ماذا يعني الإتفاق الإيراني الأمريكي الجديد وتأثيره على مستقبل تحرير العراق؟!!!

 
شبكة المنصور
دجلة وحيد
 

ذكرنا وذكر الكثير من كتاب المقاومة في مقالات سابقة ما صرح به اقطاب النظام الصفوي المجوسي الفارسي – من أمثال محمد علي أبطحي ومحمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني - حول الدور المباشر والغير المباشر الذي لعبه نظام ملالي قم وطهران في عملية إحتلال وتدمير كل من أفغانستان والعراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وعملائها المحليين. الفعاليات والتصرفات الإيرانية وتدخلها السافر المتزايد والمستمر في الشؤون الداخلية لعرقانا المغتصب منذ دخول قوات الإحتلال الى بغداد ولحد الأن تحول بطفرات نوعية بمرور الزمن الى تدخل مباشر في رسم مستقبل العراق السياسي والإقتصادي والإجتماعي والجغرافي وهذا ما نوهنا له سابقا ومعنا الكثير من مجاهدي القلم وهذا ايضا ما بينته الأن  نتائج الإجتماع الذي عقد اليوم في بغداد المغتصبة بين الوفدين الإيراني والأمريكي تحت رعاية مايسمى "حكومة المالكي" العميلة. هناك سببين رئيسيين  من خلالهما تمكن نظام ملالي قم وطهران التسرع والتجسر في لعب دوره القذر والذي كان يحلم به في حرب الثمان سنوات ولم يتحقق إلا بعد تعاونه مع الشيطان الأكبر في عملية إحتلال وتدمير العراق. السبب الأول هو إضعاف وإذلال ونخر قوة قوات الإحتلال الأمريكية وحلفائها في المستنقع العراقي بسبب فعاليات وصمود المقاومة العراقية المسلحة الباسلة التي كبدتهم الخسائر المادية والبشرية والمعنوية الكبيرة والتي أدت الى ربط وشل حركة القوات الغازية ومنعتها من توسيع رقعة عملياتها العسكرية التي تقع ضمن مخطط مشروع الشرق الأوسط الكبير. السبب الثاني والمهم هو تواجد أعداد كبير جدا لا يستهان بها من العراقيين والمستعرقين الطائفيين والعملاء الذين يولون الولاء لنظام الملالي الطائفي الصفوي في قم وطهران وللشيطان الأكبر الأمريكي والذين تم تسليحهم وتدريبهم من قبل الغزاة وعصابات فيلق بدر الصفوية من أجل قتل الأبرياء من الشعب العراقي على الهوية وإضعاف اللحمة العراقية ونشر الطائفية ومجابهة المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة وإشغالها وإعاقتها من القيام بمجهودها القتالي المتكامل ضد قوات الإحتلال والتي أدت وستؤدي الى تأخير عملية تحرير العراق من براثن الإحتلال الصهيوأمريكي الفارسي.  

جاء الإعلان عن عقد إجتماع اليوم في بغداد بين مندوبي واشنطن وطهران عقب فشل خطة الإندفاع العسكري الأمريكية للسيطرة على بغداد وتحييد الفعاليات القتالية للمقاومة الوطنية المسلحة وكذلك بعد فشل مؤتمر شرم الشيخ الأخير من تحقيق غاياته والوصول الى صيغة معينة تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تمرير أجندات غزوها للعراق وفي نفس الوقت حفظ البعض من ما تبقى من ماء وسخ في وجه إدارة المجرم بوش الصهيونية الدموية. إنعقاد هذا الإجتماع يسجل نقطة ضعف كبيرة جدا لإداء إدارة المجرم بوش في العراق التي إستسلمت في النهاية لبعض من قرارات لجنة بيكر-هاميلتون بسبب ضربات المقاومة الماحقة والتي دعت هذه الإدارة الى عقد محادثات مباشرة مع كل من طهران ودمشق للمساعدة على حل المشاكل "الأمنية" في العراق بغض النظر عن علاقة هذه الدول بإدارة المجرم بوش. 

سبق التحضير لهذا الإجتماع بأيام قليلة ظهور مقتدى الصدر الغير متوقع في جامع الكوفة وإلقاء خطبة الجمعة الإزدواجية المعاني والغير متوازنة على طريقة التقية الصفوية غايتها في الحقيقة ليس كما يدعي لطرد الإحتلال أو جدولة إنسحابه بل لتمرير ما أمر به أثناء هروبه وإختفائه في إيران وكذلك لتأجيج وإشعال نار الحرب الطائفية للضغط على الفريق الأمريكي وهذا فعلا ما حصل من مجازر في حي العامل بعد وقت قصير من إلقاء خطبته المشؤومة. وهذا ما سبق ان ذكرناه في مقالنا السابق في ما معناه أن نشاطات وحركات مقتدى الصدر وتياره الدموي سابقا وفي الأونة الأخير ستستعمل كورقة ضغط للمساعدة على الوصول إلى اتفاق بين إدارة المجرم بوش وحاخامات قم وطهران في بغداد لتقاسم الثروات والنفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي في العراق المغتصب على حساب شعب العراق والأمة العربية النائمة في كهوف الخنوع والجاهلية المستفحلة.  

أن التصريحات التي ذكرها الحاكم الفعلي للعراق السفير الأمريكي رايان كروكر في المؤتمر الصحفي الذي إنعقد اليوم في المنطقة الخضراء بعد إنتهاء الإجتماع بين الطرفين الأمريكي والإيراني تشير الى ما توصلنا وما توصل إليه كتاب المقاومة سابقا. حيث أنه قال وبالحرف الواحد بأنه ونظيره الإيراني وافقا بشكل واسع على سياستهما المشتركة نحو العراق وإنهما يؤيدان عراق فيدرالي أمن ومسالم مع جيرانه لكنه في نفس الوقت أصر بأن على إيران إيقاف مساعدتها "للمقاومين العراقيين"!!! وطبعا الأمريكان لا يفرقون بقصد ولإسباب دعائية ونفسية محرفة بين المقاومة الوطنية المسلحة الحقيقية وإرهاب عملاء إيران المسلحين ضد الشعب العراقي الصابر. الإتفاق الإيراني - الأمريكي ليس مستغرب ومعروف للجميع لأن هذين العدوين اللدودين للعراق ولتطلعات الأمة العربية والإسلام الحنيف حليفين في السر والعلانية رغم خلافاتهما الظاهرية إعلاميا وكلاهما له علاقات حميمة مع الحركة الماسونية والصهيونية العالمية المجيرة والمسيرة لكل التأمر على شعوب الأرض. كذلك وصف السفير الأمريكي الإجتماع بأنه إجتماع جدي وركز على العراق وذكر بأن الإيرانيين إقترحوا تشكيل ألية أمنية ثلاثية والتي تتضمن أعضاء يمثلون الولايات المتحدة وإيران وعملائهم العراقيين لدراسة وإيجاد الحلول للوضع الأمني في العراق وعقب أن هذا الإقتراح يحتاج الى دراسة في واشنطن قبل الموافقة عليه. الموافقة الجدية على هذا المقترح الإيراني ليست بعيدة المنال للوصول إليها خصوصا وأن إدارة المجرم بوش الدموية تعاني من مشاكل كثيرة داخل وخارج الولايات المتحدة والتي تحاول باي طريقة التوصل الى ألية لتقليل خسائرها الكبيرة في العراق وفي نفس الوقت جني غنائم جرمها ضد العراق وشعبه. إن الشيئ المضحك والمبكي في هذا السياق والذي يعتبر كعار على العراقيين وأمة العرب هو أن إيران الصفوية اصبحت سيدة الموقف وتقرر ما سيجري وما سيحدث في العراق وكان العراق أو قسم منه أصبح جزء لا يتجزء من الأراضي الإيرانية او أن ملالي قم وطهران أصبحوا وكلاء وممثلين لشعب عاجز أن يدير شؤونه الخاصة.

خلاصة، أن التوصل الى نتائج إيجابية في الإجتماعات بين ممثلي إدارة المجرم بوش وممثلي حاخامات قم وطهران لها إنعكاسات سلبية على المدة الزمنية المتوقعة لطرد الإحتلال وتحرير العراق وشعبه حيث أنها ستعطي قوات الإحتلال فسحة للتنفس والحركة لإطالة زمن بقاء الإحتلال في أرض العراق ونهب خيراته وتقسيمة وإذلال شعبه. لذا فعلى فصائل المقاومة المسلحة الباسلة والقوى الوطنية السياسبة المخلصة الرافضة للإحتلال وعملاءه والتي لم تضع يدها في يد الإحتلال وعملائه التلاحم والمواضبة على الجهاد لحين الإنتصار الكامل على الإحتلال والقضاء التام على كل عميل خسسيس باع الشعب والوطن بسعر بخس أو من أجل منصب دنيوي زائل.

عاش العراق حرا ابيا واحدا موحدا

المجد والخلود لسيد شهداء الأمة وكل شهداء التحرير في العراق من أقصى شماله الى أقصى جنوبه

الله أكبر والعزة لأمة العرب

 
 
 
 
شبكة المنصور
الثلاثاء / التاسع والعشرون / أيــار / 2007