خالد عزيز الجاف

شبكة المنصور

 

                                     

 


يعصر الالم قلبي عندما اسمع واشاهد مأسي وجراحات شعبي، يعجز القلم عن وصفها، انها مشاهد مؤلمة عندما يصل المواطن العراقي الى هذا الحال المزري من البؤس والشقاء والقتل والتدمير على أيدي قوات الاحتلال المجرمين بالتعاون مع الصفويين الفرس مغول وتتار هذا العصر الذين جاءوا على بسطال جنود الامريكان فرحين مستبشرين بالتحرير الصليبي الصهيوني للعراق .

أمريكا كانت دوما تنادي بضرورة محاصرة السنّة وبناء سياج حول مدنهم التي تنطلق منها المقاومة، وفعلوا هذا في الفلوجه واصبح الدخول والخروج منها يتم بواسطه هويات معينه اصدرها الاحتلال. ومع كل هذه التدابير فأن المقاومة لم تتوقف في الفلوجة، ويبدوان الخطة الامنية التى اعلنت امريكا تطبيقها فى بغداد بدأت تلحق بسابقاتها من الخطط الفاشلة فلم تجد امريكا بدا من تقليد ربيبتها اسرائيل فى بناء جدار عازل لمنع المقاومة من التمكن من جنودها، ولكن ما لم تتعلمه امريكا ان تقليد اسرائيل هواسوأ دعاية لها يمكن ان تقدمها لنفسها. لقد حاولت من قبل تغيير العلم العراقى بعلم مشابه لعلم بني اسرائيل وكانت النتيجة رفض الشعب ان يرفع بديلا عن العلم الذي يحمل اسم الله اكبر، مثلما فعل الانتهازي الكبير مسعود البرزاني الذي رفض برفعة في شمال العراق.

ان بناء هذا الجدار العازل لن ينفع جيش الاحتلال ولا عملائه، ولن تنجح كل هذه المحاولات فى كسر شوكة المقاومة الباسلة وكان عليها اولا ان تسأل الطفل المدلل أسرائيل عن حالها مع المقاومة بعد ستين عاما من الاحتلال. ان الهدف الوحيد لهذا الجدار جعله مصيده ستنصب لاهالى هذه المنطقه الصامدة البطلة وحصر الاهالى وفتح منفذ وحيد لهم يكون الخروج والدخول منه وبحراسة قوات الشرطه العميله التى ستسهل دخول المليشيات وستذل اهالى المنطقه عند الدخول والخروج واصطيادهم على الهوية من قبل فرق الموت. وهذه الاسوار دليل واضح وساطع على ان سياسية بوش والعميل الهالكي في العراق هي سياسة فاشلة في تقطيع الاوصال والتاريخ يشهد هذا للعراقيين، حيث انها اثبات فشل وعجز واضح على السيطرة على البلد، ودليل على اشتداد قوة المقاومة العراقية الباسلة، والمشكلة الكبرى التي سوف تقع على رأس قوات الاحتلال وستراتيجيتهم الغبية ان تكون نتائج الحوائط غير ايجابية بالمرة، وستفشل مثلما فشلت الخطة الامنية التي طبلوا وزمروا لها على مدى شهرين من انطلاقها بنجاحها الباهر في تقليل اعمال المقاومة. وانني هنا استطيع التأكيد ان النتيجة الحتمية لهذا الجدار هوالسقوط السريع تحت ضربات رجال المقاومة. ان فتح ثغرات بين جدران الاسمنت، وتفجير بعض المواقع منه ليس بالامر الصعب، وهذه التفجيرات المرتقبة للجدران سيزيد من مشاكل الامريكان في البناء، ونقل الكونكريت المسلح وجلبها وتنصيبها مرة اخرى، بحيث سيكونون مصيدة لقناصي المقاومة. هكذا يمكن تقييم من ناحية الاستمرار في بناءه اوالغاءه.

وقد تبجح أمس المالكي العميل أمام الصحفيين المصريين في القاهرة وقد سألوه عن جدار الفصل العنصري في الاعظمية فقال انه (أمر) بوقف بناء جدار الاعظمية، وقد ردت عليه قوات الاحتلال ردا مباشرة بفرض حظر التجوال علي الاعظمية حتى الساعة 11 من صباح اليوم! اقول لهذا الذي اسمه نور الهالكي انت تعلم جيدا ما يحتاج اليه شعبك اذا كنت عراقي الاصل وهناك شك في هذا. اٍن تسوير مدينة الاعظمية هي ليست سوى خطة أمريكية بعيدة المدى والغرض منها هوتحويل أنظار العرب والمسلمين عن ما يحدث في فلسطين العزيزة. وكان العراقيون يعيشون فى استقرار وامان لولا التدخل والاحتلال الاميركى ولم يكن يوجد السبب الاصلى للاحتلال الذى تذرعت به القوات الاميريكية. ومسلسل التفجيرات سيستمر مع الاحتلال.

ولوكان العميل المالكى مثل الرئيس الشهيد بأذن الله صدام حسين لكان قد قضى على الفتنة الطائفية التي تحركها العناصر الفارسية الاصل صفوية المذهب بدلا من بناء الاسوار بحجة المحافظة على ارواح السنة من القتل على ايدي جيش المهدي. وسوف لا تفيد الاسوار اوالدوريات المسلحة فى وقف مسلسل الدمارالذي يحصل الان. والاسوار العازلة بين الاحياء ستعمل على الجفاء وزيادة الفرقة بين العراقيين وزيادة الحقد بين المسلمين. ونسال هل سياسة قوات الاحتلال اصبحت سياسة فرق تسد؟، وتصوروا ماذا يكون شكل العالم إذا كان الحل في بناء الجدران؟ بالتأكيد سيكون أشبه بحديقة الحيوانات... كل كائن فيه معزول عن الآخر. شيء طبيعي في عالم الحيوانات المفترسة، ولكن نسوا ان العراقيين صيادين وايضا يشهد لهم التاريخ بهذا. ولقد جربت القوات الامريكية في فيتنام اسلوب الأسوار والجدران خاصة في مدينة سيغون وهوي، وقد بررت ذلك خلال عقدي الستينات والسبعينات بأنه يستهدف وقف هجمات الثوار الفيتناميين واجبار رجال حرب العصابات على دخول مسالك محددة ومؤمنة اذا ارادوا شن هجمات ضد القوات الأمريكية وعملائها المحليين ممن كانوا يسمون حكومة فيتنام الجنوبية الوطنية كما يحدث الان في العراق ليحمي عملائها في المنطقة الخضراء. وان الجدران الامريكية فشلت في تحقيق أهدفها ووجد الثوار سبلا لتجاوز نقط الحماية الأمريكية والعميلة.

الأن جاءت واشنطن بكذبة ان الجدران التي تقيمها تستهدف حماية الأعظمية وغيرها. وان بناء الاسوار في هذا الوقت المفاجئ لهودليل على الهروب والانسحاب المبكر للقوات الامريكية من العراق خلال الاشهر القادمة الحاسمة لكي يوفروا الحماية الى المنطقة الخضراء من هجوم اكيد بعد انسحاب القوات الامريكية من قبل المقاومة العراقية للاحتلال.

وهذه هي الديمقراطية الامريكية التي جلبها بوش وزرعها في ارض العراق الطاهرة. فلم يعد المواطن العراقي حرا في التنقل في وطنه، فلم يعد المواطن ان يدخل حدود الامارات الجنوبية الاخرى ربما الا بتصريح مسبق من دوائر تلك المحافظات الجنوبية، اوربما الا بوجود كفيل من سكان تلك المناطق، كما يفعل البز- زاني في امارته الشمالية .

وربما عما قريب عندما يصحى المواطن العراقي من نومه صباحا ويذهب الى عمله ودائرة عمله اودكان شغله سوف يرى سورا فاصلا بين غرفة نومه وغرفة المعيشة، اوربما لحل المشاكل العائلية بين الزوجين سوف يتم بناء سور بين الزوجين على سرير الزوجية. ومهما أرادوا سيبقى هذا دليل نفاذ الحيل وإنقطاع السبل في مواجهة أبطال المقاومة البواسل. (إن الذين كفروا يُنفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) صدق الله العظيم.
 

       

                                      شبكة المنصور

                                    25 / 04 / 2007

الجدار العازل

 لن يوقف مسيرة المقاومة الباسلة