بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المجرم بوش، خطة الحزب الديموقراطي للإنسحاب من العراق
 ومؤتمرات التأمر العراقو- إيرانو- عربية

 

 

شبكة المنصور

دجلة وحيد

 

ذكرنا في عدة مقالات سابقة ومنذ إحتلال العراق أن وطننا المغتصب لا يتحرر إلا من خلال فوهة البندقية المقاومة وليس إلا. ليس هناك بديل لفوهة البندقية المقاومة أو لقيادات المقاومة السياسية والعسكرية الأصيلة في الداخل وبرنامجها الإستراتيجي للمقاومة والتحرير في تحديد مستقبل العراق قبل وبعد التحرير خصوصا في فترة النقاهة من مرض الإحتلال وقبل الإنتخابات الحقيقية التي ستقرر المستقبل السياسي للعراق المحرر من الإحتلالين الصهيوأمريكي والإيراني الشيعي الصفوي. كما ذكرنا في عدة مقالات سابقة أن انتصار الحزب الديموقراطي في انتخابات الكونجرس ومجلس النواب الأمريكي لا يعني انسحاب القوات الأمريكية من العراق رغم وجود هذه النزعة والرغبة لدى الكثير من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين ورغم الضغوط المسلطة على هؤلاء الساسة من قبل حركات ومنظمات اليسار الأمريكي التي أعطت الفرصة للديمقراطيين السيطرة على الكونجرس ومجلس النواب لأن كلا الحزبين صوتا في عام 1998 في عهد الرئيس الأسبق المجرم بيل كلينتون على ما سمي في حينه بمشروع "قانون تحرير العراق" وكلا الحزبين صوتا في نهاية عام 2002 وفي بداية عام 2003 على مشروع شن الحرب وإحتلال العراق وكلا الحزبين وافقا في الأونة الأخيرة على إستمرار تمويل الحرب في العراق رغم الإعلان الظاهري من قبل اقطاب الحزب الديموقراطي على إنهائها وسحب القوات الأمريكية من العراق.  

من ناحيته أصر المجرم المهبول بوش الصغير ومازال يصر على إستمرار الحرب في العراق الى أن يتحقق النصر الوهمي في مخيلته المريضة ومرة أخرى ربط إستمرارية الحرب في العراق بحربه ضد القاعدة والإرهاب العالمي وجعل أرض العراق الساحة المركزية لهذه الحرب وتحقيق نصره الوهمي فيها، وأخر هذه التصريحات الخرقة حدثت قبل عدة أيام في قاعدة تشارلستون الجوية الواقعة في ولاية كارولاينا الجنوبية حيث أنه كرر مقولته السخيفة التي يربط بها حربه في العراق بأحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 قائلا "البعض يقول أن العراق ليس جزء من الحرب الأوسع على الإرهاب. أنهم يتذمرون حينما أقول بأن إرهابيي القاعدة الذين نواجههم في العراق يكونون جزء من نفس العدو الذي هاجمنا في الحادي عشر من سيبتمبر/أيلول عام 2001. أنهم يدعون بأن المنظمة التي تسمى القاعدة في العراق هي ظاهرة عراقية، مستقلة عن أسامة بن لادن وبأنها لا تهتم بمهاجمة أمريكا. تلك ستكون أخبارا لأسامة بن لادن". الغاية الأساسية من إستعمال المجرم بوش وإدارته الدموية لهذه الحجج الخرقة هي كتمويه لعدم إعترافهم بالهزائم العسكرية والسياسية التي منيوا بها في المستنقع العراقي على يد المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة وكذلك لتحقيق السيطرة المبتغاة على نفط العراق وتقسيم منطقة الشرق الأوسط جغرافيا وإقتصاديا خدمة لمصالح الإمبيريالية الأمريكية وشركاتها الإحتكارية ومصالح حليفاتها في المنطقة المتمثلة بالكيان الصهيوني المسخ في فلسطين المحتلة والنظام الفارسي الصفوي في إيران الحليف الذي لا يستغنى عنه مهما كان العداء الإعلامي الظاهري له.  

خطة الإنسحاب المعلنة من قبل الحزب الديموقراطي هي خطة غير متكاملة للإنسحاب من العراق ولا تعني إنهاء الإحتلال العسكري لوطننا المغتصب على المدى القريب أو البعيد بل هي تثبيت مبطن للإحتلال وإستمرارية الحرب من خلال عرقنة الإقتتال ليصبح إقتتال عراقي – عراقي بعد إنسحاب القوات الأمريكية الى قواعدها الجوية والعسكرية في أرضنا المسروقة. الخطة المعدلة التي قدمها كل من السيناتور هاري ريد والسيناتور اليهودي الصهيوني كارل ليفين المعارضين ظاهريا لحرب العراق الى الكونجرس هي ليست خطة لإنهاء الحرب وليست أكثر من عمل سياسي مثير في أحسن الأحوال. تتلخص هذه الخطة بإنسحاب جزئي من العراق وبقاء قوات عسكرية مقاتلة واقفة على أهبة الإستعداد في قواعدها في أي وقت للقيام بما يلي:

أولا: لحماية الموظفيين الأمريكان وحلفائهم المتواجدين في العراق وكذلك لحماية البنى التحتية الأمريكية الموجودة على أرض وطننا المغتصب ومنها بناية السفارة الأمريكية العملاقة الموجودة في المنطقة الخضراء والتي بنيت على أراضي تابعة للقصر الجمهوري العراقي الذي اغتصب بعد الإحتلال. من وجهة نظري أن هذه البناية العملاقة وكل ملحقاتها يجب أن تفجر وتهدم تهديما كاملا بعد التحرير وتنظيف المنطقة من كل قاذورات الإحتلال وأرجاع بنائها على ما كانت عليه قبل الإحتلال وقيام الأصرح لرموز أمتنا وشهدائنا الخالدين فيها.

 ثانيا: تقدم القوات المقاتلة الأمريكية الباقية دعما لوجستيا لقوات الأمن العراقية العميلة والمجرمة التي دربها الإحتلال ومرتزقته على قتل الشعب العراقي وتهجيره لفسح المجال للهجرة الصفوية الفارسية لمحو الملامح والصفات العربية لمدينة بغداد وباقي المدن العراقية العربية الأصيلة الأخرى. لهذا ومن وجهة نظري أيضا إبادة وليس حل هذه القوات العميلة المجرمة إبادة كاملة لأخذ ثأر الشهداء وغسل المجتمع العراقي من عار مجرمي الحرب وتجاره السياسيين الخونة.  

ثالثا، الإنشغال في مكافحة الإرهاب ضد المجموعات الدولية ومؤسساتهم الفرعية المحلية. هذا يعني أن الحرب لم تنتهي وأن القوات الغازية ستستمر بمطاردة رجال المقاومة العراقية المسلحة الباسلة اينما كانوا بحجة محاربة الإرهاب وفروع تنظيم القاعدة في العراق وذلك لدعم حكومات الدمى العميلة التي ستنصبها الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتحميها بواسطة قواتها المقاتلة الموجودة في قواعدها داخل العراق أو في المنطقة في دول الجوار العربي. المطلوب إذن من أحرار العراق ومقاومتهم المسلحة الباسلة عدم السماح لخروج القوات الأمريكية بسلام قبل إستسلامها أو دحرها وتدميرها وفرض شروط المقاومة عليها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية مهما كان السبب.  

الخطة التي يطرحها الحزب الديموقرطي والتي تؤيدها أفضل العقول الإستراتجية في الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة تتضمن إنسحاب منظم لحوالي نصف القوات الأمريكية المتواجدة في العراق والتي تقدر بحوالي 160000 جندي أمريكي – عدا المرتزقة الأجانب وقوات الأمن الخاصة التابعة للشركات الأمنية الأمريكية - لحين منتصف عام 2008 وهذا يعني بقاء 80000 الى 100000 عسكري أمريكي في العراق الى أمد غير محدد لحماية المصالح الحيوية الأمريكية ومنها آبار النفط المستولى عليها والبنى التحتية التابعة للسفارة الأمريكية كما ذكرنا أعلاه.  

في خضم هذا المعترك السياسي داخل اروقة السياسة الأمريكية حول عملية إنسحاب قواتهم من وطننا المحتل وفي خضم الكفاح المسلح الذي تقوم به المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة داخل العراق ضد القوات الأمريكية وحلفائها وعملائها من أجل تحرير الوطن المغتصب من براثن الإحتلالين الصهيوأمريكي والفارسي الشيعي الصفوي تطل علينا الأخبار من خلال مقالات الأقلام الحرة المجاهدة أن هناك تأمر جديد على المقاومة العراقية وحزب البعث العربي الإشتراكي بالخصوص تقوم به تجمعات عراقية هجينة - قسما منها كانت بالأمس عملية وخانعة ومؤيدة لإحتلال وتدمير الوطن واليوم تظهر علينا لابسة لباس الوطنية البائسة – بالتعاون مع نظام سوريا وإيران وعملائها في المنطقة الخضراء. لقد أفشلت هذه المؤامرة بعد أن كشف مبتغاها ورفضت قوى وقيادات المقاومة المسلحة الباسلة داخل العراق حضور ذلك المؤتمر التأمري الذي كان سينعقد في الثالث والعشرون من الشهر الجاري في العاصمة السورية دمشق. كانت الغاية من هذا المؤتمر هي الإلتفاف على المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة وسحب البساط من تحت أقدامها ونهب منجزاتها الجهادية التي حققتها خلال أربعة سنوات ونيف من الكفاح المسلح المستمر ومن ثم تقديمها ضحية مذبوحة من أجل إنهاء الإحتلال على الطريقة الأمريكية والسماح بالإنسحاب الجزئي للقوات الأمريكية وإحتفاظها بما تبقى من ماء وسخ وقذر في وجهها القبيح وإعطاء الفرصة للمجرم بوش إعلان النصر الموهوم في العراق بعد نهب خيرات الوطن النفطية وحسب ما جاء في قانون نفط العراق الذي الفته إدارة بوش المجرمة وأجبرت عملائها أو ستجبرهم على تمريره والتوقيع عليه بحوافرهم. هذه القوى المشبوة أيضا أرادت مشاركة الأمم المتحدة وجامعة الدعارة والأحذية العربية في عملية رسم مستقبل العراق.  

نود أن نقول لمن تسول له نفسه على التأمر على المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة ولمن يقف خلفهم ومن يساندهم من عرب وغير عرب:

أولا: لا للأمم المتحدة ولا لجامعة الدعارة والأحذية العربية المتأمرتان على العراق وشعبه أي دور إيجابي في صياغة أسس إنهاء الإحتلال او الإشراف على إنسحاب القوات المحتلة من العراق لأن أيادي مسيري هاتين المنظمتين المجرمتين ملطخة بدم ملايين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ العراق ومنذ حرب الخليج الأولى والحصار الظالم الذي فرض على شعبنا الصابر ولحد هذا اليوم.  

ثانيا: لا للمتأمرين تجار الحروب ولا للمتخاذلين من أكلة الجيف تجار السياسة ولا لمؤتمراتهم العقيمة في بيروت ولندن ودمشق وشرم الشيخ وارض الرسالة المحمدية ولا لمشاريعهم التأمرية أي دور في اي عملية قبل أو بعد التحرير.  

ثالثا: لا لعقد مؤتمرات التحالفات الجديدة التي تتكون خلف الكواليس ولا لصفقاتهم التجارية ولا لخططهم ولا لمشاريعهم المزينة والمزركشة بما سرقة من جمل من المنهاج الإستراتيجي للمقاومة الوطنية المسلحة البطلة.

 رابعا: ندين العملاء في التخطيط لتقويض جبهة المقاومة العراقية المسلحة الباسلة أو تجيير عملياتها البطولية لمصلحته ومصلحة عدو شعب العراق وعدو الأمة العربية اللدود نظام الملالي الصفوي في قم وطهران. كما ندين المحاولات التأمرية على "الجبهة الوطنية القومية الإسلامية" في العراق خصوصا محاولاته إختراقها وخلق جبهات عميلة وبديلة لها تخدم مصالحه ومصالح أمريكا وطهران في المنطقة من خلال عقد الصفقات مع ملالي طهران ورئيس جمهوريتها الخبل الطائش محمود أحمدي نجاد وتجار السياسة والحروب من خونة العراق من عراقيين ومستعرقين.

خامسا، ندين النظم العفنة في أرض الجزيرة العربية المتأمرة على العراق والمشاركة في تدمير وطننا على تمويلها المالي والتسليحي للخونة من رؤساء العشائر الفاطسة.  

سادسا: نعم لفضح وتعرية ومحاسبة كل شخص مهما يكن موقعه من الإعراب متأمر متلبس بلباس الوطنية وكل تنظيم سياسي متأمر مقيت على المقاومة بإسم المقاومة والتحرير ولا مكان للتهور الطائش الذي يؤثر سلبا على عملية التحرير ولا تسامح مع أي متأمر على حزب البعث العربي الإشتراكي.  

سابعا: ندين كل الوسائل الإعلامية وخصوصا فضائية الـ سي. ن. ن. الأمريكية التي جيرت نصر الفريق العراقي بكرة القدم على الفريق السعودي تجييرا سياسيا رخيصا لمصلحة حكومة المالكي العميلة وخونة العراق المتواجدين خارج العراق أو في داخله داخل المنطقة الخضراء والقواعد العسكرية لقوات الإحتلال.  

عاش العراق حرا عربيا بكل أطيافه الإجتماعية وعاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر.

عاشت المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة بكل فصائلها المقاتلة والجهادية.

المجد والخلود لسيد شهداء الأمة الرئيس القائد الأسير صدام حسين المجيد وكل شهداء تحرير العراق وفلسطين.

عاش أمين سر القطر والأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي المجاهد عزة إبراهيم الدوري

عاش البعث والنصر لأمة العرب

وليخسأ كل الخاسؤن 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 31 / تمــوز / 2007