بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

العراق اليوم بين الواقع والمطلوب لتحقيق النصر الحاسم

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

يمر العراق اليوم بمرحلة شديدة الحساسيه والخطوره لحاضره ومستقبله بعد ان عجز الاحتلال من تحقيق كامل اهدافه اذا اعتبرنا ان تدمير مؤسسات الدوله العراقيه واغتيال رئيسها الاسير الشهيد القائد صدام المجيد هو احد اهم الاهداف التي سعى اليها طيلة عمر ثورة 17 تموز المجيده وبعد الانجازات العظيمة التي حققتها في كافة الصعد ,اضافه الى تداعيات تفكيك النسيج العراقي على طريق تقسيمه لاسامح الله ناهيك عن تأسيس ارضيه طائفيه للمنطقه العربيه.لذا سنتاول الموقف على الساحة العراقيه مع انتهاء الربع الاول من العام الخامس للاحتلال ونبين مواقف اطراف الصراع الرئيسيه وتأثيرها على مستقبل الصراع من حيث الواقع الحالي وماهو مطلوب لانتصار الثورة العراقيه المسلحه وكما يلي:-

1- موقف رأس الافعى الاحتلال الامريكي الصهيوني : -

لايحسد الغزاة على الموقف الذي اوصلتهم اياه المقاومه العراقيه البطله وهم على حافة الهزيمه التأريخيه النكراء مما جعل مجرم العصر الارعن بوش ومعه جوقة المتصهينيين الجدد في حيرة من امرهم امام ضغط شعبي امريكي رافض وواسع فقد أظهر استطلاع جديد أجرته امس يو.اس توداي ومعهد غالوب أن أكثر من سبعة أمريكيين من أصل عشرة يفضلون سحب نحو كل القوات الامريكية من العراق بحلول نيسان ابريل) .القدس العربي 12/7) اما على صعيد سمعتها امام العالم فهي الآخرى قد تدهورت بل حتى امام اقرب حلفائها فذكرت نفس الصحيفه (ان الكثير من الاوروبيين يعتبر الولايات المتحدة تمثل تهديدا للاستقرار العالمي اكثر من ايران وكوريا الشمالية مجتمعتين بحسب استطلاع اعده معهد هاريس ونشر في صحيفة فايننشال تايمز الاسبوع الماضي) وتتصاعد ازمة الغزاة في العراق لتتعدى الخسائر البشريه والماديه الى الصعوبات في التحاق مجنديين جدد واصبح (الجيش الامريكي يواجه ازمة في التجنيد بفعل تنامي الاحتياجات في العراق وافغانستان. وفي حزيران لم تتحقق اهداف التجنيد التي وضعها الجيش اذ تم تجنيد 7031 عنصرا حين ان الهدف كان 8400 عنصر.ولتبرير هذا التراجع في التجنيد قال مسؤول في وزارة الدفاع طلب عدم كشف اسمه عندما تخوضون حربا طويلة الأمد لا يرغب احد في ارسال اولاده الي الجبهة - رويتر) اما بوش نفسه فقد اقر بتأريخ 12/7 في مؤتمر صحفي بان قيمه برفع حجم القوات في العراق لم يسفر الا عن (تقدم محدود) ولكن التطور الاهم فهو قرار مجلس النواب الامريكي وللمره الثانيه الدعوه لسحب القوات فقد وافق المجلس ذو الأغلبية الديمقراطية في 13/7 على مشروع القانون ويأمل الحزب الديمقراطي في أن ينجح بتمرير قانون مماثل في مجلس الشيوخ يضع جدولا زمنيا لانسحاب قوات الاحتلال من العراق.ويقضي القانون بإلزام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بالبدء بسحب الوحدات المقاتلة في غضون أربعة أشهر وإتمامه بحلول أول أبريل/نيسان 2008. واخيرا نصل الى مانقلته صحيفة الواشنطن بوست في مقاله للكاتب الشهير بوب ودورد ومن أبرز ماجاء في تقريره أن رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية مايكل هايدن كان قد أبلغ لجنة بيكر- هاملتن في يوم الـ13 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بنفسه في اجتماع في البيت الأبيض بأن قدرة الحكومة العراقية على الحكم أمر لا سبيل لتحقيقه، وأنه يتعذر وجود مرتكز يمكن أن يستند إليه في تحويل مسار الأمور امام كل ماتقدم يصرمجرم العصرعلى المضي في عدوانه تدفعه بذلك مصالح الشركات الاحتكاريه النفطيه وهو مااعلنه في اتصال له مع العميل المالكي للاسراع بتمرير قانون سرقة نفط العراق وهذا ما يؤيده الديمقراطيون ضمنا رغم اظهار رفضهم بقاء القوات الامريكيه لغرض تهيأة الاجواء بسحبها تحت غطاء الديمقراطيه للفتره الرئاسيه المقبله والتي يتوقعون ومعهم الكثير الفوز بها بعد ان حققوا الاغلبيه في الكونغرس رغم انهم وجهان لعمله واحدة. اما ماهو مطلوب ازاء الموقف الصهيوامريكي فهو المزيد من الضربات لقواتهم ولقوات وادوات الحكومه العميله واستنزافهم عبر منعهم من الاستفاده من ثروات العراق ونود الاشاره هنا ومن منطلق الثقة بقيادة المقاومه وشعب العراق لنقول ان تمريرقانون النفط لايمثل اكثر من الحبر على الورق الذي سيكتب فيه بعد انتصار ثورة التحرير بأذن الله رغم مايقال عن الالتزام الذي يترتب بوجب الاتفاقيات الدوليه ونسأل اين كانت المنظمات الدوليه من غزو العراق وتدمير دولته واغتيال قادته الشرعيين.

2- الموقف الايراني : لقد حصل تطور مهم للوضع الايراني بعد ان فقد مصداقيته على مستوى الداخل العراقي اثر اتضاح دوره الخبيث واعمالهم الاجراميه ضد ابناء الشعب وخاصة في الجنوب وينطبق ذلك على الموقف العربي الذي اخذ يستشعر بالتهديدات التي بدأت تطول بعض اقطاره وخاصه في الخليج ولبنان واليمن اما على الصعيد الدولي فقد وصلت الطموحات الفارسيه التوسعيه الحد الذي يهدد المصالح الحيويه للغرب رغم تقديمه اعظم المساعدات لتسهيل غزوا العراق اضافة الى تطورات ملفه النووي والذي يرتبط جدليا بالمسأله الاولى بما يمثله من تهديد لمصالح الغرب وليس كما يشاع عن تهديد امن اسرائيل زورا وتصب هذه التطورات لصالح مشروع الثورة العراقيه المسلحه اما عن المطلوب ازاء الموقف الايراني فهو العمل على وقف التصعيد الطائفي من خلال الرد الوطني والقومي بكافة الوسائل المتاحه واهمها تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في بغداد ومحافظات الفرات الاوسط والجنوب.

3- الحكومة العميلة : سنكتفي بمقتطقات من تقرير الكاتب الامريكي بوب ودورد للواشنطن بوست فيشير إلى أن رئيس الاستخبارات الامريكيه هايدن قال أيضاً إن الحكومة العراقية غير قادرة على الحكم، وإن الولايات الأميركية أنفقت كثيراً من طاقتها وثروتها لقيام حكومة متوازنة، "ولكن ذلك لم يُـجد نفعاً"، مؤكداً أن الحكومة العراقية عاجزة عن الدفاع عن نفسها حتى على المدى القصير كما ابلغ هذا المسؤول لجنة بيكر- هاملتون في بغداد بأن "المالكي يعتقد أن انفجار سيارتين ملغومتين في بغداد، وموت 100 مواطن يومياً أمر لا بأس به، وهو شيء ممكن أن يجري التعايش معه، ولا يعيق ديمومة حكومته "!!!! ونختم هذه الفقره بتأيدنا عن ماجاء في توبيخ كوندليزا للمالكي "إنكم جميعاً سوف تتدلون على أعمدة الكهرباء ونقول وهو المطلوب للشعب العراقي الصابر.

4- الموقف الشعبي : لقد تعرض الشعب العراقي الى مأساة حقيقيه لامثيل لها في التأريخ منذ غزو المغول لعاصمتهم في منتصف القرن الحادي عشر ولانريد سرد ارقام القتلى والمهجرين الى آخر المعاناة التي يمر بها على يد مغول العصر ولكن مايهمنا في هذه الفقره هو توعية الجماهيرللمزيد من الصبر والتحمل وتقديم العون لكافة فصائل المقاومه واطلاق حملة توعيه الى المقيمن في سوريا والاردن وبقية الدول على ضرورة العودة الى بلدهم للمساهمه كل ضمن قدراته في عملية التحرير اذا ما علمنا ان اغلب المهجرون البالغ عددهم اربعة ملايين هم من الرافضين للاحتلال والمؤيدين للمقاومه ومن هنا نقول لهم ان كنتم تخشون الموت فلا مناص منه فمن لم يمت بالسيف مات بغيره فعودوا وانصروا اخوانكم في الداخل فمجرد وجودكم هو دعم للمقاومه. اما لجماهيرنا في الداخل فنقول لاتبخلوا بشئ لنصرة ممثلكم الشرعي المقاومه الباسله وآن الاوان للاجهار بمواقفكم في كل مكان ولا تأخذكم بالحق لومة لائم وأنبذوا الطائفيه.

5- المقاومه العراقيه : ان اربعة سنوات من مجابهة الغزاة واعوانهم كانت كفيله لتكون المقاومه الباسله بكل عناوينها محل تقدير واحترام العالم اجمع وان لم يعلن الكثير منهم ذلك بفعل القدرات القتاليه العاليه التي انهكت العدو الذي بدأ يلجأ الى سياسة الارض المحروقه من خلال عمليات التدمير التي يستخدمها ضد مدن وقرى العراق ومانشهده اليوم في محاقظة ديالى الابطال خير دليل على ذلك اما المطلوب فهو :-

أ – توسيع قاعدة الجبهه من خلال ضم قوى اخرى من الرافضين للاحتلال على حد ادنى من التقارب على ان تكون من الجماعات التي تمتلك قواعد وابراز دور رجال الدين المعتدلين لاداء دورهم ومسؤليتهم الشرعيه والاخلاقيه والانسانيه ولايمكن لاحد تجاهل دورهم وخاصه في معارك التحرير وهذا لايشمل العناصر التابعه لاحزاب الاحتلال.

ب – اهمية انضمام جبهة الجهاد والاصلاح لما تمثله من ثقل ووزن على المستوى العملياتي وهنا نوجه كلامنا اليهم مباشره لتقدير اهمية المرحلة التي يمر بها العراق باتخاذ خطوه شجاعة للانضمام الى الجبهه القوميه والاسلاميه لتحرير العراق , ومع اقرار الوثيقه السياسيه للجبهه بعدم قدرة طرف واحد من صنع التحرير مهما كانت قدراته لقوة العدو وهذا ليس تحبيطا للعزائم بقدر ما يعطي وصف اعظم للقوه التي تهزمه. نصر من الله وفتح قريب .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 19 / تمــوز / 2007