سلام عليك يوم ولدت ويوم إغتالوك ويوم تبعث حياً
شبكة المنصور                                                                                                   الدكتور قاسم سلام
عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

                                              بسم الله الرحمن الرحيم
«من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». صدق الله العظيم


ما أعظمك يا صدام وما أعظم إستشهادك فإن قتلوك أو إغتالوك فإنهم لن يتمكنوا من قتلك في ضمائرنا، في ضمائر ابناء أمتك الشرفاء والخيرين حتى وإن كان بإمكانهم ان يمطروا من السماء ناراً او أن يجعلوا الأرض كلها تقدح لهباً وبراكين.
... نعم... أيها العظيم في أمتك.
فسلام عليك يوم ولدت ويوم إغتالوك ويوم تبعث حياً.. وتباً للعملاء والمأجورين الذين نفذوا جريمة العصر فيك، في مسيح القرن الواحد والعشرين - مسيح كل المؤمنين - تنفيذاً لأوامر بوش وخامنئي وبني صهيون وتكاملاً مع المنافقين من الذين فُرضُوا على الأمة من حكام الطوائف المستعربين الذين سبق وإن طلبوا من مجرم الحرب بوش أن يتعهد لهم بأن عليه ألا «يكتفي بتدمير العراق، بل أن يكون رأس صدام حسين هو المطلوب». فكان رد تشيني : ((تأكد يا أمير «..... » أن صدام سيصبح قطعة خبز محمصة لحظة ننطلق)). وبالرغم من هذا أكد ذلك الأمير السفير معلقاً : «اريد أن أسمع هذا بشكل تعهد من بوش مباشرة». وعندما إلتقى ببوش أكد له ذلك قائلاً : ((لقد حصلت على الإيجاز من «ديك» و«رمي» - رمسفلد - والجنرال ميرز............... تلك هي الرسالة التي أريدك إيصالها مني إلى «..........»؟؟! إن الرسالة التي تحملها مني رسالتي يا «......»))
هنا يا سيد الشهداء ليت امتك التي احببتها واحبتك واستشهدتَ من أجلها كانت تمتلك حريتها حتى ترد على هذه العبارة، كي ترد على مسؤول السفير «......»!! : «الصمت هو المطلوب. لا تخبر أحداً أي شيء إلى أن نقرر ما نفعله».
هكذا جاء في كتاب خطة الهجوم على العراق للمؤلف المعروف «بوب ودوورد». وهكذا كانت بداية المسرحية فالامريكيون يقطعون عهداً امام حلفائهم من المستعربين ويساومون الايرانيين من اجل تحقيق ذلك الهدف كما جاء في صفحات هذا الكتاب.

كان هذا الموقف هو قبل إحتلال العراق بعدة اسابيع. ولم يكتفِ ذلك الرسول بالحوار مع الامريكان بل تحول الى سفير للامريكان الى الفرنسيين والالمان في محاولة لإقناعهم كي يشتركوا في الحرب مع الامريكان لتدمير العراق وقتل صدام حسين. وكذا للتنسيق مع رئيس إحدى الدول العربية الكبرى الذي قال للسفير الامير محرضاً وشاهد زور لذبح العراق : «إن إستخباراتنا قد أكدت ان هناك مخابر متحركة لصنع اسلحة بيولوجية في العراق..».

نعم لم يكتف هذا السفير ايضاً كما ورد في هذا الكتاب الهام بلعب دور الوسيط بين الفرقاء بل قام بإبلاغ «كونداليزا رايس بانه اقتنع بان شيراك كان سيساعد، بل وقد يؤيد الحرب، مضيفاً بان ((رئيس «الدولة الكبرى» ورئيس الوزراء رفيق الحريري افادا، كلاهما بان شيراك كان عازماً على السير في ذلك الاتجاه اضافة الى ان مناقشاته مع الرئيس الفرنسي كانت قد اوصلته الى الاستنتاج ذاته)).
غير ان الرئيس الفرنسي كما يبدو كان قد أحس ان الوسيط قد يتقول عليه فاتصل في ليلة السابع من شباط 2003 ببوش مؤكداً له ما يلي : « لا اشاطرك في حماستك للرأي القائل بأننا في حاجة الى حرب. ليست الحرب حتمية.... ».

إذن هنا تكمن الكارثة وهنا تتبلور بدقة صورة المعركة التي كان يقودها شهيد الأمة العظيم صدام حسين والتي تمثل بصدق معركة الإيمان كله في مواجهة معسكر الكفر كله ومن هنا تبدأ فصول مسريحة تدمير العراق ومهزلة محاكمة قائد العراق المؤمن ثم اغتياله في محاولة لإغتيال الأمة كلها، خسئوا، فلم يدركوا ان جريمتهم هذه ستخلد صدامنا، صدام الأمة وستجعل منه شهيد الأمتين العربية والإسلامية بدون منافس، لقد ارادوا ان يطفئوا نور الله في امتنا ويأبى الله الا ان يتم نوره، فهنيئاً لشهيد معسكر الإيمان، هكذاشهادة، هنيئاً لك يا صدام هذا السمو الذي نلته بجوار ربك الذي ثبت اقدامك ورفعك الى جواره كما رفع الأولياء والصديقين اما العملاء والخونة فيظلون في مستنقعهم غارقون وفي كذبهم سادرون، وبغيهم يعمهون، فيظلوا عملاء ضالون مهما امتلكوا من وسائل حماية الأجنبي لهم، وهنا نستسمح القائد جمال عبدالناصر رحمه الله كي نستشهد بعبارة قالها عام 1958 حتى نعايش من خلالها الحالة المحيطة بنا : «اعوان الاستعمار اشد خطراً من الاستعمار لأنهم يزيفون الاهداف، ويزيفون المثل ويخونون الامانة التي تلقى عليهم من وطنهم، ويتنكرون لأرضهم التي شربوا من مائها واكلوا من ارضها».
حقاً.. ان العملاء والمنافقين في كل زمان ومكان يلتفون حول بعضهم البعض لا يرون إلا مصالحهم ويظلون يراوغون ويناورون ليمسكوا العصا من الوسط. وبالرغم من هذا لا بد لهم من ان ينكشفوا مهما غطوا مواقفهم بالكذب والإشاعات وحرب الإعلام التي تشنها الفضائيات الامريكية والمؤمركة لتمرير خداعهم ومؤامراتهم لينطبق عليهم ما قاله تعالى في محكم كتابه : «الم تر الى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون» صدق الله العظيم
وهاهم اليوم وبعد استشهادك يتداعون من جديد بعد ان تكشفت حقائق المؤامرة وابعادها داخل المعسكر الواحد الذي قام على اختلاف المصالح وتفرق الاهواء وتصادم الاتجاهات بعد ان جمعهم هدف ضرب العراق واغتيال صدام، هاهم اليوم يتداعون لوضع خطط جديدة متواصلة مع خطوط المؤامرة التي حيكت ضد العراق معتمدين في ذلك مرتكزات الاستراتيجية الامريكية التي تبث الذعر وتشيع الفوضى وتثبّط العزائم في مواجهة وجدان الامة بشكل عام والعراق بشكل خاص، ذلك الوجدان الذي هزته جريمة اغتيال شهيدها القائد الرمز صدام حسين، صدام العملاق الذي واجه الموت مبتسماً مردداً برباطة جأش :
((عاش الشعب، عاش المجاهدون، عاشت الامة، الموت لأمريكا ولأيران)) مضيفاً وهو يتلو الشهادة كما ورد في كثير من المواقع ووسائل الاعلام : ((اللهم ان قبضتها فارحمها فإني اشهد ان لا إله إلا انت وحدك لا شريك لك، وأشهد ان محمداً عبدك ورسولك. بسم الله الرحمن الرحيم. الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر.. اللهم انت رحمن رحيم)). ((اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمداً رسول الله)).
كلمات رددت بعد استشهادك ايها الرفيق القائد الحاضر - الغائب في كل المساجد والساحات، مقرونة بتلك اللعنات التي رددتها ايها الشهيد قبل ان تفارقنا الى جوار ربك ((اقزام فرس، الله يلعنكم ويلعن اسيادكم... تفو على شواربكم هي هاي المرجلة؟!))...
((نحن في الجنة واعداؤنا في النار انشاء الله، ليسقط الخونة والمجوس)). لقد رددت هذه اللعنات ايضاً بعد الصلاة على الغائب من قبل الجماهير في اكثر من قطر عربي منطلقين من قوله تعالى «الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين، ايبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً».
انها لحظات أحيت نفوس محبي القائد صدام وعززت ايمانهم بقيادته وبمصداقيته وبشجاعته وبطولته المتميزة في مختلف المواقف والميادين، بل وحتى معارضيه من الشرفاء الذين كانت لهم بعض المواقف قبل استشهاده. لأنهم ازدادوا يقيناً ان الشهيد صدام حسين كان على حق والعملاء وجيش المنافقين هم على ضلالة، بل ان كثيراً منهم استحضروا من خلال شجاعتك وايمانك أيها الشهيد وانت تواجه الموت مواقف البطولة والبناء والرجولة والصراحة والصدق فتفاعلوا معك بحب كبير ومع هذه الفقرة التي سجلتها أيها القائد الرمز صدام حسين وانت توصي شعبك وامتك في السادس من ذي الحجة كما ورد في شبكة البصرة : «اليس هكذا تريدون موقف اخوكم وابنكم وقائدكم....؟ بلى هكذا.... يجب ان يكون صدام حسين.. وعلى هكذا وصف ينبغي ان تكون مواقفه ولو لم تكن مواقفه على هذا الوصف لا سمح الله، لرفضته نفسه وعلى هذا ينبغي ان تكون مواقف من يتولى قيادتكم ومن يكون علماً في الامة،.......».
ان من يعتقد ان صدام حسين قد مات وان دم شهيدنا شهيد الامة الخالد صدام حسين، سيذهب هدراً فهو إما حاقد مغرور او عميل مأجور او جاهل اعمى بحقائق التاريخ ومتقاطع مع قول الله سبحانه وتعالى : «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياءٌ عند ربهم يرزقون».
.. نعم.. لقد اغتيل صدام فداءاً لامته ولشعبه وللمبادئ والقيم الكبيرة التي ناضلَ من اجلها ويناضل ابناء الامة الشرفاء الاحرار لنصرتها اليوم كما ناضلوا بالأمس. نعم اغتيل صدام في غفلة من الزمن او كما يقول الشاعر العربي إبن النيل :

وأتوا بمشنقة اللئام
ليطوقوا في غفلة التاريخ
اعناق الكرام
وكأنما التفت ملايين الحبال
من حول حول رقابنا
لكأنما انتصب الشهيد
ولم يهن
لم يكترث بالموت
سعياً للحياة

ان التاريخ يعيد نفسه، فبالامس حقد اليهود، واليوم حقد المجوس والصهاينة والامريكان المحتلين يغتال صدام الامة العظيم...
نعم.. لقد قتل صدام كما قتل السيد المسيح عليه السلام من خلال سياق التآمر وتواجد الاحتلال وتوظيف الحقد والمنفذين من العملاء.
وليتعظ المنافقون والعملاء والخونة والمتشفين بقول الله عن السيد المسيح :«وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منهم مالهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً.» صدق الله العظيم
منذ ذلك اليوم والتاريخ يلاحق بني اسرائيل وسيظل هكذا حتى يوم الدين يطاردهم بإثمهم مغضوب عليهم، وانتم ايها القتلة، ايها الصفويون، ايها المجوس، ايها الحاقدون، فإنكم ايضاً ستلاحقون كما لوحق بني اسرائيل منذ ذلك اليوم حتى قيام الساعة. فصدام حسين بالنسبة لنا هو مسيح القرن الواحد والعشرين. فقد اختار طريق الحق فواجه الباطل والظلم والعبث الفارسي الصهيوني والطغيان الامريكي. فعل كل ذلك وهو مستوعب لكل التحديات واخطارها مؤمناً بالمبادئ وبالرسالة الخالدة لأمته لذا كرر في وصيته التاريخية هذه المعاني قائلاً :
«وبعد الثورة لم يشأ الله سبحانه ان يميت صدام حسين، فإذا ارادها في هذه المرة فهي زرعه.... وهو الذي أنشأها وحماها حتى الان..... وبذلك يُعزّ باستشهادها نفسٌ مؤمنة إذ ذهب على هذا الدرب بنفس راضية مطمئنة من هو أصغر عمراً من صدام حسين. فإن ارادها شهيدة فإننا نحمده ونشكره قبلاً وبعداً.... فصبراً جميلاً، وبه نستعين على القوم الظالمين..... في ظل عظمة الباري سبحانه ورعايته لكم....»

من اجل هذا وذاك فنحن نقول لأولئك القتلة انكم انتم وابناؤكم واحفادكم واحفاد احفادكم ستُلاحقون انتم ويلاحقون في يومكم وغدكم واينما ثقفتكم المقاومة الباسلة ستقتلون لأنكم قتلة مستأجرين واحفادكم ايضاً سيكونون احفاداً لقتلة مجرمين طغوا في ارض الرافدين وباعوا الارض والعرض بأبخس الاثمان ونفذوا ابشع جريمة في القرن الواحد والعشرين... باعوا العراق والامة العربية لأعداء محمد صلى الله عليه وسلم وعلي والحسين عليهما السلام، بل لأعداء الامة التي انجبت محمداً عليه الصلاة والسلام وانجبت صلاح الدين وجمال عبدالناصر وياسر عرفات وصدام حسين، باني نهضة العراق الحديث واخر العمالقة في زمن الاقزام. فمن منكم يعتقد انه ناج فهو مغرور كاذب جاهل. واذا كان «الاعرجي» الدجال قد صدق نفسه وهذيان قائد ما يسمى بجيش «الدجال» الذي يشكل الان فرقة من فرق الموت الفارسية في العراق، «الدجال الاثرم» المعتوه «مقتذه» الصدر الذي وظفته ايران للإشراف على عملية الاغتيال برفقة اقزامها الموظفين داخل المنطقة الخضراء والى جانب مندوب الدجال الاعور السيستاني - اذا كان قد صدّق ومعه هذه الجوقة انفسهم بانهم قد انتصروا على القائد الرمز صدام حسين من خلال اغتياله فانهم لواهمين فالرموز خالدة خلود الشعوب، والمبادئ حية لا تموت ورجال المقاومة هم الاقدر في الرد على هذيان وحقد هذه الجوقة الفارسية إن عاجلاً او آجلاً، والله يمهل ولا يهمل.

ان جماهير الامة التي خرجت في كل الساحات مرددة «الويل لكل زنديق حقود والويل لكل عابث عميل خائن، الموت لأمريكا.. النصر للمقاومة».... فاليوم لكم ايها المجوس المتأمركون المتصهينون وغداً ليس ببعيد للمقاومة، عندما توصلكم غضبة شعب العراق ولعنات الامة العربية والاسلامية كلها الى المشانق ومزابل التاريخ اينما كنتم. ولن يغفر لكم المؤمنون الصادقون وان اجلوا وصية الشهيد صدام حسين لأن عملية الفرز قد حصلت بوضوح كامل، فأنتم اليوم تحتمون بحماية الستار الحديدي الامريكي البريطاني، وفي ظل حرابه التي تستظلون بها، متأكدين بوعي ابن العلقمي وخساسة ابي رغال ان «الحرس الثوري المجوسي» الموزع داخل احياء المدن العراقية لن يستطيع حمايتكم ولا حماية نفسه امام ضربات ابطال المقاومة لذا يبدوا واضحاً الحاحكم على بقاء قوات الاحتلال والمطالبة بالمزيد من القوات الامريكية مقتنعين قناعة تامة ان يد المقاومة طويلة سوف تصلكم بإذن الله وقوته وقوة الارادة الشعبية المؤمنة بحبها لقائدها الشهيد صدام حسين. هذه الارادة هي الاقوى من ارادة سيدكم القابع في «قم» والسيد الاخر القابع في البيت الابيض الامريكي. وهي ايضاً اقوى من حليفكم الملوث بالدم الفلسطيني او اولئك الذين هم اليوم يحاولون لعب ورقة جديدة لإغراق العراق في بركة من الدماء وبعد ان بدأت المصالح بالتقاطع حول التفاصيل المستقبلية، لا حباً في العراق او الامة وانما نوع من الدفاع عن النفس بعد ان تكشفت خطوط المؤامرة التي اشترك فيها الجميع. نعم يحاولون لعب ورقة من اوراق «الشجرة الملعونة في القرآن» بعد ان سقطت ورقة التوت التي كان كل طرف يلوح بها داخل بوتقة التآمر على العراق، على صدام، صدام الذي كان واصبح والعراق صنوان لا يفترقان، وليخسأ الخاسئون، وليعلموا ان شجرة الزقوم لن تكون إلا نذير خاتمتهم الشنعاء، التي تنتظرها جماهير الامة العربية لا حباً في التشفي ولكن رغبة في رؤية عدالة السماء تطبق على خونة الامة وحثالة الأوباش الذين قبلوا ان يكونون ليس فقط عملاء خدم بل جزمة امريكية صهيونية تلوث قداسة الأرض العربية كلها وتجرح قداسة الحضارة الاسلامية، انها محاولة الغريق، محاولة تستهدف مشاغلة المجوس لكسب بعضاً من الوقت كي يستمروا في كراسيهم او يرتبوا عملية الهروب الكبير الى حيث وعدوا من قبل اسيادهم الذين دمروا العراق واهانوا الامة العربية والاسلامية. ان كل هؤلاء لا يمكن ان يكسروا امواج الشعب العاصفة الهادرة والمقاومة مهما امتلكوا من قوة عسكرية ومن مال.

فكفاكم كذباً واحتيالاً... وكفاكم مغالطة واحتيالاً فقد اصبح القاصي والداني يعرف ان قرار قتل او اغتيال الرئيس القائد الشهيد صدام حسين هو قرار صممه الصهيوني بريمر منفذاً لتوجيهات بوش الذي سبق وان تعهد كما ذكرنا في البدء للامير السفير بقتله.

لقد لقي ذلك القرار صداه في نفوسكم المريضة ونفوس الفرس الحاقدين على العراق كل العراق، الذي بناه قائد العراق التاريخي صدام حسين. وما انتم الا مستأجرين نفذتم المهمة بدقة متناهية، مهمة اغتيال القائد الشهيد، مع الاضافات الخبيثة، واللئيمة والحاقدة، التي قمتم بها اثناء وبعد القتل، في محاولة للتأكيد لأسيادكم بانكم على اتم الاستعداد لذبح العراق من الوريد الى الوريد بأيديكم النجسة،إلا ان العراق كان وسيظل اكبر منكم في كل الحسابات.

المخزي حقاً ان اجداد حكومة المجوس في العراق في الزمان الموغل بالقدم كانوا يقتلون ويسلبون وينتهكون المحرمات لحسابهم المباشر، وقد عرفهم التاريخ العربي بالجرم الغارق بالاطماع. ولم يكونوا «مقاولين» مثلكم.... كانوا مجرمين سفاكين للدم برابرة ولكن كان كل ذلك لإرضاء اطماعهم وطموحاتهم.

اما انتم ايها القتلة فجرمكم وخبثكم وبشاعتكم، تقومون بتوظيفها وفقاً لمخطط مجوسي لإرضاء الامريكان والصهاينة، مقتنعين بانكم تحققون من خلال نظرية «التقية» مكاسب لسيدكم القابع في «قم» الحاقد على العراق وعلى بطل القادسية الثانية القائد الرئيس الشرعي للعراق صدام حسين، شهيد الامتين العربية والإسلامية اليوم.

وفي الاخير انكم ان «شرقتم» فانتم لأجدادكم الفرس، وان «غربتم» فإنكم تتجهون الى احضان مغول القرن الواحد والعشرين وقائدهم الارعن «بوش» الصليبي المتصهين الحاقد على العرب والمسلمين، من اجل هذا كله، نبه الشهيد في وصيته مخاطباً شعب العراق العظيم لاخذ الحيطة والحذر، نبه الى خطورة المؤامرة عليه في هذا الظرف وكيف ينبغي ان يُستدعى معاني الخصوصية العراقية كي يتم تجاوز المخطط للوقوف في وجه المشروع الفارسي الامريكي الصهيوني قائلاً للعراقيين :

((ومنها ان تتذكروا ان الله يسر لكم الوان خصوصياتكم لتكونوا فيها نموذجاً يحتذى بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الاخوي فيما بينكم.. والبناء الشامخ العظيم في ظل اتاحه الرحمن من قدرة وامكانات، ولم يشأ سبحانه ان يجعل هذه الالوان عبثاً عليكم وان ارادها اختباراً لصقل النفوس فصار من هو بين صفوفكم ومن هو من حلف الاطلسي ومن هم الفرس الحاقدين بفعل حكامهم الذين ورثوا ارث كسرى بديلاً للشيطان، فوسوس في صدور من طاوعه على ابناء جلدته او على جاره او سدل لاطماع واحقاد الصهيونية ان تحرك ممثلها في البيت الابيض الامريكي ليرتكبوا العدوان ويخلقوا ضغائن ليست من الانسانية والايمان في شيء... وعلى اساس معاني الايمان والمحبة والسلام الذي يعز ما هو عزيز وليس الضغينة بنيتم واعليتم البناء من غير تناحر وضغينة، وعلى هذا الاساس كنتم ترفلون بالعز والامن في الوانكم الزاهية في ظل راية الوطن في الماضي القريب، وبخاصة بعد ثورتكم الغراء ثورة 17 - 30 تموز المجيدة عام 1968، وانتصرتم وانتم تحملونها بلون العراق العظيم الواحد.... اخوة متحابين، إن في خنادق القتال او في سوح البناء.... وقد وجد اعداء بلدكم من غزاة وفرس، ان وشائج وموجبات صفات وحدتكم تقف حائلاً بينهم وبين ان يستعبدونكم فزرعوا ودقوا اسفينهم الكريه، القديم - الجديد بينكم فاستجاب له الغرباء من حاملي الجنسية العراقية وقلوبهم هواء او ملأها الحاقدون في ايران بحقد وفي ظنهم خسئوا ان ينالوا منكم بالفرقة مع الاصلاء في شعبنا بما يضعف الهمة ويوغر صدور ابناء الوطن على بعضهم بدل ان توغر صدورهم، على اعدائه الحقيقيين بما يستنفر الهمم لاتجاه واحد وان تكون بيارقها وتحت راية الله اكبر، الراية العظيمة للشعب والوطن... الى هذا ادعوكم الان وادعوكم الى عدم الحقد، ذلك لان الحقد لا يترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدل، لانه يعمي البصر والبصيرة، ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه عن التفكير المتوازن واختيار الاصح وتُجَنِبْ المنحرف ويسد امامه رؤية المتغيرات في ذهن من يتصور عدواً....)).

إن التاريخ خير شاهد في حياة الامم، فامتنا بما تمتلكه من اهمية في منظور استراتيجية الموقع والثروة والحضارة كانت وماتزال معرضة للاطماع ومحاولات الاختراق وبث الشقاق والفتن داخل محيطها بين ابنائها او في تحريك جيرانها المحيطين بها في سياق مخططات الاطماع، وما يدور في العراق اليوم بشكل خاص وبقية اقطار الامة ليس بجديد بل هو نوع من التكرار باساليب ووسائل اكثر تطوراً من الحالات التي تعرضت لها الامة في ماضيها البعيد والقريب، فالامبريالية والصهيونية والشعوبية والعرقية تخاف من الوحدة العربية كما تخاف من الاستقرار والوحدة الوطنية داخل كل قطر، لإدراكهم انه كلما استقرت الامة وتغلبت اقطارها على الامراض الاجتماعية كلما قلت فرصها في التواجد والاحتلال والهيمنة، وكلما اتيحت فرصة الاقتراب من حدود الوحدة العربية التي تمثل بالنسبة للعرب نقلة حضارية كبيرة تخيف اعدائها. وهكذا كانت مواجهة الغرب لمحمد علي ثم صلاح الدين ثم جمال عبدالناصر واليوم صدام حسين ومشروعه الحضاري العربي والاسلامي.

اليوم تجد الامة نفسها اضعف من اي حقبة تاريخية بعد ان تمكنت الولايات المتحدة الامريكية والصهيونية العالمية من احتواء معظم الانظمة العربية وتدجينها، حتى باتت كابوساً على جماهير الامة وعقبة في طريق التحرر والتقدم والاستقرار، وباتت الهيمنة الامريكية طاغية على معظم هذه الانظمة، واصبح الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين يعربد في وجه الامة كلها، وليس في مواجهة اشقائنا في فلسطين، وفي الحدود الشرقية للوطن الكبير اضحى النظام الفارسي غولاً مرعباً يهدد العرب، موظفاً الطائفية تارة، ومحركاً قضايا الحدود تارة اخرى، في سياق اطماعه التوسعية المعروفة عبر التاريخ الطويل.

ويأتي اغتيال القائد العظيم صدام حسين ليصب الزيت على النار ومهما حاولت انظمة الطوائف المغالطة فان حقائق التاريخ والجغرافية تؤكد ذلك، فاعداء الامة يعرفون من اين تؤكل الكتف ومتى يدقون اسفينهم القاتل، وتأتي الاستراتيجية الامريكية الجديدة القديمة لتؤكد ما نقول، مستعرضة القوة ولغة القوة لحماية « الفوضى المنظمة وتوسيع دائرة الحرائق والخراب وجر الجميع الى ا لمحرقة الجماعية التي حُضِّرت وعزز عملية التحضير لها امريكاالمتصهينة والمجوس الصفويون الذين يرقصون على اشلاء ابناء العراق بنشوة مجوسية حاقدة متشفية.

في الماضي البعيد قتلوا عمر ثم عثمان ثم علي والحسين عليهم السلام واليوم يغتالون صدام لعلهم يقتلون مشروعه ويجهزون على نهضة الامة ويمنعون وحدتها ويفرضون عليها مشروعهم « الشرق الاوسط الجديد » «بمخاض مؤلم» كما يقولون فيجعلون من كل قطر عالم لحاله ان لم نقل «امة» حتى يمكنوا الكيان الصهيوني كي يسود ويسيطر، في ظل «الفوضى المنظمة».

وامام هذا كله ليس امام الجماهير العربية الا الثورة والمقاومة حتى تحمي هويتها وتحفظ شخصية الامة امام قطار العولمة الامريكي الصهيوني، وليس امام القوى الحية في الامة من خيار غير التداعي للخروج بمشروع نضالي متكامل، يعيد للامة هيبتها وينقلها نقلة نوعية، تحررها من سياسة الخنوع والاذلال المفروضة عليها، حينئذ ننتصر لعمر المختار وعبدالناصر وياسر عرفات وصدام حسين، نعم ننتصر للماضي الكسيح الذي خلفه لنا الاستعماريون ولمشاريع النهوض العربية التي عُطلت وعُرقلت بفعل التداخل الامبريالي الصهيوني الرجعي وأُجهضت بقوة الصواريخ العابرة والطائرات القاصفة والبوارج الحربية كما حدث في العاراق (91-2003)م، فنعيد للامة ثقتها بنفسها فتنهض من جديد لتواجه التحدي التاريخي الكبير، انها لحظة جد، فحيَّ على العمل، فلتكن غضبتنا منطلقاً للتحرر والوحدة، وليكن منهجنا النضالي رداً عملياً على منطقهم وعلى منهجهم «الفوضى المنظمة» التي دعوا لها ويمارسونها في العراق وفلسطين.

اننا اليوم وبعد غياب جسدك عنا ايها الشهيد العظيم ستظل، ايها العملاق، ما ظلت المبادئ والقيم الكبيرة في الامة وسيظل كل من عرفك يردد ما قاله احد الشعراء الاوفياء، في قصيدة لكاتبها، لك ولأمتك ايها الشهيد :

((وا اسفاً عليك
لو ينفع الأسف !!
حضرت قباب الاولياء
تجر خلف دموعها كل الجوامع والكنائس
والله ميتتُك المهيبة مالها ابداً منافس
ها انت ثانية بها مرغت انف بلاد فارس
نزفوا امامك مثلما
من قبل عشرين مضت نزفوا
هي ميتةٌ شرف
هي متية شرف
لا بأس يا ابن ابيك
قبلك اوقفوا صوت الحسين
لكنهم لم يوقفوا دمه الذي يجري بأرض الرافدين
صارت دماهُ فماً وشعفته يدين
قتلوه.... تباً تطعن الجسد الصبور
وكفاً بها لطموا الصدور
هو ديدن الجبناء على مر الدهور
فقدوا الرجولة حين ناموا تحت أحذية الغزاة
فقدوا الحياة
كل العمائم عاهرات
كل الفتاوى عاهرات
إن لم تكن إطلاقة بالبندقية)).
الخلود لك والجنة مثواك
واللعنة والعار لقاتليك من الفرس والامريكان والصهاينة.

نقلا عن شبكة البصرة
 

السبت 24 ذو الحجة 1427 / 13 كانون الثاني 2007