هل هذا يعني الرمقات الأخيرة للإحتلال أم محاولة يائسة لسحب البساط من تحت اقدام المقاومة؟!!!

 
شبكة المنصور
دجلة وحيد
 

 تعرضت المقاومة الوطنية العراقية المسلحة الباسلة منذ دخول قوات الإحتلال الى بغداد العاصية عليها ومازالت تتعرض الى شتى انواع التشويه والتشويش والتصنيف الهلامي المتغير المعالم والأحجام الذي إمتد من كونها تتألف من بقايا ما يسمى "فلول البعث وأزلام النظام السابق" الى كونها تدار من قبل "تنظيم القاعدة" أو "الإرهابيين العرب والمسلمين" القادمين من خارج حدود العراق وأخيرا وليس آخرا تهمة تلقيها المساعدة المباشرة من العدو الفارسي الإيراني وعملاءه الصفويين في العراق.  

للتعتيم على هزيمتها في المستنقع العراقي أطلقت غربان البيت الأبيض وعلى رأسها المجرم الدموي ديك تشيني تصريحات تلو التصريحات الكاذبة على أن قوات الإحتلال لها اليد الطولى في السيطرة على الموقف في مواجهتها مع المقاومة الوطنية المسلحة والتي توجت بالتصريح العقيم لهذا المجرم الدولي المسعور - الذي سيلاحقه طيلة بقائه في الحياة - على ان المقاومة العرااقية كانت في "رمقها الأخير" وقرب القضاء عليها. لكن الواقع الماضي والحالي المستمر في العراق أثبت وكما هو معروف عكس ذلك.  

كما برهنته الأحداث وسرعة بزوغها في سوح الجهاد في الذود والدفاع عن حرية وإستقلال الوطن وشعبه أن المقاومة العراقية المسلحة الباسلة كانت معدة ومجهزة مسبقا من قبل النظام الوطني الشرعي السابق لمواجهة مؤامرة خطط الإحتلال الصهيوأمريكية التي أحيكت في أواسط العقد السابع من القرن الماضي ضد العراق بسبب تأميمه لمصادر وموارد الوطن النفطية وتم تفعيلها قبل حرب 1990-1991 من قبل إدارة المجرم جورج بوش الأب ومن ثم بعد مجيئ إبنه المجرم المعتوه جورج بوش الصغير الى البيت الأبيض عام 2000  والتي أدت "المؤامرة" في النهاية الى إحتلال العراق عام 2003 بعد تجويع الشعب العراقي ونخر وسائل دفاعاته المسلحة لمدة 13 عاما أثناء الحصار الشامل بقرار مجحف ومجرم من قبل الأمم المتحدة.   

بسبب عجزه العسكري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي والنفسي في القضاء على المقاومة العراقية المسلحة الباسلة أو في أدنى حد تحيدها وعزلها عن محيطها الجماهيري ثم القضاء عليها وكذلك بسبب السخط الشعبي الأمريكي على إدارة الحرب في العراق وكثرة الخسائر المادية والبشرية لقواته الغازية المستهلكة المنهوكة في العراق إستنبط العدو الأمريكي الصهيوني المدعوم من إيران الصفوية وعملائها في العراق وبعض حكومات الدول العربية العميلة سياسة "الإندفاع العسكري" القديمة الجديدة اليائسة البائسة ليس فقط لمحاربة المقاومة العراقية المسلحة الباسلة والسيطرة حسب إدعائه على العاصمة بغداد بل لمعاقبة الشعب العراقي بشكل عام وعزل المناطق الساخطة على وجود قوات الإحتلال فيها جسديا عن باقي المناطق المجاورة على غرار ما حدث بعد تدمير الفلوجة المقدسة، وما عزل مدينة الأعظمية بسور كونكريتي عالي ومحاصرة سامراء وحديثة والقائم والدور ...الخ وتجويع أهلها ونسف الجسور في بغداد والموصل ومناطق أخرى في عراقنا المغتصب خير دليل على ذلك.  لكن هل نجحت هذه الأعمال الإجرامية التعسفية ضد شعبنا الصابر وهل نجحت سياسة الإحتواء والعقاب الجماعي؟!!! الجواب طبعا لا وخير دليل على ذلك هو صمود شعبنا المجاهد بوجه كل الأعمال التعسفية الإجرامية التي تقوم بها قوات الإحتلال وعملائها العراقيين وإستمرار المعارك في طول وعرض عراقنا الحبيب وخصوصا في بغداد العز والإباء ضد قوات الإحتلال وعملائه وعجز قوات الإحتلال وعملائها العراقيين في الوصول الى الجنود الأمريكان الثلاث الذين اسرتهم المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة رغم الإغراءات المالية والأعمال التعسفية الإجرامية بحق شعبنا الصامد في "مثلث الموت" لأن سمكة المقاومة مازالت تسبح في مياهها النقية الأمنة.   

بعد وأثناء هذا الفشل العسكري المدقع لقوات الإحتلال في إندفاعها للسيطرة على بغداد وترويض المقاومة المسلحة الباسلة وأحرار العراق الرافضين لشتى أشكال الهيمنة الأجنبية أخذت إدارة المجرم بوش التوسل "بأعداء الأمس" في المؤتمرات التآمرية الإقليمية وحثها على مساعدتها في التغلب على مصاعبها في عراقنا المغتصب، وحركت أيضا في نفس الوقت عملائها من خونة الشعب العراقي وسرقة امواله والمنبطحين الأذلاء المتلونين كالحرباء لعقد المؤتمرات والإجتماعات التأمرية في دول الجوار وبمسميات مختلفة غايتها الأولى والأخيرة هي إنقاذ ما تبقى من ماء وسخ في وجه الإحتلال القبيح ومساعدته على فرض مبتغى الغزو والإحتلال التقسيمي للعراق أرضا وشعبا والسيطرة على موارده النفطية والحصول على مكاسب غير شرعية بطرق أخرى منها إجبار الحكومة العميلة وما يسمى "بالبرلمان العراقي" على توقيع قانون النفط الذي كتب وأقر في واشنطن قبل الإعلان عنه على المستوى المحلي والعالمي. وما زيارة المجرم الدموي ديك تشيني لبغداد بصورة مفاجئة وسرية قبل أيام والزيارة المفاجئة التي قام بها اليوم المجرم توني لبير لبغداد خير دليل على ذلك.  

المتابع لمحطات التلفزيون الفضائية الأمريكية وتلك الدائرة في رحى التأثير الأمريكي في المنطقة العربية يشاهد أفلام ومتابعات دعائية عن ما يدور ويحدث في مدينة الرمادي الباسلة وكأن أهل الرمادي إستسلموا للواقع ورضوا أو إرتضوا بوجود القوات الأمريكية وعملائها وموافقتهم أو إشتراكهم المستقبلي بالعملية السياسية التي أسسها الإحتلال حيث أن الأفلام تصور سكان الرمادي فرحين بسبب عم الهدوء والسلام في مدينتهم بعد طرد ما يسمى بــ "مقاتلي القاعدة" من هناك، وأن الأسواق مفتوحة على مصراعيها لإستقبال المتسوقين وبناء العلاقة الجديدة بين مواطني المدينة وقوات الإحتلال التي بدأت - من خلال الإتصال المباشر مع المواطنين – تتفهم وتحترم عادات وتقاليد سكان المدينة!!! المعلقون الصحفيون الأجانب المنطمرون مع قوات الإحتلال ينوهون بأن سبب "التغير"  هو الإتفاق - الذي حصل بين ما يسمى "رؤساء عشائر الأنبار" الذين إجتمعوا في عمان أو في الأنبار – على ممارسة المقاومة السلمية والدخول في العملية السياسية مستقبلا. السؤال الذي يطرح نفسه هو من هم هؤلاء رؤساء العشائر وما هو مقدار وطبيعة علاقتهم بقوات الإحتلال والمخابرات العربية والأجنبية؟!!! المعروف للجميع أن هؤلاء مجموعة من العملاء والجواسيس وقطاع الطرق والمتسكعين الذين باعوا شرفهم وشرف عشائرهم بسعر بخس للإحتلال والمخابرات الأجنبية وليس لهم علاقة بشرفاء محافظة الأنبار البطلة.  

الحدث أو الخبر الأخر الملفت للنظر والذي أعلن عنه قبل أكثر من إسبوع ومن ثم إندثر دون تعليق ومتابعة جادة هو الجدل الذي حدث في "البرلمان العراقي" العميل حول مشروع قانون جدولة إنسحاب القوات الأجنبية من العراق والذي طرحه للمناقشة والتصويت عليه ما يسمى بــ "التيار الصدري". وحسب ما أكده النائب العميل بهاء الأعرجي التابع لهذا التيار والذي شكل لجنة برئاسته لمتابعة المشروع وصياغة القانون وتقديمه للتصويت عليه في "البرلمان" أن 144 من أعضاء البرلمان الذي اسسه الإحتلال من ضمنهم البعض من الكتلة الكردية وقعوا على مسودة المشروع وأن أسماء الموقعين سلمت الى رئيس البرلمان العميل محمود المشهداني وأن لجنته طلبت من "وزارة الدفاع" و ما يسمى بــ "وزارة الداخلية والأمن القومي" تقديم إقتراحات حول مواعيد جاهزية "القوات العراقية" التي تقودها ألأن القوات الأمريكية لأستلام القيادة والسيطرة من قوات الإحتلال كي يعجل جلائها من العراق.  

طبعا كل ما جاء في هذا الخبر هو عملية تخدير وخلط الأوراق والضحك على الذقون لتمرير أجندات الإحتلال الصهيوأمريكي الفارسي الصفوي الجديدة المتمثلة بالتوقيع على ما يسمى بــ "قانون نفط العراق" وفرض فيدرالية الشمال والجنوب لأنه من المعروف أن بقاء الإحتلال وقواته في العراق يشكل الجهاز العصبي والتنفسي لهؤلاء العملاء والمجرمين وسراق أموال الشعب العراقي، إضافة الى ذلك أن معظم العملاء من "نواب البرلمان" أكدوا أن الطلب الذي قدمه ما يسمى بــ "التيار الصدري" طلبا غير ملزما وليس قانونا يحتم إنسحاب القوات الأجنبية. كذلك يتوقع كل المتابعين لأحداث العراق أن حكومة المالكي العميلة ستحصل على الموافقة البرلمانية لتمرير التفويض الممنوح لبقاء القوات الأجنبية في العراق وحسب أوامر البيت الأبيض الذي يروج الى أن أي إنسحاب من العراق يعتمد على ما يسمى بـ "إستتباب أو إستقرار الوضع الأمني" في وطننا المغتصب وهذا يعني إستحالة خروج القوات المحتلة دون طردها عن طريق القتال الإستنزافي الدائم والمستمر. إذن ما هي غاية التيار الصدري من تقديم مثل هذا الطلب في هذا الوقت علما أن قائد هذا التيار هارب ومختبئ في إيران؟!!! هل هذا الطلب مشابه للطلب الذي قدمه سابقا مقتدى الصدر لجماعته للخروج بمظاهرة مليونية إحتجاجية على بناء سور الأعظمية ومن ثم أستبدل بطلب من الناس رسم الصورة الجميلة على هذا الجدار الطائفي العازل لمدينة الأعظمية الصامدة؟!!!  أم أن هذا الطلب كان مخطط له للمساعدة على الوصول الى إتفاق بين إدارة المجرم بوش وحاخامات قم وطهران لعقد إجتماع في بغداد لتقاسم الثروات والتفوذ السياسي والإقتصادي والعسكري والإجتماعي في العراق المغتصب على حساب شعب العراق والأمة العربية النائمة في كهوف الخنوع والجاهلية المستفحلة؟!!!  

بناء على ماجاء أعلاه وعلى بعض الأخبار التي لم نعالجها في هذا المقال نجزم بأن الإحتلال زائل وهو في رمقاته قبل الأخيرة محاولا من خلال التأمر مع عملائه العراقيين ودول الجوار العربي والإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة سحب البساط من تحت أقدام المقاومة العراقية المسلحة الباسلة. لكن ليوث العراق وقياداتها السياسية الصامدة والواعية ستفشل كل المخططات الدنيئة للعدو الصهيوأمريكي الفارسي الصفوي وأن يوم النصر لقريب بإذن الله.

 
 
 
 
 
 
شبكة المنصور
الاحد / العشرون / أيــار / 2007