دجلة وحيد

شبكة المنصور

 

                                     

 

لا شك فيه أن صبر وصمود أحرار واشراف العراق بوجه الإحتلال الغير شرعي الدموي الغاشم وتضحيات المقاومة العراقية المسلحة الباسلة وقيادة البعث النبيلة التي أعدت هذه المقاومة الجبارة مسبقا لمواجهة إحتمال إحتلال العراق أفشلت المخطط  الأمريكي الكبير للسيطرة على العالم وأبطلت مفعول الإحتلال على المستوى الإقليمي للسيطرة على ارض العراق بصورة كاملة وهذا ما أدى أخيرا الى إعتراف رئيس الكتلة الديموقراطية في الكونجرس الأمريكي السيناتور هاري ريد بشكل صريح بأن أمريكا قد خسرت حربها في العراق وقد حان الوقت لتركه بدلا من البقاء فيه وإرسال المزيد من القوات الأمريكية إليه ضمن إستراتيجية بوش الأخيرة "الإندفاع العسكري" لتواجه الموت المحتم إضافة الى المزيد من الخسائر المادية الإقتصادية والمعنوية للمجتمع وللطاغوت الأمريكي. هذا الإعتراف بضمنية خسارة الحرب أهاج غيظ إدارة بوش وغرابها المجرم الأمي والحاقد المجنون جورج ونائبه الدموي  دك تشيني مما حداهما الى الهجوم وتوجيه النقد الحاد لهاري ريد على صراحته. وصل هجوم بوش وتشيني على هاري ريد الى حد الإتهامات والمهاترات والشتم المتبادل بسبب ربط الحزب الديموقارطي تمويل حرب  الجيش الأمريكي في العراق بتاريخ بدأ سحب القوات المقاتلة منه رغم أن خطة الحزب الديموقراطي لا تعني أو تتضمن سحب جميع القوات الأمريكية من وطننا المغتصب حيث أن خطتهم توافق على بقاء قوات أمريكية في العراق  الى ما بعد عام 2008 وتحدد فعاليتها الى ثلاث مهمات غير قتالية وهي لحماية الموظفين الأمريكان والمرافق الأمريكية الموجودة في العراق، الإنهماك في مكافحة ما يسمى "الإرهاب" ضد تنظيم القاعدة ومنظمات مماثلة لها (ويعنى هنا المقاومة العراقية المسلحة) وأخيرا تدريب وتجهيز القوات العراقية العميلة التي أسسها الإحتلال. كل هذا يعني أن العراق يبقى تحت السيطرة الأمريكية من خلال حكم حكومات العملاء المتعاقبة التي تحميها قوات أمريكية متواجدة في قواعد دائمية في العراق أو في محيطه الخارجي خصوصا في قصبة كاظمة.

تعقيبا على تصريحات السيناتور هاري ريد الأخيرة حول خسارة امريكا حربها في العراق إستضاف الصحفي اليهودي ولف بليتزر مقدم البرنامج الإسبوعي "ليت إيديشن" في المحطة الفضائية الأمريكية  "سي أن أن" يوم الأحد الماضي المصادف 22 نيسان 2007  المعلق اليهودي في صحيفة النيويورك تايمز الصحفي توماس فريدمان مؤلف كتاب "العالم مسطح"  والحائز على جائزة بوليتزر لمناقشة ملاحظات وتصريحات السيناتور الديموقرطي الأخيرة وإبداء رايه حول هذا الموضوع.

كان رد توماس فريدمان السريع حول زيادة عدد القوات الأمريكية "الإندفاع العسكري" في بغداد لمجابهة المقاومة العراقية المسلحة الباسلة والسيطرة على عاصمة الرشيد وإستتباب الأمن فيها حسب خطة المجرم بوش الجديدة لتحقيق ما يسمى بــ "الإنتصار" على المقاومة بأن يوجد هناك مقياس واحد لقياس نجاح هذه الخطة الا وهو حتمية إنتاج الحل السياسي الذي سيسمح لأمريكا سحب قواتها من العراق، بمعنى آخر هل سينتج هذا الإندفاع العسكري حلا سياسيا يمكن من خلاله سحب القوات الأمريكية من العراق؟!!! بالنسبة لتوماس فريدمان أن مقياس نجاح خطة الإندفاع العسكري ليس تخفيض نسبة العنف بـ 10%، 20% أو 30% وإنما هو جلب الأطراف المتنازعة "ويقصد هنا وحسب تعبيره الشيعة والسنة والأكراد" الى طاولة المفاوضات لأن ليس هناك حل عسكري لمسألة الإحتلال. ويعتقد أن الإندفاع العسكري لقوات الإحتلال سوف لن ينجح في حالة غياب رغبة الأطراف المتنازعة على السلطة المشاركة في الحكم "ويعني بذلك التوصل الى صفقة سياسية".  توماس فريدمان لا يتطرق هنا الى إسم المقاومة ولا يذكر أن الحرب في العراق هي بين قوات الإحتلال الغاشم وعملائه من جهة والمقاومة المسلحة العراقية الباسلة ومؤيديها من أحرار العراق من جهة أخرى.

إجابة على سؤال حول رايه بإعتراف السيناتور هاري ريد بأن أمريكا خسرت الحرب وهل أنه توصل الى نفس الخاتمة قال توماس فريدمان "أعتقد بالتأكيد بأننا قريبين جدا، جدا، جدا، جدا من المرحلة الأخيرة. نحن بالتأكيد لم نربح، وذلك مؤكد. وأنا لن أرى أي إشارة الأن بأننا نربح لأن السؤال الذي أبحث عنه هو: هل أن تلك الصفقة السياسية تأتي سوية مع الإندفاع العسكري؟ وأنا لا أرى ذلك".

وعن رأيه حول العمل الفوري الذي على إدارة المجرم بوش القيام به للتوصل الى صفقة سياسية مع الأطراف المتنازعة في العراق خصوصا وإن هذه الإدارة الشريرة تمتلك اقل من سنتين من الوقت قبل إنتهاء فترة بقائها في الحكم قال توماس فريدمان: "أن الشيئ الذي حيرني دائما ومنذ وقت طويل حقا هي الحقيقة بأن لم يكن هناك جهد ملح عالي المستوى لجلب الأطراف المتنازعة سوية كما عملنا سابقا في ديتون حول مشكلة البوسنة رغم جهد السفير زلماي خليل زاد لسببين. أولا، بأن الأطراف المتنازعة لم تعرف بشكل واضح حيث أن هناك قادة شيعة وهناك قادة سنة. ثانيا، نمتلك 140 ألف جندي في العراق وهذا العدد سيتصاعد الى 160 ألف جندي، وهناك التفجيرات اليومية المستمرة والمتصاعدة. بالنسبة لي، ليست لنا إستخبارات، وأعني بذلك، هذه كانت مستمرة ولمدة اربعة سنوات، علاوة على ذلك يبدوا أننا لن نكون قادرين على التوصل الى جذرها مطلقا. ماذا يعني ذلك؟ ذلك يعني لا أحد، أو ليس هناك كفاية من الناس التي تتعاون حقا معنا".

ولف بليتزر يسأل، ماذا سيكون إنفعالي حينما استيقظ صباح يوم ما وأرى في عمود توماس فريدمان على الصفحة المخصصة في صحيفة النيويورك تايمز العنوان البارز الأتي: "خسرت الحرب"؟

توماس فريدمان أجاب على هذا السؤال قائلا: "حسنا، تعرف، اعتقد بأننا سنتوصل الى نتيجة قريبا جدا. الجنرال بيتريوس أخبرنا، وحسب وعده، بأننا سنرى نتيجة الإندفاع العسكري في نهاية الصيف إما أنه نجح أو أنه أخفق، أنا مستعد لإنتظاره. أعتقد شخصيا بأننا يجب أن نوضع موعدا نهائيا الأن، لذا أنا لست - بداية أنا لم أكن أبدا مؤيد كبير للإندفاع العسكري. لذا، أعتقد أن إحدى المشاكل التي نواجهها الأن هي الأطراف المتنازعة نفسها، لا أحد - نحن حماة كل طرف ونحن هدف كل طرف. نحن حماة السنة، ونحن هدفهم. هذه حالة يتعذر الدفاع عن وجودنا فيها. سبب تفضيلي لموعد نهائي هو أن كل طرف من الأطراف له خيارات، ما عدانا. ونحن يجب أن نخلق موقفا حيث يتفاعل فيه الأطراف بشكل اساسي إما أنهم أرادوا الإستمرار بهذا العنف أو أن يستمروا عنيدين برأس خنازير حول مفاوضاتهم، يجب عليهم دفع ثمن مفردات مواقفهم، ليس بالجملة. بينما نحن نتمسك بالسيطرة على الموقف، أساسا نبقي الغطاء على الأشياء، كل طرف يدفع الثمن بالجملة".

ولف بلتزر قاطع توماس فريدمان قائلا: إستمع هنا لما قاله بوش يوم الخميس الماضي حينما تكلم عن النتائج الإفتراضية لفشل الولايات المتحدة في العراق: قال المجرم بوش "إذا تركت الولايات المتحدة عراق فوضوي، فإن فراغ فشلنا هناك سوف لن يساعد الحكومة الشابة بل سيمكن المتطرفين التحرك بحرية أكثر ويشجعهم، لكنني ايضا أعتقد بأنه يمكن أن يسبب دخول الشرق الأوسط في سباق التسلح النووي". وأضاف ولف بليتزر قائلا: "ليس فقط ذلك السيناريو المريع، لكن آخرين إقترحوا، وبضمنهم جون ماكين، بأن ذلك يمكن أن يسبب إبادة جماعية. سيئ كالحالة التي هي الأن في العراق، يمكن أن يصبح الوضع أكثر سوءا".

توماس فريدمان أجاب معلقا على تصريحات المجرم بوش وتساؤلات ولف بليتزر بما يلي: "ردود فعلي الإثنين على ذلك، أولا، إذا كان الأمر بتلك الأهمية، وانا أوافق بأنه كان مهم، إذن لماذا ارسلت قوات كافية لكي تخسر؟ إذا كان ذلك الأمر بهده الأهمية؟ الرئيس يستدعينا الى يوم النصر، واصلا أنه يرسل قوات كافية فقط ليخسر. لذا دعنا نسأل أولا لماذا نحن في هذه الحالة؟ لكن الأن دعنا نضع ذلك التعليق جانبا. حسنا، ماذا سيحدث إذا غادرنا العراق؟ لا أحد يعرف حقا. يمكن لأحد أن يضع حجة وهذا كل شيئ، ستفتح باب الجحيم في ذلك الجزء من العالم. ذلك بالتأكيد سيناريو واحد. سيناريو آخر يقول ستكون هناك فترة قتال. ستصل الأطراف في النهاية الى حالة موازنة، وقد يكون لدينا فرصة افضل لعقد صفقة. أنا لست هنا لأخبرك بأني أعرف ايهما سيكون. كل الذي أخبرك به هو أن الرئيس أيضا لا يعرف.

ولف بليتزر سأل توماس فريدمان أليس هو متفائل جدا الأن وتوماس فريدمان أجابه لا بأنه ليس متفائل. 

ولف بليتزر قال لتوماس فريدمان: أتذكر العمود الذي كتبته  بعد الحرب ووصفت نفسك بأنك قلق متفائل. أنك دعمت الحرب، دخول الحرب، وإعتقدت بأنها كانت حرب عادلة. لاحقا، وصفت نفسك بقلق متفائل. كيف تصف نفسك الأن؟

فأجاب توماس فريدمان: أوه، أنا مجرد قلق الأن. فقط قلق وأن التفائل قد ذهب.

دور وتأثير تنظيم القاعدة وإيران في العراق المحتل

الجزء الأخر الذي نوقش في المقابلة التلفزيونية مع توماس فريدمان هو الدور الذي تلعبه كل من إيران وتنظيم القاعدة في العراق ودعاية المخاوف التي يطلقها المجرم بوش في حالة إنسحاب قواته من العراق. قال بوش في الإسبوع الماضي: أن إثنين من القضايا الكبرى التي تواجه أمن الولايات المتحدة اليوم وغدا هما القاعدة وإيران، والأن كلاهما يؤديان تأثيرهما في العراق.

من المعروف أن النظام الشرعي السابق لجمهورية العراق لم يكن يمتلك أي علاقة مع تنظيم القاعدة قبل الغزو ورغم ذلك أتهم بهذه التهمة التي أتخذت كإحدى الذرائع الرئيسية الواهية لغزو وإحتلال العراق. لكن بعد غزو وإحتلال العراق تمكنت القاعدة من دخوله لمحاربة الأمريكان فيه والأن هي أحد اللاعبين في ساحة الجهاد والمعارك العراقية.

السؤال الذي طرحه توماس فريدمان وأجاب عليه هو ماهو مقدار درجة بقاء الولايات المتحدة في العراق كجزء من المشكلة وماهو مقدار جزئها في الحل إذا رحلت من العراق؟ يقول ان وجودنا هناك يجتذب بعض القوات بشكل واضح الى العراق. ليس هناك جدل حول ذلك. والأن، هل نحن نشكل 30% من المشكلة؟ هل نحن نشكل 70%. بكلمة أخرى، إذا إنسحينا من العراق، الى أي مدى سيهبط العنف؟ الى أي مدى نخلق بيئة حيث أن السنة العراقيون يتعاملون مع هؤلاء الناس؟ أنا لا أعرف، لكن الرئيس لا يعرف أيضا. لذا فهو يرمي كل شيئ بطريقة واحدة، كما لو أنها كانت بشأن الفوز. ليس هناك المزيد من الفوز كي يعمل أو يجنى هناك، موافق؟ كل الذي بقى هو حماية المصالح الأمريكية ولكي نكون قادرين على الخروج بطريقة ما التي تترك بعض الفرصة، بعض الفرصة، من خلالها سنحصل على بعض التوازن على الأرض هناك والتي سوف لن تزعزع المنطقة بأكملها. أعتقد أن هذا هو كل الذي تبقى.  

مما ذكر اعلاه ومن علمنا عن تخبط الإحتلال الأمريكي وعملاءه في المستنقع العراقي خصوصا في تطبيق الخطط القمعية لعزل مناطق الجهاد والمقاومة في بغداد العصية التي مارسها ويمارسها الإحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة  ضد شعبنا العربي الفلسطيني المجاهد نستنتج أن الإحتلال الأمريكي الغاشم يعاني من سكراته الأخيرة محاولا إستنشاق هواء النجاة من رئة الشيطان الدموي البغيض ليمارس المزيد من الإنتهاكات ضد ألأشراف من أحرار العراق وعليه نتوقع من مقاومتنا المسلحة الباسلة المزيد من العمليات الجهادية المدمرة لقوات الإحتلال وعملائه خونة الوطن والأمة والدين الإسلامي الحنيف وذلك لتحرير أرض الآباء والأجداد ولتخليص ابناء العرق البررة من إثم مغول العصر والمجوس. ونتوقع من أشراف الشعب العراقي مساندة المقاومة المسلحة الباسلة والخروج بمظاهرات وإحتجاجات مستمرة لمنع إكمال السور الطائفي القمعي حول مدينة الأعظمية الصامدة الصابرة ومناطق أخرى في بغدادنا الجميلة عاصمة الشهيد صدام وهارون الرشيد.

عاش العراق حرا عربيا

عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة

المجد والخلود لسيد شهداء الأمة الرئيس القائد الشهيد صدام حسين وكل شهداء التحرير من كل فصائل المقاومة المسلحة الباسلة

وليسقط الإحتلال وكل خونة العراق والأمة العربية ودينها الحنيف

 

                                      شبكة المنصور

                                    25 / 04 / 2007

هاري ريد، توماس فريدمان وإحتلال العراق إلى أين؟!!!