحد الان من تحقيق أهدافه الاستعمارية في العراق، بسبب فشل وعجز حكومة المالكي العميلة،واثبات ذلك زيارات غيتس ونغروبونتي وأدميرال فالون، وجميعها أسباب كافية لتدفع بوش لإطالة أمد الحرب في العراق حتى يتسنى له تحقيق ما عجز عنه وحكومته على مدى أربع سنوات. ان ما يهم بوش من الامر هو ارض العراق ونفطه، فالأرض لحماية امن الكيان الصهيوني أولا وأخرا، والنفط ما يؤمن به مستقبل أمريكا.

كان الاولى بمخبول البيت الأبيض ان يحتكم لصوت العقل، ان كان لديه عقل وينصت قليلا لدايموند وأمثاله ويصحح حساباته الخاطئة ويدرك ان شعب العراق ومقاومته الباسلة لن يستسلما يوما حتى لو طبق كل نماذج الاحتلال والاستعمار، ويبقى امله بتحقيق نصر في العراق عشم إبليس في الجنة.

 
 
 
شبكة المنصور
الاربعاء / العشرون / حزيران / 2007