بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حكومة الاصطبلات الخضراء ... اطرش بالزفة ام شاهد ماشافش حاجة

الحوار على العراق وغياب العرب 

 
شبكة المنصور
الخليج
 

بقدر ما تحول العراق إلى تراجيديا، بدأ بالأمس يتحول إلى أحجية تحتاج إلى مفاتيح للفهم، فأمريكا وإيران تتفاوضان على العراق، الحاضر والمستقبل، وفي قلب العراق، والشاهد على التفاوض عراقيون صامتون حتى ولو تكلموا. والوطن العراقي يتحلل ويحلب ويسلخ جلده في عز الظهيرة، ولا أحد يسمع أن هناك من يعتذر إلى العراق، مع أن أسماء الذئاب وعناوينها معروفة وواضحة.

في غياب العرب، ومن ضمنهم مجلس التعاون الخليجي، تجري المفاوضات الإيرانية - الأمريكية على العراق، وربما غير العراق، والواضح أنها قد تطول، فالإيرانيون مثل الأمريكيين في مأزق، وما من طرف يمكن أن يعلن براءته الأخلاقية والتاريخية من هذا الذي جرى ويجري للعراق.

إنها واحدة من مفارقات هذه التراجيديا البابلية، التي -للحظة- تلوح كوميديا سياسية، تترك العراق والشعب العراقي القتيل أو المجروح في عراء التاريخ، وفي فضاء مهجور من العراقيين المتضررين من فائض الاستبداد وفائض الاحتلال في آن، إلا من أزيز الرصاص، وفساد الفاسدين، وهيمنة قياصرة العناقيد السامة، وقوى أوغلت في العسف والانزلاق إلى الطوائفية والمذهبية، في أعلى تجلياتها البدائية.

المتفاوضون على العراق، في قلب العراق المريض، بقدر ما يبحثون عن تسويات لأزماتهم المتداخلة أو المتقاطعة، بقدر ما هم مصممون على مواصلة شهوة السيطرة على نحو محموم.

نعم، العراق في لحظة مفاوضات الثعلب والفيل، مجرد كرة تتقاذفها أرجل غير عربية في لعبة خرقاء. إنها لعبة جديدة في مهرجان دموي، حصاد اللحم فيه والدم عربي عراقي. والعرب هم الغائب الأكبر عما يجري.

بعد الآن، هل المطلوب، عربياً، تغطية هذه المفاوضات على العراق؟ أم المطلوب استجابة خليجية وعربية حقيقية وفاعلة، للأنين العراقي؟

هل نستجدي ولو موقفاً موحداً ضاغطاً للعرب، في هذه اللحظات الكاريكاتيرية، التي تتفاوض فيها أمريكا وإيران وضواحيها السياسية العراقية، علناً، بعد أن “تفاوضت” سراً وتفاهماً قبل الحرب وبعد الاحتلال؟ أم أن الأمة كلها تحولت إلى كتلة من اللحم الميت الأصم؟

 
 
 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الثلاثاء / 10 / تمـــوز / 2007