بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الإزدواجـية الأمـريـكية .. والمنظـومة الـدفـاعـية

 
شبكة المنصور
الوعي العربي
 

 فى جولة أوربية قام بها الكومندا المهم بوش خالعًا على نفسه رداء القداسة وبراءة المبشرين بالديمقراطية والأمن والسلام فى محاولة منه الهروب من حالة الفشل والسفوط الذريع التى تعيش فيها الإدارة الأمريكية أعنى العصابة الأمريكية وكذلك حالة الحصار والوصايا من قبل الكونجرس الأمريكى وهو ما أكدته استطلاعات الرأى الأخيرة من تدهورشديد لشعبيته بدرجة لم يسبقه فيها أحد من رؤساء أمريكا على مر التاريخ . وفي بادرة هي ليست الأولي من نوعها يخرج علينا راعي الديمقراطية في بلادنا العربية والأسلامية والشرق وحامى حمى حقوق الإنسان في العالم بتصريحات لوسائل الإعلام وذلك اثناء وجوده في العاصمة التشيكية براغ لحضورمؤتمر الديمقراطية والأمن تحت رعاية مركز ابحاث شارام الأسرائيلى والثاني في بلغاريا لتدشين الدرع الصاروخى ومحاولاً التجمل وتحسين صورته على حساب قضايا أمتنا العربية والأسلامية ناسيًا ان أنيابه تفضحه وتتقطر منها دماء الأبرياء فى عموم منطقتنا العربيه وأن ما صرح به بوش يعبرعن مدى الغطرسة والهيمنة والعنصرية التي تتصف به هذه الإدارة وهذا الرئيس مع الشعوب العربية والإسلامية ومدى الخضوع والخنوع واليأس الذي نعيشه حالياً ويتجلى في حجم ومدى ردود ألأفعال أمام هذه االتصريحات إن إدعاءات هذه الإدارة المتصهينة لها دلالات واضحة تكشف لنا حجم زيف وكذب الشعارات التي يسوقها ويروجها لنا المشروع الأمريكى البريطاني الصهيوني عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد والقضاء العادل وحرية وحقوق المرأة وغيرها من بضاعتهم الفاسدة . هذه الديمقراطية التي يسوق لها جناب الكومندا وعصابته ناجمة عن تنامي وتزايد قلقهم من إزدياد دور وحجم المعارضة وحركات المقاومة الشعبية لوجودهم فى المنطقة . هذه الديمقراطية الأمريكية الفاسدة والمعلبة والغير صالحة أدميًا والتي تسوق لنا بالدماء والقتل تعبر عن نفسها بوضوح في العراق وما أنتهت إليه هذه الديمقراطية من قتل وسفك دماء وتدمير تهجير وإنتهاك لأبسط قواعد حقوق الإنسان وما يحدث في فلسطين تحت رعايتهم المباشرة و بتحريض منهم بفرض الحصارالمالي والاقتصادي علي الشعب الفلسطيني وعدم التعامل مع الحكومة التي جاءت عبر صناديق الانتخابات والتي أشرفت عليها جمعيات ومنظمات دولية وما نشاهده ونأسف عليه اليوم من هذا الاقتتال الفلسطيني الداخلي ما هو إلا ثمار لبذور الفتنة التي وضعت أُسسها هذه الإدارة العنصرية وهذا الأحمق كما أن ما يحدث في أفغانستان عبر الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات همجية العصرالأمريكية ضد المدنيين والفقراء المعدمين العزل هي أبضا من صنيعة ونتاج الديمقراطية على الطريقة الأمريكية . كما تبدو هذه الديمقراطية وتتجلى من خلال معتقلاته وسجونه السرية التي يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب والتنكيل وما يعجز عنه الوصف و تستخدم ضد كل من يعارض توجهاتها أو توجهات عملائهم كما حدث في سجن أبو غريب في العراق من فضائح وما يحدث في معتقل جوانتاناموا الأمريكى في جزيرة كوبا من تعذيب وحبس إنفرادي لمعتقلين مدد طويلة وبدون محاكمات تُجري معهم وغيرها وما خفي كان أعظم هذه الديمقراطية البوشية الأمريكية التي يتحدثون عنها تتحول فيها حقوق الإنسان إلي جرائم وفضائح أخلاقية بشعة تُهدر فيها كرامة الإنسان وآدميته والإغتصاب بالجملة للنساء والقاصرات في العراق وأفغانستان تحت إشراف قواته وجنوده وعلى مرأى ومسمع ما يسمى بالعالم المتحضر والمنظمات الأنسانية الأممية . هذه هي الديمقراطية التي بشر بها وسوق لها هذا الآفاق مع مشروعه التامرى الأستعماري الأمبريالي الجديد المتمثل في الشرق الأوسط الكبير والذي جاء تحت حراب الفتن والمؤامرات والقتل والتدمير فهكذا هي الديمقراطية التي شاهدنا فصولها مع مهزلة المحاكمات العراقية على رأسها محكمة صدام حسين ورفاقه . هكذا هي الديمقراطية التي سوف تبدأ فصولها فى لبنان بإنشاء محكمة الحريري الدولية تحت البند السابع أي ديمقراطية يتحدث عنها هذا الأفاق ويبشر بها لمن سماهم الناشطين والأصلاحين في دولنا العربية وعدم تخلي إدارته عنهم والذي جاء في معرض حديثه في العاصمة التشيكية براغ اثناء انعقاد مؤتمر الديمقراطية والأمن والذى شارك فيه معارضون بالمفهوم الامريكى من الدول العربية والإسلامية علي شاكلة سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن صهيون وأمثاله والذي طالب فيه الحكومة المصرية بالإفراج عن المعارض أيمن نورالمحكوم عليه بالسجن تنفيذا لحكم قضائي وإتهام عليه تحفظات وعلامات استفهام كثيرة ؟ ولكن أن يأتي هذا الكلام علي لسان هذا العنصري فلا بد أن يكون هناك خطوطاً حمراء ولابد أن نقف عندها طويلاً . أما الأزدواجية الثانية في معاييرالديمقراطية الأمريكية والتي اشرنا إليها في مجمل حديثنا والتي أتحفنا بها بوش الصغير جاءت في سياق المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيرة البلغاري في صوفيا والذي عبر فيها عن مطالبة الدولة الليبية الأفراج الفورى عن الممرضات البلغاريات المتهمات بالقتل العمد لمجموعة من الأطفال الليبيين وحقنهم بفيروس الايدز القاتل وعلى الرغم من ضمان محاكمات عادلة لهم وبإعتراف كل المنظمات الحقوقية التي أشرفت علي التحقيقات معهم ولنا ان نتخيل لو اختلفت الأدوار وأصبح الجانى مجنيًا عليه هل كان سيقف نفس هذا الموقف ويطلب العفو عن مرتكبى هذه الجريمة الشنعاءام ان دماء واغتيال البراءة فى عيون اطفالنا لاتساوى شيئا فى حساباتهم وإن طلب العفو هذا ماهو إلامخاطبة لود بلغاريا ودول اوربا الشرقية وعلى راسها التشيك وبولندا للشراكة فى منظومته الدفاعية الجديدة فى القارة العجوز أوربا للتضييق على موسكووالقضاء على البقية المتبقية لها من ذكرى تاريخية كقوى عظمى والتأثيرعلى قرارتها المستقبلية حول الملف النووى اًلأيرانى وما سينجم عليه من تغيير فى المستقبل والتحضيرللمواجهة المرتقبة مع إيران وبصرف النظر عما إذا كانت ليبيا سوف ترضخ أم لا فهذا يرجع إلي سياستها في التعامل مع هذه القضية وعما سوف تحققه من مكساب وراء هذه الأزمة الا ان أسلوب هذه الإدارة والازدواجية في المعاييرالديموقراطية والانفصام في التعامل مع قضايانا العربية هي التي تشكل عمق الازمة التي نعيشها الآن والمشكلة أن أنظمتنا العربية التي تعمل بنظام بال وسيكام هي المسئولة عما وصلنا إليه الآن من نكسات ونكبات لان المشكلة تكمن أكثر في هذه الأنظمة المشفرة لان أمريكا تتعامل مع حكامنا بنفس منطق تعامل حكامنا مع شعوبهم وهذه هي المصيبة الكبري عود كبريت.

 
 
 
شبكة المنصور
الاحد / السابع عشر / حزيران / 2007