بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هيئة علماء المسلمين والموقف المطلوب

 
شبكة المنصور
الدكتور ال مشعل الخزرجي
 

رغم اني لا اؤمن بدور رجال الدين السياسي على الاقل في بلد كالعراق ولم اضع في حسابتي ان اعجب او انبهر برجل دين مهما كان حجم علمه مع شدة ايماني وكبير اعتزازي كوني مسلما وعربيا وعراقيا ولكني وربما يشاركني الكثير من الاخوة هذا الرأي انه بعد احتلال العراق فان كل الجهود الخيرة تظل مطلوبة بالحاح ولابد من تظافرها وانسجامها مع خط التحرير ولا بديل عن التحرير ومن هذا المنطلق وخصوصا بعد ان اصبح الكثير من احزاب الاسلام السياسي السنية والشيعية او المحسوبين على الاسلام السياسي اصبحوا مطايا للمحتل وخدم وماسحي احذية الشيطان باركنا بل وتفاعلنا مع انبثاق هيئة علماء المسلمين خصوصا وان طرحها كان في السنتين الاولى طرحا وطنيا عراقيا عربيا خالصا وتمنطقت بخطاب وطني يخاطب كل العراقيين قبل ان يتلوث هذا الخطاب بعض الشيء بالتقرب والتنسيق مع الكلبين الاجربين طارق الهاشمي وعدنان الدليمي عليهم لعنة الله الى يوم الدين

والمتابع لهيئة العلماء رغم الملاحظات العديدة على بعض مواقفها وطروحاتها وسكوتها على جرائم كبيرة حصلت في العراق وكان في مقدمتها اغتيال الرئيس الشرعي للعراق الرئيس صدام حسين عليه السلام ورغم انها تحولت في خطابها الى مايشبه بيانات الجامعة العربية في الشجب والاستنكار حتى اصبحت كليشة البيانات متكررة ورغم خطأها الفادح في المشاركة في مؤتمر اسطنبول لدعم السنة جنبا الى جنب مع العميل الدليمي وممثلي حزب العنزة الزاربة الاسلامي  ورغم سكوتها وسماحها للقوى الطائفية السنية في جبهة التوافق المشبوهة بالمشاركة في عملية بوش سستاني السياسية وايجاد التخريج الفقهي والشرعي لذلك ورغم ورغم الا اني لازلت اشعر ان هذه الهيئة الكريمة امامها مسؤوليات وطنية واسلامية غاية في الاهمية والذي جعلني اقول ذلك هي الفتوى التي اصدرتها الهيئة قبل اكثر من اسبوع والتي تحرم اقرار قانون النفط في برلمان الخمسات الثلاث والطرزان وتحمل من يصوت عليه ويقره المسؤولية التاريخية والاخلاقية والوطنية امام الله وامام شعب العراق ورغم ان هذه الفتوى غير قادرة على التاثير في الميدان الا انها تحمل قيمة معنوية وشرعية كبيرة ولعلي منذ فترة طويلة وانا انتقد مواقف الهيئة ليس لشخصنة بيني وبين اعضائها فانا لازلت اكن لشيخنا الضاري كل الاحترام والتقدير فهو صوت وطني ورجل عراقي عربي مجاهد لاغنى عن دوره وخدمته لعراقه وشعبه ولكن انتقادي ينبع من حرصي الشديد على هيئة العلماء ودورها الوطني وخوفي عليها من المتربصين من لابسي الجبة والسدارة والباينباغ والمتلفعين بالاسلام من ان يحرفوا منهجها الوطني ويحولوها الى منبر طائفي باهت لاقيمة ولاقدرة له بل لاوجود له الا بشرعنة الطائفية وهذا ماحاوله طارق الهاشمي وبعض من يتعاون معه في الهيئة وعدنان كشيدة وزبانيته وياتي انتقادي نابعا من ايماني بان الهيئة تستطيع ان تفعل شيئا ما في اصعب الظروف اذا تخلت عن سياسة المجاملات للاخوة في جبهة التوافق الفاسدة المنهارة

ان اول ما يتبادر الى ذهني وذهن الملايين من العراقببن والعرب الشرفاء ونحن نسمع ونقرأ فتوى تحريم التصويت على قانون النفط هو هو مطالبة الهيئة وعلى رأسها الشيخ الدكتور المجاهد الضاري باستعادة النفس الوطني الاصيل لها واصدار فتوى بتحريم التعامل مع المحتل والدخول في عمليته السياسيةبعد ان اثبتت الوقائع والاحداث المأساوية الاليمة في عراقنا بطلان الادعاءات الفارغة التي ساقها بعض اصدقاء الهيئة وخصوصاالحزب الاسلامي وجماعة عدنان وغيرهم للدخول في العملية السياسية وعلى الهيئة ان تثبت في فتواها ان كل من يصر على البقاء في هذه الحكومة وكل حكومة تحت اشراف المحتل هو مرتد كافر خائن يتوجب عليه القصاص ولعنة الله وصالح المؤمنين وان من يتوب توبة كاملة نصوحة غير منقوصة فاهلا وسهلا به وان من يصر على غيه وخنوعه وقلة همته وخسة ودناءة نفسه اما اغراءات المال والجاه والسلطة الفارغة فلا يحيق المكر السيء الا به ولن يتم التعامل معه بل اخراجه من الملة

ان الاستمرار في التنسيق والتباحث والتحاور مع ذابحي اهل العراق وخائني ابنائه من امثال طارق الهاشمي وعدنان الدليمي واسامة التكريتي واياد السامرائي وسليم الجبوري وغيرهم والاستماع الى حوارهم والتنسيق معهم وحضور ندواتهم عمل لا اعتقد انه يليق بعد الان بالهيئة ولا يمكن ان تبرره الشريعة والعرف والاخلاق بعد اثبتت الحقائق الميدانية خطل هذه الفئة وبطلان حججها وسقوط شعاراتها بل وتورطها في دعم الحلف الامريكي الايراني اليهودي ولن يرحم التاريخ والدين والشعب من لا يتخذ الموقف الذي يوجبه شرع الله ونواميس البشر اللهم اشهد اني بلغت والله من وراء القصد .

بسم الله الرحمن الرحيم

( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له )

صدق الله العظيم

 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الجمعــــة / 13 / تمـــوز / 2007