بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تبقى ثورة 17---- 30 تموز التاريخ والذكرى

 

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

لا يمكن لاي عراقي ان ينسى او يتناسى ما تعرضت له ثورة 17--- 30 تموز المجيده ومنذ ولادتها من مؤامرات وتحديات تمكنت من تجاوزها بكل حكمه وصبر من خلال قيادتها الحكيمه التي صممت على الوفاء بتنفيذ ما جاء في البيان الاول للثوره ، ونذكر جيدا شبكات التحسس والمؤامره الايرانيه عام 69 والاعمال المعاديه الموجهه من مختلف دول الجوار وفي مقدمتها ايران الشاه واستغلالها القضيه الكرديه لتقويض الثوره واجهاضها وكان مسلسل التآمر مترابط وليس فيه انقطاع فمن الورقه الشيوعيه الى الورقه الكرديه ومنها الى الورقه الطائفيه ، وعندما وجد المتآمرون ان اوراقهم قد تساقطت واحترقت بنار الصمود العراقي عمدوا الى اشعال نار حرب دامت اكثر من ثمان سنوات خرج منها العراق بنصر مبين وبعافية متكامله مما دفع المتآمرون الى خلق قضية الكويت ليجعلوها الحجة والسبب لتدمير العراق وتنفيذ مخططهم الاستراتيجي وعنما صدموا مرة اخرى بنهوض العراق اقدموا على اخطر فصول المؤامره وهوالاحتلال العسكري المباشر والتدمير الاجرامي وقتل كل ما في العراق من خيرين وتبديل قيادته الشرعيه الاصيله باشباه رجال تم جمعهم من مزابل الصهاينه والفرس سحقت رؤوسهم اقدام الاعداء حتى حولتها الى رؤوس خاويه خاليه من الغيره والشرف ممتلئه بالعفونه والحقد على كل شيء اسمه عراقي او له مساس بالعراق .
هذه كلمات بسيطه ومختصره تلخص حقيقه من تأريخ العراق وما خفي من تفاصيل واحداث لا تقوى على احتوائها كل كتب التاريخ وصناديق المعلومات وليس الغايه ان نعيد ونكرر بشيء واضح ومعلوم ولكننا نريد من كل شريف وعاقل وصاحب ضمير حي ان يجري مقارنه بين الثلاث عقود ونصف التي عاش بها العراق والعراقيون في ظل الثوره وبين الثلاث سنوات التي عانى بها العراق والعراقيون تحت نير الاحتلال وجرائم العملاء ليحدد موقفه بشكل صريح وواضح ولكي يقول كلمة الحق مهما كان الثمن لان كلمة الحق هي سبيل مهم من سبل الخلاص من هذه المحنه التي ان استمرت ستنزع العراق من ايدي ابنائه وتسلمه لقمة سائغه بأيدي اعدائه من الفرس والصهاينه وعندها سوف لن يربح لا شيعي ولا سني ... لا كردي ولا تركماني ولا اية قله او كثره ... عندها سيكون الخاسر الوحيد هم العراقيون جميعا والرابح هم اعداء العراق وشذاذ الافاق من العملاء والجواسيس .
عندما يتغير اي انسان من حال الى اخر لا بد له وان يجري مقارنة بين الحال الذي كان عليه والحال الذي وصل اليه حتى وان كانت هذه المقارنه مع نفسه وذلك لسبب بسيط وهوان يجعل من النتيجه سببا من اجل الجهاد في سبيل الحال الافضل .
منذ اليوم الاول للاحتلال بداْ المحتل وعملائه بتهديم كل شيء وجدوا فيه منفعة للعراق وشعبه .. جردوا الناس من ابسط مقومات الحياة ... سلبوا الناس حياتهم وارواحهم وممتلكاتهم ... جعلوا منهم مشردون في كل اسقاع الارض ... نسي العراقيون تماما الراحة والامن والامان وصار لسان حال من سلبت امواله وهجر من داره يردد الحمد لله انني حافظت عاى حياتي وحياة اولادي ... ومن سلبت حياته يقول ذويه الحمد لله انا عثرنا على جثته وتمكنا من دفنه ... اموال العراق وخيراته لم تعد ملكا لابنائه بل اصبحت حكرا للعملاء والاعداء وتحولت الى قصور وضياع وفنادق واحواض سباحه في الدول الاوربيه ... نفط العراق صار جزيء من ثروات امريكا وايران والكويت والعملاء ... السجون والمعتقلات اصبحت تعادل نفوس العراق .. منها العلنيه واكثرها سريه .. من يذهب الى المستشفى للعلاج يخرج مسموما ... ومن يبحث عن ابنه المقتول يلتحق به ...ومن يغفو من المه وحزنه يستيقظ ليجد مجموعه من القتله تحيط بسريره ليأخذوا اموله ثم يسهلوا له النوم الابدي ... ومن كان ضليعا بالقتل والاجرام اصبح في قمة المسؤوليه ... الوزارات موزعه بين الفرس والصهاينه كل حسب حاجته ... مليارات الدولارات فقدت وسجلت ضد مجهول .. مكاتب رجال الدين تحولت الى مقرات لتخزين الغنائم والاموال المسلوبه ... ملايين البشر تركت دورها واملاكها وراحت تبحث عن شقة او غرفه في اي بلد يقبلها ..والاف مؤلفه تقف طوابير على ابواب مكاتب الامم المتحده بحثا عن اللجؤ ولو الى جهنم وسياسيون عملاء وماجورين يدعون الامن والاستقرار نجاح العمليه السياسيه .

هذا غيض من فيض من الحال الذي وصل اليه العراق خلال بضع سنوات وهو مستمر الى ما هو اشر واتعس ثم يخرج علينا الكفرة والفجار ليقولوا ان صدام حسين عمل كذا وحزب البعث قام بكذا والكل يعلم علم اليقين ان ثورة 17--- 30 تموز بعقدها الاول اوصلت العراق الى مصاف الدول المتقدمه والى عهد زاهر لم يكن يحلم به انسان وعلى هذا الاساس وضع الاعداء العراق نصب اعينهم وتآمر المتامرون وتكالب المتكالبون .
ان كرامة العراق الحقيقيه هي بأنبثاق هذه الثوره البيضاء التي حولها العملاء والمجرمون الى ثورة حمراء لا لسبب سوى لانها ثورة وطنيه شريفه قادها ابناء العراق الاصلاء وقرروا ان لا يضعوا ايديهم بايدي الاعداء وان يحافظوا على ارض العراق وشعبه وكرامته .
ذكرى الثوره هي اليوم الطني الحقيقي للعراق وتاريخه انها الذكرى التي توحد الصفوف وتشحذ الهمم وترمي بالطائفية والعنصريه في حفرة غائره ليس لها قرار وتردمها الى الابد .. اما من نادى ان يكون يوم احتلال بغداد هو العيد الوطني .. ومن اراد ان يبدل راية الله اكبر بعلم اسرائيل .. ومن عمل على تبديل قادة العراق بفرس وصهاينه فليس نحن من نحكم عليه فهو يعلم جيدا من سيحكم عليه واين سيكون مصيره .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 16 / تمــوز / 2007