بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل هي احكام بالاعدام ام هي جرائم اغتيال ؟؟

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

التأريخ الانساني مليء بالجرائم الجائره الظالمه والغير عادله ولكنه بذات الوقت يحوي الكثير من الاحكام العادله التي نطقت بالحق والعدل ووضعت الامور في نصابها الحقيقي ... وطبيعي ان الاحكام الجائره قد صدرت في ظل سلطات جائره وغير عادله وغير شرعيه ولذلك فان محاكمها غير عادله وغير شرعيه ، وعدم شرعية وقانونية السلطات وعدم شرعية محاكمها لها اسبابها في كل عصر وحين وعندما ندقق جيدا نجد في قمة تلك الاسباب وصول رجالات تلك السلطه الى الحكم بشكل غير قانوني وغير شرعي وغير شريف .. فكيف يكون الحال عندما تكون الحكومه موضوعه من قبل قوات احتلال واداة من ادواتها وكل هذه المعطيات تؤكد على ان ما يدور في العراق ينطبق على من يدعون حكمه والتسلط عليه لان وجودهم ليس فقط غير قانوني وغير شرعي وغير شريف وانما حالة لم يكن لها سابقه في التاريخ الانساني ولم تحصل منذ ولدت قوانين الارض ومنذ بدات الامم بتشكيل الحكومات وسن القوانين .

ان ما يحصل في العراق الان خزي وعار على الانسانيه جمعاء ووصمة عار على جبين كافة الهيئات والمنظمات المعنيه بحقوق الانسان والقانون الدولي وخبرائه ورجاله والعاملين في حقله لانهم يشاهدون علنا هذا السلوك الاجرامي المنحرف ولا يعملون على ايقافه حتى ولو بالقوه بل بالعكس فانهم يغضون الطرف عنه دون ان يعلموا ان استفحاله سيطالهم ويطال دولهم وشعوبهم وتتفشى في المجتمع الدولي شريعة الغاب وقوانين الوحوش .

لا يمكن باي منطق ان نسمي الجرائم التي تجري في العراق ومن خلال محاكم غير شرعيه معينه من قبل حكومه غير شرعيه بانها( احكام اعدام ) خصوصا وان عدم شرعية هذه الحكومه لا يختلف عليها اثنان وكل ما تقوم به هو مجرد املاء من قبل قوات الاحتلال ومن ضمن هذا الاملاء هو قتل شعب باكمله وليس فقط ما نراه من كواكب الشهداء الذين حتى لو طبقت عليهم فعلا قوانين الغاب لثبتت برائتهم التسميه الحقيقيه والمنطقيه لما يحدث هو قتل واغتيال وهو ليس فقط سياسي كما يعبر الكثير لان مستوى وحجم الجرائم لا يمكن ان يقترن بمصطلح السياسه ومن العيب ان يذكر مجاميع من الشراذم والمجرمون والعصابات التي تجمعت من مخابيء وجحورهي اساسا مبنيه على القتل والاجرام . ولا تختلف جرائم الاغتيال والقتل التي تنفذ من قبل المحاكم عن الجرائم التي تحصل يوميا على الابرياء الامنين في دورهم او المتوجهين لكسب ارزاقهم ويخطفون وتلقى جثثهم على الطرق وفي الحاويات ، وحقيقة ان ما سمي بالمحكمه هو اشد اجراما من القتله والمجرمون الذين يملأون مدن وشوارع العراق .

يتسائل الكثير اين دور الامم المتحده وهيئاتها المعنيه بالموضوع التي تحمي الشعوب واين الشريعه الاسلاميه واين الجامعه العربيه واين الانظمه العربيه ....الخ تساؤل مشروع ولكن :

لقد اسمعت اذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

ليس هناك اي اجابة لاي سؤال لان المصالح الشخصيه والانانيه والعنصريه تغلبت على القيم الانسانيه واصبحت فوق القوانين وتحولت كل هذه المسميات الرنانه الى مجرد مكاتب ومقرات سمسره وتلاعب بعواطف ومقدرات الشعوب المظلومه وهكذا ضاعت الحقوق واندثرت معالم المتطلبات الانسانيه لان العجز والاحباط غدى واضح على سمات تلك الجهات المعنيه .

ان صدور قرار ما سمي بالمحكمه الجنائيه العليا الذي يقضي باغتيال وقتل كوكبه جديده من رجال العراق وقادته امام مراى ومسمع العالم باسره لهو دليل قاطع على انحدار هذا العالم ومسيرته الخاطئه وتعبير عن توجه العالم عكس التطور والحضاره واقترابه من الخراب ... فما معنى ان يقتل شعب ويدمر وطن وتنهب ثرواته من قبل قوه غاشمه ..وهل يعتقد الساكتون عن الحق انهم سيسلموا من بطش القوى الغاشمه اذا ما تركوا الحبل على الغارب وهذه القوى مصابه بهستيريا الطيش والاستهتار .

اننا اذ نوجه ندائنا لكل اشراف العالم والمعنيين بحقوق الانسان والقانون الدولي وندعوهم ان لا يكتفوا بالشجب والاستنكار والرفض

من خلال وسائل الاعلام فقط بل يجب عليهم استخدام كل وسائل الردع القانونيه والانسانيه لوقف ما يجري من عمليات قتل وجرائم لابناء العراق الذين كان ولا يزال لهم دور كبير في بناء الحضاره الانسانيه وتطورها ، وكذلك العمل على الغاء كل اشكال القوانين والمحاكم الغير شرعيه التي جاءت بها قوات الاحتلال والحكومه العميله وصولا الى اعادة العراق الى مكانته اللائقه والغاء الوضع الشاذ نهائيا واعادة الحياة الى شعب هو من اكثر شعوب العالم حرصا على الانسانيه وحضارتها وثقافتها وتقدمها .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 09 / أيلول / 2007