دجلة وحيد

شبكة المنصور

 

                                     

 


تميزت فترة حكم الرئيس السابق للولايات المتحدة المجرم بيل كلينتون ليس فقط في عمق التأمر على القضية الفلسطينية ومحاول الإيقاع بالمرحوم ياسر عرفات في ذل البيع الرخيص في آخر لقائهما مع رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أيهود براك بل أيضا لعداءه الشديد للعراق وشعبه وحكومته الشرعية السابقة حيث أن هذا المجرم الدموي سبب في قتل أكثر من مليون بريئ عراقي خلال فترة حكمه من خلال تشديد خناق الحصار الجائر على الشعب العراقي وكذلك من خلال القصف اليومي للمدن والقرى والمزارع والمعامل والمعسكرات العراقية. كذلك في عهد هذا المجرم السافل خلقيا أصدر الكونجرس الأمريكي قانون ما يسمى "تحرير العراق" الذي تبنته الحركة الصهيونية وإزداد نفوذ ما يعرف بـ "اللوبي الصهيوني" في إنخاذ القرارات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

فيما يخص الوضع الحالي في العراق ووضع القوات الأمريكية فيه وإحتمال إنسحاب تلك القوات منه بعد أن أفشلت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة مشروع الإحتلال والهيمنة الأمريكية على مقدرات الشعوب قال المجرم بيل كلينتون في مقابلة له مع اليهودي لاري كنج مقدم برنامج لاري كنج لايف في المحطة الفضائية الأمريكية سي ن ن في 19 أبريل/نيسان 2007 - إجابة على أسئلة تخص الإنتخابات الأمريكية لعام 2008 وهل أن زوجته هيليري كلينتون المرشحة لخوض تلك الإنتخابات لها بعض الصعوبات في إتخاذ قرار تأييد أو عدم تأييد إنسحاب القوات الأمريكية من العراق وهل أن هذا سيؤذيها في معركتها الإنتخابية خصوصا وأن العراق سيصبح القضية الرئيسية في تلك الإنتخابات- ما يلي تبريرا لتصويت زوجته هيليري سابقا على إتخاذ قرار حرب العراق في عام 2002 في الكونجرس الأمريكي:

أعتقد أن رأيها واضح فيما يخص نشاطنا الأن ومستقبلا. لها بعض الصعوبات بسبب إصرار بعض الناس في وصف التصويت على قرار حرب العراق في عام 2002 على أنه تصويتا لصالح الحرب، وهذا الإصرار خاطئ بشكل واقعي. وقال لـ لاري كنج دعني أذكرك بأن قرار شن الحرب على العراق كتب من قبل السيناتور كارل ليفين، السيناتور ريتشارد لوغر والمعارض الأساسي للحرب السيناتور تشاك هيغل. وإذا قرأنا القرار فإنه يقول "بأن الرئيس يخول لمهاجمة صدام حسين إذا فشلت الجهود الديبلوماسية" ويعني بهذا عمل لجان التفتيش. يقول بيل كلينتون أن بوش لم يستطع أن يقدم دليل على أن تلك اللجان فشلت في عملها، بل العكس كان صحيحا حيث أنهم نجحوا. وقبل أن يصوت أعضاء الكونجرس على القرار قال بوش "أن عمليات التفتيش تلك كانت الفرصة الأخيرة لتفادي الحرب". لذا ببساطة أن التصويت على ذلك القرار لم يكن حقيقة التصويت لصالح الحرب، طبعا هذا ما يدعيه ويفسره بيل كلينتون. وقال أيضا، إضافة الى ذلك فإن ألبيرتو غونزالس "وزير العدل الحالي في حكومة المجرم بوش" أعطى رأيه بذلك القرار قائلا "أن بوش لم يكن بحاجة الى أي مساعدة من الكونجرس لشن الحرب على العراق وإن بإستطاعه شن الحرب على صدام في اي وقت يختاره". ويقول كلينتون أن هذا القرار كان محاولة لحصر إستخدام القوة في ظرف فشل عمليات التفتيش. يقول أيضا، أعتقد أن سبب عدم إعتذار هيليري على تصويتها لصالح قرار الحرب على العراق هو أنها تعتقد بأن الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة - حتى لو لم تكن هي الرئيس - قد يحتاج الى تفتيش قسري. الأمم المتحدة قد تحتاجه في المستقبل أيضا، لأن الرئيس أو الأمم المتحدة قد يحتاجى الى إخبار رئيس دولة ما إذا فشلت التفتيشات على الأسلحة النووية في بلدك فأنك معرض لعمل عسكري. هذه التصريحات لرئيس سابق معادي للعراق تدين المجرم بوش على حربه الغير قانونية والغير شرعية على العراق والتي كانت ايضا منافية - حسب فهم المجرم بيل كلينتون - لروح قرار شن الحرب وعليه تعتبر خرقا لقرارت الكونجرس ويحاسب عليها بوش مستقبلا بعد التحرير وتعرض أمريكا لدفع التعويضات المادية والمعنوية للعراق جراء الإعتداء المجرم على دولة مستقلة وتدميرها وقتل وإبادة وإغتصاب شعبها.

فيما يخص تصريحات هيليري كلينتون عن خططها حول إمكانية سحب القوات الأمريكية من العراق يقول بيل كلينتون أنه يوافق طرحها بشكل اساسي والذي يتلخص بالنقاط التالية:

أولا، يجب سحب أعداد كبيرة من القوات الأمريكية هذه السنة، إبعادهم عن المعارك المباشرة ولكن عدم سحب كل شخص من العراق لأننا لا نريد ترك الأكراد ولأننا لا نريد أن نسبب توتر غير ضروري بين الأكراد والأتراك.
ثانيا، يجب أن يكون لنا حضور عسكري في المنطقة لمحاولة التعامل مع الصعوبات الغير متوقعة، مثل عمليات إرهابية جديدة قد تنطلق من المناطق السنية لمهاجمة ليس فقط الشيعة في العراق بل أيضا ضد شعوب أخرى في منطقة الشرق الأوسط، وحتى في الولايات المتحدة.

التدقيق في هذه الخطة التي تروج لها هيليري كلينتون وزوجها المجرم الفاسق نرى أنها تطابق الخطة الصهيونية التي روج لها سابقا السيناتور الديموقراطي جوزيف بايدن - وما يروج له المجرم بوش في خطاباته التخويفية الفارغة حول نقل الحرب الى الولايات المتحدة في حالة سحب قواته من العراق - والتي تكلمنا عنها في مقالات سابقة وتتلخص بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق فيدرالية شبه مستقله تقع تحت مظلة حكومة مركزية ضعيفة لا تحل ولا تربط.

اللافت للنظر في تصريحات بيل كلينتون هو الترويج للبقاء في العراق لحماية الأكراد بالدرجة الأولى وإبعاد إحتمال تصادم حكومة الأحزاب الكردية العميلة مع تركيا تمهيدا لخلق دولة كردية مستقلة تضم كركوك والموصل ومناطق كبير في شمال ووسط وجنوب شرق العراق. هذه الدولة الكردية المفتعلة والتي يعمل العملاء الأكراد على خلقها ليل نهار ستكون الممول المهم والإستراتيجي للكيان الصهيوني بالنفط العراقي بواسطة انابيب نفط تمتد من كركوك الى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، وستكون كذلك قاعدة عسكرية وجوية كبيرة للقوات الأمريكية المتواجدة في الشرق الأوسط. النقطة الأخرى اللافتة للنظر في تصريحات المجرم بيل كلينتون هي وصف السنة بالإرهابيين الذين يريدون القضاء على الشيعة او الدولة الشيعية المستقبلية "دولة شيعستان" في وسط وجنوب العراق.

الشيئ المحير في هذه التصريحات والخطط هو العداء الأمريكي المفضوح للطائفة السنية وهذا العداء لم يخلق من العدم إن لم يكن قد أستنبط وخطط له من قبل حاخامات الشيعة الصفوية القابعين في قم وطهران وكربلاء والنجف بالتعاون مع حاخامات تل أبيب وغربان البيت الأبيض. هذه التصريحات توضح لنا أيضا أسباب بناء الأسوار الكونكريتية الضخمة حول مدينة الأعظمية الصامدة ومناطق يقطنها الأكثرية السنية في بغداد. الأسباب التي صرح بها الناطق العسكري الأمريكي حول بناء هذه الأسوار "لحماية أهل السنة من الهجوم الشيعي" هي اسباب إستعمارية واهية خالية من المنطق العلمي والعقلي السليم حيث أن هذه المناطق ستصبح أهداف واضحة المعالم والحدود لهاونات وصواريخ فرق الموت، مجرمي جيش المهدي والجيش الوثني العميل الذي أسسه الإحتلال وكذلك ستقوم القوات الأمريكية بتسجيل أسماء سكان هذه المناطق وأخذ بصمات أصابعهم وعينات من حوامضهم النووية والقيام بإختبار ما يسمى بـ "بايوميترك تيست" لتخطيط بؤر عيونهم كما عملوا في مدينة الفلوجة المقدسة سابقا. السؤال الذي يطرح نفسه آنيا هو لماذا إذن لا تسور المناطق والأحياء التي تسكنها الأغلبية الشيعية التي تحتوي على الكلاب المسعورة السائبة من تنظيمات فيلق غدر وجيش المهدي وحزب الدعوة وغيرها؟!!! ولماذا لا تسور المناطق الكردية التي تقطنها عصابات البيشمركة التي تعيث في أرض العراق فسادا؟!!! السؤال الأهم هو ما هو السبب الحقيقي وراء بناء هذه الأسوار؟!!! أهو لحماية أهل السنة من هجمات الشيعة كما يقال أم للسيطرة على بغداد ومحاصرة الجيوب المقاومة فيها لكي يظهر المجرم بوش أمام عدسات الكاميرات وعلى شاشات التلفزيون ليعلن أنه سيطر على العاصمة بغداد وإن خطته الأمنية التي أفشلتها المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة قد نفخ فيها نفس الحياة من جديد؟!!!

العميل نوري المالكي وبعد ضغوط داخلية وخارجية أعلن بأنه أمر بوقف بناء السور الكونكريتي حول مدينة الأعظمية ولكن الناطق بإسم الجيش الأمريكي الذي يبني الجدار المشابه للجدار الصهيوني العازل حول الضفة الغربية أشار بأنه سيواصل الحوار مع حكومة العميل نوري المالكي حول هذه المسألة وهذا يعني أن البناء سوف يستمر لحين إكمال الطوق الكامل حول مدينة الأعظمية ولربما على مناطق أخرى رافضة للإحتلال الغاشم.


كما نوهنا وأشرنا إليه في عدة مقالات سابقة وبغض النظر إن كان الحزب الديموقراطي أو الحزب الجمهوري من يحكم أمريكا أو كان الرئيس الأمريكي ديموقراطيا أم جمهوريا فإن الإحتلال سيستمر في غيه من أجل تحقيق أجندته التي أتى بها الى العراق وأن الوضع المأساوي في العراق سوف لن يتغير وقد يزداد سوءا وعليه ليس بيد أحرار العراق ومقاومتهم المسلحة البطلة سوى الإستمرار في الجهاد والقتال لحين هزم العدو وعملائه إبتداءا من تدمير كوادر قوى الأمن والشرطة العميلة المجرمة ومنع تجنيد المزيد من الخونة والجهلة في هذا السلك القذر، القضاء التام على عصابات فيلق غدر وجيش المهدي وفرق الموت الصفوية، والقضاء على الجيش العميل وإرهاق الجيش الأمريكي وتكبيده المزيد من الخسائر حتى إصدار أوامر الإنسحاب وتحرير العراق وتطهيره من كل الجراثيم والطفيليات التي عاثت فيه فسادا.
 
      

                                      شبكة المنصور

                                    24 / 04 / 2007

الأبعاد الخطيرة

 لتصريحات المجرم بيل كلينتون الأخيرة بشأن العراق