بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

وما نيل المطالب بالتمني

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

اصابنا ظمور بالاعصاب وتخدرت ارجلنا وايدينا وتعبنا كثيرا واتعبنا انفسنا معنا مثلما اتعبنا مقاعد المقاهي وصرنا نحفظ اسماء وعناوين تلك المقاهي اكثر مما نحفظ اسمائنا واسماء اقاربنا واصدقاؤنا وشوارعنا وحاراتنا وتثائبنا حتى كادت افواهنا تتمزق وصار نومنا اكثر من صحوتنا وقل فعلنا وكثر كلامنا ولم تعد اجسامنا قادره على القيام بواجباتها لان كل عضو في اجسادنا تغير منهاج حياته وتحول الى عضو يؤدي الحد الادنى من الواجبات الاعتياديه ... ايادينا لم تعد تعمل بالزراعة والصناعه ولم تعد قادرة على مسك القلم لتكتب ما يجب ان تكتبه .... ارجلنا تشابكت وكانها عيدان ثقفها نجار غير ماهر واقدامنا تسحق كل شيء وتدوس على كل شيء لانها فقدت التمييز بين المتعرج والمستقيم من الطرق ... آذاننا لا تسمع الا ضجيج وعيوننا لا ترى الا صور الماضي وحواسنا مفقوده حتى غدونا نلمس الجمروكأنه ريش النعام ولم يعد لدينا شيء صالح سوى السنتنا والتي استفردت بنا فراحت تأخذنا وتردنا كيفما شاءت هي وليس كما شئنا نحن كونها تعاطفت مع الضجيج الذي نسمعه وتآخت مع ما نراه من صور الماضي .

كل ذلك حصل ويحصل لنا ونحن نتخم انفسنا بما تلوكه السنتنا من كلام هي تختاره وليس قلوبنا ولا عقولنا ...... نرى الكفر فلا نستغفر الله ونرى الطغيان فنتعامل معه بأقل من اضعف الايمان ونرى الكثير الكثير فلا نأبه لا سلبا ولا ايجابا ونحن نعلم ان السكوت في حال لا يقبل السكوت غير مسموح به والسكوت في حال يتعلق بالمصير والحق والكرامه هو الكفر بعينه .

تعيش بلادنا ونعيش معها اقسى درجات المحن ونتآكل يوم بعد يوم وكلما مرت الايام ازداد طغيان الطغاة وضعفت قوتنا وتفكيرنا وحبنا لبلدنا والتصاقنا به ولم نجد ما نعبر به عن مواقفنا سوى التمني الذي تبناه اللسان نيابة عنّا وعن ضمائرنا وعقولنا . وهذا جل ما يريده الاعداء فهم في فسحة من الكفر والطغيان والاستبداد ونحن في بودقة التمني التي لا تغني من جوع .

وبدلا من الانتصارلاولئك المجاهدين الذين حملوا محنة الوطن على اعناقهم وراحوا يخاطرون بأرواحهم دفاعا عن القضيه وبدلا من مدهم بالسلاح والمال والانفس ملأنا الجو قصص وحكايات عن الماضي الذي كنّاه ويا ليتنا اكتفينا بقصص حقيقيه وواقعيه وصادقه ولكنها كانت قصص تدور معظمها عن بطولات وقت الرخاء والاسترخاء وحين كان الوطن لا يحتاج لها .

وهل ان كان حاضرنا شقيا نسود بكون ماضينا سعيدا فهذا فلان يجلس في المقهى متفاخر ليحكي لنا كيف كان وهويشغل ذاك المنصب الرفيع نظيفا عفيفا ومناضلا شريفا ويرمي باللائمه على الاخرين في كافة القضايا السلبية التى واكبت منصبه الرفيع ... ثم يعرج الى الحال الجديد فيلعن المباديء التي كان قد آمن بها قبل ان يلعن الامريكان وعملائهم دون ان يتطرق الى ملكيته الحاليه التي جمعها من خلال المباديء من شقق وسيارات ومزارع ومشاريع زراعيه وصناعيه وهي في واقعها دليل حي وقاطع على انه لم يكن نظيفا ولا عفيفا ولا مناضلا شريفا ، وامثال كثيره من هذا القبيل تجعل الانسان يخجل من نفسه على تعامله مع هذا النوع من البشر الذين حولهم حبهم للحياة وتمسكهم بمغرياتها الى صعاليك منافقين واثبتوا من خلال الوقائع انهم ابدا لم يكونوا اصحاب قضيه او فكر وانما رواد منافع وفرص اغتنموها من خلال نفاقهم وصغرهم فجنوا منها مال حرام وخسروا الوطن والشرف والكرامه ... ولولا الحياء ممن هم غيارى واعزاء على القلوب لذكرنا اسماء واسماء وربما سنظطر لذكرها بعد الاسئذان .

الميدان مفتوح للجميع ومن يريد اعتلاء القمر والنجوم يمكنه ذلك اذا بدا بتسلق السلم بجهاد وايمان وعقيده ويبدا بالصعود ليصل اما شهيدا او فارسا مغوارا ولكن يجب ان نتذكر جميعا ان الوصول الى القمه يحتاج الى الشجاعه ثم الشجاعه والايمان ثم الايمان لان القمه ابدا لا تسقط في احضان من لا يتمسك بالدرجة الاولى من السلم بكل قوه ليمسك بالثانيه .

المطالب والاهداف لا يمكن ان تاتي بالتمني ولو كان التمني مجديا لتمنى كل انسان ما يشتهي ونام ليجده صباحا على السفره .... المطالب بالجهاد والعمل وصفاء ونقاء النوايا . ويجب ان لا نكون مثل البعض ممن يدعون الايمان يتصرفون وكانهم عقدوا صفقة تجاريه مع الباري عزوجل ففي كل ركعه يريدون مطلبا وينتظرون وصول المطلب معتقدين انه تعالى يوزع حقائب المطالب بحسب الركعات متناسين بأن الله امر الانسان المؤمن بالسعي والعمل والاجتهاد لكي يكلل مسعاه بالنجاح والتوفيق والا سوف لا تنفعه صلاته بغير ذلك .

نقول لكل من اكثر من الكلام لو ان كل طن من الكلام الذي تسوقه في المقاهي ومجالس الثرثره تحول الى غرام واحد من الفعل والعمل الجاد المخلص لاصبحنا بخير والف خير واضفنا قوه جديده للمقاومه وابطالها .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 26 / أب / 2007