بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المشهد العراقي .. والأربعين حرامي

 

 

 

شبكة المنصور

الوعي العربي / بنت النيل

 

كان قد طُلب مني ومن خلال أسرة تحرير الوعي العربي كتابة مقالة هذا الأسبوع الخاصة بالمشهد العراقي ونظراً لما يتسم به هذا المشهد من زخم في الأحداث فلم نستطع تجاهل و ملاحقة هذه الوتيرة ولذا قررنا إن يكون تعليقنا علي أحداث هذا الأسبوع جملة واحدة نظرا لأهميةالأحداث وتسلسلها من حيث الأهمية ولك عزيزي المواطن العربي أهم هذه الأحداث والمشاهد

المشهد الأول

 

قيام الرئيس الأمريكي يوم الاثنين الماضي بزيارة تسللية وخفية وسرية مصطحبا معه أركان عصابته وعلي رأسها وزير الدفاع الأمريكي جيتس والآنسة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية التي توارت عن الأنظار في الفترة الماضية مما يشير إلي أن الفترة القادمة سوف يشهد العراق تحركات أكثر ضغطاً علي الصعيد الإقليمي وسوف يُعطي للخارجية الأمريكية دورا أكبر في إدارة الأزمة العراقية وذلك بعد سلسلة من الفشل العسكري المتهاوي والسريع والخسائر المادية في العتاد والجنود و حلفائهم من المتعاقدين الأمنيين تعد هذه هي ثالث مرة يتسلل فيها بوش إلي العراق كما اللصوص منذ الغزو وجاءت بصورة إستعراضية وبأسلوب مسرحي خائب وهابط ولأتحمل أي رسائل كما قيل اللهم هذا العار الذي لحق برئيس الدولة العظمي الذي جاء علي غير الأعراف والتقاليد الدولية فأصغر مسئول في أي جزيرة من جزر المحيط يُستقبل عند زيارته أي دولة في العالم استقبال الفاتحين إلا أن رئيس الدولة العظمي يأتي خِلسة دون أن يُقرر موعد هذه الزيارة مسبقاً وذلك خوفاً علي حياته من أن تطاله أيدي أبطال المقاومة وان كان نما إلي علمنا بان المقاومة العراقية قد طاردت طائرة بوش علي الرغم من التكتم الشديد وهذا يدل علي القدرة الإستخباراتية لإبطال وفصائل المقاومة التي اخترقت سرية الزيارة وكذلك إستهداف أبطال المقاومة العراقية قبل ثلاثة أيام من تسلل بوش طائرة أعضاء وفد الكونجرس الأمريكي بعدة قذائف أرض جو وإضطرار الطائرة للهبوط في الأردن . وبالعودة إلي الزيارة الإستعراضية التي أراد لها بوش إن تُعطي انطباعاً عاما لدي الأمريكيين بما تحقق من إنجازات علي أرض الواقع وخير دليل علي ذلك هبوط طائرته في قاعدة الأسد العسكرية الجوية في الرمادي محافظة الأنبار والتي عرف عنها بأنها البقعة الملتهبة والرافضة للإحتلال وإن كانت هذه القاعدة تبعد مئات الكيلو مترات من محافظ الأنبار والفلوجة الثائرة وقد التقي بوش مع ثُلة من العملاء قيل أنهم من وجهاء الأنبار ولكن الأنبار منهم براء وتأتي هذه الزيارة السرية قبل أيام من انتهاء باتريوس وكروكر من تقريرهم عن إستراتجية وخطط بوش الأخيرة الذي يُقدم إلي الكونجرس للتأثير علي مجريات هذا التقرير. لقد جاء لقاء بوش وأركان عصابته بحكومة العملاء الورقية في إحدي السراديب القاتمة والتي تشبه مغارات الأربعين حرامي والتي ظهر فيها عملاء العراق متخاذلين خاضعين منكسرين أمام سيدهم الذي يعطي لهم التعليمات وأضحي المالكي في مقابل سيده كالفأر المذعور بعد أن استأسد أمام الشاشات في عملية هجومية إستعراضية علي المسئولين الأمريكيين بما فيهم بوش إلا أن هذا اللقاء علي المستوي السياسي أوالأمني ليست له أي مدلولات علي الأرض فالعملية السياسية والأمنية لفظت أنفاسها الأخيرة و ولم يبقي إلا دفنها

 

المشهد الثاني

 

يأتي علي خلفية التصريحات التي أدلي بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد و الخاصة بملئ الفراغ الذي يحدث بعد الإنسحاب الأمريكي المزمع والمرتقب من العراق وذلك في مؤتمر عدم الإنحياز الذي عقدُ في طهران الأسبوع الماضي في الوقت الذي لم نسمع لحكومة المنطقة الخضراء أي رد فعل علي هذه التصريحات ولم ترتعد فرائصهم أوشواربهم ولو لذر الرمال في العيون فهذه النخب لابد أن تحاكم علي ما تقترفه في حق العراق والعراقيين وأن توجه إليهم تهمة الخيانة العظمي ، كما إننا لم نسمع للإدارة الأمريكية أي تعليق بالنسبة لهذا التصريح الغريب في الوقت الذي جاء فيه هذا التصريح متزامنا مع زيارة بوش تقريبا مما يفصح علي انه هناك أموراً أمريكية إيرانية تحاك من خلف الكواليس

 

المشهد الثالث

 

يضم أكثر من صورة في إحدي زوايا هذا المشهد وهو الإنسحاب البريطاني السريع من العراق خاصة من الجنوب والذي بدأ بوتيرة سريعة علي الرغم من الضغط الأمريكي علي براون وتحذيره من مخاطر الانسحاب السريع و المهين كما أسموه وذلك بعد الإنشقاقات والإتهامات المتبادلة بين جنرالات الحرب الأمريكيين والبريطانيين علي خلفية تغير طبيعة الهدف من الحرب ولكن الهدف الغير المعلن من الانسحاب السريع هو حجم الأهوال والجحيم الذي تعانيه القوات البريطانية من ملاحقة أبطال المقاومة لهم . وفي خلفية المشهد من هذه البقعة جاء إعلان( مقتضي الصدر)زعيم تيار القتل وعصابات النهب تجميد أنشطة جيش المهدي لمدة ستة أشهر علي خلفية من الصفقات بين الصدر وأمريكا وإيران


المشهد الرابع

 

يأتي بعد إنتهاء بوش من زيارته التسللية إلي بلاد الرافدين من دعوة ما يسمي بالبرلمان العراقي وقطع أجازته بناء علي تعليمات من السفير الأمريكي كروكرعلي الرغم من انه في أجازة مستمرة لأسباب تتعلق بعدم قدرة أعضاء البرلمان علي حضور الجلسات لخطورة الموقف الأمني وفي غيبة رئيس المجلس المشهداني المعتوه وبحضور خالد العطية الطائفي نيابة عنه وذلك لعرض وتمرير قانون النفط والغاز سابق التجهيز في إسرائيل وذلك من أجل بسط السيطرة والهيمنة علي مكاسب العراق والشعب العراقي من ثروتهم النفطية والتي أعادها صدام حسين إلي العراق بتأميمه البترول عام 1972 بالإضافة إلي تمرير عدة قوانين ومشاريع لخدمة الاحتلال ويجب الموافقة عليها وإلا قطع ما يدفع إليهم من عمولات مقابل التمرير والموافقة كما وافقوا علي الدستور وعلي قانون الأقاليم من قبل فبئس الجواسيس والخونة والعملاء الذين باعوا شرفهم وكرامتهم من أجل ملذاتهم وشهواتهم الشيطانية فباعوا الأرض والعرض وأنهم لرغباتهم لمنتقمون والويل والعار والشنار عليكم أيها العملاء واللصوص من أتباع الأربعين حرامي


المشهد الخامس

 

يأتي هذا المشهد الساخر وهو من المشاهد المبكيات المضحكات وكما يقول المثل العربي شر البلية ما يضحك و البلية هذه المرة تتلخص في أن المالكي المملوك زعيم عصابة الأربعين حرامي يخرج علينا هذه المرة في مشهد كوميدي بإصداره أمراً بإلقاء القبض علي رئيس ما يسمي بدائرة النزاهة القاضي راضي الراضي ولا اعتقد إن لهذا الراضي أي علاقة بالقضاء أو بالنزاهة لأنه من علي شاكلة أسياده من اللصوص لاتهامه بأمور تتعلق بقضايا فساد وقتل وكسب غير مشروع ومنعه من مغادرة البلاد والعجيب في الأمر بان هذا الراضي موجود في أمريكا بدعوة من وزارة العدل الأمريكية لحضور دورة تدريبية أو مخابراتية لا فرق بينهم والسؤال الذي يطرح نفسه هو علي ماذا اختلف اللصوص ؟؟ وصدق إحسان عبد القدوس في روايته التي تحمل عنوانا باسم يا عزيزي كلنا لصوص نعم هذا زمن اللصوص

 

المشهد السادس

 

هو الأبرز والذي يتصدر قلب المشهد وهو زيارة رئيس حكومة البرتقالة في المنطقة الخضراء إلي النجف الأشرف لمقابلة الرجل الخفي السيد السيستاني لنيل البركات ورقي الحكومة من عين الحسود ومن كل أللي يكروه وعلي رأسهم حاليا السيد بوش وفصائل المقاومة ولكن التساؤل الذي يراودني والوسواس الخناس الذي يطاردني في صحوتي ومنامي هل يوجد فعلا شخص اسمه السيد السيستاني وهل قابله المالكي فعلا وإذا كان المالكي قابله فعلا فهل له إن يقول لنا كيف تم تحضير روحه لتصديقه فكل العملاء يدخلون ويخرجون إلي مغارة السيد علي ولا نعلم ما الذي يشاهدوه هناك وأنا كلي إعتقاد أن سماحة السيد منذ أن غادر العراق علي متن طائرة خاصة متوجها إلي لندن لإجراء فحوصات طبية وذلك منذ فترة طويلة و ربما تم تجميده أو تبديله هناك بسيستاني آخر طبقاُ للمواصفات الفنية للاحتلال أو لزيادة عمره الافتراضي


المشهد السابع

 

في مبادرة إستباقية علي غرار الضربات الإستباقية للإدارة الأمريكية الفاشلة و التي أتقنها جواد المالكي نوري حالياً من أسياده الأمريكان المحتلين بإصداره مرسوماً بإعادة هيكلة وتصفية الكوادر الشرطية والتي يثبت تورطها في أعمال تتعلق بالميلشيات الطائفية وجاءت هذه الخطوة التي أراد بها المالكي إن يقطع خط الرجعة علي تقرير الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي والذي أوصت به لجنه برئاسة الجنرال جيمس جونز خلصت فيه إلي إن الطائفية المنتشرة في التشكيلات العسكرية تقتضي القضاء والتخلص من هذه الوحدات وبالتالي سوف يتم القضاء علي طابوره الخامس وميلشياته المنتشرة في صفوف العسكر ولذا أراد أن يقنع أسياده بخطوة إستباقية بأنه قد قام بما ُطلب منه وقام بتطهير صفوف الشرطة دون المساس برجاله

 

المشهد الثامن

 

يأتي في خلفية مظلمة البطولة المطلقة فيه للمؤثرات الصوتية والموسيقي التصورية ولا احد يعلم من الذي يقوم بإخراج هذا المشهد وهو الذي جري تجهيزه وتحضيره في احدي دول أوربا عن طريق مؤسسة أوهيئة تسمي هيئة إدارة الأزمات في هلسنكي بفنلندا والتي دعت فيه بعض المشاهير من المشاركين فيما يسمي بالعملية السياسية وذلك للتقريب المذهبي فيما بينهم ومن هؤلاء المشاركين عدنان الدليمي زعيم جبهة التوافق العراقية السنية وصالح المطلق زعيم جبهة الحوار وهمام حمودي صاحب التمريرات الدستورية للحكومة العراقية وإن كنت اشك في عراقيته وأكرم الحكيم سليل آل الحكيم الطبطبائي وجلال الصغير جلاد مسجد( براثا) أو سجن براثا والذي تحول إلي معتقل للتعذيب والتنكيل بالعراقيين علي الهوية وأفلحوا إن صدقوا

 

المشهد التاسع

 

يأتي علي خلفية إنتقام الأذناب من الفرس للتنكيل بأركان النظام العراقي العربي القومي والذي جاء علي خلفية التصديق وتأييد محكمة التمييز البريمرية علي أحكام الإعدام في قضية الأنفال الصادرة فى حق الرفاق من النظام السابق ومنهم وزير الدفاع سلطان هاشم أحمد وعلي حسين المجيد وآخرين لاتهامهم في عملية قتل الأكراد في حلبجة علي الرغم من براءة العراق من هذه المجزرة وذلك بشهادة الأمم المتحدة نفسها وليسجل التاريخ اسماءاً جديدة تلحق بموكب شهداء العراق

 

المشهد العاشر

 

وهو مشهد النهاية أو كما يقولون هو مشهد مسك الختام والذي تصدرت أخباره كل المواقع الوطنية والحرة وهو خبر إتفاق ثماني فصائل من المقاومة العراقية الشريفة وتشكيل جبهة وطنية وسياسية واحدة تحت لواء واحد وهدف واحد وهو تحرير العراق من المحتلين وازنابهم من العملاء الخونة حتي رحيلهم علي الدبابات الأمريكية التي أتوا عليها إن وجدت وإن كنا نأمل في أن ينضم إلي هذا الاتفاق كل فصائل المقاومة العراقية من نشامي وماجدات العراق لكي يشكلوا فصيلا واحدا هدفهم واحد وأملهم واحد وسلاحهم واحد ضد المحتل وازنابه فأمل الأمة معلق عليكم يا أبناء العراق فلا تخذلونا وبذلك يكون المشهد قد اكتمل وبات في أحسن صورة .

 

 

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 08 / أيلول / 2007