سرمد العراقي

شبكة المنصور

 

                                     

 


محافظة كربلاء واحدة من بين محافظات القطر التي شهدت تفجيرات عنيفة ومتوالية رغم انها تتمتع بأربعة انطقة من الحماية الامنية تشكلها قوات الشرطة والحرس الوطني والمليشيات الطائفية وقوات الاحتلال ، وهذه القوات في حالة تأهب مستمرة ودائمة كما انها مستنفرة على الدوام بسبب الطبيعة الدينية التي تتميز بها محافظة كربلاء الأنها تشهد على الدوام مناسبات دينية يزيد عددها على ثلاث اضعاف اشهر السنة اي تقام ستة وثلاثون مناسبة دينية في السنة الواحدة .

ناهيك عن اجراءات الحماية اليومية للزوار الايرانيين ومن معهم (( من رجال اعمال والتجار والمشرفين على السياحة الدينية والجواسيس )) والتي تتم برعاية السفارة الايرانية وقنصليتها في كربلاء بالاتفاق مع الحكومة العراقية ، واجراءات الحماية تلك تنفذها طواقم ايرانية ذات تدريب وامكانيات خاصة بغية المحافظة على هؤلاء الزوار من انفضاح امر المندسين بينهم وطبيعة والمهمات المكلفين بها ، وهذه الجهات الامنية الايرانية توفر لهم الحماية في الفنادق والمطاعم والاسواق وكذلك الطرق التي يمرون بها في الذهاب والاياب .

كما ان محافظة كربلاء تسكنها غالبية شيعية تؤيد بقدر واخر السلطة والاحزاب الطائفية الموالية للاحتلال وليس من بين سكنة كربلاء من ينتمي الى (( التكفيريين او النواصب او الصداميين )) .

ومحافظة كربلاء ليس من المحافظات الحاظنة للارهابيين كما هو حال بعض المحافظات الاخرى كما يدعي المسؤولين الحكوميين .

كل هذه العوامل الايجابية متوفرة في المحافظة من حيث البيئة والتنظيم الامني المتميز كما يصفها المعنيين والتركيبة السكانية الخالية من التداخلات المذهبية او العرقية اوالطائفية المناهضة للخط العام للسياسة التي تنتهجها اجهزة المحافظة ...

ولكن التفجيرات طالت مناطق عديدة في المحافظة وبصورة متوالية واوقعت تضحيات كبيرة جداً بين صفوف المواطنيين الابرياء .

اذاً من وراء تلك تفجيرات يوم 28/4/2007 ؟؟؟... وكيف حدثت ؟؟؟

تشير المعلومات المؤكدة ان جهات وطنية حريصة على ابناء كربلاء سربت بدقة وبتأكيد قبل يومين من وقوع التفجير اي يوم 26/4/2007 معلومات عن نية جهات معينه بالقيام بنشاط تخريبي في مركز المحافظة وبالتحديد يستهدف الزوار الايرانيين ومجاميع الحماية التي ترافقهم وستكون الضربة قوية ومؤثرة جداً .

وتأكيداً لهذا الموضوع فقد صرح احد مسؤولي محافظة كربلاء قبل الحادث بيوم واحد من شاشة احد الفضائيات عن الاستعدادات الامنية المشددة لاحباط اي عملية تستهدف محافظة كربلاء ومن هذا التصريح تأكد يقيناً للجهة الوطنية التي سربت المعلومات الى مسؤولي محافظة كربلاء ان المعلومة قد اصبحت في متناول ايديهم وسوف يتصرفون بضؤها ويحبطون العملية .

ولكن في اليوم التالي اتضح ان الاجراءات الامنية التي يتحدثون عنها عاجزة تماماً عن التعرض لاي قوة ذات فاعلية وان نشاطها يقتصرعلى متابعة نشاط القوى الوطنية من المواطنين البسطاء ومن الزوار العراقيين والداخلين والخارجين من ابناء المحافظة .

اما نشاطها اتجاة الشركات الامنية الايرانية والامريكية العاملة على الساحة العراقية فهو يكاد لايذكر بل هو عامل مساعد لتنفيذ نشاطاتهم اي كان نوعها وتسهيل حركتهم في المحافظة لانها غير قادرة على التعرض للشركات الامنية الامريكية او الايرانية المتصارعة فيما بينها والتي تجوب المحافظة على مدار الساعة فهنا تتلاشى الجدوى من تلك الاجراءات الحكومية .

ومن المفيد ان نشير الى كلمة باتريوس قائد القوات الامريكية في العراق التي القاها في الكونكرس الامريكي حينما تطرق الى الخرق الامني في محافظة كربلاء وأدى الى مقتل عدد من الجنود الامريكان وتمكن الفاعلين من الوصول الى داخل مبنى المحافظة ( غرفة التنسيق المشترك ) لولا وجود تواطىء وقد القاء بالمسؤولية على قوات الحرس الثوري / قوات القدس والمتعاونين معهم من اتباعهم العراقيين ...

ولعله من المعروف عندما يواجه قائد عسكري ميداني ضربة من خصومه ويتعرض لخسارة فلابد له من ان يشن هجوماً مضاداً مباغتاً على خصومه وبضوء هذا المبداء فلابد للامريكان من تصفية حساباتهم مع الايرانيين في ذات الساحة المهيئة للعمل المضاد التي تكبدوا فيها الخسارة فلامريكان بسبب ضعف اجهزة السلطة امامهم فهم قادرين للوصول لاهدافهم اينما تكون بسبب التسهيلات التي يتمتعون بها ... ولذلك وجهت ضربة قوية لاجهزة الحماية الامنية الايرانية في كربلاء وسقوط اعداد منهم كعقاب للايرانيين كافة وبالتحديد القنصلية الايرانية هناك ومن خلالهم للقيادة الايرانية .

وخروج ابناء كربلاء في تظاهرات كبيرة ضد القنصلية لانهم يدركون ان ما يحدث في كربلاء هو بسبب النشاطات التخريبة الايرانية لايذاء الامريكان وان ذلك يؤثر على الوضع الامني وينعكس على حياة المواطن الكربلائي .

اما صمت الحكومة واجهزتها ومحاولة التعتيم على هذا الموضوع وكذلك الاحزاب الطائفية في شجب واستنكار تلك الجرائم فانه بسبب التواطىء المزدوج مع الامريكان وعدم احباط الجريمة وهي لديها المعلومات الكافية لذلك التواطىء ضد الايرانيين والشركات الامنية الايرانية والسماح للامريكان من الوصول للاهداف المراد الوصول اليها مما ادى الى تلك الاضرار والخسائر التي اصابت المواطنين ...

فهذا الضعف والخنوع والعبودية والتبعية المزدوجة في الولاء للامريكان تارة وللايرانيين تارة اخرى جعلها غير قادرة على التصرف وضبط الامن لا في بغداد ولا في المحافظات العراقية الاخرى ...

والا كيف تقصف مناطق ريف الدورة ( قرية البو عيثة وعرب الجبور ) بالمدفعية الثقيلة منذ ما يزيد على الشهرين وليس هناك من المسؤولين من يرفع صوته استنكاراً ضد هذه الاعمال البربرية .

لقد كان القائد صدام حسين يتخذ كافة الاجراءات الدبلوماسية والقانونية التي تجبر الجانب التركي لوقف اعتداءته ضد الاكراد في شمال العراق رغم ان الاكراد تحت المظلة الامريكية بعد عام /1991 وفي اغلب التوقعات فان الاكراد وصراعاتهم الداخلية وارتباطاتهم تؤدي لتجاوزات على الاراضي التركية انذاك ولكن المسؤولية الاخلاقية تلزم المسؤولين الحكوميين من الدفاع عن حقوق الشعب تحت اي ظرف ...

 

                                      شبكة المنصور

                                    01 / 05 / 2007

تفجيرات كربلاء وتواطئ الحكومة